الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله.
أما بعد //
حياكن الله .. أخواتي في الله
بعد أيام قلائل ستقدم علينا بإذن الله
عشر عظيمات .......
إنها عشر ذو الحجة !
.. فهيَّـا بنَا لنُقبِـل عليهَا بهمِّـة وعَزيمـة ..
و نستعين بالله وحده و نتوكل عليه بأن يوفقنا
لأن نعمل فيها العمل الصالح الذي يرضيه و يرفعنا به درجات ..
فلنشمِّـر عَن سَواعِدنا ونَنهـل مِن فيضِ عطائها ..
و لننفض غبَـار الكسَـل مِن طُرقاتِنا ..
هِـي أيَّـام مُباركـة ؛و هي أفضل أيـــام الدنيا
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"أفضل أيام الدنيا أيام العشر" . [ صحيح / صحيح الجامع الصغير، (1133) ].
أخواتي في الله ......
قد تتساءل إحداكن ما هي مميزاتها عن غيرها ؟
الإجابة
أولا :
أن الله تعالى أقسم بها في كتابه وإذا أقسم الله بشيء دل هذا على عظم مكانته وفضله،
إذ العظيم لا يقسم إلا بالعظيم، قال تعالى :
( وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ ) سورة الفجر ،
والليالي العشر هي عشر ذي الحجة كما قال ابن القيم ،
وهي الأيام المعلومات في قوله تعالى:
(وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ) قال ابن عباس: أيام العشر كما في تفسير ابن كثير.
ثانيا :
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شهد لها بأنها افضل أيام الدنيا
فعن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( أفضل أيام الدنيا العشر – يعني : عشر ذي الحجة - . قيل :
ولا مثلهن في سبيل الله ؟ قال :
ولا مثلهن في سبيل الله ، إلا رجل عفر وجهه بالتراب . الحديث ) صحيح الترغيب
ثالثا :
اشتمالها على أعمال الحج: الذي هو من أفضل الأعمال وأعظمها أجرا؛
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
( سُئل رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : أيُّ الأعمالِ أفضلُ ؟
قالَ إيمانٌ باللهِ قالَ : ثمَّ ماذا ؟ قالَ الجهادُ في سبيلِ اللهِ
قالَ : ثمَّ ماذا ؟
قالَ: حجٌّ مبرورٌ . وفي روايةِ محمَّدِ بنِ جعفرٍ قالَ إيمانٌ باللَّهِ ورسولِهِ .) صحيح مسلم
رابعا :
اشتمالها على يوم عرفة وهو اليوم الذي يباهي الله بأهل الموقف ملائكته
ففي الحديث: [وأما وقوفك بعرفة ؛ فإن الله عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا
فيباهي بهم الملائكة ، فيقول : هؤلاء عبادي جاؤوني شعثا غبرا من كل فج عميق ،
يرجون رحمتي ويخافون عذابي ولم يروني ، فكيف لو رأوني ؟ ] صحيح الجامع ،
هذا مع ما فيه من مغفرة الذنوب للعباد وبسط يد الرحمة والعفو والتوبة.
وما جعل الله للصائم فيه من مغفرة ذنوب سنتين جميعا.
خامسا:
فيها يوم الحج الأكبر: الذي هو خير أيام الدنيا على الإطلاق
وهو أعظم الأيام حرمة عند الله تعالى ،
قال ابن القيم رحمه الله: "خير الأيام عند الله يوم النحر، وهو يوم الحج الأكبر"
كما في سنن أبي داود عنه صلى الله عليه وسلم قال:
[إن أعظم الأيام عند الله تبارك وتعالى يوم النحر ثم يوم القر] صحيح أبي داوود
ويوم القر هو يوم الاستقرار في منى، وهو اليوم الحادي عشر.
وأكثر الناس يغفل عن فضيلة هذا اليوم فلينتبه.
سادسا :
فيها أيام منى: التي هي أيام رمي الجمار وهي عيد أهل الإسلام
وأيام أكل وشرب وذكر لله تعالى ، ثم ما فيها من الأضاحي والتزام أمر الله
وإحياء سنن المرسلين محمد وإبراهيم عليهما أزكى الصلوات والتسليم.
سابعا :
اجتماع أمهات العبادة فيها ، قال الحافظ ابن حجر في الفتح:
(والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه،
وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتى ذلك في غيره.)
ثامنا :
فضل العمل في أيام العشر، فقد روى البخاري وغيره عن ابن عباس رضي الله عنهما:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
[ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام يعني أيام العشر
قالوا يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله قال :
ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء] صحيح أبي داوود
فهل بعد كل هذا تتكاسلي أختي الغالية ؟!
أما آن تكون هذه العشر بداية انطلاقة للعودة
إلى الله تعالى ؟! ....
للعودة إلى الحياة السعيدة ؟! و اللحاق بركب
التائبين إلى الله تعالى و لتذوقي حلاوة الإيمان
و القرب من الله سبحانه و تعالى ؟!
هيا أختي في الله أقبلي و أسرعي ...!
و استثمري حياتك فيما يحبه الله و يرضاه.
وفقني الله و إياك للإيمان الصحيح
؛ والعمل الصالح الذي يرضاه ().
و صل اللهم و سلم على نبينا محمد.
ـ من إعدادي مع الاقتباس ـ
التعديل الأخير:
