رمضان شمّر ساعدي الفراق
وحمل عدة السفر ..
وأوشك على تلويحة الوداع ..
فياترى من كتب منّا في سجل السعداء؟
فكان مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ؟
ومن الذي ترك على بياض صفحته شائبة ؟
ومن الذي غلبت عليه شقوته،
فلم يفقه أين تكمن ورود الطاعة؟
واندسّ بين الأشواك ..
فحصد الجوع وباء بالعطش؟
وتاهت خطاه عن مروج الخير
فأمعن في لافح الهجير ..
وعاد خالي الوفاض ؟!
لنسأل أنفسنا .. ونستعيد ..
- ونحن نتعلق بأطراف رمضان
وتوشك أناملنا أن تفلت أردانه
المضمخة بشذى عطايا الرحمن -
صور أعمالنا التي ستنقش حناءها في كتابنا
وتغلق عن قريب :
هل صامت معنا جوارحنا ؟
أم أفلتت من عقالها .. فتركناها سائمة ؟
هل صامت أعيننا عن مسارقة النظر إلى الحرام ؟
أم خانتنا وتبعناها ؟
وهل كفّت ألسنتنا عن لغو الكلام وسقط الحديث
أم اجترحت الهفوات واقترفت السيئات؟
من طعن الغيبة ، ولافح الظن ، وسموم الكذب ؟
لنستعد معاً ذكرى ليالي رمضان التي تصرمت ..
كيف أحييناها ..?
هل أدينا فيها حق العبادة للمعبود من :
تهجد وقيام
وتلاوة ودعاء..
وركوع وسجود..؟
أم قصرت فيها أيدي الطاعة عن قطف ثمار التعبد ؟
هل سبقتنا خطانا للمساجد في القيام ؟
وهل خشعت قلوبنا وذابت أرواحنا في تراتيل لياليه ؟
ونحن بين الظهور المنحنية ..
والنفوس الراجية ..
والقلوب المتهدجة ..
في بيوت الرحمن ...؟
هل أقرت دموعنا المنهمرة بتقصيرنا؟
وأجهشت عيوننا من خشية الله؟
وتسربت ذنوبنا مع الساكب الهتون ؟
واستغرقتنا العبادة .. فسمت بنا في ملكوت الأرواح؟
أم أننا لم نبلغ درجات التطهر من علائق النفس
فبقي في داخلنا شيء لم يفلت من قفص الذنوب؟
شيء لازال يرجو الفرار إلى سماء عتق
من ربقة بقايا المتراكمات ؟
سماء عبودية الخالق وحرية المخلوق ؟
هل .. ؟ وهل ..؟ وهل ..؟
ولكن ..!
دعونا لانغفل طرفة عين ..
أن رحمة الله واسعة ..!!
وبابه مشرع للآيبين..
فلنواصل بما تبقى من رمضان
الاغتراف من بحر الطاعات
ولنعود قلوبنا الصوم عن الكراهية البغضاء
ولنستمر في غرس زهور المحبة فيها
ونستزيد من الخيرات ..
عسى الله أن يغسل ذنوبنا بسابغ رحمته
ويتوج آعمالنا في هذا الشهر بقبول التوبة
حديث الروح /
ولي نبض آخر