مجموعة مواضيع تخص التوكل على الله

مؤمنه بربي

New member
إنضم
9 سبتمبر 2011
المشاركات
397
مستوى التفاعل
0
النقاط
0



السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ
هنا سأضع كل مالدي فيما يخص التوكل على الله
لنستفيد اكبر قدر ممكن ونطبق ،..
كيفية التوكل على الله
الخطوة1: ضع في ذهنك الآن شيئا معينا تحبه وترغب في أن يتحقق لك..أوشيئا لاتحبه وتريد التخلص منه
خطوة2: نريدك الآن أن تتخذ قرارا جديدا هو:أن تفوض مهمةإنجاز هذا الشيء إلى الله..أي:أنك قد أوكلت الله وحده بتحقيق رغبتك
ياجماعةقبل أن ننتقل..نريد أن نطبق المرحلة2 من كل قلبنا..نريد أن يرى الله قلوبنا فعلا قد فوضت الأمر له وبكل صدق الآن
إذاكنت قد طبقت المرحلة2 وأنت واثق بالله فستشعربراحة..لأن هذا الإله الذي اعتمدت عليه قد وعدك بتحقيق رغبتك فقال:ومن يتوكل على الله فهوحسبه
المرحلة3: هي"بذل الأسباب" ومعناها: أن تفعل كل مابوسعك للحصول على هذا الشيء الذي توكلت على الله لأجله..إلى أن يحصل لك


س:المتوكل وغيرالمتوكل كلاهما يبذل السبب..فما الفرق بينهما؟
ج:غيرالمتوكل يتعلق بالأسباب..والمتوكل قلبه معلق بالله فقط
ابذل الأسباب ولكن لا تعتمد عليها..لاتعتمد على دوائك ولامذاكرتك ولا واسطتك ولاقوتك بل اعتمد على الله وحده لاشريك
يعني نحن نفعل الوسائل التي توصلنا لرغباتنا "بذل الأسباب"ولكننا نستحضرأثناء فعلها انها ليست هي التي ستوصلنا للهدف بل الله هوالذي يوصلنا
سأعطيك مثال
لووعدك الملك ببيت وطلب منك صورة جوازك ليسجل البيت باسمك..فهل قلبك سيعتمد على الملك في الحصول على البيت ام على الصورة؟
طبعا قلبك سيعتمد على الملك وليس على صورة جواز السفر.. لأن كثيرا من الناس لديهم جوازات سفر ولكن الملك لم يعطهم بيتا.
لله المثل الأعلى..علينا إذاتوكلنا على ملك الملوك أن نفعل الأسباب التي طلبها منا "كالتداوي والمذاكرة..إلخ"ولكن لانعتمد عليها بل نعتمد عليه.
____________
التوكل على الله عز وجل وتفويض الأمر إليه :

يقول ابن القيم رحمه الله " فمن علم أن الله على كل شيء قدير، وأنه المتفرد بالاختيار والتدبير، وأن تدبيره لعبده خير من تدبير العبد لنفسه وأنه أعلم بمصلحة العبد من العبد وأقدر على جلبها وتحصيلها منه وأنصح للعبد لنفسه وأرحم به منه بنفسه، وأبرّ به منه بنفسه.

وعلم مع ذلك أنه لا يستطيع أن يتقدم بين يدي تدبيره خطوة واحدة ولا يتأخر عن تدبيره له خطوة واحدة، فلا متقدم له بين يدي قضائه وقدره ولا متأخر، فألقى نفسه بين يديه وسلم الأمر كله إليه، و انطرح بين يديه انطراح عبد مملوك ضعيف بين يدي ملك عزيز قاهر، له التصرف في عبده بما شاء ، وليس للعبد التصرف فيه بوجه من الوجوه ، فاستراح حينئذ من الهموم والغموم والأنكاد والحسرات، وحمل كل حوائجه ومصالحه من لا يبالي بحملها ولا يثقله ولا يكترث بها، فتولاها دونه وأراه لطفه وبره ورحمته وإحسانه فيها من غير تعب من العبد ولا نصب ، ولا اهتمام منه، لأنه قد صرف اهتمامه كله إليه وجعله وحده همه، فصرف عنه اهتمامه بحوائجه ومصالح دنياه ، وفرغ قلبه منها ، فما أطيب عيشه وما أنعم قلبه وأعظم سروره وفرحه.

وأما من أبى إلا تدبيره لنفسه واختياره لها واهتمامه بحظه دون حق ربه، خلاه وما اختاره وولاه ما تولى فحضره الهم والغم والحزن والنكد والخوف والتعب، وكسف البال وسوء الحال ، فلا قلب يصفو، ولا عمل يزكو، ولا أمل يحصل ، ولا راحة يفوز بها ، ولا لذة يتهنى بها، بل قد حيل بينه وبين مسرته وفرحه وقرة عينه . فهو يكدح في الدنيا كدح الوحش ولا يظفر منها بأمل ولا يتزود منها لمعاد. " الفوائد لابن القيم ص : 209
______________________
يقول ابن القيم: فالقوة كل القوة في التوكل على الله

كما قال بعض السلف : من سره أن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله.
زاد المعاد [331/2]
______________________
أريد شرحا وافيا لهذا الحديث حتى نفهمه الفهم الصحيح‏:‏ ‏"‏لو تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا‏"‏‏؟‏

ج 6‏:‏ الحديث عن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ لو أنكم توكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا رواه الإمام أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن حبان والحاكم‏,‏ وقال الترمذي‏:‏ حسن صحيح‏.‏

حقيقة التوكل هو صدق اعتماد القلب على الله عز وجل في استجلاب المصالح ودفع المضار من أمور الدنيا والآخرة‏.‏ ومعنى الحديث أن الناس لو حققوا التوكل على الله بقلوبهم واعتمدوا عليه اعتمادا كليا في جلب ما ينفعهم ودفع ما يضرهم وأخذوا بالأسباب المفيدة لساق إليهم أرزاقهم مع أدنى سبب‏,‏ كما يسوق إلى الطير أرزاقها بمجرد الغدو والرواح‏,‏ وهو نوع من الطلب ولكنه سعي يسير‏,‏ وتحقيق التوكل لا ينافي السعي في الأسباب التي قدر الله سبحانه وتعالى المقدرات بها وجرت سننه في خلقه بذلك فإن الله تعالى أمر بتعاطي الأسباب مع أمره بالتوكل‏,‏ فالسعي في الأسباب بالجوارح طاعة والتوكل بالقلب عليه إيمان به‏,‏ قال تعالى‏:‏ "واتقوا الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون "فجعل التوكل مع التقوى التي هي القيام بالأسباب المأمور بها والتوكل بدون القيام بالأسباب المأمور بها عجز محض وإن كان مشوبا بنوع من التوكل‏,‏ فلا ينبغي للعبد أن يجعل توكله عجزا ولا عجزه توكلا‏,‏ بل يجعل توكله من جملة الأسباب التي لا يتم المقصود إلا بها كلها‏.‏

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز
نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي
عضو عبد الله بن غديان
عضو عبد الله بن قعود
_______________________

قال الشيخ العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي – رحمه الله تعالى – :

” التوكل على الله والاستعانة به خلق جليل يضطر إليه العبد في أموره كلِّها دينيِّها ودنيويها، لأنَّه وإن كان الله تعالى قد أعطى العبد قدرة وإرادة تقع بها أفعاله الاختيارية، ولم يجبره على شيء منها، فإنَّه لا حول له ولا قوة إلا بالله، فإذا اعتمد بقلبه اعتماداً كلياً قوياً على ربه في تحصيل وتكميل ما يريد فعله من أمور دينه ودنياه، ووثق به أعانه وقوّى إرادته وقدرته، ويسّر له الأمر الذي قصده، وصرف عنه الموانع أو خففها، وتضاعفت قوة العبد وازدادت قدرته، لأنَّه استمد واستماح [1] من قوة الله التي لا تنفد ولا تبيد.
والتوكل الحقيقي يطرد عن العبد الكسل، ويوجب له النشاط التام على الأمر الذي توكل على الله به، ولا يتصاعب شاقاً، ولا يستثقل أي عمل، ولا ييأس من النجاح وحصول مطلوبه، عكس ما يظنه بعض المنحرفين الذين لم يفهموا معنى التوكل، أو فهموه لكن إنكار القدر والقضاء صرفهم عن الحق، فحسبوا أنَّ التوكل يضعف الهمة والإرادة، وأساؤوا غاية الإساءة حيث ظنوا بربهم الظن السوء، فإنَّ الله أمر بالتوكل في آيات كثيرة.
وأخبر أنَّه من لوازم الإيمان ووعد المتوكلين: الكفاية وحصول المطلوب، وأخبر أنَّه يحبهم، وأنَّه لا يتم الدين إلا به، ولا تتم الأمور إلا به، فالدين والدنيا مفتقرات إلى التوكل.
قال تعالى: {وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } [المائدة: 23] ، {فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ } [هود: 123] ، {فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ } [التوبة: 129] ، عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا } [الأعراف: 89] ، {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ } [الطلاق: 3] ، {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) }.

وللتوكل فوائد عظيمة:

منها: أنَّه لا يتم الإيمان والدين إلا به، وكذلك لا تتم الأقوال والأفعال والإرادات إلا به.

ومنها: أنَّ من توكل على الله كفاه، فإذا وعد الله عبده بالكفاية إذا توكل عليه، عُلِمَ أنَّ ما يحصل من الأمور الدينية والدنيوية، وأحوال الرزق وغيرها بالتوكل أعظم بكثير مما يحصل إن حصل إذا انقطع قلب العبد من التوكل.

ومنها: أنَّ التوكل على الله أكبر سبب لتيسير الأمر الذي تُوكِّل عليه [2] وتكميلِه وتتميمِه، ودفع الموانع الحائلة بينه وبين تكميله.

ومنها: أنَّ المتوكل على الله قد علم أنَّه اعتمد في توكله، واستند إلى من جميعُ الأمور كلِّها في ملكه، وتحت تصريفه وتدبيره، ومن جملتها: فعل العبد، فكلما فترت همته وضعف نشاطه أَمَدَّه هذا التوكل بقوة إلى قوته، وقد وثق بكفاية ربه، والوثوق والطمع في حصول المطلوب لا شك أنَّه من أعظم الأسباب الباعثة على الأعمال المرغبة فيها، وهذا أمر مشاهد معلوم.

ومنها: أنَّ المتوكل على الله حقيقة قد أبدى الافتقار التام إلى ربه، وتبرأ من حوله وقوته، ولم يعجب بشيء من عمله، ولم يتكل على نفسه لعلمه أنَّها ضعيفة مهينة، سريعة الانحلال، بل لجأ في ذلك إلى ربه، مستعيناً به في حصول مطلوبه.

وهذا هو الغنى الحقيقي، لأنَّه استغنى بربه وكفايته، وهو مع ذلك قد أبدى غاية المجهود، فتبين أنَّ التوكل لا ينافي القيام بالأسباب الدينية والدنيوية، بل تمامه بفعلها بقوة صادقة وهمة عالية، معتمدة على قوة القوي العزيز ” انتهى

المصدر : كتاب الشيخ المسمى ” فتح الرحيم الملك العلام في علم العقائد و التوحيد و الأخلاق و الأحكام المستنبطة من القرآن ” [117 - 119 ]

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] : في القاموس المحيط (310): «استمحته: سألته العطاء».
[2] : لعل العبارة: «الذي تُوكِّل عليه فيه».
____________________
التوكل والأخذ بالأسباب
السؤال : يقول السائل: حصل نقاش حول مسألة التوكل والأخذ بالأسباب، وتوكل بعض الصالحين كتوكل مريم والتي تأتيها فاكهة الصيف في الشتاء والعكس، ولم تتخذ الأسباب بل انقطعت للعبادة. فأفيدونا في ذلك بارك الله فيكم.

الجواب : التوكل يجمع الأمرين، فالتوكل يجمع شيئين:

أحدهما: الاعتماد على الله والإيمان بأنه مسبب الأسباب، وأن قدره نافذ وأنه قدر الأمور وأحصاها وكتبها سبحانه وتعالى.

الشيء الثاني: تعاطي الأسباب فليس من التوكل تعطيل الأسباب بل من التوكل الأخذ بالأسباب والعمل بالأسباب، ومن عطلها فقد خالف شرع الله وقدره، فالله أمر بالأسباب وحث عليها سبحانه وتعالى وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم بذلك.

فلا يجوز للمؤمن أن يعطل الأسباب، بل لا يكون متوكلاً على الحقيقة إلا بتعاطي الأسباب، ولهذا شرع النكاح لحصول الولد، وأمر بالجماع، فلو قال أحد من الناس: أنا لا أتزوج وأنتظر ولداً من دون زواج، لعُدَّ من المجانين، فليس هذا من أمر العقلاء، وكذلك لا يجلس في البيت أو في المسجد يتحرى الصدقات ويتحرَّى الأرزاق تأتيه، بل يجب عليه أن يسعى ويعمل ويجتهد في طلب الرزق الحلال.

ومريم رحمة الله عليها لم تدع الأسباب؛ فقد قال الله لها: وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا[1]، هزت النخلة وتعاطت الأسباب حتى وقع الرطب، فليس من عملها ترك الأسباب، ووجود الرزق عندها وكون الله أكرمها وأتاح لها بعض الأرزاق وأكرمها ببعض الأرزاق لا يدل على أنها معطلة الأسباب، بل هي تتعبد وتأخذ بالأسباب وتعمل بالأسباب.

وإذا ساق الله لبعض أوليائه من أهل الإيمان شيئاً من الكرامات فهذا من فضله سبحانه وتعالى، لكن لا يدل على تعطيل الأسباب، وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((احرص على ما ينفعك واستعن ولا تعجز))[2]، وقال الله سبحانه وتعالى: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ[3].

[1] سورة مريم الآية 25.

[2] رواه مسلم: كتاب: القدر، باب: في الأمر بالقوة وترك العجز، رقم (2664).

[3] سورة الفاتحة الآية 5.

فتاوى نور على الدرب المجلد الأول

المصدر
http://www.binbaz.org.sa/mat/21568
 

مؤمنه بربي

New member
إنضم
9 سبتمبر 2011
المشاركات
397
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
باب التوكل على الله ��
للعلامة #الجامي رحمه الله

http://t.co/GjBzNuwmfE
بعض الفوائد المقيدة من التفريغ :
التوكل :
ركن من اركان الايمان ولايجوز صرفه لغير الله .
التوكل هو عمل قلبي وهو اعتماد القلب على الله تعالى
والتوكل لا ينافى تعاطي الاسباب وتعاطي الاسباب لاتنافي التوكل ،لان معنى التوكل ليس عمل الجوارح هو عمل القلب كما قال الامام احمد ابن حنبل رحمه الله
التوكل كله لله لا يعتمد لغير الله
الاعتماد اذا صرف لغير الله تعالى يكون شرك اكبر
من اعتمد على غير الله فيما لايقدر عليه الا الله فهو شرك أكبر كان يعتمد على رزقه
الاعتماد على غير الله يعد شرك اكبر ،
الاعتماد على الله مع تعاطي الاسباب
قال ابن عباس : حسبنا الله ونعم الوكيل
وقال ابراهيم حسبنا الله ونعم الوكيل لصدقه في توكله واعتماده على الله قال تعالى للنار :
(( يانار كوني برداً وسلاماً على ابراهيم ))

مسائل التوكل :
أولاً : ان التوكل من الفرائض ومن اركان الاسلام ولايجوز تركه لغير الله.
ثانياً : انه من شروط الايمان
((وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مومنين))ربط بأن الشرطيه
اذاً التوكل من شروط الايمان فمن فقد التوكل اما يزول ايمانه كلياً على حسب زواله واما ينقص التوكل
ان نقص التوكل نقص الإيمان ان زال التوكل زال الايمان .
ثالثاً: تفسير ايه الانفال
رابعاً: تفسير ايه الطلاق
عظم شان هذه الكلمه انها قول ابراهيم ومحمد عليهم الصلاة والسلام ويشرع لاتباع محمد ان يقولوا في الشدائد .
 

مؤمنه بربي

New member
إنضم
9 سبتمبر 2011
المشاركات
397
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
��التوكل سلاح قوي



‏العلامة ابن القيم:

إن المؤمن المتوكِّل على الله إذا كاده الخَلْق فإنَّ الله يكيد له وينتصر له بغير حول منه ولا قوَّة

إعلام الموقعين ٣-٢٢٠
 

حديث الروح

*مشرفة ساحة الابداع و المنتديات الإسلامية*
إنضم
30 سبتمبر 2011
المشاركات
10,233
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الإقامة
الكويت
بارك الله بك
ملف قيم
وننتظر إضافاتك
جزاك الله خيراً
 

feryal-

New member
إنضم
18 يناير 2016
المشاركات
12
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
شكرا لك علي مجهودك جزاكي الله خيرا
 

حديث الروح

*مشرفة ساحة الابداع و المنتديات الإسلامية*
إنضم
30 سبتمبر 2011
المشاركات
10,233
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الإقامة
الكويت
حقيقة التوكل على الله :

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. وبعد.
فيكون الإنسان متوكلاً على الله؛ بأن يصدق الاعتماد على ربه عز وجل؛ حيث يعلم أنه سبحانه وتعالى بيده الخير، وهو الذي يدبر الأمور، ولقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عباس : ( يا غُلام ! إني أُعلّمُكَ كلماتٍ، احفظِ الله؛ يحفظك، احفظ الله؛ تجِدهُ تُجَاهكَ، إذا سألت؛ فاسأل الله، وإذا استعنتَ؛ فاستعن بالله، واعلم أنّ الأمّة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء؛ لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء؛ لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ) رواه الإمام أحمد في " مسنده " ( 1/293 ) من حديث عبد الله بن عباس، ورواه الترمذي في " سننه " ( 7/203 ) من حديث عبد الله بن عباس . (15).
بهذه العقيدة يكون الإنسان معتمدًا على الله جل وعلا، لا يلتفت إلى من سواه .
ولكن حقيقة التوكل لا تنافي فعل الأسباب التي جعلها الله تبارك وتعالى سببًا، بل إن فعل الأسباب التي جعلها الله تعالى سببًا - سواء كانت شرعية أم حسية - هي من تمام التوكل، ومن تمام الإيمان بحكمة الله عز وجل؛ لأن الله تعالى قد جعل لكل شيء سببًا، وهذا النبي صلى الله عليه وسلم - وهو سيد المتوكلين - كان يلبس الدروع في الحرب، ويتوقى البرد، ويأكل ويشرب؛ لإبقاء حياته ونمو جسمه، وفي أُحد لبس درعين (16).
فهؤلاء الذين يزعمون حقيقة التوكل تكون بترك الأسباب والاعتماد على الله عز وجل هم في الواقع خاطئون؛ فإن الذي أمر بالتوكل عليه له الحكمة البالغة في تقديره وفي شرعه، قد جعل للأمور سببًا تحصل به .
ولهذا؛ لو قال قائل : أنا سأتوكل على الله تعالى في حصول الرزق، وسأبقى في بيتي، لا أبحث عن الرزق ! قلنا : عن هذا ليس بصحيح، وليس توكلاً حقيقيًا؛ فإن الذي أمرك بالتوكل عليه هو الذي قال : { هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ } [ الملك : 15 ] .
ولو قال قائل : أنا سأتوكل على الله في حصول الولد أو في حصول الزوجة، ولم يسع في طلب الزوجة وخطبتها ! لعده الناس سفيهًا، ولكان فعله هذا منافيًا لما تقتضيه حكمة الله عز وجل .
ولو أن أحدًا أكل السم، وقال : إني أتوكل على الله تعالى في ألا يضرني هذا السم ! لكان هذا غير متوكل على الله حقيقة؛ لأن الذي أمرنا بالتوكل عليه سبحانه وتعالى هو الذي قال لنا : { وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا } [ النساء : 29 ] .
والمهم أن فعل الأسباب، التي جعلها الله أسبابًا، لا ينفي كمال التوكل، بل هو من كماله، وأن التعرض للمهلكات لا يعد هذا من توكل الإنسان على الله، بل هو خلاف ما أمر الله عز وجل به، بل مما نهى الله عنه.
والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .

ـ موقع مسلم ـ
 

حديث الروح

*مشرفة ساحة الابداع و المنتديات الإسلامية*
إنضم
30 سبتمبر 2011
المشاركات
10,233
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الإقامة
الكويت

التوكل على الله : للدكتور محمد راتب النابلسي:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.


أيها الإخوة الكرام، من ألزم لوازم المؤمن التوكل على الله، ولكن هذا التوكل على الله فيه منزلقات كثيرة.
أولاً: من الآيات الكريمة وما أكثرها التي تحض على التوكل، يقول الله عز وجل:

﴿وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (23) ﴾
(سورة المائدة)
علامة الإيمان التوكل على الله.
﴿وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ﴾
(سورة الطلاق)
يكفيه مهما كان عدوه جباراً.
﴿وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً (81) ﴾
(سورة الأحزاب)
﴿فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159) ﴾
(سورة آل عمران)
﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) ﴾
(سورة آل عمران)
﴿إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2) ﴾
(سورة الأنفال)
أيها الإخوة، والسنة أيضاً طافحة بالحض على التوكل:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ:
(( اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ، وَبِكَ خَاصَمْتُ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِعِزَّتِكَ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَنْ تُضِلَّنِي، أَنْتَ الْحَيُّ الَّذِي لَا يَمُوتُ، وَالْجِنُّ وَالْإِنْسُ يَمُوتُونَ ))
(صحيح مسلم)
وفي حديث آخر عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: ﴿ حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ﴾
قَالَهَا إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَام حِينَ أُلْقِيَ فِي النَّارِ، وَقَالَهَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ قَالُوا: ﴿ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ﴾
(صحيح البخاري)
عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (( لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَوَكَّلُونَ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرُزِقْتُمْ كَمَا يُرْزَقُ الطَّيْرُ، تَغْدُو خِمَاصًا، وَتَرُوحُ بِطَانًا ))
(سنن الترمذي)
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (( إِذَا خَرَجَ الرَّجُلُ مِنْ بَيْتِهِ فَقَالَ: بِسْمِ اللَّهِ، تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ، لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، قَالَ: يُقَالُ حِينَئِذٍ: هُدِيتَ، وَكُفِيتَ، وَوُقِيتَ، فَتَتَنَحَّى لَهُ الشَّيَاطِينُ، فَيَقُولُ لَهُ شَيْطَانٌ آخَرُ: كَيْفَ لَكَ بِرَجُلٍ قَدْ هُدِيَ، وَكُفِيَ، وَوُقِيَ ؟ ))
(سنن أبي داود)
هذه النصوص من الكتاب والسنة التي تحض على التوكل، فأنت مأمور بالتوكل، وتوكلك مرتبط بإيمانك، وبالأخذ بالأسباب.
ولكن أدق شيء في هذا الموضوع أن التوكل من عمل القلب، وليس من عمل الجوارح، ولكن الذي لا يعمل، ولا يأخذ بالأسباب، ولا يتقي الأخطار بدعوة أنه متوكل، فهذا ما فهم التوكل إطلاقاً، هذا سماه المعاصرون التواكل، وهو يشلّ حركة الإنسان، لا يعمل، ولا يتحرك، ولا يأخذ بالأسباب، ويقول: أنا متوكل على الله، وحينما رأى عمر ابن الخطاب رضي الله عنه أناسًا فقراء في أيام الحج سألهم: " من أنتم ؟ قالوا: نحن المتوكلون ! فقال: كذبتم، المتوكل من ألقى حبة في الأرض، ثم توكل على الله ".
ولما رأى عمر أعرابياً أيضاً معه جمل أجرب قال: يا أخا العرب، ما تفعل بهذا الجمل ؟ قال: أدعو الله أن يشفيه، فقال له: هلا جعلت مع الدعاء قطراناً ؟ فالدعاء مرفوض من دون عمل، والتوكل مرفوض من دون عمل، والمشكلة الآن ولا أبالغ أن العالم الإسلامي لا يعمل، ولا يأخذ بالأسباب، لكنه يتوهم أنه متوكل على الله، وينتظر تحقيق معجزة، وهذا لن يكون أبداً.
لذلك أول فكرة في هذا الموضوع: أن التوكل عمل القلب، عمل قلبي محض، ليس قولا باللسان، ولا كسل في عمل الجوارح، ولا هو من باب العلوم والإدراكات، إنه عمل القلب، كيف أن الإخلاص هو عمل القلب، كذلك التوكل من أعمال القلوب.
بعضهم قال: التوكل هو الاسترسال مع الله مع ما يريد، أو الرضا بالمقدور، أو هجر العلائق، ومواصلة الحقائق.
أيها الإخوة، أول شيء في الموضوع أنه يجب أن تأخذ بالأسباب، وهذا لا يتناقض مع التوكل أبداً، تأخذ بالأسباب، وكأنها كل شي، ثم تتوكل على الله، وكأنها ليست بشيء، ولا أوضح من أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ بكل الأسباب في الهجرة، لكن أراد الله أن يبين لنا حقيقة توكله صلى الله عليه وسلم، وصلوا إلى الغار، لو أنه أخذ بها، واعتمد عليها لانهارت قواه، لكنه أخذ بها، واعتمد على الله، لذلك لم يتأثر، أخذ بها تعبداً، واعتمد على الله توحيداً.
فأعيد هذه العبارة: أن تأخذ بالأسباب، وكأنها كل شيء، ثم تتوكل على الله، وكأنها ليست بشيء، والقضية ليست سهلة، ليس من السهل أن تجري فحصاً دقيقاً لمركبتك، إن أردت أن تسافر، وبعدها تشعر بافتقارك إلى الله، إلى حفظه وتوفيقه، فأن تجمع بين أن تقول: يا رب أنا محتاج إلى رحمتك، وحفظك، وتوفيقك، وأنت بالمقابل أخذت بكل الأسباب، هذا في السفر، والسعي، وتأمين الرزق.
يشتري تاجر صفقة بتسرع دون دراسة، ويقول: توكلت على الله، يا جبار، الصفقة غير مدروسة، ليس هذا من صفات المؤمن، المؤمن يدرس السوق، والأسعار، والمنافسين، والتكلفة، والنوع المطلوب، يجري دراسة دقيقة جداً، ثم في ضوء هذه الدراسة يتخذ قرارًا بالشراء، وبعدها يقول: يا جبار، أنت الجبار، في الطب تأخذ بكل الأسباب، تتبع تعليمات الطبيب الدقيقة، وبعدها تقول: يا رب، اشفني، هذا النموذج الذي يأخذ بالأسباب، ويتوكل على الله يكاد يكون مفقوداً في هذه الأيام، إما أن تأخذ بالأسباب، وأن تنسى الله عز وجل، وتعتمد عليها، وإما ألاّ تأخذ بها فقد عصيت ! وكان الإيمان الكامل أن تكون في طريق، وعلى يمينك واد سحيق، وعلى يسارك واد سحيق، أن تأخذ بالأسباب، وتعتمد عليها تقع في وادي الشرك، وألاّ تأخذ بها تقع في وادي المعصية، ويمكن أن أقول باختصار: إن الغرب أخذ بالأسباب، وألّهها، واستغنى عن الله، وأن الشرق لم يأخذ بها، هذه واحدة.
إخواننا الكرام، أنا لا أصدق أن تستطيع التوكل على الله قبل أن توحده، إن كان التوحيد ضعيفاً، إن رأيت أن الأقوياء يفعلون ما يريدون، إن رأيت أن الله أطلق لكل إنسان يده في أن يفعل ما يريد، وأن الله خلاق، وليس فعالاً، لا يمكن أن تتوكل على الله.
من لوازم التوكل أن توحد الله، حينما تشعر أن الأمر بيده، صغيره وكبيره، جليله وحقيره، وأن كل شيء بيد الله، عندئذ تتجه إلى الله عز وجل.
إذا دخلت إلى دائرة لتأخذ تأشيرة خروج، والدائرة أربعة طوابق، وفي كل طابق خمسون موظفًا، لكن هذا البلد تحديدًا لا يمكن أن تعطى تأشيرته إلا من قِبَل المدير العام، فكل هؤلاء الموظفين لا يستطيعون أن يمنحوك الموافقة، إلا المدير العام، أنت إذا اعتقدت ذلك فلا يمكن أن تتجه إلا إلى هذا المدير العام، لأن الاتجاه إلى غيره مضيعة وقت، وبذل ماء الوجه، وأنت حينما تعلم أن طموحك في الحياة، وأن طلباتك لا يمكن أن تحقق إلا بتوفيق الله فهذا معنى قوله تعالى:
﴿وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ﴾
(سورة هود)
عندئذ تتوجه إلى الله وحده، ولا يتناقض هذا إن علمت أن زيداً أو عبيداً يمكن أن يساعدك في ذلك، أنت تتجه إليه، وتعتقد أن الأمر بيد الله.
ومرة ثانية أقول لكم: التطرف سهل جداً، وسهل جداً أن تعتمد على الأسباب، وسهل جداً ألاّ تأخذ بها، الحالتان المتطرفتان من السهل أن تتلبس بهما، لكن أن تجمع بينهما فهذا يحتاج إلى مهارة كبيرة.
ولو أخذنا مثلا آخر: الأب من السهل جداً أن يكون بطَاشًا بأولاده، القضية سهلة، يضربهم ضرباً مبرحاً كلما انزعج منهم، وسهل جداً أن يسيبهم، أمّا أن يحاسبهم، ويرحمهم في وقت واحد، يعالجهم ويشعرهم أنه يحبهم، وحريص على مستقبلهم، الحالات الدقيقة تحتاج إلى جهد كبير جداً، سهل جداً أن تأخذ بالأسباب، وأن تنسى الله عز وجل، وهذا حال كل من يأخذ بالأٍسباب، وسهل جداً ألاّ تأخذ بها، لكن أن تأخذ بها بدقة بالغة، وتشعر أنك مفتقر إلى الله شعور حقيقي يدعوك إلى التوكل، هذا شيء يحتاج إلى جهد.
التوحيد أساس التوكل، ما لم تكن موحداً فلن تكون متوكلاً ، الآن يرافق التوكل اللجوء إلى الله، أنت حينما تلجأ إليه حقيقة يلقي الله في قلبك السكينة، فتجد المتوكل متوازنًا وساكنًا وهادئًا، المتوكل ليس مضطرباًًًً.
الآن من علامات التوكل السكينة، أما الغليان والقلق والاضطراب وتوقع الشر والخوف منه، والتذلل للناس، والخنوع لهم، والتضعضع أمامهم فهذا ينفي التوكل، إن كنت موحداً فتوكّل، وإن كنت مقبلاً على الله فلا تضطرب، من لوازم التوكل أن تقبل على الله.
شيء آخر، أنت بحاجة إليه في التوكل، أن تحسن الظن بالله، وحسن الظن بالله ثمن الجنة.
ينبغي أن تؤمن أن الله يحبك، وخلقك ليسعدك، وقادر على أن ينجيك مما أنت فيه، ويحب لك الخير، فحسن الظن بالله ثمن الجنة، وسبب التوكل أيضاً، وهو استسلام لله، يا رب، أنا عبد بين يديك، ماض فيّ حكمك، نافذ فيَ قضائك، لكن أعلى درجة في التوكل أن تفوض الله في كل أموره، يا رب، افعل بي ما تريد، أنا راض عنك في السراء والضراء، هذه السفرة إن أتيحت لي فأنا راض عنك يا رب، وإن لم تتح لي فأنا راض لي، وهذه الفتاة إن وافق أهلها على الزواج منها أنا راض، وإن لم يوافقوا أنا راض يا رب.
أشخاص كثيرون حينما لا تحقق أهدافهم يسخطون، التفويض أن يستوي عندك تحقيق الهدف وعدم تحقيقه، وهذه أشياء دقيقة جداً.
أيها الإخوة، الله عز وجل أغلى عليك من كل شيء، إذا كان عنك راضياً فقد تحقق الهدف.
أوضح شيء ما قاله النبي عليه الصلاة والسلام في الطائف:
(( إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي، ولك العتبى حتى ترضى ))
( السيرة النبوية لابن هشام، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: أخرجه الطبراني عن عبد الله بن جعفر )
يا رب، إن كانت هذه الشدة تعبر عن غضبك فأنا متألم أشد الألم، ولك العتبى حتى ترضى، وإن لم يكن لها علاقة بغضبك فلا أبالي، هذه حالة التفويض، لا يبالي مهما كانت النتائج، يكفي أنه في طاعة الله، والبطولة أن تكون حركتك في الحياة في رضوان الله، فعلت الذي عليك، وعلى الله الباقي، أدي الذي عليك، واطلب من الله الذي لك.
الآن إحدى أطيب ثمرات التوكل الرضا، أنت راض عن الله في كل الأحوال.
والله وإن فتتوا في حبهم كبدي راض على فعلهم وراض بما فعلوا
***

ومن أوهام التوكل ألاّ تأخذ بالأسباب، وأن تعتقد أن الأمر بيد زيد أو عبيد، من أوهام التوكل أن تدعي أنك متوكل، وأنت متمارض، أنت لا تستطيع أن تفعل شيئاً، لك أن تستسلم لله عز وجل، والشيء الذي ينبغي أن نؤمن به أنه لا إيمان لمن لا توكل له ، والذي يعين على التوكل أن تقف على حقائق أسماء الله الحسنى، أن تصل إلى طرف من أسماء الله الحسنى وصفاته الفضلى، إنك إن علمت أن الله قدير على كل شيء، ورحيم، وعدل، لن يحابيك، كلما تعمقت في فهم أسماء الله الحسنى صح توكلك.
﴿فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (23) ﴾
وكلمة ( مؤمنين ) لا تعني أنك آمنت أن الله خلق الكون فقط، تعلم علم اليقين أن الله قدير، وسميع، وبصير، وغني، وعليم، وحكيم، فكلما تحققت من أسماء الله الحسنى جاء التوكل مجدياً ومثمراً، لكن بالنهاية أنت راض عن الله، أية نتيجة كانت أنت راض عن الله.
أيها الإخوة، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ
(( أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضَى بَيْنَ رَجُلَيْنِ، فَقَالَ الْمَقْضِيُّ عَلَيْهِ لَمَّا أَدْبَرَ: حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللَّهَ يَلُومُ عَلَى الْعَجْزِ، وَلَكِنْ عَلَيْكَ بِالْكَيْسِ، فَإِذَا غَلَبَكَ أَمْرٌ فَقُلْ: حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ))
( أبو داود وأحمد )
والعجز هو عدم الأخذ بالأسباب.
لي قريب لم ينجح في الشهادة الثانوية، أمه أصرت أن يكون طبيباً، أعادها فلم ينجح، فرفض أن يتابع الدراسة، أصرت عليه فأعادها فلم ينجح، في العام الرابع نجح، وهو الآن طبيب، الإصرار لا يتناقض مع التوكل، فحينما تؤمن أن الله قدير، وسميع، وبصير تتوكل، ويرافق هذا التوكل أعلى درجات السعي،
(( إِنَّ اللَّهَ يَلُومُ عَلَى الْعَجْزِ، وَلَكِنْ عَلَيْكَ بِالْكَيْسِ، فَإِذَا غَلَبَكَ أَمْرٌ فَقُلْ: حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ))
لا تقلها إلا عندما يغلبك الأمر، ما دام في الأمر فسحة، وسعي، وحركة، وأخذ بالأسباب فلا ينبغي أن تقول: حسبي الله ونعم الوكيل .
أوضح مثل: طالب ما درس فرسب، فلما رسب قال: حسبي الله ونعم الوكيل، هذا كلام فيه دجل ! لكنّ طالبًا درس أعلى دراسة، وجاءه مرض، وحال بينه وبين أداء الامتحان، يقول عندئذ: حسبي الله ونعم الوكيل، درست القضية دراسة وافية، فلم تنجح في هذه الصفقة، تقول: حسبي الله ونعم الوكيل، حينما تغلب تقول: حسبي الله ونعم الوكيل، والمشكلة أن المؤمن في هذا الزمان كلما ألمّ به شيء من فعله، من تقصيره، وإهماله وكسله يقول: حسبي الله ونعم الوكيل، هذا كلام فيه دجل، وفيه جهل كبير، لا تقل: حسبي الله ونعم الوكيل إلا إذا غلبت، وبذلت كل ما بوسعك، ولم تستطع أن تصل إلى مبتغاك.
والحمد لله رب العالمين