- إنضم
- 28 يناير 2014
- المشاركات
- 2,918
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 0
يا ليلـة زانهـا الرحمـن جمَلهـا.. فيها العطاء ومـا أدراك مـا فيهـا
فيها السلام مـن الهـادي تـردده .. ملائـك نزلـت والـروح حاديهـا
يـا ليلـة وهـب الفتـاح قائمهـا .. غفرانه ألـف شهـرٍ لا يساويهـا
قـد خصهـا الله بالقـرآن تذكـرَةً فيه السعادة فـي أسمـى معانيهـا
نور مـن الله يجلـو كـل مظلِمـةٍ .. إذا استنرنا بـه زالـت غواشيهـا
عدل من الله يمحـو كـل مظلَمـةٍ .. في العدل عنـه ظلامـات نعانيهـا
روح مـن الله إن مسـت هياكلنا .. رقَت وطارت إلى أعلـى مراميهـا
فيه الشفاء لنا مـن كـل معضلـةٍ .. خير الدساتيـر إن رمنـا أعاليهـا
يا ليلة القدر عـودي ذكِـري فبـه .. سدنا الممالـك قاصيهـا ودانيهـا
وذكري أمة الإسـلام كيـف بنـى .. خير الخلائـق بالقـرآن ماضيهـا
ليلة القدر :
هي ليلة تقدر فيها مقادير الخلائق على مدى العام،
فيكتب فيها الأحياء والأموات، والناجون والهالكون،
والسعداء والأشقياء، والحاج والداج، والعزيز والذليل،
ويكتب فيها الجدب والقحط، وكل ما أراده الله تبارك وتعالى في تلك السنة.
والظاهر –والله أعلم- بكتابة مقادير الخلائق في ليلة القدر:
أنه ينقل في ليلة القدر من اللوح المحفوظ؛
ولذلك قال ابن عباس -رضي الله عنها-:
(إن الرجل ليمشي في الناس وقد رُفع في الأموات)،
ثم قرأ هذه الآية: "إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ"
قال: يفرق فيها أمر الدنيا من السنة إلى السنة.
يكفي أنها ليلة القدر :
الزمان والمكان ظرفان، وشرف الظرف من شرف مظروفه،
فلو أخرجنا كأسين من علبة واحدة، ووضعناهما فارغين،
لما استطعنا التفاضل بينهما، فهما في القدر سواء،
ولكن لو ملأنا أحدهما ماء، والآخر خمرا،
فتصبح المفاضلة واضحة،
وكذلك الزمان والمكان، فلا تفاضل بين أفرادهما بداية،
ولكن عندما ننظر للأحداث التي تقع بهما فيمكن بكل يسر أن نفاضل بينهما،
وليلة القدر تحمل كل معاني التعظيم والرفعة،
فلم نالت هذه المرتبة والمكانة العالية، فلا شك أن ما حدث فيها هو ذو القدر والرفعة،
ويمكن أن نلاحظ فيها أربعة أمور:
أ-**نزول القرآن: وأي قدر أعظم من قدر القرآن، وأي مظروف يشرف ظرفه، أكبر من القرآن.
ب-*نزول الملائكة، وهي ذات القدر والمكانة الرفيعة، لأنها مطهرة من الرذائل، ملهمة للتسبيح والطاعة.
ت-*نزول الروح: إن حملنا الروح على معنى الرحمة والخيرات، كما هو قول أحد المفسرين.
ث-*السلام، فهي ليلة آمنة سالمة.
فهذه الأمور الثلاثة التي شرفت بها ليلة القدر، وههنا أمر مهم للغاية، وهو
*^*
أن الإنسان إذا مر بزمن مبارك أو مكان مبارك،
عليه أن يقتبس منه سر البركة، ويتحقق به، فيغدو أفضل
ومن هنا فالمؤمن في ليلة القدر عليه أن يقتبس المعاني التي شرفت بها،
ويتحقق بها في حياته، ليصبح إنسانا ذا قدر،
والأمة عليها أن تقتبس هذه المعاني وتتحقق بها لتصبح أمة ذات قدر،
وسبيل ذلك أن نأخذ من المعنى الأول وهو نزول القرآن الاهتمام بالقرآن،
فعندما يكون الصدر وعاء لحروف القرآن، والقلب وعاء لمعاني القرآن،
والنفس وعاء لمنهج القرآن، والسلوك مترجما ومؤولاً للقرآن،
عندها يصبح المؤمن المتطبع بالقرآن ذا قدر ، وكذا الأمر مع الأمة .
وفي النقطة الثانية عندما يكون المؤمن مصاحبا للملائكة،
تتنـزل عليه تشهد قرآنه وتشهد صلاته وتشهد معه حلق العلم والذكر،
بل وتكون معه معقبات تحفظه من أمر الله، فعندها يكون المؤمن إنسانا ذا قدر،
على خلاف من صاحبته الشياطين، وقيضت له وكانت معه قرينا، والعياذ بالله.
وعندما يكون المؤمن بطاعاته وعباداته محلا للرحمات الإلهية والبركات الربانية، فلا شك سيكون إنسانا مباركا أينما كان وأينما حل.
وأما رابع الأمور، فالسلام من أخص خصائص المسلم، أي يكون قلبه سليما، ولسانه سليما، ويده سليمة،
ونفسه سليمة، وجوارحه كلها سليمة، ويعامل الناس بسلام، ويشعر الناس معه بالأمن والسلام،
أفليس ذلك من أعظم الأمور التي تجعل الإنسان ذا قدر، فلا بد للإنسان أن يقتبس من ليلة القدر سر القدر.