jasmine_flower
New member
- إنضم
- 4 سبتمبر 2006
- المشاركات
- 2,053
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 0
مقـــــــــــــاله للدكتور / نجم عبد الكريم

الكاتب الاعلامى نجم عبد الكريم
ولتأكيد حقيقة عدم تبعية الكويت للعراق في أي يوم من الأيام، نورد بعض النقاط التي من الممكن أن تساهم في إقناع الموهومين ممن يكررون مثل هذا القول.
فمنذ ثلاثة عقود أو أكثر، كان الصراع ما بين روسيا وألمانيا وتركيا وبريطانيا قائماً في المنطقة، وكانت الكويت أحد محاور ذلك الصراع.. وهناك الكثير الكثير من الوثائق التي تعزز ذلك.
• فقد عُثر على مخطوطةٍ كان قد كتبها قاضي الكويت الأول محمد بن فيروز المتوفى عام 1722، وجدت هذه المخطوطة في جزيرة فيلكا الكويتية، ويعود تاريخها إلى 1682، وهي مخطوطة الموطّأ للإمام مالك، كتبها علي بن مسيعيد من سكان فيلكا التابعة للكويت.
• كما ورد في كتابٍ عن رحلةٍ قام بها مرتضى بن علوان حيث قال: " دخلنا بلداً يقال لها الكويت بالتصغير، بلدٌ لا بأس بها، تشابه الحسا، إلا أنها دونها، ولكن بعماراتها وأبراجها تُشابهها".
• ذكر المؤرخ الدكتور أبو حاكمة في كتابه عن تاريخ الكويت الحديث، ورود خريطةٍ هولندية قديمة تضمنت اسم الكويت وهو (القرين) يعود تاريخها إلى منتصف القرن السابع عشر.
[الشيخ عبد العزيز الرشيد مؤلف تاريخ الكويت


خرائط الكويت قديما
ولتأكيد حقيقة عدم تبعية الكويت للعراق في أي يوم من الأيام، نورد بعض النقاط التي من الممكن أن تساهم في إقناع الموهومين ممن يكررون مثل هذا القول.
فمنذ ثلاثة عقود أو أكثر، كان الصراع ما بين روسيا وألمانيا وتركيا وبريطانيا قائماً في المنطقة، وكانت الكويت أحد محاور ذلك الصراع.. وهناك الكثير الكثير من الوثائق التي تعزز ذلك.
• فقد عُثر على مخطوطةٍ كان قد كتبها قاضي الكويت الأول محمد بن فيروز المتوفى عام 1722، وجدت هذه المخطوطة في جزيرة فيلكا الكويتية، ويعود تاريخها إلى 1682، وهي مخطوطة الموطّأ للإمام مالك، كتبها علي بن مسيعيد من سكان فيلكا التابعة للكويت.
• كما ورد في كتابٍ عن رحلةٍ قام بها مرتضى بن علوان حيث قال: " دخلنا بلداً يقال لها الكويت بالتصغير، بلدٌ لا بأس بها، تشابه الحسا، إلا أنها دونها، ولكن بعماراتها وأبراجها تُشابهها".
• ذكر المؤرخ الدكتور أبو حاكمة في كتابه عن تاريخ الكويت الحديث، ورود خريطةٍ هولندية قديمة تضمنت اسم الكويت وهو (القرين) يعود تاريخها إلى منتصف القرن السابع عشر.


• ذكر سائحٌ دانماركي اسمه (كارستون ينبور) كان قد زار الكويت عام 1765: " أن الكويت كانت مدينة تجارية عامرة، وفي عام 1776 هاجر إليها كثيرٌ من أهل البصرة، واتخذوها موطناً لهم، فراراً من الفرس الذين استولوا على البصرة في ذلك العام، ورحّب بهم أهل الكويت.. وفي أثناء الاحتلال الفارسي للبصرة (1776 ـ 1779 ) تحولت تجارة البصرة مع بغداد وحلب وأزمير والآستانة إلى الكويت، ثم أخذت توطد صلتها التجارية بالموانىء العربية، وهذا أدى إلى زيادة ثرواتها. وقد زارها الكثير من الرحالة الأوروبيين والأجانب.. وكان سكان الكويت يعملون إلى جانب التجارة والرعي في الغوص وصيد اللؤلؤ..".
جاء ذلك في الصفحة 107 من كتاب تاريخ الكويت لعبد العزيز الرشيد.
• رحّب الشيخ جابر حاكم الكويت عام 1739 بإقامة علاقاتٍ مع القوات المصرية التي وصلت إلى الخليج في عهد محمد علي، وكان ذلك الموقف متناقضاً مع السياسات والمصالح العثمانية إذ كانت العلاقات متأزمة بين محمد علي والعثمانيين في الآستانة.
• هناك كتاب عنوانه (النصرة في أخبار البصرة) أصدره المجمع العلمي العراقي عام 1969، من تأليف القاضي أحمد نوري الأنصاري. ورد فيه تقريرٌ قدّمه سنة 1277 هـ إلى منيب باشا والي البصرة، يحدد فيه ولاية البصرة فيقول: ".. ومما يلي هذه المعامر في جنوب البصرة، الفاو المنسوب لأهالي الكويت.." ويورد رسماً لخرائط تعود إلى القرن الثامن عشر، كانت ترسم منطقة الفاو ضمن حدود الكويت دائماً، لأن الكويتيين كانوا يملكون معظم أراضي الفاو وما فيها من مزروعات.[/CENTER]
• ما أريد الوصول إليه من هذه النقاط القليلة.. وهناك الكثير الكثير مما يمكن الاستعانة به، هو أن الكويت كانت تمارس دورها كدولة قبل أن تنشأ الدولة العراقية الحديثة في عام 1921 ، وقد ارتبطت الكويت بالعراق كدولتين لكلٍ منهما شخصيتها السياسية القائمة بذاتها، كما ارتبطتا بعلاقاتٍ سياسيةٍ واقتصاديةٍ واجتماعية، لم تخلو من توتراتٍ تثيرها الأنظمة العراقية المتعاقبة غالباً، كلما سعت الكويت للمطالبة بتحديد حدودها مع العراق. فالعراق تعترف بالكويت كياناً مستقلاً ولكن بسبب تقلّب الحكومات فيه نجد ساسته يتخذون المواقف المتناقضة، وعلى سبيل المثال في عام 1963 اعترف النظام العراقي البعثي باستقلال الكويت، وتبادل معه التمثيل الديبلوماسي، إلا أن هذا النظام نفسه قد نقض كل ذلك وقام بغزو الكويت عام 1990.
• أما الحجج التاريخية التي كانت الحكومات العراقية المختلفة تستند إليها والقاضية بتبعية الكويت للعراق، فإنها متناقضة ولا تخضع لأي منطقٍ قانوني أو تاريخي.
فمنذ أن تولى آل الصباح مشيخة الكويت في عام 1752 كان واضحاً أن بريطانيا التي كانت تحتل مركز الصدارة في تجارة الخليج تسعى لوضع هيمنتها على الكويت، فعندما شهدت تلك الحقبة نزاعاً بين كريم خان (شاه فارس) وباشا بغداد العثماني، واندلعت الحرب بينهما، تمكّن القائد الفارسي من فرض هيمنته على البصرة عام 1775، فتحولت تجارة الهند والبصرة إلى الكويت، مما جعل المقيم البريطاني في البصرة ينقل مقر قيادته إلى الكويت، ونشأت علاقةٌ بين ثاني حاكمٍ للكويت (الشيخ عبد الله الصباح) والمعتمد البريطاني الذي بعث لحكومته بوثيقةٍ كتب فيها: "إن هذا الشيخ يحافظ على كلمته..". وظلت العلاقة قائمة بين بريطانيا وشيوخ الكويت إلى أن تتوجت بمعاهدة حماية في عام 1899 ما بين بريطانيا والشيخ مبارك، وقد كانت تلك المعاهدة شبه سرّية، لكنه عقب معركة الصريف (1900) التي هُزم فيها الشيخ مبارك، أعلنت بريطانيا عن موقفها بحماية الكويت كاشفةً عن تلك المعاهدة. وقد بدأ تفعيل معاهدة الحماية البريطانية للكويت عام 1901 عندما وصلت السفينة الحربية (زحاف) إلى الكويت حاملةً إنذاراً لشيخ الكويت تُخيّره بين أمرين: إما أن يتوجه إلى العاصمة ليحيا حياةً رغدة كعضو في مجلس الدولة، أو أن (زحاف) ستُطلق مدافعها لدك الكويت.. وأعطي شيخ الكويت مهلةً لا تتجاوز ثلاثة أيام. لكن البريطانيين تكفلوا عنه بالقيام بمواجهة الموقف، حيث تقدمت السفارة البريطانية في الآستانة باحتجاجٍ شديد اللهجة قُدّم إلى الباب العالي، فأعلن وزير الخارجية التركي عن عدم علمه بما أقدم عليه نقيب البصرة. ولما انتهى الإنذار بعد ثلاثة أيام أبلغ الشيخ مبارك النقيب العثماني أن الإنكليز سيطلقون النار إذا استسلمت لمطالبكم!!.. ورحلت (زحاف) عائدةً من حيث أتت!!.
• إذاً فالتعلل بالأسباب التاريخية من تبعية الكويت للعراق.. ينهار أمام المنطق، إذ أن العراق كان خاضعاً كلياً للحكم العثماني، بينما كانت الكويت متمردة على الوصاية العثمانية، وإذا أقرت بها أحياناً فإنه إقرارٌ شكلي. فعلاقاتها الحقيقية كانت مرتبطة مع بريطانيا. بمعنى آخر أن علاقة الكويت بالدولة العثمانية كانت علاقة دينية لا تمس مصالحها، ولا تترتب للدولة أو لولايتها أية حقوق سياسية.
• ومن الأدلة التاريخية لتأكيد عدم وجود تبعية عثمانية على الكويت، هي تلك العلاقات التي نشأت بين الكويت وشركة الهند الشرقية البريطانية منذ نهاية القرن الثامن عشر. وانتقال الوكالة التجارية التابعة لتلك الشركة من البصرة إلى الكويت نتيجةً لنزاعاتٍ نشبت بين مسؤول الوكالة وبين السلطات العثمانية في بغداد، مما يؤكد أن الكويت كان لها كيانها الخاص، وإلا لما انتقلت الوكالة إليها!!..
ـ من ناحيةٍ أخرى.. فإن الكويت كانت ملجأً للثائرين على والي بغداد، وقد رفض شيوخ الكويت أكثر من مرة تسليم من لجأ إليهم. فضلاً عن ذلك، كان الكويتيون يعتمدون على أنفسهم في حماية بلدهم من الهجمات التي كانوا يتعرضون لها من الدول المجاورة لهم، دون أن يلجأووا إلى طلب المساعدة أو الحماية من السلطات العثمانية.ـ ومظهرٌ آخر من مظاهر حرية الكويت وهيمنتها على إدارة شؤونها، أن جهاز القضاء فيها كان كويتياً بحتاً، لأن القضاء العثماني كان مظهراً أساسياً من مظاهر الهيمنة أو الاستعمار إذا صح التعبير.
ـ ناحيةٌ أخرى، وهي على درجةٍ كبيرة من الأهمية الدالة على استقلال الكويت في عدم تبعيتها للدولة العثمانية، هي العملات المتداولة فيها، فقد كانت الروبية الهندية هي الأكثر شيوعاً في تعاملات الكويتيين الاقتصادية والتجارية.
وهناك الكثير مما لا يحصيه العدد من الأدلة التي تدحض ادعاء الحكومات العراقية المتعاقبة بتبعية الكويت للعراق تاريخياً.
• أما الأسباب الحقيقية التي دفعت بصدام حسين للقيام بغزو الكويت، فهي بلا شك اقتصادية بالدرجة الأولى. فعندما أقام صدام حربه ضد إيران عام 1980، كان لدى العراق من المدخرات ما يقرب من 30 بليون دولار، ونتيجة لحرب الثمان سنوات، بلغت خسائر العراق أكثر من 300 بليون دولار، فقد جاء في 23/8/1989 تقريرٌ أوردته وكالة رويترز عن خسائر العراق بسبب الحرب مع إيران، وقد أفاد بأن خسائر الأسلحة والعتاد بلغت 100 بليون دولار، أما الخراب في البنى التحتية فقد بلغ 35 بليون دولار، إضافةً إلى خسائر العائدات النفطية والتي قُدرت بـ 15 بليون دولار. وقد اقترض العراق من دول أجنبية 35 بليون دولار، أما القروض التي قدمت له من الدول العربية فهي أكثر من 35 بليون دولار، معظمها من السعودية والكويت.وفي عام 1989 ازدادت الأحوال الاقتصادية في العراق سوءاً بسبب أن إيراداته الذاتية لا تكفي لسد احتياجاته الأساسية. والدخول تفاصيل إعادة إعمار العراق يقتضينا الخوض في الإتيان على مشاريع بأرقامٍ طويلة، قد لا يتسع المجال لذكرها هنا، فقد بدأ صدام استعداداته لذلك الغزو بعد أن أعلن أن استدعاء قواتٍ أجنبية لحماية الكويت سيجعله يواجه معركةً بين الصليبيين الجدد وأهل دار الإسلام الذين يمثلهم نظام البعث
. وأصبح صدام نفسه (عبد الله المؤمن)، وصار خطابه: " إنها معركةٌ بين الكفر والإيمان، من أجل دحر الكفر وإنقاذ الحرمين الشريفين في مكة والمدينة من براثن الرجس والدنس والكفر، كما جاء في سرد البيانات العراقية والتي دوّن البعض منها حليم بركات. هذه النغمة الدينية في الخطاب الإعلامي العراقي، من نظامٍ يعلم الجميع أنه يتخذ منها ذريعةً لتأليب العقول، إذ أن صدام يُصنّف العقول بعقلٍ سياسي عند النخبة، وعقلٍ آخر عند الجماهير. وصار إعلامه يعزف على أوتار هذه الأنغام مما ولد لدى الكثير ممن يجعجعون الآن، ولّد لديهم ما يردده البعض من أن الكويت جزءٌ من العراق.
• ويُعلّق المفكر فؤاد زكريا على غزو صدام للكويت مؤكداً أن دوافعها اقتصادية بالقول: " لماذا نحن بالذات في هذه المنطقة من العالم مكتوبٌ علينا، أو يوجد نوعٌ من اللعنة التي فُرضت علينا، والتي تجعلنا كلما كدّسنا فائضاً اقتصادياً مُعيناً يُبدد بطريقةٍ لا يعود علينا إلا بالضرر الكامل، وتضاف إليه أيضاً خسائر بشرية إلى جانب الخسائر المادية؟!!..".. ويضيف الدكتور فؤاد زكريا: " قد يبدو الكلام عن اللعنة هنا كلاماً غير علمي!!.. طبعاً المسألة ليست مسألة لعنة!!.. بل هي مسألة حسابات دقيقة، فعلى سبيل المثال، المصانع في الدول الغربية.. استفادت جداً من الفترة التي كان فيها الغرب يؤيد النظام العراقي أثناء حربه مع إيران!!.. ثم استفادت المصانع عندما انقلب الغرب على النظام العراقي في حرب الخليج!!.. ثم استفادت أكثر وأكثر عندما عُمّرت الكويت والمنطقة الخليجية بعد أن انتهت الحرب!!.. فأصحاب المصانع كما يقول المثل المصري (زي المنشار.. طالع واكِل.. نازل واكِل!!..) فعندما يؤيد العراق.. يكسب، وعندما يعارض العراق يكسب."
• إذاً المسألة ليست تبعية الكويت للعراق، لا تاريخياً ولا منطقياً.. وإنما هي محاولة بلطجةٍ وابتزاز.. بكل أسف هناك من يؤيدها ويؤمن بها، ليس حباً منه لصدام، إنما لأن هناك من يكره الكويت لسببٍ أو لآخر.. وبالمقابل أيضاً هناك من وقف ضد هذا الغزو وشجبه أيما شجب.
فالدكتور سعد الدين ابراهيم أطلق تعبير (أزمة الخليج بحق هي فتنةٌ كبرى.. فعندما قام نظام صدام بغزوه الكويت، وانتهت آخر فصول هذه الفتنة بانهزام قوات النظام العراقي، كم من الجرائم ارتُكبت).وعلق الدكتور حليم بركات بقوله: "صعق الاجتياح العالم بسرعته وحجمه وتوقيته ونتائجه، كما لوكان زلزالاً وطوفاناً في آنٍ واحد".وكان تساؤل الدكتور حسن حنفي: "هل عُدنا إلى الصفر من جديد.. كما عدنا بعد محمد علي وعبد الناصر؟!!.. هل نحن في مخاضٍ جديد يتعهده جيلٌ قادم بعد أن تهرأ كل شيء."• ولو أردت الاستعانة بالأقلام الحرة الشريفة التي استنكرت ما قام به صدام حسين لطالت بنا القائمة.
ولنا أن نتساءل: أين صدام حسين الآن؟!!.. ولكن ها هي الكويت تضطلع بدورها وتقف مع الشعب اللبناني بتقديم المساعدات، وتسمح لمواطنيها بالتظاهر أمام السفارة الأمريكية. وأستبعد جداً أن دولة الكويت ستجري أي محاولةٍ لإقامة علاقاتٍ مع أعداء العروبة.. كما يتسابق إلى ذلك المتخاذلون!!..
• أما الحجج التاريخية التي كانت الحكومات العراقية المختلفة تستند إليها والقاضية بتبعية الكويت للعراق، فإنها متناقضة ولا تخضع لأي منطقٍ قانوني أو تاريخي.

فمنذ أن تولى آل الصباح مشيخة الكويت في عام 1752 كان واضحاً أن بريطانيا التي كانت تحتل مركز الصدارة في تجارة الخليج تسعى لوضع هيمنتها على الكويت، فعندما شهدت تلك الحقبة نزاعاً بين كريم خان (شاه فارس) وباشا بغداد العثماني، واندلعت الحرب بينهما، تمكّن القائد الفارسي من فرض هيمنته على البصرة عام 1775، فتحولت تجارة الهند والبصرة إلى الكويت، مما جعل المقيم البريطاني في البصرة ينقل مقر قيادته إلى الكويت، ونشأت علاقةٌ بين ثاني حاكمٍ للكويت (الشيخ عبد الله الصباح) والمعتمد البريطاني الذي بعث لحكومته بوثيقةٍ كتب فيها: "إن هذا الشيخ يحافظ على كلمته..". وظلت العلاقة قائمة بين بريطانيا وشيوخ الكويت إلى أن تتوجت بمعاهدة حماية في عام 1899 ما بين بريطانيا والشيخ مبارك، وقد كانت تلك المعاهدة شبه سرّية، لكنه عقب معركة الصريف (1900) التي هُزم فيها الشيخ مبارك، أعلنت بريطانيا عن موقفها بحماية الكويت كاشفةً عن تلك المعاهدة. وقد بدأ تفعيل معاهدة الحماية البريطانية للكويت عام 1901 عندما وصلت السفينة الحربية (زحاف) إلى الكويت حاملةً إنذاراً لشيخ الكويت تُخيّره بين أمرين: إما أن يتوجه إلى العاصمة ليحيا حياةً رغدة كعضو في مجلس الدولة، أو أن (زحاف) ستُطلق مدافعها لدك الكويت.. وأعطي شيخ الكويت مهلةً لا تتجاوز ثلاثة أيام. لكن البريطانيين تكفلوا عنه بالقيام بمواجهة الموقف، حيث تقدمت السفارة البريطانية في الآستانة باحتجاجٍ شديد اللهجة قُدّم إلى الباب العالي، فأعلن وزير الخارجية التركي عن عدم علمه بما أقدم عليه نقيب البصرة. ولما انتهى الإنذار بعد ثلاثة أيام أبلغ الشيخ مبارك النقيب العثماني أن الإنكليز سيطلقون النار إذا استسلمت لمطالبكم!!.. ورحلت (زحاف) عائدةً من حيث أتت!!.
• إذاً فالتعلل بالأسباب التاريخية من تبعية الكويت للعراق.. ينهار أمام المنطق، إذ أن العراق كان خاضعاً كلياً للحكم العثماني، بينما كانت الكويت متمردة على الوصاية العثمانية، وإذا أقرت بها أحياناً فإنه إقرارٌ شكلي. فعلاقاتها الحقيقية كانت مرتبطة مع بريطانيا. بمعنى آخر أن علاقة الكويت بالدولة العثمانية كانت علاقة دينية لا تمس مصالحها، ولا تترتب للدولة أو لولايتها أية حقوق سياسية.

عمله الكويت الروبيه دلاله على استقلال دوله الكويت من العثمانين
• ومن الأدلة التاريخية لتأكيد عدم وجود تبعية عثمانية على الكويت، هي تلك العلاقات التي نشأت بين الكويت وشركة الهند الشرقية البريطانية منذ نهاية القرن الثامن عشر. وانتقال الوكالة التجارية التابعة لتلك الشركة من البصرة إلى الكويت نتيجةً لنزاعاتٍ نشبت بين مسؤول الوكالة وبين السلطات العثمانية في بغداد، مما يؤكد أن الكويت كان لها كيانها الخاص، وإلا لما انتقلت الوكالة إليها!!..
ـ من ناحيةٍ أخرى.. فإن الكويت كانت ملجأً للثائرين على والي بغداد، وقد رفض شيوخ الكويت أكثر من مرة تسليم من لجأ إليهم. فضلاً عن ذلك، كان الكويتيون يعتمدون على أنفسهم في حماية بلدهم من الهجمات التي كانوا يتعرضون لها من الدول المجاورة لهم، دون أن يلجأووا إلى طلب المساعدة أو الحماية من السلطات العثمانية.ـ ومظهرٌ آخر من مظاهر حرية الكويت وهيمنتها على إدارة شؤونها، أن جهاز القضاء فيها كان كويتياً بحتاً، لأن القضاء العثماني كان مظهراً أساسياً من مظاهر الهيمنة أو الاستعمار إذا صح التعبير.
ـ ناحيةٌ أخرى، وهي على درجةٍ كبيرة من الأهمية الدالة على استقلال الكويت في عدم تبعيتها للدولة العثمانية، هي العملات المتداولة فيها، فقد كانت الروبية الهندية هي الأكثر شيوعاً في تعاملات الكويتيين الاقتصادية والتجارية.
وهناك الكثير مما لا يحصيه العدد من الأدلة التي تدحض ادعاء الحكومات العراقية المتعاقبة بتبعية الكويت للعراق تاريخياً.

الحرب الايرانيه العراقيه
• أما الأسباب الحقيقية التي دفعت بصدام حسين للقيام بغزو الكويت، فهي بلا شك اقتصادية بالدرجة الأولى. فعندما أقام صدام حربه ضد إيران عام 1980، كان لدى العراق من المدخرات ما يقرب من 30 بليون دولار، ونتيجة لحرب الثمان سنوات، بلغت خسائر العراق أكثر من 300 بليون دولار، فقد جاء في 23/8/1989 تقريرٌ أوردته وكالة رويترز عن خسائر العراق بسبب الحرب مع إيران، وقد أفاد بأن خسائر الأسلحة والعتاد بلغت 100 بليون دولار، أما الخراب في البنى التحتية فقد بلغ 35 بليون دولار، إضافةً إلى خسائر العائدات النفطية والتي قُدرت بـ 15 بليون دولار. وقد اقترض العراق من دول أجنبية 35 بليون دولار، أما القروض التي قدمت له من الدول العربية فهي أكثر من 35 بليون دولار، معظمها من السعودية والكويت.وفي عام 1989 ازدادت الأحوال الاقتصادية في العراق سوءاً بسبب أن إيراداته الذاتية لا تكفي لسد احتياجاته الأساسية. والدخول تفاصيل إعادة إعمار العراق يقتضينا الخوض في الإتيان على مشاريع بأرقامٍ طويلة، قد لا يتسع المجال لذكرها هنا، فقد بدأ صدام استعداداته لذلك الغزو بعد أن أعلن أن استدعاء قواتٍ أجنبية لحماية الكويت سيجعله يواجه معركةً بين الصليبيين الجدد وأهل دار الإسلام الذين يمثلهم نظام البعث

صدام المؤمن واستغلال الدين بانه حامى العروبه والاسلام حجه لغزو الكويت :dddds:
غزو الكويت فى 2/8/1990
. وأصبح صدام نفسه (عبد الله المؤمن)، وصار خطابه: " إنها معركةٌ بين الكفر والإيمان، من أجل دحر الكفر وإنقاذ الحرمين الشريفين في مكة والمدينة من براثن الرجس والدنس والكفر، كما جاء في سرد البيانات العراقية والتي دوّن البعض منها حليم بركات. هذه النغمة الدينية في الخطاب الإعلامي العراقي، من نظامٍ يعلم الجميع أنه يتخذ منها ذريعةً لتأليب العقول، إذ أن صدام يُصنّف العقول بعقلٍ سياسي عند النخبة، وعقلٍ آخر عند الجماهير. وصار إعلامه يعزف على أوتار هذه الأنغام مما ولد لدى الكثير ممن يجعجعون الآن، ولّد لديهم ما يردده البعض من أن الكويت جزءٌ من العراق.
• ويُعلّق المفكر فؤاد زكريا على غزو صدام للكويت مؤكداً أن دوافعها اقتصادية بالقول: " لماذا نحن بالذات في هذه المنطقة من العالم مكتوبٌ علينا، أو يوجد نوعٌ من اللعنة التي فُرضت علينا، والتي تجعلنا كلما كدّسنا فائضاً اقتصادياً مُعيناً يُبدد بطريقةٍ لا يعود علينا إلا بالضرر الكامل، وتضاف إليه أيضاً خسائر بشرية إلى جانب الخسائر المادية؟!!..".. ويضيف الدكتور فؤاد زكريا: " قد يبدو الكلام عن اللعنة هنا كلاماً غير علمي!!.. طبعاً المسألة ليست مسألة لعنة!!.. بل هي مسألة حسابات دقيقة، فعلى سبيل المثال، المصانع في الدول الغربية.. استفادت جداً من الفترة التي كان فيها الغرب يؤيد النظام العراقي أثناء حربه مع إيران!!.. ثم استفادت المصانع عندما انقلب الغرب على النظام العراقي في حرب الخليج!!.. ثم استفادت أكثر وأكثر عندما عُمّرت الكويت والمنطقة الخليجية بعد أن انتهت الحرب!!.. فأصحاب المصانع كما يقول المثل المصري (زي المنشار.. طالع واكِل.. نازل واكِل!!..) فعندما يؤيد العراق.. يكسب، وعندما يعارض العراق يكسب."
• إذاً المسألة ليست تبعية الكويت للعراق، لا تاريخياً ولا منطقياً.. وإنما هي محاولة بلطجةٍ وابتزاز.. بكل أسف هناك من يؤيدها ويؤمن بها، ليس حباً منه لصدام، إنما لأن هناك من يكره الكويت لسببٍ أو لآخر.. وبالمقابل أيضاً هناك من وقف ضد هذا الغزو وشجبه أيما شجب.
فالدكتور سعد الدين ابراهيم أطلق تعبير (أزمة الخليج بحق هي فتنةٌ كبرى.. فعندما قام نظام صدام بغزوه الكويت، وانتهت آخر فصول هذه الفتنة بانهزام قوات النظام العراقي، كم من الجرائم ارتُكبت).وعلق الدكتور حليم بركات بقوله: "صعق الاجتياح العالم بسرعته وحجمه وتوقيته ونتائجه، كما لوكان زلزالاً وطوفاناً في آنٍ واحد".وكان تساؤل الدكتور حسن حنفي: "هل عُدنا إلى الصفر من جديد.. كما عدنا بعد محمد علي وعبد الناصر؟!!.. هل نحن في مخاضٍ جديد يتعهده جيلٌ قادم بعد أن تهرأ كل شيء."• ولو أردت الاستعانة بالأقلام الحرة الشريفة التي استنكرت ما قام به صدام حسين لطالت بنا القائمة.
ولنا أن نتساءل: أين صدام حسين الآن؟!!.. ولكن ها هي الكويت تضطلع بدورها وتقف مع الشعب اللبناني بتقديم المساعدات، وتسمح لمواطنيها بالتظاهر أمام السفارة الأمريكية. وأستبعد جداً أن دولة الكويت ستجري أي محاولةٍ لإقامة علاقاتٍ مع أعداء العروبة.. كما يتسابق إلى ذلك المتخاذلون!!..
[