ح
حبنا الله عليه
Guest
كتبت ريم الميع :
لولا بعض الترتيبات الامنية التي طوقت قصر دسمان، لما دل شيء في مجلس العزاء على أن المتوفى هو أمير الكويت الراحل المغفور له الشيخ جابر الأحمد، فكل شيء في مجلس العزاء النسائي، امس، كان يشبه جابر الاحمد نفسه، تواضعه، بساطته، رقيه، انسانيته وحميميته.
ما ان تدلف الى القاعة التي أقيم فيها العزاء حتى تلمح وجه «أم مبارك» الشيخة شريفة حمد المبارك الصباح، أرملة الأمير الراحل، ملتفة بعباءتها، تجلس على أريكة في قلب القاعة,كانت «أم مبارك» امس، وأول من امس، تؤدي دور السيدة الأولى للمرة الأولى ربما، ولو شكليا، هي التي لم تظهر كسيدة أولى في حياة سموه.
نحو ستين عاما عاشتها هذه الشيخة مع ابن عمها شيخ الكويت الأول، في الكواليس، فيما كان سموه على خشبة «مسرح» الحكم، والدة للجميع, واليوم، بوفاته، هاهي «أم مبارك»، في عزاء زوجها، تمد يدها لتصافح ألوف المعزيات، وبينهن قرينات ملوك ورؤساء وزعماء.
بهدوء، وقلوب مؤمنة، ونفوس صابرة، اصطفت كريمات الراحل الكبير، اللواتي تجاوز عددهن العشرين على يمين القاعة، وقوفا لحشود المعزيات، يصافحنهن ويقبلنهن ويقلن لهن «عزاؤنا عزاؤكن,,, عزاء كل الكويت», وبدت علامات التأثر واضحة تماما على وجوههن، كما كل وجوه حفيدات الشيخ جابر.
وعلى مقاعد في قلب القاعة، الى جانب «أم مبارك»، جلست شقيقات الأمير الراحل، وبينهن العنود، شقيقة سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الأحمد، وحرم رئيس الحرس الوطني سمو الشيخ سالم العلي، ونورية، والدة وزير الخارجية الشيخ محمد الصباح.
وبمحاذاة كريمات سموه، جلست الشيخة الدكتورة الشاعرة سعاد الصباح والى جانبها الشيخة فريحة الاحمد، وعلى مقربة منها عقيلة الشيخ مبارك، النجل البكر للأمير الراحل.
وقبل أن نغادر مجلس العزاء، لابد أن نقدم العزاء ايضا الى كريمات أمير الكويت الراحل الشيخ صباح السالم اللواتي اصطففن الى جانب الباب.
الوقت الذي يستغرقه الوصول الى قصر دسمان والوقوف في طوابير المعزيات وتقديم العزاء والمغادرة، يستغرق نحو الساعة ونصف الساعة وقوفا، لكن ثمة كراسي على جانب الطريق المؤدي الى مجلس العزاء، خصصت للمريضات والمتقدمات في السن، وكذلك لوحظ وجود فرق تمريض.
صغيرات الأسرة لم يجلسن، حالهن حال المعزيات، بل اشرفن على دخول المعزيات، وخروجهن، وتلبية احتياجاتهن، واشرفت عليهن الشيخة نورية الناصر الصباح.
قصر دسمان الذي شيد في العام 1940 أغلق أبوابه امام المعزيات ما ان اسدل الظلام اول خيوطه، فالتأم شمل أسرة الصباح فيه، رجالا ونساء، بانتهاء مراسم العزاء.
وعندما تغادر القصر، أو الذي يسمى قصرا مجازا، نظرا الى أن بساطته تجعله اقرب الى المنزل، تكون قد قطعت طريقا كان سمو الامير الراحل يقطعه ذهابا وايابا: هنا سيارته وهنا حديقته وهنا درب سار فيه، تتساءل: أين الأمير الذي كان؟!