أفخاذ ... ونهود !
كتب الأستاذ سيد قطب هذا المقال في جريدة الفكر الجديد العدد 5 (18 ربيع أول -29 يناير 1948 )
أيها القارئ ...
إننا لن نعطك في هذه المجلة ولن نعطيك، أفخاذا عارية، ولا نهوداً بارزة أتدرى لماذا؟
لأننا لا نريد أن نشترك في المؤامرة التى تدبرها الرأسمالية في مصر وفي العالم لإنفاق طاقتك كلها في الاشتهاء الخالى كمدمنى الحشيش والأفيون، فلا تبقى منها بقية تحارب بها الظلم الاجتماعى وتحطم بها الأوضاع الظالمة التى لا يجوز أن تبقى!.
إنهم يعطونك في مجلاتهم صور أفخاذ ونهود، تلهو بها، وتحلم أحلاما شهوية خيالية، ليستمتعوا هم بالأفخاذ والنهود ذاتها لا بالصور الميتة على الورق!!
إنهم ينهكون أعصابك بالأحلام المثيرة حول "فتاة الحائط" أو "فتاة الغلاف" لتنصرف عن ملاحظة الترف الذى يغرقون هم فيه، والحرمان الذى أنت تعانيه!
إنهم يستغلونك فتدفع القرش والقرشين والخمسة القروش التى في جيبك والتى قد تكون في أشد الحاجة إليها لتأكل أكلة مغذية تقوي بنيتك، وتساعد على الكفاح، ثم يعطونك بدل هذا كله حلما شهويا لا قيمة له في الحقيقة، وبذلك يسلبونك نقودك وقوتك، ويأمنون شر سخطك على الترف الذي يعيشون فيه!
أيها القارئ ...
إننا لن نعطيك في هذه المجلة أفخاذا ولا نهودا!
ذلك لأننا نحترمك ونحسن الظن بك، وهم يسيئون الظن بك ويحتقرونك.
هم يحتقرونك، فيحسبونك مجرد حيوان: كلبا أو خنزيرا أو حمارا!. لا تجتذبك إلا أحط الشهوات والغرائز ونحن نحترمك ونؤمن بك، فنحسبك إنسانا، له مطالب الإنسان وغايته، وله عواطف الإنسان وآفاقه.
نحسبك إنسانا تدخر طاقتك لتحطم الظلم الاجتماعى الذي ينهك قوتك وأهلك وشعبك، ليقتات بدمائهم نفر قليل مترف من المحظوظين.
نحسبك إنسانا تفهم الحب الإنسانى عاطفة كريمة، لا شهوة دنسة، وقد نحدثك عن الحب وعن الأمل وعن الجمال ولكن حديث الإنسان للإنسان لا حديث المروض للحيوان!!.
أيها القارئ ...
إننا نعلم أنك قد لا تقبل علينا في البدء كما تقبل على مجلات الدعارة ولكننا مؤمنون بالعنصر الإنسانى فيك مؤمنون بقدرتنا على إثارة إنسانيتك وعلى إنقاذك من الأفيون المخدر الذى تتعاطاه، وعلى انتشالك من مؤامرة الرأسمالية القذرة التى تحيط بشباكها بقراء الصحف ورواد السينما في هذه الأيام.
كل فخذ وكل نهد، هو قطعة أفيون تدسها الرأس مالية في نفس شاب لتخدره وتلهيه عن الكفاح لتحطيم الأوضاع الظالمة، ولن نشترك في المؤامرة القذرة كما اشترك فيها الآخرون في يوم من الأيام.
كتب الأستاذ سيد قطب هذا المقال في جريدة الفكر الجديد العدد 5 (18 ربيع أول -29 يناير 1948 )
أيها القارئ ...
إننا لن نعطك في هذه المجلة ولن نعطيك، أفخاذا عارية، ولا نهوداً بارزة أتدرى لماذا؟
لأننا لا نريد أن نشترك في المؤامرة التى تدبرها الرأسمالية في مصر وفي العالم لإنفاق طاقتك كلها في الاشتهاء الخالى كمدمنى الحشيش والأفيون، فلا تبقى منها بقية تحارب بها الظلم الاجتماعى وتحطم بها الأوضاع الظالمة التى لا يجوز أن تبقى!.
إنهم يعطونك في مجلاتهم صور أفخاذ ونهود، تلهو بها، وتحلم أحلاما شهوية خيالية، ليستمتعوا هم بالأفخاذ والنهود ذاتها لا بالصور الميتة على الورق!!
إنهم ينهكون أعصابك بالأحلام المثيرة حول "فتاة الحائط" أو "فتاة الغلاف" لتنصرف عن ملاحظة الترف الذى يغرقون هم فيه، والحرمان الذى أنت تعانيه!
إنهم يستغلونك فتدفع القرش والقرشين والخمسة القروش التى في جيبك والتى قد تكون في أشد الحاجة إليها لتأكل أكلة مغذية تقوي بنيتك، وتساعد على الكفاح، ثم يعطونك بدل هذا كله حلما شهويا لا قيمة له في الحقيقة، وبذلك يسلبونك نقودك وقوتك، ويأمنون شر سخطك على الترف الذي يعيشون فيه!
أيها القارئ ...
إننا لن نعطيك في هذه المجلة أفخاذا ولا نهودا!
ذلك لأننا نحترمك ونحسن الظن بك، وهم يسيئون الظن بك ويحتقرونك.
هم يحتقرونك، فيحسبونك مجرد حيوان: كلبا أو خنزيرا أو حمارا!. لا تجتذبك إلا أحط الشهوات والغرائز ونحن نحترمك ونؤمن بك، فنحسبك إنسانا، له مطالب الإنسان وغايته، وله عواطف الإنسان وآفاقه.
نحسبك إنسانا تدخر طاقتك لتحطم الظلم الاجتماعى الذي ينهك قوتك وأهلك وشعبك، ليقتات بدمائهم نفر قليل مترف من المحظوظين.
نحسبك إنسانا تفهم الحب الإنسانى عاطفة كريمة، لا شهوة دنسة، وقد نحدثك عن الحب وعن الأمل وعن الجمال ولكن حديث الإنسان للإنسان لا حديث المروض للحيوان!!.
أيها القارئ ...
إننا نعلم أنك قد لا تقبل علينا في البدء كما تقبل على مجلات الدعارة ولكننا مؤمنون بالعنصر الإنسانى فيك مؤمنون بقدرتنا على إثارة إنسانيتك وعلى إنقاذك من الأفيون المخدر الذى تتعاطاه، وعلى انتشالك من مؤامرة الرأسمالية القذرة التى تحيط بشباكها بقراء الصحف ورواد السينما في هذه الأيام.
كل فخذ وكل نهد، هو قطعة أفيون تدسها الرأس مالية في نفس شاب لتخدره وتلهيه عن الكفاح لتحطيم الأوضاع الظالمة، ولن نشترك في المؤامرة القذرة كما اشترك فيها الآخرون في يوم من الأيام.