- إنضم
- 26 يونيو 2011
- المشاركات
- 31,855
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 0
أفكار صغيرة كبيرة!
1- بين لحظتين من عمرنا.. يحدث كل شيء، من الميلاد إلى الموت، الاختيار الصحيح أو الاختيار الخطأ، الحوادث السعيدة والحوادث التعيسة، نستمع إلى الأخبار المفرحة أو الأخبار الحزينة، نتعرف على بشر يغيرون حياتنا إلى الأفضل أو إلى الأسوأ، يعرفنا الحب فيأخذنا إلى حيث لا نتوقع، نكتشف أشياء ونتعلم أشياء وندفع ثمن أشياء.
ننتقل من حلم إلى واقع فلماذا نيأس؟
2- ما الفرق بين الإنسان والحيوان؟ الأخلاق التي تأتي من التفكير والتعليم. الأخلاق هي بداية الأشياء الجميلة التي تصنع إنسانا محترما ومتحضرا.. الأخلاق هي الشجرة التي تطرح في مواسمها الأربعة: الضمير السليم ـ الحب بما يملك من عطاء ـ السلوك المهذب ـ الخوف من ارتكاب أخطاء متعمدة.
الإنسان هو الوحيد الذي يحاول كلما صعد درجة في سلم المجتمع أن يصبح أجمل ويخفي كل ما هو قبيح.. يستبدل مواصفاته السيئة بأخرى حتى يوصف بأنه إنسان متحضر وراق.. بينما الحيوان مهما كانت قوته أو وداعته ـ أسد أو قط هو في النهاية لا يملك إلا طريقين: إما أن يظل بفطرة الغابة يمارس كل عاداته دون خوف أو خجل.. أو يتحمل أفكار الإنسان حين يصبح تحت مسؤولية ترويضه.
الإنسان كما خلقه الله.. لا يصح أن يتحول بكل رغبته وإرادته إلى حيوان.. لكن كثيرا من الناس تفعل ذلك.
3 – الاستماع إلى السيدة أم كلثوم وهي تغني من خلال شاشة التلفزيون ـ خاصة عند منتصف الليل ـ يعيدك سنوات بعيدة للماضي، ربما عشت بعضا منه أو ولدت في سنوات أخرى، أنت في كل الأحوال سوف تصبح جزءا واحدا مما تسمعه وتشاهده، حتى لو لم تكن ـ مثلي ـ درويشا أو عاشقا أو مغرما بصوتها وطريقتها وأدائها، يكفيك فقط أن تحاول، وأن تندمج في التفاصيل، ثم تجد نفسك بالتدريج منسحبا إلى زمن هذه السيدة التي لا تعرف من أين توصف أنوثتها، هذه المرأة القصيرة عريضة القامة التي تحمل ملامح قوية، لكنها صاحبة الزمن، تمتلك نصف سنوات القرن العشرين، يهمني أن تمد بصرك إلى فرقتها لترى كيف كانت ملامح أبائنا وأجدادنا، أما مستمعيها، وهذه السيدة التي تجلس دائما في الصف الثالث من كل حفلاتها بسيجارة مشتعلة لا تنطفئ، هؤلاء كلهم كانوا يخصصون يوم الخميس الأول من كل شهر للاستعداد للذهاب إلى حفل أم كلثوم، ماذا يرتدون؟ وكيف يقصون شعورهم؟ إنني ـ أخمن ـ كلما شاهدتهم كل ليلة في حفل “الست”.. كيف عاشت أجيال تهتم بنظافتها وأناقتها بأقل الإمكانات.. وبصناعة مصرية خالصة.. والآن: أين ذهبت؟
هل النظافة والاهتمام بالشكل والملامح، تسريح الشعر أو حلاقة الذقن مع الجلوس في بساطة على مقعد خشب يحتاج أكثر من إيمان وحب، كيف نبدو في عيون الآخرين؟
4- الصلاة هي لقاء مع الله، نتوضأ ونخشع ونستعد ونرغب في هذا اللقاء، موعد مع الخالق.. الذهاب إلى موعد كهذا ـ هو الموعد الأهم ـ معناه أن ننتظره بفارغ الصبر، نسبقه باستعداد من القلب، نعد قائمة طلباتنا لكي نقف بها بكل أدب وخشوع وحب وندعو بها في علن وبدون خجل، نرتدي أفضل وأغلى ما نملك، نذهب في الموعد المحدد بدون تأخير أو كسل أو انشغال البال بأشياء أخرى، إنها الأمور نفسها التي نفعلها في المواعيد المهمة التي نذهب لها للقاء مسؤول، مخلوق، فكيف لا نفعلها في موعد مع الخالق؟!
إن اليقين، هو الإحساس الذي يسبق صلاتنا المقبولة ودعواتنا المستجابة، فمن منا يفعل ذلك؟ من وسط زحام الحياة وفوضى المشاعر والحواس؟ ومع ذلك.. يسامحنا الله ويتقبل ونصلي، بهمة أحيانا، وسرعة أحيانا. نتصور أن في الحياة فرصا أخرى لموعد مع الله. هل يمكن أن نتصور أن كل موعد هو أول موعد وأجمل موعد وآخر موعد؟
5- دائما أراقب من يملك إرادة على تحقيق هدف في حياته، وأسأل أيهما أهم: الإرادة أم الهدف؟ الإجابة: الاثنان. لا يوجد هدف له قيمة بدون إرادة.. ولا توجد إرادة لا تملك هدفا تضع فيه كل طاقتها. أعتقد أن سر أسرار النجاح في الحياة يبقى في هذه المسافة ـ والمساحة ـ بين الهدف والإرادة.
6- مقابل كل شخص يملك طاقة إيجابية في الحياة، هناك خمسة أشخاص ينشرون حوله طاقة سلبية، لماذا لا تستمتع باختيار من يمنحونك طاقة تجعلك أكثر سعادة ونجاح.
7- الحقيقة أننا لا نملك من أنفسنا أكثر من القدر الذي يمكن أن نفكر ونعمل به، نملك الأسباب ولا نملك النتائج، نملك السعي ولا نملك الرزق، نملك الأمل ولا نملك القدرة على تحقيق الأمل، نملك العناية بصحتنا ولا نملك العمر، نملك الرغبة في الحب ولا نملك الحب، نملك القرار ولا نملك النتائج، نملك العقل ولا نملك القلب.. نملك دائما البدايات ولا نملك أبدا النهايات، يمكنك أن تضع في الأرض بذرة لكنك أبدا لن تملك مهما بذلت من جهد وحصلت على علم أن تمتلك ثمرة تفاح واحدة من الشجرة، إن إرادتنا تقف عند حد الوصول إلى الهدف.. لكنها لا تؤهلك للحصول على الهدف ذاته.
إنها نعمة كبيرة من الله أن جعلنا أخف وزنا مما نحتمل.. وجعل كل ما نحصده من الحياة ـ أو لا نحصده ـ في يده وحده. لو امتلكنا أكثر من ذلك.. نموت من الظلم على قيد الحياة.. إننا أقرب إلى السماء لأننا نملك الأمل فقط في التغيير.. وليس القدرة على التغيير.
8- لماذا نزرع زهورا على سور نافذة؟ لماذا نهديها لمريض في حالة ألم؟ أو لاثنين في حالة حب؟ أو لإنسان في حالة نجاح؟
زهرة واحدة في فازة صغيرة.. هي شريك لحظات مهمة في حياة الإنسان. تستطيع هذه الزهرة أن تشعر بك.. إذا كنت متألما أو حزينا أو مبتهجا أو تريد أن تلمس النجوم بيديك، لماذا إذن تخلو حياتنا تقريبا من الزهور؟ في بيتك على أقرب مشهد تطل عليه كل صباح، أو في عملك على الدرج المرتفع الذي يجاور مكتبك، لماذا إذا وجدنا زهرة في الطريق قطفناها لتموت؟ ولماذا لا ندفع ثمن زهرة واحدة ـ جنيه في الأسبوع ـ لتكون شريكا لنا؟ لماذا نهديها لآخرين على سبيل المجاملة ـ في مرض أو فرح ـ ولا نهديها لأنفسنا؟
ثمن أصيص زهور يوضع في نافذتك ويعيش نصف سنة هو ثمن علبة سجائر.. وثمن زهرة بلدي حمراء برائحة دافئة وموحية هو ثمن كيس صغير لمنديل ورق!
أنا أحب الورد البلدي والقرنفل والليليام.. ثلاث زهور حياتها أطول من معطر صناعي.. 10 أيام على الأقل. امتلاك المتع الثمينة في الحياة ليس في احتياج إلى أن ندفع كثيرا من المال، لكن نغير أسلوب حياتنا وطريقة تفكيرنا في اختيار الأشياء التي يمكن أن تحقق لنا البهجة ولو لبعض الوقت.
بقلم:يسري الفخراني
1- بين لحظتين من عمرنا.. يحدث كل شيء، من الميلاد إلى الموت، الاختيار الصحيح أو الاختيار الخطأ، الحوادث السعيدة والحوادث التعيسة، نستمع إلى الأخبار المفرحة أو الأخبار الحزينة، نتعرف على بشر يغيرون حياتنا إلى الأفضل أو إلى الأسوأ، يعرفنا الحب فيأخذنا إلى حيث لا نتوقع، نكتشف أشياء ونتعلم أشياء وندفع ثمن أشياء.
ننتقل من حلم إلى واقع فلماذا نيأس؟
2- ما الفرق بين الإنسان والحيوان؟ الأخلاق التي تأتي من التفكير والتعليم. الأخلاق هي بداية الأشياء الجميلة التي تصنع إنسانا محترما ومتحضرا.. الأخلاق هي الشجرة التي تطرح في مواسمها الأربعة: الضمير السليم ـ الحب بما يملك من عطاء ـ السلوك المهذب ـ الخوف من ارتكاب أخطاء متعمدة.
الإنسان هو الوحيد الذي يحاول كلما صعد درجة في سلم المجتمع أن يصبح أجمل ويخفي كل ما هو قبيح.. يستبدل مواصفاته السيئة بأخرى حتى يوصف بأنه إنسان متحضر وراق.. بينما الحيوان مهما كانت قوته أو وداعته ـ أسد أو قط هو في النهاية لا يملك إلا طريقين: إما أن يظل بفطرة الغابة يمارس كل عاداته دون خوف أو خجل.. أو يتحمل أفكار الإنسان حين يصبح تحت مسؤولية ترويضه.
الإنسان كما خلقه الله.. لا يصح أن يتحول بكل رغبته وإرادته إلى حيوان.. لكن كثيرا من الناس تفعل ذلك.
3 – الاستماع إلى السيدة أم كلثوم وهي تغني من خلال شاشة التلفزيون ـ خاصة عند منتصف الليل ـ يعيدك سنوات بعيدة للماضي، ربما عشت بعضا منه أو ولدت في سنوات أخرى، أنت في كل الأحوال سوف تصبح جزءا واحدا مما تسمعه وتشاهده، حتى لو لم تكن ـ مثلي ـ درويشا أو عاشقا أو مغرما بصوتها وطريقتها وأدائها، يكفيك فقط أن تحاول، وأن تندمج في التفاصيل، ثم تجد نفسك بالتدريج منسحبا إلى زمن هذه السيدة التي لا تعرف من أين توصف أنوثتها، هذه المرأة القصيرة عريضة القامة التي تحمل ملامح قوية، لكنها صاحبة الزمن، تمتلك نصف سنوات القرن العشرين، يهمني أن تمد بصرك إلى فرقتها لترى كيف كانت ملامح أبائنا وأجدادنا، أما مستمعيها، وهذه السيدة التي تجلس دائما في الصف الثالث من كل حفلاتها بسيجارة مشتعلة لا تنطفئ، هؤلاء كلهم كانوا يخصصون يوم الخميس الأول من كل شهر للاستعداد للذهاب إلى حفل أم كلثوم، ماذا يرتدون؟ وكيف يقصون شعورهم؟ إنني ـ أخمن ـ كلما شاهدتهم كل ليلة في حفل “الست”.. كيف عاشت أجيال تهتم بنظافتها وأناقتها بأقل الإمكانات.. وبصناعة مصرية خالصة.. والآن: أين ذهبت؟
هل النظافة والاهتمام بالشكل والملامح، تسريح الشعر أو حلاقة الذقن مع الجلوس في بساطة على مقعد خشب يحتاج أكثر من إيمان وحب، كيف نبدو في عيون الآخرين؟
4- الصلاة هي لقاء مع الله، نتوضأ ونخشع ونستعد ونرغب في هذا اللقاء، موعد مع الخالق.. الذهاب إلى موعد كهذا ـ هو الموعد الأهم ـ معناه أن ننتظره بفارغ الصبر، نسبقه باستعداد من القلب، نعد قائمة طلباتنا لكي نقف بها بكل أدب وخشوع وحب وندعو بها في علن وبدون خجل، نرتدي أفضل وأغلى ما نملك، نذهب في الموعد المحدد بدون تأخير أو كسل أو انشغال البال بأشياء أخرى، إنها الأمور نفسها التي نفعلها في المواعيد المهمة التي نذهب لها للقاء مسؤول، مخلوق، فكيف لا نفعلها في موعد مع الخالق؟!
إن اليقين، هو الإحساس الذي يسبق صلاتنا المقبولة ودعواتنا المستجابة، فمن منا يفعل ذلك؟ من وسط زحام الحياة وفوضى المشاعر والحواس؟ ومع ذلك.. يسامحنا الله ويتقبل ونصلي، بهمة أحيانا، وسرعة أحيانا. نتصور أن في الحياة فرصا أخرى لموعد مع الله. هل يمكن أن نتصور أن كل موعد هو أول موعد وأجمل موعد وآخر موعد؟
5- دائما أراقب من يملك إرادة على تحقيق هدف في حياته، وأسأل أيهما أهم: الإرادة أم الهدف؟ الإجابة: الاثنان. لا يوجد هدف له قيمة بدون إرادة.. ولا توجد إرادة لا تملك هدفا تضع فيه كل طاقتها. أعتقد أن سر أسرار النجاح في الحياة يبقى في هذه المسافة ـ والمساحة ـ بين الهدف والإرادة.
6- مقابل كل شخص يملك طاقة إيجابية في الحياة، هناك خمسة أشخاص ينشرون حوله طاقة سلبية، لماذا لا تستمتع باختيار من يمنحونك طاقة تجعلك أكثر سعادة ونجاح.
7- الحقيقة أننا لا نملك من أنفسنا أكثر من القدر الذي يمكن أن نفكر ونعمل به، نملك الأسباب ولا نملك النتائج، نملك السعي ولا نملك الرزق، نملك الأمل ولا نملك القدرة على تحقيق الأمل، نملك العناية بصحتنا ولا نملك العمر، نملك الرغبة في الحب ولا نملك الحب، نملك القرار ولا نملك النتائج، نملك العقل ولا نملك القلب.. نملك دائما البدايات ولا نملك أبدا النهايات، يمكنك أن تضع في الأرض بذرة لكنك أبدا لن تملك مهما بذلت من جهد وحصلت على علم أن تمتلك ثمرة تفاح واحدة من الشجرة، إن إرادتنا تقف عند حد الوصول إلى الهدف.. لكنها لا تؤهلك للحصول على الهدف ذاته.
إنها نعمة كبيرة من الله أن جعلنا أخف وزنا مما نحتمل.. وجعل كل ما نحصده من الحياة ـ أو لا نحصده ـ في يده وحده. لو امتلكنا أكثر من ذلك.. نموت من الظلم على قيد الحياة.. إننا أقرب إلى السماء لأننا نملك الأمل فقط في التغيير.. وليس القدرة على التغيير.
8- لماذا نزرع زهورا على سور نافذة؟ لماذا نهديها لمريض في حالة ألم؟ أو لاثنين في حالة حب؟ أو لإنسان في حالة نجاح؟
زهرة واحدة في فازة صغيرة.. هي شريك لحظات مهمة في حياة الإنسان. تستطيع هذه الزهرة أن تشعر بك.. إذا كنت متألما أو حزينا أو مبتهجا أو تريد أن تلمس النجوم بيديك، لماذا إذن تخلو حياتنا تقريبا من الزهور؟ في بيتك على أقرب مشهد تطل عليه كل صباح، أو في عملك على الدرج المرتفع الذي يجاور مكتبك، لماذا إذا وجدنا زهرة في الطريق قطفناها لتموت؟ ولماذا لا ندفع ثمن زهرة واحدة ـ جنيه في الأسبوع ـ لتكون شريكا لنا؟ لماذا نهديها لآخرين على سبيل المجاملة ـ في مرض أو فرح ـ ولا نهديها لأنفسنا؟
ثمن أصيص زهور يوضع في نافذتك ويعيش نصف سنة هو ثمن علبة سجائر.. وثمن زهرة بلدي حمراء برائحة دافئة وموحية هو ثمن كيس صغير لمنديل ورق!
أنا أحب الورد البلدي والقرنفل والليليام.. ثلاث زهور حياتها أطول من معطر صناعي.. 10 أيام على الأقل. امتلاك المتع الثمينة في الحياة ليس في احتياج إلى أن ندفع كثيرا من المال، لكن نغير أسلوب حياتنا وطريقة تفكيرنا في اختيار الأشياء التي يمكن أن تحقق لنا البهجة ولو لبعض الوقت.
بقلم:يسري الفخراني