- إنضم
- 16 يوليو 2010
- المشاركات
- 4,416
- مستوى التفاعل
- 3
- النقاط
- 0
روحي وروحك حبايب
"ألمظ وعبده الحامولي" قصة الحب والموت
المظ وعبده الحامولي
لعبت المصادفات دوراً كبيراً في حياة عاشقين شهيرين في القرن التاسع عشر هما عبده الحامولي وألمظ، فقد انتقلا من البؤس والفقر إلى الرخاء والثراء، ومن هامش الحياة إلى الشهرة والأضواء، ثم انتقل الاثنان من التنافس الشديد إلى التقارب والإعجاب المتبادل ثم الحب والزواج.
يروي رجاء النقاش في كتابه "أجمل قصص الحب من الشرق والغرب" الصادر عن سلسلة "أخبار اليوم"، ان عبده الحامولي ولد لأبوين فقيرين، وكان لعبده أخ اكبر منه اختلف مع أبيه، فاتفق عبده مع أخيه على مفارقة الأب إلى القاهرة، فدخلا فقيرين بائسين يبحثان عن عمل يعيشان منه.
وذات يوم يستمع إلى الحامولي المعلم "شعبان" صاحب مقهى بالقرب من حي الأزبكية، فيدرك المعلم أنه يمكن أن يكون مصدر رخاء للمقهى، فأتفق معه على الغناء كل ليلة، وسرعان ما امتلأ المقهى بالزائرين الذين وجدوا في صوت الحامولي سحرا.
خاف المعلم "شعبان" بعد أن اتسعت شهرة الحامولي أن يهرب منه، فقرر أن يضمن بقاءه بتزويجه لابنته، وبدأ يتصرف معه على انه فريسة مأمونة الجانب، وبدا الأب وابنته يتعاملان مع الحامولي تعاملا قاسيا، ظنا منهما أنهما امتلكاه ولم يعد أمامه أي فرصة للفرار.
ولكن الفنان هرب من المقهى ومن المعلم وابنته ولم يعد إليهما، على الرغم أنهما سعيا إليه يعتذران ويعرضان عليه العودة، وأن يكون السيد المطاع في البيت والمقهى، لكن الحامولي لم يكن سعيدا مع المعلم شعبان ولا مع زوجته المفروضة عليه.
الخديوى اسماعيل
بعد ذلك التقى مصادفة شاكر أفندي الحلبي أحد حفظة الأدوار والموشحات، فتلقى على يديه أصول الغناء، وحقق شهرة واسعة في عالم الغناء، وكون تختا موسيقيا خاصا به، وعندما سمعه الخديوي إسماعيل أعجب به وألحقه بحاشيته، واصطحبه إلي الآستانة، وبذلك تهيأت له فرصة الاستماع إلي الموسيقي التركية، واستطاع أن يقدم ألحانا تجمع بين المزاج المصري والمزاج التركي وتحمل الطابع الشرقي.
أما "ألمظ" فقد ولدت في الإسكندرية 1860 ورحلت في ريعان شبابها عن عمر 36 عاما في 1896 ، اسمها الحقيقي " سكينة " لكن صوتها الذي شبه بالألماظ في الصفا والنقاء كانت سببا في معرفتها باسم "ألمظ" التي كانت أشهر مغنيه مصريه في القرن التاسع عشر .
في كتابه "فيض الخاطر" كتب الأديب الكبير أحمد أمين يقول:
"من عبده؟ ومن ألمظ؟ ولماذا كان لهما هذا الصوت الجميل والفن البديع؟ الله يعلم أين يضع سره من غير قانون معروف، ولا نظام مألوف، فعبده فتى من عامة الناس، وأبوه من سواد الناس، لم تعلمه مدرسة ولم يهذبه كتاب، ولم يتلق دروسا في "النوتة" والعود والكمان. ولم يعرف أبوه بفن ولا صوت، ولكن الله منح عبده صوتا رخيما، آية في الجمال، لفت إليه الأنظار. أما ألمظ فهي فتاة فقيرة يضطرها فقرها أن تشتغل "فاعلة" مونة الجير والتراب في "قصعة" لتناولها للبنائين، ثم تلهمها نفسها وحسها أن تغني للعمال فيسمعوا منها صوتا بديعا يخفف عنائهم ويزيد نشاطهم، ويشاء القدر أن تسمع صوتها وهي تغني "عالمة" من أكبر عوالم مصر اسمها "الست ساكنة" كانت تقطن حي السيدة سكينة بالقاهرة، فتأخذها وتربيها تربية فنية، فتتفوق "ألمظ" على معلمتها، ويكون منها أكبر "عالمة" أي مطربة وفنانة بلغة ذلك العصر، فسبحان ربي القدير يهب ما يشاء لمن يشاء".
بدأت القصة بالمنافسة بين الفنانين المغردين، وكان من مظاهر هذا التنافس بعض المداعبات الغنائية، حيث كانت ألمظ تغني أغنية فيرد عليها عبده الحامولي بأغنية أخرى، ومن ذلك أن غنت ألمظ أغنية تقول فيها، وكان كلامها موجها إلى الحامولي:
يالي تروم الوصال وتحسبه أمر ساهل
دا شيء صعب المنال وبعيد عن كل جاهل
وكان الحامولي يرد على هذه الأغنية بأخرى يقول فيها:
روحي وروحك حبايب
من قبل دا العالم.. والله
الأديب أحمد أمين
وقد عاصر أحمد أمين في صباه السنوات الأخيرة من القرن التاسع عشر حيث كان الثنائي الغنائي في قمة الشهرة والنجاح وحب الناس لهما في كل مكان، ولم يلبث الحب أن ربط بينهما وتزوجا وعاشا حياة سعيدة، حتى توفيت ألمظ ، فامتلأت نفس الحامولي بالحزن، وكان عليه وهو الحزين أن يقدم الأفراح للناس بغنائه، وكان عبده الحامولي هو الرائد العظيم الذي فتح الطريق أمام ثورة الموسيقى العربية العصرية، ولعل من أجمل ما غناه الحامولي بعد رحيل حبيبة عمره هذا الدور الذي يقول فيه:
شربت المر من بعد التصافي
ومر العمر وما عرفتش أصافي
عداني النوم وأفكاري توافي
عدمت الوصل، يا قلبي عليه
وكان عندما يغني يبكي، وكان الناس يبكون معه.
"ألمظ وعبده الحامولي" قصة الحب والموت
![](http://www.q8yat.com/more/q8yat/q8yat_38.gif)
![](http://moheet.com/image/71/225-300/719687.jpg)
المظ وعبده الحامولي
لعبت المصادفات دوراً كبيراً في حياة عاشقين شهيرين في القرن التاسع عشر هما عبده الحامولي وألمظ، فقد انتقلا من البؤس والفقر إلى الرخاء والثراء، ومن هامش الحياة إلى الشهرة والأضواء، ثم انتقل الاثنان من التنافس الشديد إلى التقارب والإعجاب المتبادل ثم الحب والزواج.
يروي رجاء النقاش في كتابه "أجمل قصص الحب من الشرق والغرب" الصادر عن سلسلة "أخبار اليوم"، ان عبده الحامولي ولد لأبوين فقيرين، وكان لعبده أخ اكبر منه اختلف مع أبيه، فاتفق عبده مع أخيه على مفارقة الأب إلى القاهرة، فدخلا فقيرين بائسين يبحثان عن عمل يعيشان منه.
وذات يوم يستمع إلى الحامولي المعلم "شعبان" صاحب مقهى بالقرب من حي الأزبكية، فيدرك المعلم أنه يمكن أن يكون مصدر رخاء للمقهى، فأتفق معه على الغناء كل ليلة، وسرعان ما امتلأ المقهى بالزائرين الذين وجدوا في صوت الحامولي سحرا.
خاف المعلم "شعبان" بعد أن اتسعت شهرة الحامولي أن يهرب منه، فقرر أن يضمن بقاءه بتزويجه لابنته، وبدأ يتصرف معه على انه فريسة مأمونة الجانب، وبدا الأب وابنته يتعاملان مع الحامولي تعاملا قاسيا، ظنا منهما أنهما امتلكاه ولم يعد أمامه أي فرصة للفرار.
ولكن الفنان هرب من المقهى ومن المعلم وابنته ولم يعد إليهما، على الرغم أنهما سعيا إليه يعتذران ويعرضان عليه العودة، وأن يكون السيد المطاع في البيت والمقهى، لكن الحامولي لم يكن سعيدا مع المعلم شعبان ولا مع زوجته المفروضة عليه.
![](http://moheet.com/image/39/225-300/390210.jpg)
الخديوى اسماعيل
بعد ذلك التقى مصادفة شاكر أفندي الحلبي أحد حفظة الأدوار والموشحات، فتلقى على يديه أصول الغناء، وحقق شهرة واسعة في عالم الغناء، وكون تختا موسيقيا خاصا به، وعندما سمعه الخديوي إسماعيل أعجب به وألحقه بحاشيته، واصطحبه إلي الآستانة، وبذلك تهيأت له فرصة الاستماع إلي الموسيقي التركية، واستطاع أن يقدم ألحانا تجمع بين المزاج المصري والمزاج التركي وتحمل الطابع الشرقي.
أما "ألمظ" فقد ولدت في الإسكندرية 1860 ورحلت في ريعان شبابها عن عمر 36 عاما في 1896 ، اسمها الحقيقي " سكينة " لكن صوتها الذي شبه بالألماظ في الصفا والنقاء كانت سببا في معرفتها باسم "ألمظ" التي كانت أشهر مغنيه مصريه في القرن التاسع عشر .
في كتابه "فيض الخاطر" كتب الأديب الكبير أحمد أمين يقول:
"من عبده؟ ومن ألمظ؟ ولماذا كان لهما هذا الصوت الجميل والفن البديع؟ الله يعلم أين يضع سره من غير قانون معروف، ولا نظام مألوف، فعبده فتى من عامة الناس، وأبوه من سواد الناس، لم تعلمه مدرسة ولم يهذبه كتاب، ولم يتلق دروسا في "النوتة" والعود والكمان. ولم يعرف أبوه بفن ولا صوت، ولكن الله منح عبده صوتا رخيما، آية في الجمال، لفت إليه الأنظار. أما ألمظ فهي فتاة فقيرة يضطرها فقرها أن تشتغل "فاعلة" مونة الجير والتراب في "قصعة" لتناولها للبنائين، ثم تلهمها نفسها وحسها أن تغني للعمال فيسمعوا منها صوتا بديعا يخفف عنائهم ويزيد نشاطهم، ويشاء القدر أن تسمع صوتها وهي تغني "عالمة" من أكبر عوالم مصر اسمها "الست ساكنة" كانت تقطن حي السيدة سكينة بالقاهرة، فتأخذها وتربيها تربية فنية، فتتفوق "ألمظ" على معلمتها، ويكون منها أكبر "عالمة" أي مطربة وفنانة بلغة ذلك العصر، فسبحان ربي القدير يهب ما يشاء لمن يشاء".
بدأت القصة بالمنافسة بين الفنانين المغردين، وكان من مظاهر هذا التنافس بعض المداعبات الغنائية، حيث كانت ألمظ تغني أغنية فيرد عليها عبده الحامولي بأغنية أخرى، ومن ذلك أن غنت ألمظ أغنية تقول فيها، وكان كلامها موجها إلى الحامولي:
يالي تروم الوصال وتحسبه أمر ساهل
دا شيء صعب المنال وبعيد عن كل جاهل
وكان الحامولي يرد على هذه الأغنية بأخرى يقول فيها:
روحي وروحك حبايب
من قبل دا العالم.. والله
![](http://moheet.com/image/fileimages/2011/file439676/1_11_1312_59.jpg)
الأديب أحمد أمين
وقد عاصر أحمد أمين في صباه السنوات الأخيرة من القرن التاسع عشر حيث كان الثنائي الغنائي في قمة الشهرة والنجاح وحب الناس لهما في كل مكان، ولم يلبث الحب أن ربط بينهما وتزوجا وعاشا حياة سعيدة، حتى توفيت ألمظ ، فامتلأت نفس الحامولي بالحزن، وكان عليه وهو الحزين أن يقدم الأفراح للناس بغنائه، وكان عبده الحامولي هو الرائد العظيم الذي فتح الطريق أمام ثورة الموسيقى العربية العصرية، ولعل من أجمل ما غناه الحامولي بعد رحيل حبيبة عمره هذا الدور الذي يقول فيه:
شربت المر من بعد التصافي
ومر العمر وما عرفتش أصافي
عداني النوم وأفكاري توافي
عدمت الوصل، يا قلبي عليه
وكان عندما يغني يبكي، وكان الناس يبكون معه.
![](http://www.q8yat.com/more/q8yat/q8yat_38.gif)