A.Designer_90
New member
بسمْ الله الرحمنْ الرحيمْ //
- -
رسـالةٌ إلـى أمي ..
رسالةٌ خطيّتُهـا بدمِ قلبي إلـى " أُمـي " ..
كمْ أنتي " كبيرة " بـ مكانتك ..
وكم أنتِ " عظيمةٌ " بـِ " أهلك " ..
بـ جودكِ و كرمكْ ..
رسالةٌ ودمعاتْ ..
حروفٌ وكلماتْ ..
جملٌ وقسوةُ " عبارات "
أمـي " العراق " أنت لستِ بلدي
لكنكِ " أمي " ..
فـ ما يحدثُ فيـكِ يؤلمنـي ,,
وما يجولُ علـى أرضكِ يُدميني ..
أيُ " جُرمٍ " إقترفتيه ..
وأيُّ " ذنبٍ " فعلتيه ..
" أمي " ،’
كم يضنيني ما يصيبكْ /
و كم يتعبني ما يحدث بـِ داخلك ..
نظامٌ مسح عنوانَ " الإنسانية " من علـى أرضِك الطيبة ..
وأعوانٌه " غربوّا " معـنـى " الحبِ والحنية " ..!
توالتِ الحروبُ /
وسقطتْ أوراقٌ " زمردية " !
أُشعلت نيرانٌ حمراءٌ ذَهبية ..
وسُفكْتْ دماءُ الأبرياء والبَـرية !
تسطرتْ " أقسـى " العباراتِ
فـي " شبه إنسان " ..
حطّمّ " الإنسانية " !
غّدرّ بـ " شعبهِ " ..
ودولتهِ " الأبية " !
تكاثرت علـى " أهل الأرض " الجراحُ والأذية ..
لا مكانَ لـِ " حقوقهم " ،’
ولا مجالِ لـِ " صوتهم " ..!
إنتُهكتْ حُرُماتهم .. !
وعلا صوتُ " أنينهمْ " ..!
سادَ " الصمتُ " القاتل ..
واشتبكَ الليل بخيطِ الفجر ..
و اختلطّ " الحابلُ بـِالنابل " ..
لآ " صوتَ " يعلو علـى صوتِ " الظلم " .!
ولآ " حديثٌ " يطغـى على حديث " اللا إنسانية " !
" صدام "
رمزُ " القسوةِ و الوحشية " ..
أيُ جرمٍ فـعلهُ " أبنـائك ! "
وأي ذنبٍ إقترفهُ " أطفالكْ " ؟
لمْ يسلمُ منكَ " القاصي " و " الدانـي "
لآ " القريبُ " و لا " البعيد " ..
ولا " الأهلُ " ولا " الأغرابْ " !
حتـى أبنائك ..
جرّدتهم من أرضهم ..
ومسحتَ " عنوانهم " ..!
وشتتَّ " نسبهم و جَمعهمْ " ..
آآه ، أي قلبٍ ملكتهْ ؟
آه ، وأيُ مشاعرٍ بداخلكَ تلكْ !
يهتفُ قلبكَ بـ إسم " الوحشية " ..
وتتلذذٌ بمنظر " الدمِ والأشلاءْ " المتبقية ..!
كيفَ ننسـى ما فعلتهُ بـ أهلكَ " الأكراد و الشعية والسنة /
والـ كلُ من على أرضك !
كُلُ من على أرضكْ /
لم يعشْ كريماً أبيّا !
حربُ " حلبجة " ,’
صدامْ والسموم " الكيماوية " .!
الأطفال ،’ النساء ،’ الشبان ،’ الكبارْ ،’ الرضع ،’ العجائزْ /
وحتـى الصِبية .!
مصطلحات بـ دم ..
وفتاتُ قلب ..
إنهـا " الـلا إنسانية " .!
شردتّهم ..
قطعتّ أجسادهم ..
هشمّت عظامهم ..!
( تنسابُ الدمعات .. )
دعونـي أصمتُ دقيقة وأدعُ " الصور " تكملُ حديثي . //
لا أستطيع أن أكتمَ عبرتـي ..
فـ تلكَ أمٌ " حضنتْ " طفلها ..
ومات الطفل بأحضانها ..
وماتت أمه ,,
كلهم ماتوا !
كلهم دُمرّوا ..!
لماذا ؟
أطفالٌ ماتوا ..
ونساءٌ تشوهوا ..
إنتهـى تعبيري ..
فهذهِ " اللا إنسانية عينُهـأ " !
مئاتُ وآلافُ ماتوا ..
فـ " أينَّ " القلب ؟
- جزرة حلبـجة ؟ -
من هي حلبجة ؟
لم تكنْ حلبجة ُ قرية ً ،
لم تكنْ بقعة َ أرض ٍ/ اجتاحها طوفانٌ ولا جبلا هدّهُ زلزالٌ ،
إنها عينُ الإنسانية //
التي فـُـقئتْ وقلبُها الذي توزع على الطرقاتْ ..
من انتزعَ ابتسامة َ أطفال ِ حلبجة ،
وكسرَ أمواجَ قهقهاتهم على الأرصفة ؟ من فرشَ طرقاتِـها بالجثثِ ، وعلـّـق عصافيرَها من مناقيرها الذهبية على أشجار اللوز والنبدق ؟
من ذاكَ ( مفرد بصيغة الجمع ) المخلوقُ الذي أبادَ البشرية ( حلبجة عورة الإنسانية ) كلها حين رشها بالسموم فخلى بين الأبِ وابنهِ والأم ِ وولدها والحبيبةِ وحبيبها ؟
سنقولُ " صدامٌ ".. علي حسن المجيد ( كيمياوي ) وسيتلاشي صدى صدمتنا في صحراء ِ التاريخ الإنساني البائس..
سنقولُ " صدامٌ ".. نظامٌ دكتاتوريّ مجرمٌ ،
معتوهٌ يتلذذ بالحرب كمَن يتلذذ بطعم الفراولة على كأس آيس كريم ..
سنقولُ الحربُ ونجاساتِها ،
الحقدُ وسطوتهِ .. كل ذلك صحيح ..
ولكنّ اليدَ التي أفرغتْ حمولة َ الطائراتِ لم تكنْ يدا واحدة ً ..
لقد تشابكت أصابعُ البشرية جلـِّها لفكّ عقدة أكياس السموم ..
كانت تلك اللحظة لطخة َ دم على جبين الإنسانية .. ألمْ يكنْ " صدامُ " انسانا ؟
ومن موّله ومدّه وسدّد أفعالـَهُ وملأ قنابلهُ بالسم وحشّدَ التاريخَ وحذلقاتهِ واللغة وسفسطتها لتلك اللحظة وسابقاتها ( ولاحقاتها ) ، ألمْ يكنْ من جنس البشر ؟
هل نقولُ غيرَ ذلك ؟
هلْ سمعنا يوما بخنزير أحرقَ قرية ،؟!
أو قردٍ دمّر بيدرَ قمح ،
أو كلبٍ شنّ حربا ،
أو حمار ٍ اعترض طريق ثورة تحرر .. ؟
إذن كيف يشبّه البعضُ أولئك المجرمين بالحيوانات .. !!
ولنذهب أكثرَ من ذلك ..
منْ منا رأى شيطانا أو جنيا أو جنية أو كتيبة من الجن والشياطين اكتسحت بلدة آمنة .. لا أحد ...
الإنسان ، هو الوحيدُ القادر على أنْ يتلذذ بالخبز وكان قبلَ غفلةِ عين ٍ قطعَ رقبة أخ له في الدين أو نظير له في الخلق ، هو الوحيد الذي يحلم بالزقزقات وإلى جانبه جثثُ آلاف العصافير، تتخبط بدمها وتتطاير ريشاتها إلى الله. لا يقدر مخلوقٌ على أن يجرمَ كما الإنسان /
( ممثلا بصدام والممسوخين من طرازه ) .. ولهذا كانت حلبجة ..
حلبجة والأنفالُ والمقابرُ الجماعية وقتلى الحروبِ الذين نسيهم التاريخُ ، ما أكثرهم ،
والذين التهمتهم السجونُ والبحارُ والصحارى والمنافي ، تعجز اللغة عن أنْ تثأرَ لهم ، ولا أن تعتذر لهم عمّا جناهُ مبدعُها الإنسانُ ، ومعبئها لغزواتهِ ضد أخيه الإنسان .
أسامة العقيلي
وداعاً حلبجـة ..
وداعاً لـ ضحايا حلبجـة ..
حقاً إنهـا / الوحشية ..
حربُ مع إيرانْ /
ثم حبيبتي وغاليتي " بلدي " الكويت ،’
ثم دمار ،’ ودماءْ ،’ عذابُ وشقاءْ ..
فُرقةٌ ونزاعاتْ ..!
حروبٌ " أهليةٌ " داخلية ..!
جمعتَ كلّ مصطلحات " اللا إنسانية " في نفسك ..!
وكرّستها في شخصيتك ..!
رحلتْ ،’
وبقي ما زرعت في " أبنائك " من نزاعات وتفرقة ..
رحلت وبقيت " الحروب "..
رحلت وربقيَّ " الدمارْ " ..
رحلتْ ./
رحلتْ ..
رحلتْ ...
وفي قلبِ كل شخصِ في هذا العالمِ " الواسع " ..
ذكرى حزينةٌ منكْ..
وصورةٌ مؤلمةٌ منك ..!
" صدام "
" أنـت إنسان بـِ لا إنسانية .."
عذراً فـ لن أقولَ " إنسانْ "
فـ كلمة إنسان أعظمُ من أن أقولهـآ لِـ رمزِ الوحشية !
كلمةُ إنسانٍ تترفع بأن تكون بـ جانبِ إسمكَ علـى الأسطرِ !
نحنُ " الكويتيين " لن نكرهَ العراقَ يوماً /
بل نكرهُ من دمّر العراقَ يوماً ، وأنطفـئ روح الأخوةِ فيها ..
ومسح " الإنسانية " من على أرضها ، وشعبها !
رحلتْ /
لكن بقيّ الأملُ موجوداً ..
وبقي " الفخرُ والعزُ " في أنفسِ " أهل العراقِ لهُ " وميض " ..
لم ينسى أهلُ العراقِ نسبهم ..
ولم يتلاشى حلمُ حياتهم .!
بـ أن يعودَ " عراقُ الحريةِ " من جديد ..
ويشرقُ " صبحُ " ذهبي أصيل ..
وتعودُ " شمسُ " العراقِ " ..
وتُشرقُ شمسُ " اللإبتسامة " علـى الوطن " الجريح " ..
أمي العراقْ إليكِ أكتب ..
ومن القلب " أدعـو " ..
بـ أن يفكَّ الله قيدكِ ..
وأن يحرركِ ..
وأن تعود شمسكِ للإشراقٍ من جديد ..
وأن يكتبَ لكِ غداً سعيد ..
إعذروني على الإطالة ،,
لكن مافي قلبي لم ينتهيّ /
لكن لم أرغب في الإطالة عليكم .،,
كـي لا تَمِلوا من " فضفضتي " ..!
تحيتيّ أولاً وأخيراً //
والحمدلله ربِّ العالمين ..
A.Designer_90
