اجازة يوم الجمعة

إنضم
24 مارس 2023
المشاركات
605
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
اجازة يوم الجمعة
أصبح يوم الجمعة فى أذهان الناس فى هذا العصر مرتبطا بأنه يوم اجازة من العمل ففى هذا اليوم يصحو معظم الناس متأخرين من النوم عن بقية الأيام وتعودوا على شراء اللحم قبله بيوم والرفث للنساء ليلة الخميس لكى يغتسلوا فى صباح الجمعة وكأن الله لم يبح الرفث إلا ليلة الجمعة ولم يبح الغسل إلا فى صباح الجمعة مع أن الله أباحه فى ثلاث أوقات فى اليوم وهى الأوقات التى ينبغى فيها الاستئذان لدخول حجرة الزوجية على الأبوين وفيها قال سبحانه :
"يا أيها الذين آمنوا ليستئذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عورات لكم ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن طوافون عليكم بعضكم على بعض كذلك يبين الله لكم الآيات والله عليم حكيم"
بالطبع فى هذا العصر الثقافة العالمية طغت على دين الله فأصبح يوم السبت إجازة عند البعض وأصبح يوم الأحد اجازة عند الأخرين حتى فيما يسمى فى العالم الإسلامى رغم أنه ليس نصرانيا ولا يهوديا ولا غير هذا
بالطبع الثقافة العالمية أو ما أسموه العولمة فى فترة سابقة أصبحت هى ديدن الشعوب ومن ثم تخلى الناس عن أديانهم التى يدينون بها وقد نجحت ثقافة العولمة فى بث تشريعات العمل العالمية وهى :
ألا تنقص ساعات العمل الأسبوعية عن 35 ولا تزيد عن 42 ساعة وهو تشريع بشرى الغرض منه كما يقال هو :
صحة الإنسان وعدم عبودية الفرد لأصحاب العمل
والحقيقة أن من شرعوا ذلك التشريع ليس هدفهم هو صالح من يعملون وإنما صالحهم هم لأن زيادة الإنتاج بزيادة ساعات العمل تجعل أسعار المنتجات ترخص حسب القاعدة الاقتصادية المعروفة عالميا :
العرض والطلب
فكلما زاد المعروض رخص السعر وكلما قل المعروض ارتفع السعر
من يقودون العالم ليسوا فى الواقع إلا أصحاب المال وغالبهم دوما لا يعرفه سوى قلة من الناس وهم يدفعون للكتاب ولوسائل الإعلام أموالا لكى ينشروا ما يريدون من تشريعات بشرية الهدف منها هو :
مكاسبهم
وليس الهدف كما يوحى الإعلام صالح الناس
التشريع العالمى حسب منظمة العمل الدولية كان فى سنة 1919 م 48 ساعة عمل فى الأسبوع وهناك تشريع أخر رقم 51 لسنة 1936 م لم يتم اعتماده من كل الدول فى تلك الأيام حيث عرض فى منظمة العمل الدولية وهو أنه لا يجوز زيادة ساعات العمل عن 40 ساعة فى الأسبوع واستثنى فئات معينة فأضاف لها ساعتين =42 ساعة وهى الفئات التى تعمل بنظام المناوبة أو النوبات وهو ما تحاول دول العالم تطبيقه منذ عقدين أو أكثر
لقد حدد الله فترة العمل بأنها ما قبل الظهيرة فى النهار فبعد الظهيرة يضع الناس ثيابهم والمقصود :
يغيرون ملابس المهنة وهى الوظيفة بملابس الراحة فى البيت
وفى هذا قال سبحانه :
" وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة "
وهذا الوقت يختلف من مكان لأخر فى الأرض ومن فصل أخر فهو يتراوح غالبا ما بين عشر ساعات وساعة أو أقل
بالطبع ليس المطلوب من الإنسان العمل المستمر خلال تلك الساعات وإنما هو يعمل حسب قوله سبحانه فى صلاة الجمعة :
"يا أيها الذين آمنوا إذا نودى للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون فإذا قضيت الصلاة فانتشروا فى الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون"
فنجد الصلاة صلاة الجمعة وسط وقت العمل وليس كما هى الآن فقبلها عمل وهو :
البيع وهو العمل الوظيفى حيث أنه بيع للجهد مقابل الأجر مطلوب ذروه وهو تركه عند النداء للجمعة وفيه قال سبحانه
"فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع"
وبعد الجمعة يوجد عمل بلفظ أخر وهو :
الانتشار فى الأرض لأخذ فضل وهو رزق الله وهو ما قاله بعد انتهاء وهو قضاء الصلاة حيث قال سبحانه :
"فإذا قضيت الصلاة فانتشروا فى الأرض وابتغوا من فضل الله "
وهذا معناه أنه لا يمكن أن تكون الصلاة فى وقت الظهيرة الذى هو وقت الراحة بوضع الثياب وهو تبديل ثياب العمل بثياب الراحة فى البيت كما قال سبحانه :
"وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة "
وأما تشريع يوم السبت فهو تشريع إلهى خص الله به اليهود عقابا لهم على ظلمهم حيث يحرم عليهم العمل الوظيفى وليس بقية الأعمال كأعمال المنزل والزيارات فيما بينهم وقراءة الكتاب أو غير ذلك مما هو ليس بعمل مهنى حيث قال سبحانه :
" وقلنا لهم لا تعدوا فى السبت وأخذنا منهم ميثاقا غليظا"
وبين الله أن سبب منعهم من العمل هو اختلاف بنى إسرائيل فى السبت حيث قال :
"إنما جعل السبت على الذين اختلفوا فيه"
بالطبع هذا التشريع بسبب ظلم القوم لأنفسهم كان تشريعا مقيدا لهم فى الحركة ويلزمهم كما فى تشريعات التلمود بقيود كثيرة حيث أن عليهم أن يعدوا الطعام فى وقت معين من يوم الجمعة وهو :
18 دقيقة أو 36 دقيقة قبل مغرب نهار الجمعة
والتشريع فى القرآن هو منعهم من العمل الوظيفى ولكن من اخترعوا التلمود أضافوا قيودا كثيرة على بنى إسرائيل ومن تلك القيود قولهم فى التلمود :
" إذا وقف الفقير فى خارج البيت وكان صاحب البيت فى الداخل ثم بسط الفقير يده داخل البيت ووضع إناء فى يد صاحب البيت ليأخذ فيه شيئا أو أخذ من يد صاحب البيت شيئا وأخرجه من البيت ففى مثل هذه الحالة يدان الفقير بالموت بقضاء الرب بينما يعفى صاحب البيت "ص31 من الجزء الثانى من التلمود والمعروف بكتاب الأعياد
وأيضا :
"لا يجوز أن يجلس رجل أمام الحلاق قبيل صلاة المنحاه حتى يصليها ولا يجوز له كذلك قبيل صلاة المنحاه أن يدخل الحمام ولا المدبغة ولا لن يأكل ولا أن يقرر حكما فى قضية "ص32
وبالطبع هدف الحاخامات من تلك القيود لم يكن ارضاء الله لعدم وجود نصوص فى كتابهم الأساسى تدل على تلك التشريعات وإنما كان الهدف هو زيادة سلطتهم وجمع الكفارات المالية من الناس لهم لأن قول الحاخام عندهم مقدم على قول الرب
ولذا بين الله أن التشريعات المقيدة لبنى إسرائيل فى الطيبات هى بسبب كثرة ظلمهم لأنفسهم بعصيان الله حيث قال :
"فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيرا وأخذهم الربا وقد نهوا عنه وأكلهم أموال الناس بالباطل"
يوم الجمعة هو :
يوم عمل للمسلمين كبقية أيام الأسبوع
والتشريعات المنتشرة فى بلاد المنطقة استورد معظمها من الخارج ومن شرعوا عدم العمل يوم الجمعة شرعوه مخالفين لكتاب الله قلدوا فيما قلدوا الدول الأجنبية التى شرعت الاجازة فى يوم الأحد ويوم السبت والتى يسمونها :
الاجازة الأسبوعية ومن شرعوا تلك التشريعات فى الخارج كان هدفهم كما سبق القول من أجل تقليل الإنتاج ومن ثم تقليل المعروض من السلع حفاظا على مكاسبهم المالية
الغريب أن هؤلاء هم أنفسهم وأباءهم من كانوا يجعلون العبيد يعملون لديهم فى النهار والليل وكذلك العمال الأحرار طوال النهار لأهداف أهمها :
زيادة مكاسبهم
اغتصاب نساء العبيد أو الزنى معهن لأن العبيد يأتون منهكين من العمل فيناموا من تعبهم دون القيام بواجبات الزوجية وهو ما كان يدفع البعض من نساءهم للاستجابة لمالكيهم فى الزنى وهو ما جعل العنصر الهجين يوجد فى تلك البلاد كأسود أو سوداء بعيون خضراء أو زرقاء أو انجاب أولاد بين اللون الأبيض واللون الأسود كالذى نطلق عليه القمحى
وكذلك العمال كانوا يأتون منهكين من التعب فلا يجدوا وقتا لرعاية أولادهم أو تعليمهم أو رعاية زوجاتهم ومن ثم أصحاب العمل كانوا يضطرون أسر العمال من الأطفال لحياة التشرد لأن الأب يعمل وأحيانا الأم تعمل أو يضطرونهم لعدم التعلم فى المدارس وغيرها
ومن ثم كان أصحاب العمل يقومون بدور المحسنين إلى عمالهم فيعطيهم أجر يوم زيادة أو يفرق على النساء فى البيوت منحة مال أو لبس منا منهم عليهم والبعض كان يذهب لانتهاك حرمة بيوت عماله
الهدف دوما كان تداول المال بين الأغنياء ومنعه عن بقية الناس وهو ما جاء الإسلام لمنعه حيث قال سبحانه :
" كى لا يكون دولة بين الأغنياء منكم "