احتفالات عالمية بمئوية "خالد" لأمين الريحاني

إنضم
16 يوليو 2010
المشاركات
4,416
مستوى التفاعل
3
النقاط
0
احتفالات عالمية بمئوية "خالد" لأمين الريحاني







واشنطن: تشهد عدة بلدان حول العالم تنظيم عدة مؤتمرات دولية وحلقات بحثية ومناظرات ومحاضرات وذلك في الإحتفال بالذكرى المئوية لكتاب "خالد" لأمين الريحاني وهي الرواية الفلسفية الصادرة في نيويورك عام 1911.

وبحسب صحيفة "الحياة" اللندنية، يعد هذا العمل الأدبي للريحاني الخطوة التأسيسية لما عُرف لاحقاً بالأدب العربي الأمريكي الذي انطلق مع مطلع القرن العشرين، وقد ترجم هذا الكتاب إلى العربية والفرنسية والروسية، كذلك تُرجمت مختارات منه إلى عدة لغات وتناولته أطروحات بحثية حول العالم.

وبحسب الصحيفة اللندنية تنظم حلقة دراسية بالجامعة اللبنانية الأمريكية في 19 يناير/ كانون الثاني الجاري حول مئوية "الريحانيات" ومئوية كتاب "خالد"، يشترك فيها باحثون من الجامعة اللبنانية الأمريكية، بيروت، وجامعة سيدة اللويزة، وجامعة سيدني في أستراليا.

كذلك تقدم مئوية كتاب "خالد" في محاضرة يلقيها الباحث تود فاين، مدير مشروع "خالد"، في جامعة يال تتبعها مناظرة يشترك فيها أساتذة في الدراسات الشرق أوسطية في الجامعة، 25 الجاري.

صدور كتاب المئوية الذي سيصدر بعنوان "مئة عام من الكتابات المختارة حول كتاب خالد"، عن دار بلاتفورم إنترناشونال في واشنطن، فبراير/ شباط المقبل قام بتحقيقه والتقديم له بول جهشان. ويضم الكتاب أبرز ما كتبته الصحافة الأمريكية ومختارات من المقالات حول الموضوع بلغات أوروبية بين 1911 و2010.

كما سوف تصدر الترجمة العربية في طبعة خاصة للذكرى المئوية، مارس/ آذار 2011. الترجمة بقلم أسعد رزوق، وستصدر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر.

وإطلاق مئوية "خالد" رسمياً من مكتبة الكونجرس في واشنطن في مؤتمر بعنوان "كتاب خالد" للرَّيحاني في 28-29 مارس/ آذار 2011 والذي سيعقد في مكتبة الكونجرس وسيعلِن إطلاق الفعاليات المئوية في الولايات المتحدة وحول العالم.

تنظم حلقة دراسية حول كتاب "خالد" في الجامعة الأمريكية في واشنطن في 14 إبريل/ نيسان يشترك فيها باحثون من دوائر الأدب الإنجليزي والأدب المقارن والدراسات الشرق أوسطية في الولايات المتحدة.

نشر مخطوطة الريحاني الإنجليزية بعنوان "جهان" وهي الرواية الإنجليزية التي كتبها الرَّيحاني بعد كتاب "خالد"، وستصدر هذه المخطوطة عن دار النهار ومنشورات جامعة سيدة اللويزة في لبنان، في إبريل/ نيسان 2011.

يعقد مؤتمر الرَّيحاني الدولي "الرَّيحاني من الرومانسية إلى ما بعد الحداثة" جامعة سيدة اللويزة، لبنان، 28-30 إبريل/ نيسان 2011. يشارك في هذا المؤتمر باحثون من أستراليا، جورجيا، الكويت، لبنان، روسيا، بريطانيا، الولايات المتحدة الأميركية، وسواها.

كما تصدر عن دار الفارابي بيروت في إبريل/ نيسان دراسة "الرَّيحاني في العبء الرسولي" للناقدة أمينة غصن.

وبحسب "الحياة" تنظم حلقة بحثية بعنوان "الرَّيحاني وبطله خالد" تنظمها دائرة اللغة الإنجليزية في جامعة الكويت في الأسبوع الأول من مايو/ آيار 2011، يشارك فيها باحثون من دائرة الأدب الإنجليزي ودائرة الأدب المقارن في الجامعة.


وينظم معرض لرسوم جبران خليل جبران حول كتاب "خالد"، إلى جانب بعض رسوم جبران للرَّيحاني. يقام المعرض في متحف الرَّيحاني في الفريكة، لبنان.

وتعقد حلقة بحثية بعنوان "الرَّيحاني الشاعر والديبلوماسي" يشارك فيها مايلز برادبوري وسهيل بشروئي ضمن مؤتمر التاريخ الدولي المنعقد في باريس بين 12 و14 مايو/ أيار 2011، ينظم هذا المؤتمر وزارة الخارجية الفرنسية، المؤسسة الجامعية في فرنسا، وجامعات ستراسبور، السوربون، باريس الغربية، وبولنيزيا الفرنسية.

كذلك تنعقد سلسلة محاضرات في جامعات الولايات المتحدة الأمريكية ومنها هارفرد، وبرنستون، وجورجتاون، ونيويورك، وشيكاغو، وإلينوي، وميشيغان وسواها... موضوع هذه المحاضرات الرَّيحاني وكتاب "خالد" مفتاح الأدب العربي - الأمريكي في القرن العشرين؛ من فبراير/ شباط إلى يونيو/ حزيران2011.

وتقديم مختارات أساسية لأمين الرَّيحاني: كتاب يجمع نصوصه الإنجليزية، حقّقه سهيل بشروئي. وتشمل تلك النصوص الشعر والنثر والمقالة والقول المأثور والرسائل.

وأخيراً ترفع جامعة سيراكيوز في نيويورك تمثال الرَّيحاني في حرمها الجامعي إحتفالاً بمئويته.




 
التعديل الأخير:
إنضم
16 يوليو 2010
المشاركات
4,416
مستوى التفاعل
3
النقاط
0
التعريف بالكتاب

في العام 1911 أصدر امين الريحاني رواية " خالد" وهي أول رواية لأديب عربي تنشر باللغة الانكليزية، فتشكل نتاجا ادبيا وفكريا مميزا يحمل رؤوية خاصة، تتراوح بين الاعجاب والدهشة، والغرابة والرفض، والعودة الى الاصالة العربية، الى الطبيعة والى الصحراء حيث تتحقق ولادة الروح. هذه الرواية، وكما كتب على غلاف طبعتها الانكليزية السادسة، هي: " مفتاح الأدب العربي الانكليزي في القرن العشرين".

خالد شاب ولد في بعلبك، ثم هاجر الى الولايات المتحدة بعدما عانى مشكلات الفقر والحاجة، والحصار، والاضطهاد السياسي، والتسلط الاقطاعي والاجتماعي والديني، اضافة الى فشله في الزواج من ابنة عمه.

عاش خالد في أميركا تجربة المهاجرين القاسية، فسكن في قبو تحت الارض، ... ثم راح يتاجر متجولا في شوارع نيويورك،...لم يكتف خالد بالقليل مما حصّله من معارف قبل الهجرة، بل راح يعمق ثقافته بالقراءة والمطالعة بدءا من ديوان المتنبي الذي حمله معه من الوطن.

في هذه الاجواء اكتشف خالد ان التجارة لا تشبع نهمه النفسي بقدر ما يشبعها التأمل والتعمق والاعتبار، فتوقفت ارباحه المادية القليلة... وضعفت قواه الجسدية، فانتقل لعيش تجربة الهيبيين. وقد ساهمت هذه التجربة بانخراطه في العمل السياسي الديموقراطي، وجعلته يبرز كمرشد وزعيم لأبناء جاليته العربية.غير ان الديموقراطية التي رفعته الى المكانة المميزة، سرعان ما اساءت اليه وحطمته عندما لم تعد مصالح الآخرين المستغلين بحاجة الى خدماته.
خبر خالد المجتمع الاميركي واكتفى منه، فاتخذ قراره الحاسم، وعاد الى الوطن. في الوطن بدأت تجربة جديدة هي تحقيق الذات. في قلب الطبيعة الصافية، في الجبل بين الصنوبر مارس العزلة والنسك والتصوف، قبل أن يتجه الى الصحراء مع حبيبته، ابنة عمه " نجمة" وطفلها.

رحلة خالد الى الصحراء شكلت محطة جديدة من مراحل انعتاق الروح وتحررها من الجسد...

غير ان السعادة لم تدم طويلا، فسرعان ما فرّق الموت بين خالد والصبي وأمه، لتنتهي قصته من دون أي خبر عن مكان وجوده سوى التوقع بأنه هائم في الصحراء، غارق في دائرة روحية خاصة.

الاطار العام للرواية

في الاطار العام للرواية يشكل أمين الريحاني نموذجا للمثقف العربي الجريء الذي عرف أخطاء الحضارتين المتصارعتين: الشرق والغرب، وراح يرسخ الفكرة القائلة بأن الانسان وحدة وجود بجوهرين لا ينفصلان: المادة والروح، بل لا كينونة لأحدهما من دون الآخر. وهذه المعادلة يتمثلها الريحاني في نظرته المطلقة الى الشرق " الروح"، والغرب " المادة".

الغرب الذي تحدث عنه خالد هو بالتحديد الولايات المتحدة الاميركية " فردوس العالم" (ص 37) ذلك ان الريحاني حتى تاريخ صدور الكتاب لم يكن قد تعرف اوروبا بشكل مباشر وعميق. فما هي نظرة خالد الى اميركا؟ وما هي نظرته الى الانسان في هذا المجتمع؟

الغرب في رؤوية خالد

في الوجه الايجابي للغرب يتلقى خالد ثلاث صدمات حضارية.
الصدمة الاولى هي عظمة العقل والعلم والصناعة والعمران، وقد تجلت في نيويورك....
الصدمة الثانية هي صدمة الحرية والديموقراطية....
الصدمة الثالثة عند خالد، وهي الاساس، كانت ولادة الذات...

اما الغرب في وجهه السلبي فقد تجلى في الاعتبارات التالية:

المعاناة الانسانية:
منذ ان يمّم خالد شطر الغرب " أميركا" بدأت تظهر له الحقيقة، ذلك أن الوصول الى "الفردوس الغربي" تكتنفه معاناة الانسان. أولئك المهاجرون: " يحشرون كالأغنام على ظهر الباخرة من بيروت الى مرسيليا، ويتم نقلهم كالمواشي تحت فتحات صغيرة عبر المحيط الاطلسي". (ص 38).

وعندما وصل الى أميركا، ووقف أمام عظمة ناطحات السحاب، وجد نفسه محشورا في القبو المظلم والرطب، في اسفل مكان، وسط هذه المدينة الجبارة....انها صدمة الانسان السلبية أمام قوة الصناعة " وضخامة الثروة والسلطان في بشاعتهما الفائقة" (ص 46) فالمال " واحد من لغتين في العالم، والحب هو اللغة الثانية" (ص 51). وقد وجد اللغة الاولى هي التي يتكلم بها ذلك الغرب....

ما ان ينتهي خالد من صدمة الفردية والنجاح القاتل حتى يتلقى صدمة أخرى كانت سببا في نجاحه واحتقاره معا، فقد تعرف عن كثب الى الديموقراطية . غير ان هذه الديموقراطية يشوبها الخداع والمكر، ومن لا يكون تابعا ذليلا لأسيادها " كان عرضة في النهاية للخزي والاهانة العامة، الى جانب سماسرة السلع السياسية" (ص 119)...
عند هذه الحدود من التأمل والرؤوية يقف خالد ممزقا بين حبين يتصارعان في أعماق روحه، يجد كلّ واحد منهما غير كاف لاشباع نهمه للكمال المطلق، أميركا والشرق....

الشرق في خالد
الشرق هو البعد الروحي الذي ألهم خالد جميع الافكار التي فجرتها صدماته الحضارية. الشرق مهد الروحانية، الوجه الثاني المكمل للحقيقة الوجودية....فالأوهام والخرافات تفسد الحقيقة، وكذلك المظاهر والبهارج فانها قشور زائفة....

الشرق والغرب وحدة وجودية

خالد الانسان الشرقي المولد والروح، الغربي بعقله الذي انكشفت امامه طريق النبوة، انه " يجمع بشخصه روح الشرق وعقل الغرب، والباني لامبراطورية آسيوية عظمى" (ص 305)، ها هو يكرس وحدة الحضارة الانسانية: الشرق والغرب معا. انه من الشرق في جذوره وتراثه، ولكنه يرفض التقاليد والاعراف والمسلمات التي تجمد الشرقي في قوالب التخلف، وتمنعه من الانفتاح على العقل والعلم، وتكرس تمسكه بالقشور من دون الغوص في أعماق الحقيقة. وهو أيضا من الغرب في انفتاحه على الحقيقة الكلية والعدالة والمساواة والفن والتقدم المتحرك المبدع. غير انه يرفض التكالب على المادة الذي يولد الجوع والكوارث ، ويزيف حقيقة الانسان....

د. لطيف زيتوني
سفر الخروج والعودة
تيمة الهجرة في " كتاب خالد" لأمين الريحاني

" كتاب خالد" كتاب أفكار، ففيه شيء كثير من منظومة الفكر الريحاني التي بلورتها الهجرة. فقد فتحت الهجرة أمام الريحاني سبل الثقافة الغربية فانطلق فيها، وهيأت له أدوات النقد فغربل الفكر الشرقي والغربي معاً، واتجه الى بلورة فكر انساني لا يشعر فيه أحد بالغربة. في هذا المناخ ولد " كتاب خالد" ، وهو بكر ثلاثة أخوة ما زالوا يحتلون صدارة النثر المهجري التأملي: أما الاخوان الآخران فهما النبي لجبران ومرداد لنعيمة.
يوضح المؤلف في الفاتحة أن " كتاب خالد" ليس بمذكرات أو سيرة أو يوميات أو اعترافات، أو كتاب رحلات وأسفار، بل تاريخ ورسم لمملكة صغيرة من ممالك الروح ....

ليس " كتاب خالد" مجموعة كتب في كتاب، انه كتاب واحد ذو قراءات متعددة. فهو أولاً سيرة ذاتية ...
و" كتاب خالد" رواية ايضاً...

و" كتاب خالد" فوق ذلك، تصوير للهجرة اللبنانية بمحطاتها ومشقاتها وأخطارها وملابساتها. ولكنه ليس تاريخاً لها، لأنه يتتبع شخصية واحدة، هي شخصية خالد....

يتدرج الريحاني في عرض الهجرة تدرجاً زمنياً. فيمهد للحديث عن سفر خالد بالقول ان بطله لم يقنع أبداً بالافق المنظور وانه كان يحلم دائما بالمغامرة. ويطرح السؤال البديهي: لماذا السفر الى الغرب لا الى الشرق؟ ويرد بالجواب ذي المغزى: إنه حب الذهب وحب الغرب. ...
 
التعديل الأخير: