- إنضم
- 24 يونيو 2015
- المشاركات
- 28,528
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 0
? #قـصــة_تـربـويـــة () ?
أكــــــــواب الـقــهـــــــوة 
وفي إحدى تلك الجامعات التقى بعض خريجيها في منزل أستاذهم العجوز بعد سنوات طويلة من مغادرة مقاعد الدراسة، وبعد أن أحرزوا نجاحات كبيرةً في حياتهم العملية ونالوا أرفع المناصب وحققوا الاستقرار المادي والاجتماعي، وبعد عبارات التحية والمجاملة طفق كلٌّ منهم يتأفف من ضغوط العمل والحياة التي تسببت لهم الكثير من التوتر.
غاب الأستاذ عنهم قليلاً، ثم عاد يحمل إبريقاً كبيراً من القهوة ومعه أكوابٌ متعددة الأشكال والألوان؛ فهذه صينية فاخرة، وتلك من الميلامين، وأخرى من الزجاج العادي، وغيرها من البلاستيك أو الكرستال. كانت بعض هذه الأكواب في منتهى الجمال تصميماً ولوناً، ولذا فهي باهظة الثمن، بينما كان غيرها من النوع الذي تجده في أفقر البيوت.
قال الأستاذ لطلابه: تفضَّلوا، ليصبّ كلٌ منكم القهوة لنفسه. وعندما أصبح كل واحد منهم مُمسكاً بكوبه، تكلّم الأستاذ مجدداً: هل لاحظتم أن الأكواب الجميلة فقط هي التي وقع عليها اختياركم، وأنكم تجنّبتم الأكواب العادية؟! ومن الطبيعي أن يتطلع الواحد منكم إلى ماهو أفضل، وهذا بالضبط ما يسبّب لكم القلق والتوتُّر؛ فالذي كنتم بحاجة إليه -فعلاً- هو القهوة وليس الكُوب، ولكنكم تهافتُّم على الأكواب الجميلة و الثمينة، وبعد ذلك لاحظتُ أنّ كلَّ واحدٍ منكم كان مُراقباً للأكواب التي في أيدي الآخرين.
? المغزى التربوي من القصة: القهوة هي أبناؤك وشخصياتهم بكل أبعادها (أفكارهم، معتقداتهم، قيمهم، مهاراتهم، ..الخ) والكوب هو مظهرهم الخارجي، وكثير من الآباء والأمهات يبذل من ماله ووقته من أجل الكوب (مظهر الأبناء) أكثر مما يبذله من أجل القهوة ( شخصية الأبناء) رغم أن تنمية شخصية الأبناء أهم بأبعاد كثيرة من الاهتمام بلباسهم وهندامهم، مع أهمية الإثنين معاً.
ضمن سياق القصة؛ هل ترى أن تشبيه شخصية الأبناء بالقهوة و (مظهر الأبناء) بالكوب صحيح؟


وفي إحدى تلك الجامعات التقى بعض خريجيها في منزل أستاذهم العجوز بعد سنوات طويلة من مغادرة مقاعد الدراسة، وبعد أن أحرزوا نجاحات كبيرةً في حياتهم العملية ونالوا أرفع المناصب وحققوا الاستقرار المادي والاجتماعي، وبعد عبارات التحية والمجاملة طفق كلٌّ منهم يتأفف من ضغوط العمل والحياة التي تسببت لهم الكثير من التوتر.
غاب الأستاذ عنهم قليلاً، ثم عاد يحمل إبريقاً كبيراً من القهوة ومعه أكوابٌ متعددة الأشكال والألوان؛ فهذه صينية فاخرة، وتلك من الميلامين، وأخرى من الزجاج العادي، وغيرها من البلاستيك أو الكرستال. كانت بعض هذه الأكواب في منتهى الجمال تصميماً ولوناً، ولذا فهي باهظة الثمن، بينما كان غيرها من النوع الذي تجده في أفقر البيوت.
قال الأستاذ لطلابه: تفضَّلوا، ليصبّ كلٌ منكم القهوة لنفسه. وعندما أصبح كل واحد منهم مُمسكاً بكوبه، تكلّم الأستاذ مجدداً: هل لاحظتم أن الأكواب الجميلة فقط هي التي وقع عليها اختياركم، وأنكم تجنّبتم الأكواب العادية؟! ومن الطبيعي أن يتطلع الواحد منكم إلى ماهو أفضل، وهذا بالضبط ما يسبّب لكم القلق والتوتُّر؛ فالذي كنتم بحاجة إليه -فعلاً- هو القهوة وليس الكُوب، ولكنكم تهافتُّم على الأكواب الجميلة و الثمينة، وبعد ذلك لاحظتُ أنّ كلَّ واحدٍ منكم كان مُراقباً للأكواب التي في أيدي الآخرين.
? المغزى التربوي من القصة: القهوة هي أبناؤك وشخصياتهم بكل أبعادها (أفكارهم، معتقداتهم، قيمهم، مهاراتهم، ..الخ) والكوب هو مظهرهم الخارجي، وكثير من الآباء والأمهات يبذل من ماله ووقته من أجل الكوب (مظهر الأبناء) أكثر مما يبذله من أجل القهوة ( شخصية الأبناء) رغم أن تنمية شخصية الأبناء أهم بأبعاد كثيرة من الاهتمام بلباسهم وهندامهم، مع أهمية الإثنين معاً.
