الأبٌُ الآخر }~*
في ظلّ الوالدين تتفتح عيون الصغار ، وينمو إدراكهم وتزهر حياتهم ، ويتوسدوا
الليل بجفون الملائكة مستسلمين للأحلام الملونة بعبير الخيال ، والغابة المسحورة ، والأبطال الذين لايقهرون !
وتمضي بهم الحياة وأقصى همومهم متعة الحصول على شيء ما ..يرغبونه بشدة .. أمنياتهم وليدة وقتها أما الغد فهو ليس من حسابهم لأنهم لايزالون في ذهن عيش اليوم ..! فالمستقبل ملغياً من ذاكرتهم الآنية !
يمضون حياتهم متقلبين بين حنان الأم ودفء الأب ، وقد يطرأ مايعكر صفوهم من كلام
وتشاحن بين والديهم ، فينزوون ، ثم لايلبثوا أن ينطلقوا إلى متعهم حينما تصفو الأمور ! .. وهكذا تمضي السنوات بهم حتي ينبت لهم الوعي بتقلبات الحياة
وهمومها .. فيبدأ طور جديد في نظرتهم للأمور
ولكن ! ماذا عن الأطفال حينما يتقوض بنيان الأسرة ، ويتضعضع أساسها ؟
ماذا يحدث للأطفال حين يغيب الأب .. لدواعي الموت ؟ أو الطلاق ؟
ثم تقترن الأم بعدها بآخر ليحل محل الراحل ويكون هو الأب الآخر ؟
الأم في مسألة زواجها مرة أخرى لها أسباب .. فقد يكون الدافع لذلك الفراغ العاطفي ، أو الحاجة إلى معيل ، أو البحث عن السكن الآمن بعيداً عن تحكم الأهل
في بعض الأحيان ، أو لكل تلك الأسباب مجتمعة ! أو لأسبابٍ أخرى !
وفي أغلب الأحيان يكون اقترانها برجلٍ متزوجٍ بأخرى ولا تزال على ذمته ، أو آخر ماتت زوجته فهو مستوحد يبحث عن أليف ، أو بواحد لديه اولاد يحتاجون إلى الرعاية والوالدة مطلقة أو ميتة !! وهناك اختيارات أخرى لكنها نادرة !
المرأة التي ترمي نفسها بزواج آخر دون رويّةٍ ، أو دون التفكير بصغارها تكون قد
أخطأت خطأً كبيراً في حقهم ، وقدمت حاجتها على مصلحتهم ! . وهذا ينطبق على من لديها من الأبناء واحداً أو أكثر !.
لتفكر المرأة ألف مرة قبل الإقدام على خطوة إحلال رجل آخر في حياة أبنائها كأب
وعلى الأخص إن كان للرجل أبناء ذكور وكان عندها بنت أو العكس ..
هنا عليها أن تفكر بمستقبل ابنتها .. والقيود التي تكبلها في السنوات القريبة من
لباس شرعي وهي داخل جدران البيت ، ومن الحرص الشديد في كل تصرف
وهنا ستنعزل الفتاة وتقبع في غرفتها إن كانت تملك غرفة مستقلة .. وستعاني..!
فكيف يكون الجمع في مرحلة المراهقة بين أبناء الأم وأبناء الزوج دون رقابة مستمرة ، وتوجيه دائم ، وملاحظة لاتفتر ؟!
وفي أحيان كثيرة قد تكون البنت في طور النمو والأب الآخر ليس على قدر كبير
من الوازع الديني ، ضعيف النفس ، منحل الإرادة ، تابعاً لأهوائه . فتقع الفتاة
الصغيرة في محيط شره بأي شكل .. ولوحتى بالنظرة أو الكلمة !
وماذا على الأم حينذاك أن تفعل ؟ وكيف تتصرف ؟ وهل سيستجيب زوجها لكلامها
أم هل يقر بضعف نفسه ؟ أم ينكر ذلك ؟
هنا تقع الأم في بئر من الهم والحيرة .. ولا تدري من ينتشلها ! أو كيف تتغلب على هذه المصيبة التي توشك أن تقع على رأسها .!!
قد تتغير نظرتها لفلذة كبدها فتضيق عليها ، وتعاقبها ، لأنها لاتستطيع معاقبة زوجها ، ولأنها تحبه !! فواعجباً للأمومة التي تتجرد هنا من ذاتها وتتحول إلى مجرد امرأة تتعرض لعوامل الغيرة من أقرب الناس إليها .. من ابنتها !!.
نمر بالبيوت الجميلة وكثيرا مايلفت أنظارنا جمال بنيانها ، ووارف ظلالها ، ولكن
تحت ذلك السقف لاندري أي قلوب تسكن هناك !
وكثيراً مايكون المظهر خادعاً وما نراه في الظاهر جمالاً تسكنه التعاسة والشقاء !
السعادة حظ ولكل دالٍ منه دلوه.
فمنهم من يكون له الحظ الوافر .
ومنهم من يكاد أن يكون دلوه فارغاً .
ومنهم من هو بين هذا وذاك ..! .
ولكن نحن كبشر لدينا عقول تميز ..وإرادة تختار .. وبين النصيب الطبيعي من
الحظ .. وبين مانصنعه لأنفسنا ولغيرنا باختيارنا نعيش .. وقد تتحول حالنا من التعاسة إلى السعادة أو العكس وفي ذلك نجني ماتصنعه يدانا !
أما ماتكتبه لنا الأقدار فنحن لسنا بمسائلين عنه لأنه حتمي وليس اختياري ولنا
فيه ادخار من الحسنات والمثابة . ..!
ونحن إن كنا لانملك الخيار فيه ، فعلينا أن ننظر الى الجانب الحسن منه لأن لكل عملة وجهان ، وأن نتقبله برضى ، ونستخلص منه العبرة ، ونتعلم منه لما يفيدنا
فمرارة الدواء تأتي بالشفاء !
ولنعد إلى الأم ! الكلمة الكبيرة في معناها ، والتي فتح الله لها أبواب فضله ، ونعيم جنته .. فهلا تكون لها أهلاً، ولجزائها مستحقةً ؟!
الأم هي الكلمة الأخرى للتضحية .. للعطاء .. للتفاني .. ربما إلى حد التلاشي لو استدعى الأمر ..
الأم لأجل أغلى أناسها تتنازل عن أمنياتهاالأخرى ، وحاجات نفسها ، ومتطلبات
عواطفها ، لأن من يدور في فلك حياتها الآن هوالأغلى من كل ذلك ..! وأن كل الحاجات تنصب الآن في مصلحته ولأجل مستقبله ..فهو الأمانة التي أودعها الله تعالى إياها وأمرها أن تحافظ عليها ، لتستحق الجزاء الأوفى . . !
في ظلّ الوالدين تتفتح عيون الصغار ، وينمو إدراكهم وتزهر حياتهم ، ويتوسدوا
الليل بجفون الملائكة مستسلمين للأحلام الملونة بعبير الخيال ، والغابة المسحورة ، والأبطال الذين لايقهرون !
وتمضي بهم الحياة وأقصى همومهم متعة الحصول على شيء ما ..يرغبونه بشدة .. أمنياتهم وليدة وقتها أما الغد فهو ليس من حسابهم لأنهم لايزالون في ذهن عيش اليوم ..! فالمستقبل ملغياً من ذاكرتهم الآنية !
يمضون حياتهم متقلبين بين حنان الأم ودفء الأب ، وقد يطرأ مايعكر صفوهم من كلام
وتشاحن بين والديهم ، فينزوون ، ثم لايلبثوا أن ينطلقوا إلى متعهم حينما تصفو الأمور ! .. وهكذا تمضي السنوات بهم حتي ينبت لهم الوعي بتقلبات الحياة
وهمومها .. فيبدأ طور جديد في نظرتهم للأمور
ولكن ! ماذا عن الأطفال حينما يتقوض بنيان الأسرة ، ويتضعضع أساسها ؟
ماذا يحدث للأطفال حين يغيب الأب .. لدواعي الموت ؟ أو الطلاق ؟
ثم تقترن الأم بعدها بآخر ليحل محل الراحل ويكون هو الأب الآخر ؟
الأم في مسألة زواجها مرة أخرى لها أسباب .. فقد يكون الدافع لذلك الفراغ العاطفي ، أو الحاجة إلى معيل ، أو البحث عن السكن الآمن بعيداً عن تحكم الأهل
في بعض الأحيان ، أو لكل تلك الأسباب مجتمعة ! أو لأسبابٍ أخرى !
وفي أغلب الأحيان يكون اقترانها برجلٍ متزوجٍ بأخرى ولا تزال على ذمته ، أو آخر ماتت زوجته فهو مستوحد يبحث عن أليف ، أو بواحد لديه اولاد يحتاجون إلى الرعاية والوالدة مطلقة أو ميتة !! وهناك اختيارات أخرى لكنها نادرة !
المرأة التي ترمي نفسها بزواج آخر دون رويّةٍ ، أو دون التفكير بصغارها تكون قد
أخطأت خطأً كبيراً في حقهم ، وقدمت حاجتها على مصلحتهم ! . وهذا ينطبق على من لديها من الأبناء واحداً أو أكثر !.
لتفكر المرأة ألف مرة قبل الإقدام على خطوة إحلال رجل آخر في حياة أبنائها كأب
وعلى الأخص إن كان للرجل أبناء ذكور وكان عندها بنت أو العكس ..
هنا عليها أن تفكر بمستقبل ابنتها .. والقيود التي تكبلها في السنوات القريبة من
لباس شرعي وهي داخل جدران البيت ، ومن الحرص الشديد في كل تصرف
وهنا ستنعزل الفتاة وتقبع في غرفتها إن كانت تملك غرفة مستقلة .. وستعاني..!
فكيف يكون الجمع في مرحلة المراهقة بين أبناء الأم وأبناء الزوج دون رقابة مستمرة ، وتوجيه دائم ، وملاحظة لاتفتر ؟!
وفي أحيان كثيرة قد تكون البنت في طور النمو والأب الآخر ليس على قدر كبير
من الوازع الديني ، ضعيف النفس ، منحل الإرادة ، تابعاً لأهوائه . فتقع الفتاة
الصغيرة في محيط شره بأي شكل .. ولوحتى بالنظرة أو الكلمة !
وماذا على الأم حينذاك أن تفعل ؟ وكيف تتصرف ؟ وهل سيستجيب زوجها لكلامها
أم هل يقر بضعف نفسه ؟ أم ينكر ذلك ؟
هنا تقع الأم في بئر من الهم والحيرة .. ولا تدري من ينتشلها ! أو كيف تتغلب على هذه المصيبة التي توشك أن تقع على رأسها .!!
قد تتغير نظرتها لفلذة كبدها فتضيق عليها ، وتعاقبها ، لأنها لاتستطيع معاقبة زوجها ، ولأنها تحبه !! فواعجباً للأمومة التي تتجرد هنا من ذاتها وتتحول إلى مجرد امرأة تتعرض لعوامل الغيرة من أقرب الناس إليها .. من ابنتها !!.
نمر بالبيوت الجميلة وكثيرا مايلفت أنظارنا جمال بنيانها ، ووارف ظلالها ، ولكن
تحت ذلك السقف لاندري أي قلوب تسكن هناك !
وكثيراً مايكون المظهر خادعاً وما نراه في الظاهر جمالاً تسكنه التعاسة والشقاء !
السعادة حظ ولكل دالٍ منه دلوه.
فمنهم من يكون له الحظ الوافر .
ومنهم من يكاد أن يكون دلوه فارغاً .
ومنهم من هو بين هذا وذاك ..! .
ولكن نحن كبشر لدينا عقول تميز ..وإرادة تختار .. وبين النصيب الطبيعي من
الحظ .. وبين مانصنعه لأنفسنا ولغيرنا باختيارنا نعيش .. وقد تتحول حالنا من التعاسة إلى السعادة أو العكس وفي ذلك نجني ماتصنعه يدانا !
أما ماتكتبه لنا الأقدار فنحن لسنا بمسائلين عنه لأنه حتمي وليس اختياري ولنا
فيه ادخار من الحسنات والمثابة . ..!
ونحن إن كنا لانملك الخيار فيه ، فعلينا أن ننظر الى الجانب الحسن منه لأن لكل عملة وجهان ، وأن نتقبله برضى ، ونستخلص منه العبرة ، ونتعلم منه لما يفيدنا
فمرارة الدواء تأتي بالشفاء !
ولنعد إلى الأم ! الكلمة الكبيرة في معناها ، والتي فتح الله لها أبواب فضله ، ونعيم جنته .. فهلا تكون لها أهلاً، ولجزائها مستحقةً ؟!
الأم هي الكلمة الأخرى للتضحية .. للعطاء .. للتفاني .. ربما إلى حد التلاشي لو استدعى الأمر ..
الأم لأجل أغلى أناسها تتنازل عن أمنياتهاالأخرى ، وحاجات نفسها ، ومتطلبات
عواطفها ، لأن من يدور في فلك حياتها الآن هوالأغلى من كل ذلك ..! وأن كل الحاجات تنصب الآن في مصلحته ولأجل مستقبله ..فهو الأمانة التي أودعها الله تعالى إياها وأمرها أن تحافظ عليها ، لتستحق الجزاء الأوفى . . !
التعديل الأخير: