ii DareeN ii
♥ ادارية سابقة .. واخت عزيزة وغالية ♥
![](http://www.alwatan.com.kw/Data/site1/News/Issues200712/wf2-121707.pc.jpg)
حين »تهزم« تجاوزاتها المتعة ويطغى الربح على الرسالة...
كلما زادت ضغوطات الحياة وإحباطاتها وارتفع إيقاعها سرعة والتزاماتها الاجتماعية الواجبة النفاذ وكثرت الأعباء تقفز إلى الصدارة فكرة الالتحاق بالمعاهد والنوادي الصحية التي لم تعد كما كانت في السابق صيفية فقط لارتباطها بإجازات المدارس والجامعات إذ كان أغلب روادها من الطلبة الباحثين في أغلبهم عن تسلية وتمضية أوقات الفراغ وبعضهم يبحث عن تعلم السباحة مثلا، أو لعبة قتالية كالكاراتيه أو الكونغ فو.
وبعض آخر يبحث عن بناء بعض العضلات لإبرازها أمام الجنس الناعم من زميلاته افتخارا أو زملائه من الجنس الخشن ردعاً لكل من تراوده نفسه فكرة الاقتتال معه.
ابحث عن ضالتك!
واليوم أصبحت النوادي الصحية على مدار العام إذ يقصدها الكبار قبل الصغار، والنساء قبل الرجال.
الكل يبحث عن ضالته.. عضلات ممكن.. رشاقة جائز.. تخسيس موجود.. سباحة واسكواش وسونا وبخار ويوجا ومساج وصولاً إلى الرقص وإن كان على طريقة الايروبيك.. كله متوفر.
إن كنت تريد الأمر مجرد تباه فالكثير من الأندية توفره لك بما تقدمه من خدمات أسموها »VIP« وإن أردته رياضة وعافية فلك ما تريد في الكثير والكثير أيضا من تلك المعاهد إذ في أيامنا هذه لم يعد ارتياد تلك المعاهد والأندية من الكماليات بل بات ضرورة خاصة مع انتشار تلك الأندية في كل منطقة إن لم يكن في كل شارع، وبات الاستثمار من خلالها أمراً مربحاً لكثير من رجال وسيدات الأعمال.
بات الأمر ثورة وهاجساً للغالبية حقاً لكن، الأمر على ما يبدو وليس كله نبيلاً وشرعياً أو مفيداً وصحياً فشبهة واقع بعض تلك الأندية ليس عن يومنا ببعيد. فالمساج في بعضها بات عليه ما عليه من الشبهة والمقاصد السيئة والنوايا غير الشرعية.
وفي صالات كمال الأجسام دخلت الهرمونات والأدوية المدمرة للصحة على الخط فأفسدت الأهداف النبيلة التي من أجلها ارتادها الشباب ومن أجلها سمحت لها الدولة بالعمل حتى وان أعلن الكثير من هذه النوادي براءته من جلب تلك المنشطات وقصرها على بعض المدربين أو حتى الرياضيين من الشباب المرتادين لها.
فتوة أم أمراض؟!
وبدلاً من أن تمنحهم رياضتهم هذه الصحة والرشاقة و»الفتوة« أعطتهم تضخماً في القلب وتساقط الشعر وسرطان الجلد وتليف الكبد وصولاً إلى العقم والعجز الجنسي، فهذا طبيب يشرح خطورة نوع منها عبارة عن فيتامين يذوب في الدهون فيساعد على التهاب الوتر العضلي مما يوهم الشباب بأن عضلاتهم قد كبرت وما هو إلا التهاب، ناهيك عن ضلوعه في الإصابة بفيروس الكبد.
ونوع آخر من الحبوب يؤدي مباشرة إلى الجنون والكثير من الشباب يرقدون اليوم على أسرة المستشفيات يعانون أمراضا شتى سببتها لهم تلك المنشطات والهرمونات وأغلبهم مصابون بتليفات الكبد!
ومن أفلت من النوم على سرير المرض لم يعد قادراً على الإنجاب وأصيب بعجز جنسي كامل، وبدلاً من أن يلفت الانتباه بعضلاته البارزة بات يلفت الانتباه حزنا وألما وأسفا لما آل إليه حاله.
في ملفنا الذي تتابعون الآن يومه الثاني ناقشنا فيه أمس كيف أن التجاوزات قد تفقد الأندية الصحية في الكويت دورها في المتعة ومنح العافية والحفاظ على الصحة وكيف أنها باتت ضرورة لـ »ثورة الرشاقة« مدير الرقابة بوزارة التجارة تحدث للملف عن مهمة رجاله في متابعة تطبيق القوانين والقرارات الوزارية وقال إن مخالفات المعاهد الصحية تؤدي إلى الإغلاق المؤقت مضيفاً أن سحب التراخيص لتلك النوادي لا يتم إلا عبر أمر قضائي، مضيفاً أن استخدام المنشطات الممنوعة والإخلال بالاتفاقات مع المشتركين وبيع أي مواد مقلدة على أنها عالمية أمور ثلاثة تدفع »التجارة« إلى اتخاذ اللازم ضد تلك الأندية، وأضاف أنه ولأول مرة لدينا مفتشات تجاريات يحملن صفة الضبطية القضائية في إشارة إلى أن الأمر لم يعد مقتصرا على المفتشين الرجال.
الأرقام تتحدث!
أما استبيان الملف فقد أقر من خلاله 52 في المئة من العينة باستيائهم من بيع المنشطات وأدوية الهرمونات في حين قال 44 في المئة منهم أن انتشار الجنسين الثالث والرابع داخل الأندية الصحية بات أكثر ما يقلقهم ورأى 72 في المئة أن الرقابة الصحية غائبة و42 في المئة وضعوا حولها ـ أي الأندية الصحيةـ علامات استفهام، في حين تمسك 58 في المئة من أفراد العينة بالعادات والتقاليد رافضين الاختلاط في الأندية تحسباً لأي تجاوزات أخلاقية، ورأى 60 في المئة من العينة أن مشاريع النوادي الصحية تلك لمجرد الكسب المادي في حين وصفها 16 في المئة بالناجحة في بناء الجسم الصحي والترويح عن النفس.
مسؤولات بعض النوادي كان لهن نصيب في ملفنا إذ أقرت أحداهن بأن العدد بات كبيراً جداً مقارنة بتعداد السكان في الكويت وأضافت أن إقامة تلك النوادي أصبحت »موضة العصر« وأغراضها في الغالب تجارية استثمارية وليس كما يعلن الكثيرون »لتفعيل الصحة والجمال والرشاقة«.
وأكدت أن الشباب هم الفئة الأكثر إقبالا على تلك المعاهد والأندية مشيرة إلى ضرورة توعية الكبار بأهمية ممارسة الرياضة من أجل منح الشباب الدائم ورأت أن المجتمع الكويتي المحافظ لن يسمح يوماً بأندية صحية مختلطة، وزادت أن المنافسة بين المعاهد تلك قائمة دوماً وكل منها يسعى لاستقطاب زبائن الـ VIP رافضة القوال بأن النوادي الصحية قد تحولت إلى مقاه!
أين الرقابة؟!
أما المحامية شيخة الجليبي فقد حذرت في لقائنا معها والذي نشر أمس بالقول إن بعض تلك الأندية قد تحول إلى أماكن لتعاطي الأدوية والمنشطات المحظورة وقالت إن هناك نوادي صحية تغفل الرقابة الأمنية بداخلها وأخرى تتجاهل الإجراءات الصحية الوقائية فتنتشر العدوى داخل النوادي.
هذا إضافة إلى ما سينشر تباعاً حول الأنواع المختلفة من الرياضات داخل الأندية الصحية وكيف أنها لم تعد فقط لمجرد الرياضات البدنية وتكديس العضلات بل للتأهيل الحركي والرشاقة والاستشفاء وقضاء أوقات الفراغ في هوايات ورياضات نافعة وكيف أن لجان التفتيش بوزارة الصحة قدأحالت مسؤولي بعض تلك الأندية والمعاهد إلى الجهات القانونية بعد ضبطهم يروجون للمنشطات الممنوعة، ولدينا أيضا الآراء حول الحالات التي يحظر فيها الذهاب للأندية الصحية من دون إذن الطبيب.
... وبعد!
بشكل عام الأمر بالطبع ليس كله شبهات وأمراضا وفشلا كبديا وعجزا جنسيا!
إذ إن هناك من يتبع الأصول في التعاطي مع رياضة مثل كمال الأجسام والتي تعتبر الأهم والأولى على رأس الرياضات التي تمنح مظهراً صحياً سليماً والأكثر إمتاعاً للشباب الباحثين عن شغل أوقات الفراغ فيما يبني الصحة والقوة ولامانع من بناء بعض العضلات فهي رياضة لكمال الأجسام لا نفخها عبر هرمونات حيوانية محظورة لضررها.
كما إنه ليس كل المساج شبهة وكل برنامج رشاقة أو ريجيم يضر بدلاً من أن ينفع، فالكثير الكثير من الرياضات والفعاليات التي يمارسها رواد الأندية والمعاهد الصحية في الكويت مفيدة للصحة والرشاقة والاسترخاء والنشاط.