
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" من شهد أن لاإله إلا الله مخلصاً من قلبه دخل الجنة "
والإخلاص معناه هنا أن لايشوب قولنا هذا رياءً ولاسمعة
بل هي شهادة يقين وتصديق
والقلب هو المدار في ذلك لأن به صلاح وفساد الجسد
فلا بد لنا -لكي نحقق معنى الإخلاص - أن. نطلب رضى الله تعالى
باتباع أوامره ، واجتناب نواهيه ،
ولابد أن نتحرى أعمالاً تقربنا إلى الله نتعبد له بها .
إن من يدخل النار من القائلين " لاإله إلا الله "
لم يحقق إخلاصها .. بل كان في قلبه نوع من الشرك
الذي أوقعه وأدخله النار..
والشرك خفيّ قد يدب بسكون إلى النفوس دبيب النمل
ويسري في أفعال القلوب ، والجوارح ، والأعمال ، والنيّات
بحيث لايشعر به الإنسان ..
وهنا ينبغي للمؤمنين الحذر .. والتدبر ..!
عن أبي موسى الأشعري قال :
خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال :
" أيها الناس اتقوا هذا الشرك فإنه أخفى من دبيب النمل "
قالوا : وكيف نتقيه وهو أخفى من دبيب النمل ؟
قال :" قولوا: اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئاً نعلمه ، ونستغفرك لما لانعلم "
ومن الشرك الخفي .. الرّياء ! ووجه كونه خفياً أنه في النيات والمقاصد وآعمال القلوب
وهذه لايعلمها إلا الله تعالى .
والرياء يعرض للقلب كثيراً، والشيطان يأتي القلوب..
وهذا الشرك يقود العبد تدريجياً إلى أن يتخلى عن مراقبة الله ، ويتجه إلى مراقبة المخلوقين .. لذا فهو أخوف عند الرسول الكريم من المسيح الدجال .
*** ***
إن الرياء نوع من الشرك الخفي
ومعناه أن يتصنع المرء أمام الناس الورع ، ويتقن الصلاة ويحسن العمل
من أجل أن يثني عليه الناس ويقولون :
انظروا إلى ما يصنع فلان ..!
هو يحب هنا أن يراه الناس ، ويمتدحونه ..!
هنا عمله ظاهره لله وباطنه لغير الله ..
فالرياء يخص العمل كالصلاة والصدقةوغيرها .
وهو غير - السمعة -
فهي تعني الأقوال التي تُسمع ويكون ظاهرها لله وباطنها غير ذلك
كالقراءة ، والذكر ، والوعظ ، والإرشاد ، وغير ذلك
وقصد المتكلم أن يقال عنه أنه :
جيد في المحاورة ..
بارع في الخطب والكلام ..
حسن الصوت في القرآن ..
من هذا نفهم أنه يجب الإخلاص في النية لله
فمن أخلص النية استحق الجنة
ومن طلب وجه الله فلا بد أن يعمل وسعه للحصول عليه
قال ابن القيم :
"ليس التوحيد مجرد إقرارالعبد بأنه لا خالق له ، وأن الله رب مل شيء ومليكه ، كما
كان عبّاد الأصنام مقرين بذلك وهم مشركون ، بل التوحيد يتضمن من محبة الله ، والخضوع له وإخلاص العبادة له ، وإرادة وجهه بجميع الأقوال والأعمال ، والمنع ، والعطاء، والحي والبغض ، مايحول بين صاحبه وبين الأسباب الداعية إلى المعاصي
والإصرار عليها ، ومن عرف هذا عرف قول النبي : " إن الله قد حرم على النار من قال
لاإله إلا الله ، يبتغي بذلك وجه الله ".."
فتذكري وتنبهي وقفي .
وفقنا الله جميعاً ..!
التعديل الأخير: