البطانة في كتاب الله

إنضم
24 مارس 2023
المشاركات
605
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
البطانة في كتاب الله
نهى الله الذين آمنوا حيث قال:
ألا يتخذوا بطانة من دونهم والمقصود ألا يجعلوا موضع أسرارهم من الكفار وبألفاظ أخرى الا يجعلوا أنصارهم من غير المسلمين إلا أن يأخذوا منهم الحذر وهو :
التقاة كما قال سبحانه:
"إلا أن تتقوا منهم تقاة "
وبين الله السبب فى عدم اتخاذ الكفار بطانة وهو أنهم لا يألون المسلمين خبالا والمراد أنهم لا يزيدونهم إلا ضررا
وفى المعنى قال سبحانه:
"يا أيها الذين أمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا"
والبطانة عند أهل الفقه بنيت على الروايات وهى :
أن هناك بطانتين لكل حاكم واحدة تأمره بالخير وواحدة تأمره بالشر
وهذا الكلام مبنى على الرواية التالية :
" وعن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ما بعث الله من نبي ولا استخلف من خليفة إلا كانت له بطانتان: بطانة تأمره بالخير وتحضه عليه، وبطانة تأمره بالشر وتحضه عليه، فالمعصوم من عصمه الله تعالى."
بالطبع الخير من الحكام لن يكون له بطانة سوء لأن الخير دوما ما يستبعد أصدقاء السوء من حوله ويبتعد عنهم كما قال سبحانه :
" وأعرض عن المشركين"
وأمره الله بالبعد عنهم حيث قال :
"سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا عنهم فأعرضوا عنهم إنهم رجس" وقال أيضا :
" فتول عنهم فما أنت بملوم وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين"
فالتولى عن غير المؤمنين يعنى الابتعاد عن مصاحبة الأشرار والمسلم لا يمكن أن يكون شريرا
والحاكم الشرير لن يكون له بطانة صالحة وإنما بطانة سوء فقط لأن الخير يختار أصحابه من بين الصالحين والسيىء من الناس يختار أصحابه من الأشرار ويستبعد الأخيار وهذا هو معنى الرواية التالية :
" إِنَّما مثَلُ الجلِيس الصَّالِحِ وَجَلِيسِ السُّوءِ: كَحَامِلِ المِسْكِ، وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَحامِلُ المِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ ريحًا طيِّبةً، ونَافِخُ الكِيرِ إِمَّا أَن يَحْرِقَ ثِيابَكَ، وإمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا مُنْتِنَةً متفقٌ عَلَيهِ"
وبناء على ما مضى :
لا يمكن وجود البطانتين معا في المجتمع المسلم وإنما المنهى عنه هو :
اتخاذ بطانة من غير المسلمين
وهو ما فسره الله بعدم اتخاذ الكفار أيا كان دينهم أنصار للمسلمين كما قال سبحانه :
" يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوى وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق"
وقال أيضا :
"لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء "
والموضوع الثانى في البطانة هو بطانة الثوب وقد تحدث الفقهاء عن مسائل في تلك البطانات وهى :
الأول الصلاة على ثوب بطانته نجسة
بالطبع محرم الصلاة على أى شىء نجس
ويمكن الاستدلال بقوله :
" وثيابك فطهر "
في الظاهر
الثانى لبس ثوب له بطانة من حرير
ولبس الحرير في كتاب الله ليس محرما فقد أباح الله لبس أى نوع من الثياب كما قال :
"يا بنى أدم قد أنزلنا عليكم لباسا يوارى سوءاتكم وريشا"
فالله لم يحدد شىء من مواد الملابس كحرام وإنما كله مباح ما لم يرتبط بحكم أخر كالإسراف كشراء ثوب بألاف مؤلفة أو بحكم لأخر كالضرر فهناك مواد من الملابس تتسبب في إضرار الجسم