البيوت ثلاثة

كوريـا

New member
إنضم
25 يناير 2012
المشاركات
49
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
بيت للملك:فيه كنوزه، وذخائره ، وجواهره.

وبيت للعبد، فيه كنوز للعبد ، وذخائرع ، وجواهره ،وليس جواهر الملك وذخائره.

وبيت خال صفر: للا شيء فيه.

فجاء اللص يسرق من أحد البيوت ، فمن أيها يسرق؟

فأن قلت : من البيت الخالي ، كان محالا ، لان البيت الخالي

ليس فيه شيء يسرقه .ولهذا قيل لابن عباس _رضي الله عنه _

أن اليهود تزعم أنها لا توسوس في صلاتها . فقال : وما يصنع

الشيطان بالبيت الخرب؟!

وإن قلت : يسرق من بيت الملك . كان ذلك كالمستحيل الممتنع،

فإن عليه من الحرس والجيش ما لا يستطيع اللص الدنو منه،

كيف وحارسه الملك نفسه ؟

وكيف يستطيع اللص الدنو منه وحوله من الحرس والجند ما حوله.

فلم يبقى للص إلا البيت الثالث .فهو الذي يشن عليه الغارات .

فليتأمل اللبيب هذا المثال حق التأمل ،ولينزله على القلوب ،

فإنها على منواله.

فقلب خلا من الخير كله، وهو قلب الكافر والمنافق ، فذلك

بيت الشيطان ، قد أحرزه لنفسه واستوطنه ، واتخذه سكنا

ومستقرا، فأي شيء يسرق منه فيه خزائنه وذخائره ،

ووساوسه؟

وقلب قد امتلأ من جلال الله عز وجل وعظمته، ومحبته،

ومراقبته، والحياء منه ، فأي شيطان يججترئ على هذ القلب؟!

وإن أراد سرق شيء منه ، فماذا يسرق؟

وقلب فيه توحيد الله تعالى ، ومعرفته ، ومحبته والايمان به

والتصديق بوعده، وفيه شهوات النفس وأخلاقها، ودواعي

الهوى والطبع.

وقلب بين هذين الداعيين ، فمره يميل بقلبه داعي الايمان والمعرفه،

والمحبه لله تعالى وإرادته وحده،ومره يميل بقلبه داعي الشيطان

والهوى والطباع.

فهذا القلب للشيطان فيه مطمع ، وله منه منازلات ووقائع،

ويعطي الله النصر من يشاء {
وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم}.

وهذا لا يتمكن الشيطان منه إلا بما عنده من سلاحه،

فيتدخل إليه الشيطان ، فيجد سلاحه عنده ، فيأخذه ويقاتله به،

فإن أسلحته هي الشهوات ، والشبهات ، والخيالات ، والأماني

الكاذبه وهي في القلب يتدخل الشيطان فيجدها عنده فيأخذها

ويصول بها على القلب . فأن كان عند العبد عده عتيده من الإيمان

تقاوم تلك العده ،وتزيد عليها انتصف من الشيطان ولا حول ولا قوة إلا بالله.