التأريخ فى الإسلام

إنضم
24 مارس 2023
المشاركات
605
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
التأريخ فى الإسلام
كلمة التأريخ ليست من كلمات كتاب الله ويوجد فى معناها كلمات :
ألأجل والدهر وعدد السنين
التأريخ أو التاريخ يقصد به ما يعرف الآن بالتقويم وهو :
وهو عدد الشهور وقد بدأ التاريخ من أول لحظة خلق فيها الكون بسمواته وأرضه كما قال سبحانه :
"إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا فى كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم"
وهذا التقويم له حاسبة وقتية موجودة فى الأرض فى مكان يجهله البشر حيث بدأ التقويم من أول الخلق
والتقويم وهو طبقا للآية متعلق بالقمر حيث الأشهر الحرام هى :
أشهر قمرية
وقد بين الله أن عن طريق منازل القمر يعرف عدد السنين والحساب حيث قال :
"والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب"
وبين الله أن الأهلة وهى بدايات القمر فى الشهور هى مواقيت للناس والحج حيث قال :
"يسألونك عن الأهلة قل هى مواقيت للناس والحج"
وقد اخترع الناس تقاويم قمرية وشمسية ومدمجة مخالفة لتقويم الله عاصين بذلك كلامه ومن ثم وجدنا تقريبا فى كل بلد تقويم مرتبط بالزراعة والمناخ ومعظمها تقاويم شمسية والبعض تقاويم قمرية مدمجة بالتقويم الشمسى
بالطبع تلك التقاويم وفى كل بلد عشرات الأمثال عنها عن البرد والمطر والحر والريح وأنواع الفواكه والمحاصيل
وتعتبر تلك التقاويم نوع من التنبؤ بالغيب وغالبا ما يخالفها ما يريده الله وهى تدخل تحت حرمة التنبؤ بالغيب الذى لا يعلمه سوى الله كما قال :
" وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو "
والمعنى الثانى للتاريخ هو :
تسجيل الأحداث فى كتب وهى ما يسمى كتب التاريخ ويطلق على كتابها المؤرخين
بالطبع معظم كتب التاريخ كاذبة وهى غالبا لا تسجل سوى النذر اليسير من التاريخ فهى تهتم أولا وأخير بالحكام والملوك فعندما تذكر مثلا من بنى الأهرام لا تذكر العمال والمهندسين وهم البناة الحقيقيين وإنما تذكر أن البانى هو الملك فلان وعندما تذكر مثلا مسجدا لا تقول من بنوه فى الحقيقة وإنما تذكر الملك الذى جمع ثروته من نهب أموال الشعب
ومن يراجع الأحداث فى كتب التاريخ بين قومين أو أكثر عن حادثة ما لا يجد أنهم متفقين على ما حدث وإنما متناقضين متعارضين
يستعمل التاريخ وهو المواقيت فى كتاب الله فى تسجيل كل ما يتعلق بالحقوق مثل :
حق الدائن حيث يكتب فى عقد الدين أجل السداد
وفى هذا قال سبحانه :
"يا أيها الذين أمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه"
وقال فى كتابة الأمور المختلفة :
" ولا تسئموا أن تكتبوه صغيرا أو كبيرا إلى أجله ذلكم أقسط عند الله وأقوم للشهادة"
بالطبع فى كتب التاريخ والفقه كلام ينافى العقل والمنطق وهو أن قبائل العرب لم يكن لديهم تاريخ معروف وإنما يؤرخون بحوادثهم المشهورة وفى هذا قالت الموسوعة الفقهية فى مادة تأريخ :
"لمْ يكنْ للْعرب قبْل الإْسْلام تأْريخٌ يجْمعهمْ، وإنّما كانتْ كل طائفةٍ منْهمْ تؤرّخ بالْحادثة الْمشْهورة فيها.
وبيان ذلك أنّ بني إبْراهيم عليْه السّلام، كانوا يؤرّخون منْ نار إبْراهيم إلى بنْيان الْبيْت، حين بناه إبْراهيم وإسْماعيل عليْهما السّلام، ثمّ أرّخ بنو إسْماعيل منْ بنْيان الْبيْت حتّى تفرّقوا، فكان كلّما خرج قوْمٌ منْ تهامة أرّخوا بمخْرجهمْ، ومنْ بقي بتهامة منْ بني إسْماعيل يؤرّخون منْ خروج سعْدٍ ونهْدٍ وجهيْنة بني زيْدٍ، منْ تهامة حتّى مات كعْب بْن لؤيٍّ، وأرّخوا منْ موْته إلى الْفيل، ثمّ كان التّاريخ من الْفيل حتّى أرّخ عمر بْن الْخطّاب رضي اللّه عنْه من الْهجْرة.
وأمّا غيْرهمْ من الْعرب فإنّهمْ كانوا يؤرّخون بالأْيّام والْحوادث الْمشْهورة، كحرْب الْبسوس وداحسٍ والْغبْراء، وبيوْم ذي قارٍ، والْفجّار ونحْوه.
أمّا قبْل ذلك، وفي الْبداية عنْدما كثر بنو آدم في الأْرْض، فإنّهمْ أرّخوا منْ هبوط آدم إلى الطّوفان، ثمّ إلى نار الْخليل عليْه الصّلاة والسّلام، ثمّ إلى زمان يوسف عليْه السّلام، ثمّ إلى خروج موسى عليْه السّلام منْ مصْر ببني إسْرائيل، ثمّ إلى زمان داود عليْه السّلام، ثمّ إلى زمان سليْمان عليْه السّلام، ثمّ إلى زمان عيسى عليْه السّلام. وأرّختْ حمْير بالتّبابعة، وغسّان بالسّدّ، وأهْل صنْعاء بظهور الْحبشة على الْيمن، ثمّ بغلبة الْفرْس . وأرّخت الْفرْس بأرْبع طبقاتٍ منْ ملوكها، والرّوم بقتْل دارا بْن دارا إلى ظهور الْفرْس عليْهمْ. وأرّخ الْقبْط ببخْت نصّر إلى قلابطْرة (كلْيوبتْرا) صاحبة مصْر. والْيهود أرّخوا بخراب بيْت الْمقْدس. والنّصارى برفْع عيسى عليْه السّلام"
وكل ما قيل هنا هو رجم بالغيب فأى قوم لابد أن يكون لديهم تقويم ثابت حتى ولو كان تقويم محرم عند الله لأن التجارة والديون وعقود الايجار وغيرها كلها مرتبطة بالتاريخ
بالطبع لا يمكن لشعب أيا كان أن يعيش بدون تاريخ أى محددات لوقت عمل ألأمور المختلفة فالضرورات الحتمية تقول بهذا
وفى التقويم القمرى الذى أسموه الهجرى قالوا عن السبب فى قيامه :
"يرْوى أنّ أبا موسى الأْشْعريّ كتب إلى عمر: أنْ يأْتينا منْك كتبٌ ليْس لها تاريخٌ، فجمع عمر النّاس، فقال بعْضهمْ: أرّخْ بالْمبْعث، وبعْضهمْ: أرّخْ بالْهجْرة، فقال عمر: الْهجْرة فرّقتْ بيْن الْحقّ والْباطل فأرّخوا بها، وذلك سنة سبْع عشْرة، فلمّا اتّفقوا قالوا: ابْدءوابرمضان، فقال عمر: بل بالْمحرّم، فإنّه منْصرف النّاس منْ حجّهمْ، فاتّفقوا عليْه "
بالطبع هناك روايات أخرى تقول أن التقويم بدأ فى عهد النبى الخاتم (ص)نفسه مثل :
روى ابن عساكر بسنده عن أبي سلمة عن الزهري أن رسول الله (ص)أرخ التاريخ حين قدم المدينة في شهر ربيع الأول "
وروى أيضا: عن أبي سلمة عن ابن شهاب أن النبي (ص)أمر بالتاريخ يوم قدم المدينة في شهر ربيع"
وليس فى عهد عمر وحكاية التأريخ فى عهد عمر تتعارض مع كتاب الله فى وجوب كتابة الديون والعقود كعقود الزواج والطلاق مؤرخة حتى لا تعصى المطلقات والأرامل أحكام الله قبل وقتها وحتى لا يعصى الرجال المطلقين أمور الله فى الطلاق والزواج وهذه حتمية وضرورة تستوجب وجود التاريخ منذ بداية دولة المسلمين وحتى قبلها فى مكة
وأما استعمال التقاويم الشمسية في دولة المسلمين فلا يصح لأن الله أمر بالتأريخ بالسنة القمرية ومن يستعمل التقويم الشمسى يكون عاصيا لله خاصة أن الحج والعمرة والعدة وغيرها من الأمور متعلقة بمنازل القمر
وأما فى المعاملات بين دولة المسلمين وغيرها فيتم كتابة التقويمين القمرى الذى تطيعه دولة المسلمين ومقابله من تقاويم الدول الأخرى
وقد اختلف أهل الفقه فى كيفية تلك المعاملات وفى المعنى قالت الموسوعة الفقهية :
" ذهب الْحنفيّة والْمالكيّة والشّافعيّة، وهو الصّحيح عنْد الْحنابلة إلى أنّ الْمتعاقديْن إذا اسْتعْملا التّأْريخ غيْر الْهجْريّ في الْمعاملات تنْتفي الْجهالة ويصحّ الْعقْد، إذا كان ذلك التّأْريخ معْلومًا عنْد الْمسْلمين، كأنْ يؤرّخ بشهْرٍ منْ أشْهر الرّوم، ككانون، وشباط؛ لأنّ تلْك الشّهور معْلومةٌ مضْبوطةٌ، أوْ يؤرّخ بفطْر النّصارى بعْدما شرعوا في صوْمهمْ؛ لأنّ ذلك يكون معْلومًا، أمّا إذا أرّخ بتأْريخٍ قدْ لا يعْرفه الْمسْلمون، مثْل أنْ يؤرّخ بعيدٍ منْ أعْياد الْكفّار، كالنّيْروز والْمهْرجان، وفصْح النّصارى، وصوْمهم الْميلاد، وفطْر الْيهود، والشّعانين، فقدْ ذكر الْحنفيّة في الْبيْع إلى تلْك الأْوْقات: أنّه يصحّ إذا علم الْمتعاقدان ذلك، ولا يصحّ مع جهْلهما ومعْرفة غيْرهما به؛ لأنّه يفْضي إلى الْمنازعة. وصحّح الْمالكيّة ذلك؛ لأنّ تلْك الأْيّام إنْ كانتْ معْلومةً فإنّها تكون كالْمنْصوصة . وذكر الشّافعيّة كما جاء في الرّوْضة أنّ التّأْقيت بالنّيْروز والْمهْرجان مجْزئٌ على الصّحيح، وفي وجْهٍ: لا يصحّ لعدم انْضباط وقْتهما.، أمّا التّأْريخ بفصْح النّصارى فقدْ نصّ الشّافعيّ على أنّه لا يصحّ، وتمسّك بظاهره بعْض الأْصْحاب من الشّافعيّة اجْتنابًا لمواقيت الْكفّار.... وأمّا الْحنابلة فإنّهمْ لمْ يفرّقوا بيْن التّأْريخ بغيْر الشّهور الْهلاليّة، كالشّهور الرّوميّة، وأعْياد الْكفّار، فإنّ ذلك عنْدهمْ يصحّ على الصّحيح من الْمذْهب إذا عرف الْمسْلمون ذلك"
والمؤرخين ينقسمون إلى نوعين حسب الكتب القديمة :
الأول يؤرخ بالسنة بمعنى أنه يقول أحداث سنة كذا ويذكر ما يرى أنه الأحداث المهمة أو ما بلغه من الوقائع فى تلك السنة وهو منهج ترتيبى حسب السنين والشهور
ويطلق على هذا المنهج :
الحوليات جمع حول وهو السنة
وفى تراث المنطقة نادرا ما نجد كتبا تراثية تؤرخ حسب هذا المنهج
الثانى يؤرخ بالموضوع أو الشخصية أو الدولة وهذا هو معظم كتب التراث التاريخية حيث يروى المؤرخ الروايات عن الحدث خلف بعضها وهو قد يروى البعض ثم يروى حدثا أخر ثم يعود إلى روايات الحدث الأول
وفى الغالب لا تجد أى نقد للروايات أو الحوادث وهل هى معقولة أو باطلة أو متناقضة أو متعارضة
ومن الكتب القليلة التى تنتقد الروايات التاريخية والأحداث كتاب مقدمة ابن خلدون ولكن للأسف الشديد فإن الكتاب لا أحد يعرف هل كتبه الرجل كله أم أن البعض تدخل وكتب بعض فصوله فنحن نجد أنه ينتقد أخبار التنجيم والمنجمين ويرفض كتب الصنعة من حيث الاكسير وما أشبه ومع هذا توجد فصول فى الكتاب تمتدح التنجيم والصنعة وهى علم الكيمياء وتحث على الخرافات فيها