التفاؤل

حديث الروح

*مشرفة ساحة الابداع و المنتديات الإسلامية*
إنضم
30 سبتمبر 2011
المشاركات
10,233
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الإقامة
الكويت
❤️
~
هناك ..! في أقصى العالم البارد ..
وعلى قمم جبال الألب المتسربلة بالثلوج دائماً
تقبع زهور جميلة بين ثغرات الجليد ..!
تصارع وتغالب الوسط الذي تحيا فيه..
تنمو ..وتزهو .. وتبتسم .. ثم تموت ..
شأنها شأن كل الزهور في بقاع الأرض ..!
منظرها المشرق في ذلك الوسط القاسي المقفر
يُعجب من يرتاد قمم الألب ..من السيّاح !
وتثير دهشتهم وتساؤلهم هذه الظاهرة الغريبة!
كيف استطاعت هذه الزهور الرقيقة أن تصمد
وأن تحافظ على رونقها ..!
وكل ماحولهايقطف أنفاس الحياة ؟!

***
ذلك هو التفاؤل الذي يقهر الظروف الصعبة..
والمحن التي تواجه مسيرة الحياة ..!
وهذا سرّ أودعه الله في أضعف خلقه ..
جمع مع رقة الزهرة وضعفها ..
صلابتها وقوتها الداخلية..
فأزهرت تفاؤلاً ..!

***
من التفاؤل ينبثق الأمل ..
ومن الأمل يستمد العمل طاقته..
ومن العمل والعزيمة يولد النجاح ..!
قد لاتحققي كل طموحاتك ..
ولكن ستفوزي بأكثر من ذلك ..!
تحققي الرضا والسعادة الداخلية..
بتقدير نعم الله عليك ، وحسن الظن به تعالى ..

***
كم من إنسان وضع نهاية لحياته وهو لايزال حيّاً ..!
ماتت فيه الطموحات والرغبة في الحياة
ونعى نفسه وإنسانيته ومشاعره ..!
ذلك لأنه رأى الحياة طريقاً مسدوداً ..
من خلال منظار قاتم ارتضاه لنفسه مستسلماً
فعاش بلا أمل ..!
وبلا حياة واعدة ..!
نحن من نسعد أنفسنا أو نشقيها
ولاأحد غيرنا ..!

***
عزيزتي~
قوّي أسوار بيتك ..
وحصني نفسك من قوة التأثيرات الهدامة ..
لكي يحظى داخلك بالأمان وتواجهي عالمك بثقة ويقين.
*
يحكى أن رجلاً ضل قاربه في عرض البحر
وبعد جهد حط به عند جزيرة ..
فكان أول مافكر به أن يبني له بيتاً يقيه من العوامل الخارجية
فبناه من الخشب المتوفر من الأشجار ..
هبّت رياح عاتية فاقتلعت البيت وفرقته قطعاً ..
لم ييأس ..!
فأعاد بناءه من ذلك الخشب ولكن هذه المرة
اختار أن يقيمه في ظل شجرة..!
وهبت الرياح مرة أخرى عاصفة هوجاء ..
فسقطت الشجرة فوق البيت فتحطم ..!
وبعد حيرة وتساؤل مع نفسه اهتدى للحل ..!
قام بجمع الحجر الصلب ثم بنى بيته ..
وعندما زمجرت الرياح مهددة
قهقهت الصخور ..
ووقفت متحدية ضرباتها ..
استسلمت الرياح ومرّت مهزومة ..
وبقي البناء متماسكاً ..!

***

هكذا نحن ..!
ممكن أن نحول المحنة .. إلى منحة ..!
وهذا يكون باتباع منهج المتفائلين
ألا وهو القرآن الكريم ..!
فهو الأصل ..
وهو الدستور الذي يعلمنا التفاؤل ..
في تعاملنا مع سلبيات الحياة وإيجابياتها
ومن درر التفاؤل والأمل التي تشع في الآيات الكريمة
سنة اليسر مع العسر ..
ذلك يعني انتظار الفرج بعد الشدة
والنصر بعد الصبر ..
والتاريخ الإسلامي يعج بالشواهد على ذلك ..!

***
يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم :
( أمتي كالغيث لايدري أوله من آخره ).
وهذا يعني ان التفاؤل والأمل باقٍ بقاء الدهر ..
فلنزرع في قلوبنا زهرة التفاؤل ..
ولنغرس ورود الخير والأمل في كل مكان
حتى ولو كنا في الرمق الأخير .

***

أيتها المسافرة بحثاً عن السعادة ..!
قوى السعادة موجودة في داخلك ..
فلا ترحلي بعيداً
واكتشفي ينابيع الأعماق ..
لتستطيعي أن تعيشي كما الزهور على قمم الألب
زهور اً متفائلة .