الحارس الاخير

ماكنتوش 1988

مراقبه عامه
إنضم
26 يونيو 2011
المشاركات
31,855
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
.يقول الصحفي التركي إلهان بردكجي :في عام 1972 قام بعض رجال الأعمال والسياسة الأتراك بزيارة إلى القدس المحتلة وكانت مهمتي أن ارافق هذه البعثة للتغطية الصحفية ، وقد استغرقت الزيارة أربعة أيام زرنا خلالها الجانب الفلسطيني والإسرائيلي وفي اليوم الرابع والأخير ، نظم لنا المسؤولون رحلة لزيارة بعض المناطق التاريخية والدينية ، وكنت حينها متلهفاً لزيارة المسجد الأقصى ، وبالفعل دخلت الأقصى وكنت متأثراً تمتلكني فرحة غامرة لدخولي له أول مرة وحزنا شديدا لضياعه من أيدينا ، وعندما صوبت كاميرتي لألتقط بعض الصور لفت نظري في إحدى زوايا الفناء ، رجل يقف تحت لهيب الشمس سنه فوق التسعين يرتدي بزة عسكرية رُقعت أكثر من مرة ، فسألت المرشد المرافق لنا من هذا الرجل العجيب ، فأجابني هذا الرجل منذ زمن بعيد وهو يقف في نفس المكان من الصباح حتى المساء ولا يتكلم مع أحد ، أظنه مجنون ، فدفعني فضولي كصحفي أن اقترب منه وأتحدث إليه ، وبالفعل دنوت منه وألقيت عليه السلام وإذا بالمفاجأة التي نزلت على رأسي كالصاعقة ، رد علي السلام باللغة التركية ، ارتعدت من داخلي إنه تركي ، تركي ماذا يفعل هذا الرجل هنا وما الذي جاء به من  إلى هذه البلاد اليتيمة البعيدة ، فاقتربت منه أكثر وأكثر وقلت له ياعماه من أنت وماذا تفعل هنا ، فأجابني بصوت يفوق جسده المتهالك يابني أنا العريف '' حسن الاغدرلي '' قائد مجموعة الرشاش الحادية عشر السرية الثامنة الكتيبة السادسة والثلاثين من الفرقة عشرين من الجيش العثماني وقد تعرضنا لهجوم من الإنجليز في الحرب العالمية عند منطقة قناة السويس وتشتت جيش الخلافة العظيم وتقطعت أوصاله نتيجة الضربات التي وجهت له من كل مكان وانتهى الأمر بهزيمتنا ، واحتل الإنجليز القدس ، ولم يتبق فيها سوى الوحدة الخاصة بنا ، ولم يسمح الإنجليز لأحد غيرنا من جيش الخلافة بالبقاء في القدس لحراسة المسجد الأقصى وكنا ثلاثة وخمسين رجلا فقط وقد أمرنا قائدنا ألا نترك اماكننا حتى يعود الأقصى لدولة الخلافة من جديد ، وقد مرت الأيام والسنون ومات جميع رفاقي ولازلت هنا وحدي انتظر عودة جيش الخلافة لتحرير المسجد الأقصى ،،وبعد أن انتهى من كلامه احتضنته وقبلته ثم ودعته وطلبت من المرشد الذي كان يرافقني أن يبعث لي بأخباره باستمرار ، وعدت إلى إسطنبول والعريف حسن لا يفارق عقلي ووجداني وما هي إلا أيام وجاءتني رسالة من المرشد الذي طلبت منه أن يراسلني بأخبار العريف حسن ، وكان محتوى الرسالة '' مات آخر جندي عثماني يحرس الأقصى ''