جماااانة
**مشرفة قسم الموبايل&المواضيع العامه**

الحب في الله وهم أم سراب........
الحب في الله وهم أم سراب ؟؟!! قد تستغربون العبارة ... فالوهم والسراب شيء واحد فأين الحقيقة ؟؟!!
حقيقة الحب هي ما صرت أبحث عنها وأنا في سبيلي إلى الاعتقاد بأنها إما وهم أو إما سراب ... إذا فهي غير
موجودة... أو على الأصح كانت موجودة ...
أعني هنا بطبيعة الحال الحب بين الإخوة ( الإخوة في الله ) ... ويا أسفي على كلمة نرددها ولا ندري معناها فما المقصود بالأخوة في الله ....
عندما كنت أقرأ في حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله (وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ ) كنت أتعجب لوضع هذا الصنف من الناس مع الإمام العادل أو مع الذي دعته فاتنة ذات حسن وجمال ،
ألا ترون معي أن الحب أمر طبيعي وفطري في الإنسان بل ويطلبه الإنسان ويسر به ، فكيف يقاس هذا مع الأصناف الستة الباقين وما وجه الصعوبة فيه ؟؟!
بقليل من التأمل سنجد أن الإعجاز يكمن في كلمة ( في الله ) وليس في كلمة (تحابا )... نعم في الله ، فالمتحابين كثر ولكن أين( في الله )..!؟؟

ماذا لو نظرت من بعيد، فوجدت بستاناً ملئه الأزهار، فركضت مسرعاً تريد أن تجني ولو رائحة
عطرة تداعب أنفك، فوصلت ففتحت الباب ثم اقتربت، فلسعتك الأشواك فنظرت: فإذا به بستان
من الأشواك تترصد بك توشك أن توقع بك ، فوليت مدبراً ، فرأيت من بعيد بستاناً آخر ، فأسرعت
نحوه تبحث عن نظرةِ مسرة ورائحةٍ عطرة ، ثم فتحت الباب فإذا به كالأول ، فوليت مدبراً ، ثم
جلست تستريح حتى رأيت بستاناً من بعيد ، فقلت في نفسك : لعله هوَ هو . فعاودت مهرولاً
ووصلت وقد أضناك التعب ، ثم فتحت الباب فوجدته كسابقيه ، ثم استرحت، ثم وجدت آخر فآخر
فآخر، وإذا به أشواك فأشواك فأشواك ، ثم سئمت فجلست . فجاءك أحدهم وقال لك : خلف ذلك
الوادي بستان ملئه الأزهار ، فقلت له إليك عني لا وجود للأزهار فهي إما وهم أو سراب ........

جاء في الحديث "ياأيها الناس اسمعوا واعقلوا. إن لله عزوجل عبادا ليسوا بأنبياء ولا شهداء, يغبطهم الأنبياء والشهداء على منازلهم وقربهم من الله". فجثا رجل من الأعراب من قاصية الناس, وألوى بيده إلى النبي صلى الله عليه وسلم. فقال: يا رسول الله, ناس من المؤمنين ليسوا بأنبياء ولا شهداء, يغبطهم الأنبياء والشهداء على مجالسهم وقربهم. انعتهم لنا, حلهم لنا-يعني صفهم لنا, شكلهم لنا-فسر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم بسؤال الأعرابي, فقال: "هم ناس من أفناء الناس ونوازع القبائل, لم تصل بينهم أرحام متقاربة, تحابوا في الله وتصافوا. يضع الله لهم يوم القيامة منابر من نور فيجلسهم عليها, فيجعل وجوههم نورا وثيابهم نورا, يفزع الناس يوم القيامة ولا يفزعون, وهم أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون"
عجبي كل هذا فقط للمتحابين في الله ، وهم بلا شك الإخوة في الله ، فالناس جميعاً إذاً من أولياء الله !!! فجمعينا عندما نتعارف نقول أخوكم في الله فلان ...
ألهذه فقط جعل ربنا ما جعل للمتحابين وللإخوة في الله ..... ؟؟!!

جاء في حديث آخر "ما من رجلين تحابا في الله بظهر الغيب إلا كان أحبهما إلى الله أشدهما حبا لصاحبه".
هنا نجد المهمة قد صعبت ، فقد أصبح هناك أشدهما حباً ، إذا فالحب درجات وليس كل حب حب ، ولا كل حبيب حبيب .
احترت في أمر هذا الحب الذي يوصل صاحبه مصاف الأولياء ويرتقي به إلى مراتب الأنبياء ، بل ويظلل به تحت عرش الرحمن .....
بدأت شيئاً فشيئا أفهم هذا الحب وأن أقرأ سيرة أبي بكر وعمر و الصحابة وقصص المهاجرين والأنصار، فذاك الذي يهب أخاه ماله ، وآخر يهبه بيته ، وثالث يهبه حتى زوجته !!؟؟ قرأت عن حبهم لرسول الله ، قرأت عن حبهم لبعضهم ، كيف أنهم إذا أحبوا تساموا ، وإذا كرهوا رحموا ، انظر في تنافس الصديقَين في طاعة الله تجده نابعا من محبة بينهما ، انظر كيف كانوا يتدافعون الخلافة فيما بينهم ، ثم انظر فانظر وانظر ....
ذلك لا شك ما عناه رسولنا في أحاديثه ذلك لا شك هو الحب المنشود فالمحب إذا أحب وصدق أصبح حبيبه جزءاً من كيانه لا يفرح إلا بفرحه ولا يخفف عنه حزن إلا مواساته ، ولا يهنأ له عيش إلا بذكره ولا يصح أن يمر يوم لا يذكره فيه...

يحكى أن أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز روى لزوجته فاطمة بيتاً من الشعر وهو يثني على صدق حب قائله لمحبوبه :
وإني لتعروني لذكراك هزةٌ ... كما انتفض العصفور بلله القطر
فقالت له يا أمير المؤمنين إنه ليس بمحب صادق ؟؟!! فهذا عندما يتذكر فإنما هو قد نسي، والمحب لا ينسى محبوبه أبدأ ، وكان حري به أن يقول :
وإني لتعروني للقياك هزةٌ ... كما انتفض العصفور بلله القطر

المحب إذا أحب حقيقة ضعف وتواضع أمام محبوبه وأفضى إليه
بأسراره ونسي نفسه لحساب الآخر ، لكن ماذا لو لم يقبل الآخر هذا الشعور ، أو ربما لم يفهمه
؟ سيتحول التواضع إلى ذل والضعف إلى هوان وسيدوس الآخر قلبك وهو لا يدري ماذا قد فعل ،
فاحذر أخي أن تهب قلبك إلا لمن تثق بأنه سيحفظه لك ، وإلا هشمه وأدماه ثم لا تدري ما
تفعل بعد ذلك ، فإن أنت شكوته لنفسه ذللت وإن أنت تركته بعدت ...
رحم الله القائل :
أخي هل رأيت الهلال المنيرا ******** فإنك أسمى مكانا ونورا
أخي هل تجولت بين الحقول *******فإنك أمرح منها طيوراً
ولي أخوة كالينابيع تروي ******* الحياة وتسقي ثراها النجيعا
ملائكة وحدائق ساحرة ******* ومصاحف تهدي الجموعا
أحن إليهم بألف حنين ******* وكل حنين يهز الضلوعا

تعبت من التفكير وطال الموضوع كثيراً وأتعبتكم معي وأنا لا زلت أتساءل :
هل الحب في الله وهم أم سراب ؟؟!!
بالله عليكم فليجبني أحدكم ، بالله عليكم فليرشدني أحدكم ، هل ذلك البستان موجود حقاً ، هل بقي بيننا ( وأنا أولهم ) من يستحق ذلك العطاء الإلهي للمتحابين في الله ؟؟!!....
لا أدري حقاً ....
