الدرس التمهيدي الثالث : كاشف نفسك .. لماذا لم تستخر قط ؟!

إنضم
2 سبتمبر 2015
المشاركات
75
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
حيث تعلم وتعليم ونشر وفتح أقسام لإتقان الاستخارة .
الموقع الالكتروني
www.eshamel.net

الدرس التمهيدي الثالث : كاشف نفسك .. لماذا لم تستخر قط ؟!
( دراسة فقهية تحليلية )​
تمهيد :
هذا الدرس التمهيدي الثالث وسوف تساعد هذه المكاشفة – بإذن الله - لفهم السبب الحقيقي لعدم الاستخارة قط ، وكذا فهم نفسك بشكل أعمق وأفضل . علما أن الدرس التمهيدي الأول كان بعنوان :
(( كاشف نفسك !! لماذا تستخيرا قليلا ؟؟ )) .
[
أولا : أهداف الدرس
# الهدف العام الأهم
1) مكاشفـــة النفس لمعرفة أسباب الركون إلى العقل القاصر لتيسير تصحيح المسار ، طالما تؤمن أن الإنسان كان جهولا ، ضعيفا ، ظلوما ، ولا حول له ولا قوة إلا بالله .... ، وتؤمن بأن الله عليم ، قدير .....وله الأسماء الحسنى والصفات العلى .
2) مكاشفة النفس لتحسين التركيز الإيماني لمعرفة الأسباب الحقيقية التي قد تعيق استباق الخيرات

تنويه :
غالباً لا يقتصر الهدف العام على الاستخارة فقط ، كما أن الأسئلة قد تكون من أحسن الوسائل المساعدة على مكاشفة النفس بكل تركيز ووضوح ، ومن ثم تكون المحاسبة والتصحيح .

# أهداف أخرى .
مكاشفة النفس:
1) لفهمها بشكل أعمق.
2) للتهيئة النفسية والروحية والذهنية والسلوكية للراغبين في إتقان الاستخارة .
3) للتمهيد للدروس القادمة - بإذن الله - .
ثانيا : أسئلة الدرس للتدبر
1) لم تستخر قط لأنك تظن أن الله شرع الاستخارة عبثا ؟ أم تخاف أن يحيف الله عليك ؟ قال سبحانه : ((وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ (49) أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (50) " سورة النور " ، وهل إذا كان لك الحق أتيت إليه مذعنا ؟
2) لماذا كل ذلك الاهتمام بالاستخارة من الرسول ﷺ حيث كان يعلم أصحابه – رضوان الله عليهم – الاستخارة كما يعلمهم السورة من القرآن ؟
3) لماذا خالفت الفطرة التي فطرك الله عليها؟ فالإنسان بفطرته يحب العاجلة ومع ذلك لم تستخر قط !
وللمزيد حول هذه الجزئية ينظر الفقرة ( ثالثا) من الرابط :
كاشف نفسك .. لماذا تستخير قليلا ؟! ( دراسة فقهية تحليلية )
ثالثا : إشكالية الدرس للتدبر
ويكمن في التناقضات التالية :
1) تناقضك بين ما تؤمن به وبين ما يقتضيه ذلك الإيمان ، فمثلا الإيمان بأن الإنسان جهول ، عجول ، ضعيف ... ، فالشرع والعقل يقضيان بأن تستعين بعلام علام الغيوب سبحانه ؛ لتجنب هذا النقص . وكيف تستطيع أن تعيش حياة إيمانية مستقرة ، وصحة نفسية ، وأنت فيك هذا التناقض . وبماذا ستجيب ربك يوم القيامة .
2) تناقضك مع فطرتك التي فطرك الله عليها !!! فكيف تحب العاجلة ثم لم تستخر خالقك قط ؟!! ولكنك مع ذلك تستشير المخلوقين !! فليس من الشرع ولا العقل ، أن يستبدل الإنسان الذي هو أدنى بالذي هو خير ، فهذه من سمات بني إسرائيل ، قال سبحانه على لسان موسى عليه السلام
(( قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ )) . (( البقرة : 641)) .
رابعا : أسئلة خيارات المكاشفة :
يرجى قراءة أسئلة خيارات المكاشفة ؛ بتأن وتركيز ، ومن ثم :
- اختر أحد الخيارات الذي تراه يناسب حالتك وضعه في لنتباحثه .
- إن استطعت فقم بتحليله من ناحية شرعية ونشره في الدرس لتعم الفائدة .
- أو قم بتحليل بأي خيار وإن لم يك خيارك .

وفي ذلك فائدة أيضا لتنمية الملكة الفقهية . ولا حياء في العلم . فالهدف معرفة ما ينتاب النفس من غموض يعيقها من أن تكون محررة لله .وكما قال سبحانه :
((إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ )) (( آل عمران : 35)) .
، ثم بعد استكمال المشاركات سوف يتم نشر التحليلات الفقهية والإرشادات بمشاركة أخرى في نفس الدرس ،أي كما فعلنا في الدرس التمهيدي الأول .
السؤال :
لم تستخر قط لأنـــــــــــــــــــــــــــــــــــك :​
1) كنت تجهلها ولا تعلم درجة أهميتها .
2) تحسن التخطيط والاختيار واتخاذ القرار .
3) ضعيف التوكل .
4) لا تهتم بها بكونها ليست واجبة .
5) تشعر أن الله لن يقبل منك ؛ لأنك مقصر.
6) لا تهتم كثيراً بالجوانب الشرعية من حيث العموم.
7) تؤمن بالقضاء والقدر ، وبالتالي كل شيء مكتوب لي .
خامسا : التحليل الفقهي للخيارات وإرشادات
وستكون – بإذن الله . كما وضحت في الفقرة الرابعة .. ويرجى المحاولة ، وهذا سوف يساعد أيضا في تقديم وتأخير الدروس التي يرى أنها أهم وأنسب لواقع الحال . وأمرهم شورى بينهم .
وفي الختام إذا في أي استفسار أو إشكال .. فلا تبخل في طرحه ، فرب سؤال يفتح ألف باب من الخير .
نفع الله بجهد الجميع .
الدرس مستوحى بتصرف من دورس وكتاب (( صلاة الاستخارة كيف تتقنها لتجدد إيمانك )) للشيخ سند البيضاني .​


 

حديث الروح

*مشرفة ساحة الابداع و المنتديات الإسلامية*
إنضم
30 سبتمبر 2011
المشاركات
10,233
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الإقامة
الكويت
رد: لدرس التمهيدي الثالث : كاشف نفسك .. لماذا لم تستخر قط ؟!

أختي الفاضلة حياتي :
ليس مخفياً أنني والكثير نجهل المعنى العميق للإستخارة
أعرف أنها مرادفة لحسن التوكل ..
ولكن هذا ليس كل شي ...
نحتاج إلى التعمق بها لنزداد بها فهماً
وحديثك صحيح حول مناقضة الإنسان لنفسه
فهو كما هي طبيعته يريد أن يتحقق له كل شيء بسرعة
ولكنه في الوقت ذاته لا يطرق الباب الصحيح الذي يفتح له على دروب الفرج
مكاشفة النفس ضرورية وبدونها لانصل إلى شيء
الخيار الأول أراني فيه وهو أنني أجهل الاستخارة بدقائقها
وأعلم أنها مهمة كثيراً ولكنني بحاجة إلى تفاصيل لأدرك درجة أهميتها
أنا أؤمن بالقضاء والقدر تماماً ولكن في كل أموري أتوكل بقلبي وأتوجه إلى الله
فهل هذا يحتوي معنى الاستخارة كاملاً أم ماذا ؟
هذا التوكل الفطري يجعلني أحياناً لاابحث في الجوانب الشرعية
أقول حسبي حسن توكلي وتفويض اموري لله
بعد الصلاة والدعاء والابتهال بصدق ويقين
هذا ما أنا عليه
وننتظر منك توضيحاً لذلك
جعل الله ماتقدمينه في موازين أعمالك
وبوركتِ .
 
إنضم
2 سبتمبر 2015
المشاركات
75
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
حيث تعلم وتعليم ونشر وفتح أقسام لإتقان الاستخارة .
الموقع الالكتروني
www.eshamel.net
رد: لدرس التمهيدي الثالث : كاشف نفسك .. لماذا لم تستخر قط ؟!

لك جميل الشكر مشرفتنا الفاضل ، نعم مكاشفة النفس أمر لابد منه ؛ لمن أراد النجاح ، فالله خلقنا لهدف ، ولتحقيق أي هدف لابد له من تخطيط ، وتنظيم وتنسيق ، وتنفيذ ومتابعة ومراقبة وتقويم ، ومكاشفة النفس لها أصول ، ومن أفضل ما قرأت عن أصول مكاشفة ، نجده :
السلسلة الرابعة : أصول مكاشفة النفس لإصلاح تلك المضغة

نعم الاستخارة مبنية على التوكل ، ولكن التوكل لا يحتوي معنى الاستخارة كاملة ، فالاستخارة لها شروطها – وسيأتي معنا بإذن الله في درس شروط إتقان الاستخارة ، والتوكل شرط من شروط الاستخارة،
وهناك درس ( أهمية الاستخارة ) وسيكون الدرس الأول . وقد تم الحديث عن أهميتها من سابق ، بمقالتين :
http://www.q8yat.com/t1178879.html
http://www.q8yat.com/t1178835.html

والمقالتان أصلا هما تابعان للدرس الأول ( أهمية الاستخارة ) وحصل لهما تقديم ، قبل فتح المنتدى .
والتوكل الشرعي الحقيقي يوجب الأخذ بالأسباب ، دون اعتماد القلب عليها . فمثلا :
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه ، قال : قال رجلٌ يا رسولَ اللهِ " أعقِلُها وأتوكَّلُ " أو أُطلقُها وأتوكَّلُ قال أعقلها وتوكَّلْ )) . حسنه الألباني في صحيح الترمذي .وهناك من يضعفه ، ولكن المعنى صحيح . أي الأخذ بالأسباب واعتماد القلب على الله .
شرح معنى بعض المفردات :
(اعقلها) أي أربط ركبة ناقتك مع ذراعها بحبل.
(أطلقها ) : أي أتركها من غير أن أعقلها .

وجاء في فتوى للجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء :

(( التوكل على الله تفويض الأمر إليه تعالى وحده وهو واجب، بل أصل من أصول الإِيمان؛ لقوله تعالى (( وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)) وهو من الأسباب المعنوية القوية لتحقيق المطلوب وقضاء المصالح، لكن على المؤمن أن يضم إليه ما تيسر له من الأسباب الأخرى، سواء كانت من العبادات: كالدعاء والصلاة والصدقة وصلة الأرحام أم كانت من الماديات التي جرت سنة الله بترتيب مسبباتها عليها كالأمثلة التي ذكر السائل في استفتائه ونحوها؛ اقتداءً برسول الله ﷺ فإنه خير المتوكلين، وكان يأخذ بالأسباب الأخرى المناسبة مع كمال توكله على الله تعالى، فمن ترك الأسباب الأخرى مع تيسرها واكتفى ،بالتوكل فهو مخالف لهدي رسول الله ﷺ ويسمى توكله: عجزًا لا توكلاً شرعيًّا)) أهــ.
http://www.alifta.net/fatawa/fatawaDetails.aspx?View=Page&PageID=195&PageNo=1&BookID=3&languagename=

نفع الله بك وبمداخلاتك القيمة ..