الدرس التمهيدي الثاني : كاشف نفسك لماذا تستخير قليلا ؟

إنضم
2 سبتمبر 2015
المشاركات
75
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
حيث تعلم وتعليم ونشر وفتح أقسام لإتقان الاستخارة .
الموقع الالكتروني
www.eshamel.net


الدرس التمهيدي الثاني :كاشف نفسك ..
لماذا تستخير قليلا ؟!​
( دراسة فقهية تحليلية )​
تمهيد :
هذا الدرس التمهيدي الثاني وسوف تساعد – بإذن الله - هذه المكاشفة ؛ لفهم السبب الحقيقي لعدم إكثارك منها ، وكذا فهم نفسك بشكل أعمق وأفضل . لذا يرجى قراءة سؤال المكاشفة وخيارات التعليل ؛ بتأن وتركيز ، ومن ثم اختار التعليل الذي تراه يناسب حالتك .
أولا : أهداف الدرس :
1) مكاشفة النفس لمعرفة الأسباب الحقيقية التي تؤدي إلى عدم الإكثار من الاستخارة أو الزهد عنها رغم أهميتها . وهذا الهدف أهم هدف لهذا الدرس لأنه يتعلق بالدروس القادمة .
2) الفهم الأعمق لطبيعة النفس .
3) التهيئة النفسية والروحية والذهنية والسلوكية للراغبين في إتقان الاستخارة .
4) التمهيد للدروس القادمة - بإذن الله - .
ثانيا : ضرورة مكاشفة النفس .
إذا كان تجديد الإيمان يبدأ من القلب ، فإن مكاشفة النفس تمثل الخطوة الأولى والأصعب لأي إصلاح أو تغيير للنفس ، لأن الإنسان يميل بطبعه إلى الهروب من ذلك حتى لا يقع تحت سياط تأنيب الضمير - النفس اللوامة-
ولمزيد من الفائدة ينظر : أصول مكاشفة النفس .
ثالثا :لمكاشفة أفضل ..سؤال وإشكال
1) الأصل في الإنسان أنه خلق من عجل ويحب العاجلة ، قال سبحانه :
((خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ )) . (( الأنبياء :37)) .
((كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ (20) وَتَذَرُونَ الْآخِرَةَ (21) (( القيامة )) .


2) من خلال ما تقدم في فقرة ((1)) ، فهناك سؤال وإشكال ، كل واحد منهما يفرض نفسه بقوة ، ويطل برأسه وجناحيه إلى السماء ، وهما :

السؤال :

لماذا تستخير قليلا ؟
طالما أنك قد استخرت من قبل ولو استخارة واحدة ، فاستخارة واحدة تكفي لتجعلك تكثر منها وتعض عليها بالنواجذ ، لما فيها من ثمار عاجلة . وسوف يتم التطرق إلى ثمارها في دروس قادمة بإذن الله .وقد تقدم بعضها .

الإشكال :
يكمن في أنك خالفت حتى الفطرة التي فطرك الله عليها !!!!!!!
كيف تحب العاجلة ثم لا تكثر منها !!! ويكفي أن فيها من البركة ما لا يحاط به

رابعا : خيارات المكاشفة
تستخير قليلاً لأنـك :
1) اكتشفت أن رغبتك وميولك للأمور تمنعك من حسن التوكل والاستخارة مبنية على التوكل .
2) تجد صعوبة في تمييز التيسير من الصرف.
3) جربتها ولم تستفد منها بالشكل الذي كنت ترجوه.
4) أصبحت أكثر بعداً عن الاستقامة الشرعية.
خامسا : التحليل الفقهي للخيارات وإرشادات
1) إذا كنت اخترت الخيار الأول من خيارات المكاشفة: فينبغي معرفة الأسباب الحقيقية التي أدت إلى ذلك ، إلى أن تصل إلى أول سبب ؛ فضعف التوكل ما هو إلا نتيجة لأسباب أخرى وأهمها ضعف الإيمان؛ فلهذا فلينظر إلى الأسباب التي أدت إلى ضعف الإيمان .
ولمزيد من الفائدة ينظر : ضرورة فقه تسلسل الأسباب والنتائج .
2) إذا كنت اخترت الخيار الثاني من خيارات المكاشفة ، فالأمر سهل بإذن الله ويحتاج إلى قليل من الصبر والاجتهاد ، فالعلم بالتعلم ، وتذكر قوله تعالى :(( وَالَّذِينَ جَاهَدُواْ فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ )) [العنكبوت : 69] ، فالمجاهدة من الإحسان والله مع المحسنين ،وتذكر قوله ﷺ ((وإنما العلم بالتعلم)) ، أخرجه البخاري.
3) إذا كنت اخترت الخيار الثالث من خيارات المكاشفة ، فالإنسان مفطور على حب العاجلة ، ويكفي العبد استخارة واحدة عن يقين وتوكل وإتقان ؛ ليرى ثمارها في الدنيا قبل الآخرة ، فلهذا يجب الجلوس مع النفس ومكاشفتها لمعرفة الأسباب الحقيقية ، فهناك خلل ما في أعمال القلب الملازمة للاستخارة ( شروط إتقان الاستخارة ) وسيتم فردها بإذن الله بدرس وشرح لكل شرط ، وكذلك ينبغي مراجعة نيتك للاستخارات السابقة ، فلعلك تستخير بنية التجربة وأنت لا تعلم .
4) إذا كنت اخترت الخيار الرابع من خيارات المكاشفة ، فالبعد عن الاستقامة لا يلزم منه ترك الاستخارة أو الإقلال منها ، بل على العكس ينبغي أن تكون حافزاً للإكثار منها لعدة أسباب ، أهمها :
أ) أن سبب البعد عن الاستقامة حب العاجلة ، وفي الاستخارة ثمار يجنيها المستخير في العاجلة قـــــــبل الآخرة.
ب) الإيمان يزيد بالطاعة ، وما لا يدرك جله فلا يترك كله.
ج ) الحسنات يذهــبن السيئات. قال سبحانه : (( إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ)) " هود : 144 "
تنويه :
إذا خطر في بالك خيار آخر تظن أنه سببا في عدم الإكثار منها ، فأذكره ، لنتباحث فيه ولتعم الفائدة والصدقة الجارية بإذن الله .

وفي الختام إذا في أي استفسار أو إشكال .. فلا تبخلوا في طرحه ، فرب سؤال يفتح ألف باب من الخير .
نفع الله بجهد الجميع .
تم إعداده وجمعه من دروس وكتاب (( صلاة الاستخارة كيف تتقنها لتجدد إيمانك )) للشيخ سند البيضاني .

 

حديث الروح

*مشرفة ساحة الابداع و المنتديات الإسلامية*
إنضم
30 سبتمبر 2011
المشاركات
10,233
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الإقامة
الكويت
أختي الفاضلة غيرت :
أولاً أقدر قيمة الجهد المبذول في إظهار هذا العمل بهذه الصورة الواضحة المثمرة إن شاء الله
وثانياً بالنسبة للمكاشفة فإنني لاأستطيع الوقوف عند خيار واحد ..
ولأكن صريحة أنا هنا أرغب في معرفة أبعاد الاستخارة .. وكل مايحيط بها وما تحتويه
الحقيقة في كل أموري أتوجه بقلبي إلى الله أسأله العون وألقي مقاليدي بين يديه .
لجوئي إلى صلاة الاستخارة والدعاء الخاص يها يكون عندما تضيق بي محنة ما أو بغيري ممن أعز
وأضمنها صلاة الليل ..
في كل دعاء في صلاة الفجر خاصة ابتهل إلى الله أطلب منه العون والسداد والمغفرة
والحقيقة الخيار الأول لاأراه مناسباً لي فإن حياتي مبنية على التوكل وإن كنت أشعر أن هناك ثغرة
يجب ملؤها لأصل إلى مرحلة الاستقرار لأن القلق والهم أحياناً يشاركاني راحتي
وحين كل قلق أهرع إلى الابتهال .. وهكذا أنا بين اليقين والخشية ويغلبني اليقين وأدرك أن الله يضمر لي الخير
ولكن ماذا نقول للنفس البشرية ..؟! ...
صنفيني وأرشدي للحل فإنني لاأحسن تصنيف نفسي تحت أي اختيار .
جزاك الله خيراً
وأحب القول أن لكل درس يرجى عودات وليست واحدة
بوركتِ

ا
 

المحاميه ن

New member
إنضم
28 يناير 2014
المشاركات
2,918
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
اختي الفاضلة احيانا وكما يقال ان قلب المؤمن
دليله ..بعد التوكل على الله ....
انا من الناس من يعتمد بعد الله تعالى على الحس الداخلي
فتجدني أحياناً انقبض عند القدوم على عمل ما وينشرح صدري
لعمل اخر والحأ الى الاستخارة في بعض الأمور المهمة
شكراً لجهودك المميزة ....متابعين معاك