الرؤيا في الإسراء والمعراج

حديث الروح

*مشرفة ساحة الابداع و المنتديات الإسلامية*
إنضم
30 سبتمبر 2011
المشاركات
10,233
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الإقامة
الكويت
أعجب وأشد خرقاً لقوانين الطبيعة من ( رؤيا ) الإسراء والمعراج ؟!! ** إن رحلة الإسراء والمعراج..التي خصّ الله بها النبي  صلى الله عليه وسلم تكريما منه تعالى وحفاوة  كانت معجزة خرقت  كل القوانين البشرية المتعارف عليها معجزة  بكل المقاييس  .. على الأصعدة الثلاث التي  بلغتها  ..
وقد نتسائل :عن كيفية رؤية النبي لأحداث الرحلة  و كيف تم  ذلك ؟؟لنقرأ..!  ولنتمعن في التفاصيل ..تقول الآية الكريمة :{  سبحان  الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرامإلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريهُ من آياتنا }.فهنا في رحلة الإسراء الأرضية حدثت (  الإراءة ) من الله تعالى  للنبي صلى الله عليه وسلم ولو لم يكن الله قد حقق  له سبيل الرؤيا .. مارأى !! فالنبي صلى الله عليه وسلم كبشر  يخضع لقانون الإبصار ..والآيات التي رأها في الأرض هي من غيب الله ..فكان  لابد أن  يحدث له سند من العون الإلهي  وهو الإراءة لتتجلى له فيراها .**ولكن عندما عرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى السماوات السبع ..كان قد تغير فيه شيء من بشريته.. يقول تعالى :{ لقد رأى من آيات ربه الكبرى ..}.وهنا دليل على أن الرسول الكريم صار يرى  من نفسه   ..لقد شف كيانه البشري فانتقل إلى مرحلة أعلى ..كان يرى فيها الملائكة ويتكلم معهم .. ويرى المشاهد العظيمة والمعجزات .فهي إذن مرحلة ملائكية.. قبل سدرة المنتهى .
**وفي نهاية رحلة الإرتقاء الروحي والجسدي .. وعند  بلوغ سدرة المنتهى التي غشاها من نور الله  ماغشى ...!ماحاد بصر النبي صلى الله عليه وسلم   وما زاغ عما  رأى يميناً ولا شمالاً وما جاوز  ما أمر به ولا  سأل فوق ما أعطى .. لقد فاز بأعلى مقام العطاء ورأى كبرى الآيات   وارتقى مقاماً لم  يبلغه أحد  ..حيث حصل في ذاتيته تغيير كبير   فاق الملائكة ..حتى أن جبريل عليه السلام قال له  مودعاً :  عليّ أن أفارقك هنا  ..!هذه غاية وصولي .. فلو تقدمتُ أكثر من ذلك لاحترقت .. !أما أنت. .. لو تقدمت. لا اخترقت ..!هنا ... !  وبعد سدرة المنتهى ...! بلغ الرسول ملائكية فوق الملائكية  حيث تعرض لخطاب المولى  سبحانه وتعالى ..**الخاتمة ~إن المقصد من وراء الإسراء والمعراج : رؤية الآيات... ثم المقصد  من وراء رؤية الآيات أن يري الله رسوله من آياته الكبرى توطئة واستعداداً نفسياً   لمرحلة المجابهة القادمة..التي كانت ستنشأ مع طلوع فجر الإسلام في المدينة  فلئن كان النبي صلى الله عليه وسلم، يعاديه كفار مكة اليوم،ولئن  كان يوم الطائف داميًا وقاسياً..  لكنه ليس آخر أيام الشدة في حياته صلى الله عليه وسلمفإنه تنتظره صلى الله عليه وسلم في آتي الأيام عداوات أكبر وأشد ، فهناك  اليهود في المدينة ..وهناك المنافقون الذين  يظهرون مناصرته ويستبطنون عداوته،.. ويعملون في الخفاء على محاربة دعوته  ...ثم سيحاربه  الفرس والروم....
فلم تكن أيامه صلى الله عليه وسلم إلا سلسلة من الابتلاءات والامتحانات ..
ماكان ليتحملها لولا نصر الله وتأييده له وتكريمه في الملأ الأعلى 
تكريماً واحتفاءً لم  يحظ به من قبل ولا من بعد بشراً ولا ملكاً ولا مخلوقاً آخر 
اللهم صل على محمد وال محمد