داون سندروم
New member
أ. أحمد محمد البرماوي .
تنطوي حياة الطفل النفسية, على جملة أنماط سلوكية, تتراوح بين السواء واللاسواء. ويعد السلوك العدواني, احد المعالم النفسية اللاسوية, التي تصطبغ بها شخصية الطفل, بشكل جزئي حيث لا يشكل دلالة سريرية ( غير سوية ) , أو كلي واضح , ما يوسم الشخصية بالعدوانية.
ومصدر العدوان عند الطفل, هو كمية طاقة الغضب المخزونة كدلالة للتأشير إلى حالة عدم التوافق النفسي والاجتماعي, التي يعيشها سواء مع نفسه ( التوافق مع الذات ) أو مع أسرته أو ممن يتعامل معهم, والتي تفضي الى ضروب متعددة من العدوان, منها ماي قع باتجاه الداخل, فتكون الذات موضوعها, مثل ( الخنوع – السلبية تجاه الحياة – إيذاء النفس ), أو الخارج, موجها نحو البيئة بمجملها, مثل ( التهديد – التهجم – الضرب – الألفاظ البذيئة – تحطيم الأشياء...).
إن العدوان في أحد أوجهه حالة غريزية ,بمثابة ميل فطري للسيطرة على الحياة. لذا فان بمقدور حالة الانفعال التي تستولي على حياة الطفل النفسية, أن تقوده للظهور بأشكال متعددة.
إن جملة عوامل متعددة, تجتهد لتحرر حالة العدوان, من مكمنها, بصرف النظر, عما تمارسه الوراثة من تأثير في هذا الاتجاه [ فهناك اختلاف جيلي بين طفل وآخر في مضامين التصور والخيال والقدرة على التعامل وإبراز أو كبت النزعة العدوانية ]
إن ما يقع أثناء عملية التنشئة الاجتماعية, في سني الطفل الأولى, المتمثلة بأنماط التربية, التي تتراوح بين التساهل المفرط والمبالغة بالقسوة, تدفع الطفل لان يظهر ميلا عدوانيا, أثناء تعامله, مثل الدلال الزائد والمبالغة في إظهار الود من قبل الوالدين أو احدهم. كذلك فان النمط القاسي من التربية, متمثلا بالأب الذي يمارس القسوة على أبنائه, أو عندما يتحدث لهم عن مواقف حياتية, عالجها بممارسة العدوان, وبما يضفي على ذاته صورة البطل ( الأنموذج ) مما يدفع الأبناء للاقتداء به, كذلك الحال مع الأم.
إن ممارسة العدوان تجاه الصغار أمر محتمل, في الأسر المتوترة أو المفككة, أو تجاه الأطفال الذين يلتحقون بالمدارس الداخلية, سواء كان العدوان الواقع عليهم, من زملائهم, بسبب ضيق المكان, بما يدفعهم, للتقليل من حالة القلق الناشئة من الوحدة, لانقطاع صلاتهم مع الخارج, أو الزحمة, بسبب القرب المكاني, أو من المربين, سواء كانوا من النمط المتساهل, أو القاسي. لذلك يكون وجود المعلم, أو المراقب, هاما أثناء الفرص بين الحصص , لغرض ملاحظة سلوك الأطفال, ومتابعة العدوانيين منهم بشكل خاص.
وتشكل العقوبة الشديدة لسلوك الطفل , سببا في إذكاء روح العدوان [كما أظهرت الدراسات فشل تجربة العقاب في تقويم سلوك الطفل فزرعت بدلا من الانصياع والطاعة توترا زاد في ميل الطفل العدواني والإخلال في تكوين شخصيته إخلالا واضحا].
وتلعب المدرسة, المؤسسة الأولى في حياة الطفل (بعد الأسرة), التي يتعامل معها, دورا في منح السلوك العدواني فرصة الظهور, قدر ما يظهره القائمون على شؤون الطفل, من سلوك عدواني.[ وقد أظهرت الدراسات النفسية في المجال التربوي أن شخصية المعلم أو اتباعه أسلوب الاستظهار العدواني يطبع شخصية الطفل بطابع القلق الدائم المزمن ويؤشر سلوكه ويحوله إلى سلوك عدواني واضح] .
كما تنبغي الإشارة في هذا المجال, إلى طبيعة العلاقة بين محتوى المناهج الدراسية وسلوك الطفل. فوصف البطولة – على سبيل المثال – مقرونة بالدماء والمعارك والسيوف من شانه أن [يجر مخيلة الطفل و التلميذ إلى الاكتناز بذكريات القوة والعضلات]( في ذات الوقت, الذي ينبغي أن يوجه إدراك الطفل, لحقيقة هي أن البطولة موزعة على التاريخ التربوي, توزع صورة السلوك الإنساني, في مخيلة الطفل.
وهذا ينسحب إلى ما يوجه للأطفال, من مواد أو برامج منه ما هو مكتوب أو مسموع أو مرئي. كما أن الوضع الاقتصادي للأسرة, يلعب دورا مهما في إمكانية إبراز السلوك العدواني, من حيث وضع الأسرة على سلم التصنيف الاجتماعي, وما ينتج عن ذلك, من أساليب تربوية, مرهونة بهذا الوضع أو ذاك, ليتحدد في ضوء ذلك, درجة ونوع الإعاقة المفروضة على الطفل. ومن المفيد ذكره, أن قدرا معينا من الإعاقة ( الإحباط الجزئي), أمر مطلوب , لكي لا تتشكل لدى الطفل , عادات سلوكية سلبية, وينشأ مضطربا, فيتشوه تصوره, عن ذاته, وذوات الآخرين, وبما يدفع الطفل, لان يكون عرضة لاحتمالات الإصابة النفسية, فيما بعد.
وتبرز بعض أشكال العدوان, نتيجة إحساس الطفل بالتفوق. يظهر ذلك جليا عند الأولاد, أكثر مما لدى البنات. وقد يعزى ذلك, لسبب الفارق الجنسي, حيث يتقبل الأبوان, عدوان الطفل (الولد) أكثر من البنت. كما أن التكوين الجسماني للولد, يلعب دورا مضاف, لتأكيد الذات وحب الظهور. وقد يكون الإحساس بالضعف, هو سبب العدوان(ناتج عن عقدة نقص نفسي أو جسمي), فيما يمكن أن يكون, تقليدا أو محاكاة أو للتنفيس عن الضغط النفسي الذي يتعرض له الطفل. أو شكلا من أشكال الإسقاط, أو التخلص من حالة القلق, الذي يصيب هدوئه النفسي. وقد يكون نتيجة للكف الحاصل, لبعض من سلوكه, وبما تشير إليه نظرية ( الإحباط والإعاقة), أو تقمصا ( نظرية التقمص) حينما يتلبس الطفل, شخصية أي فرد كبير تتسم بالضعف والعدوان. أو نتيجة للتخويف المتواصل للطفل, وشعوره بالإثم .
تنطوي حياة الطفل النفسية, على جملة أنماط سلوكية, تتراوح بين السواء واللاسواء. ويعد السلوك العدواني, احد المعالم النفسية اللاسوية, التي تصطبغ بها شخصية الطفل, بشكل جزئي حيث لا يشكل دلالة سريرية ( غير سوية ) , أو كلي واضح , ما يوسم الشخصية بالعدوانية.
ومصدر العدوان عند الطفل, هو كمية طاقة الغضب المخزونة كدلالة للتأشير إلى حالة عدم التوافق النفسي والاجتماعي, التي يعيشها سواء مع نفسه ( التوافق مع الذات ) أو مع أسرته أو ممن يتعامل معهم, والتي تفضي الى ضروب متعددة من العدوان, منها ماي قع باتجاه الداخل, فتكون الذات موضوعها, مثل ( الخنوع – السلبية تجاه الحياة – إيذاء النفس ), أو الخارج, موجها نحو البيئة بمجملها, مثل ( التهديد – التهجم – الضرب – الألفاظ البذيئة – تحطيم الأشياء...).
إن العدوان في أحد أوجهه حالة غريزية ,بمثابة ميل فطري للسيطرة على الحياة. لذا فان بمقدور حالة الانفعال التي تستولي على حياة الطفل النفسية, أن تقوده للظهور بأشكال متعددة.
إن جملة عوامل متعددة, تجتهد لتحرر حالة العدوان, من مكمنها, بصرف النظر, عما تمارسه الوراثة من تأثير في هذا الاتجاه [ فهناك اختلاف جيلي بين طفل وآخر في مضامين التصور والخيال والقدرة على التعامل وإبراز أو كبت النزعة العدوانية ]
إن ما يقع أثناء عملية التنشئة الاجتماعية, في سني الطفل الأولى, المتمثلة بأنماط التربية, التي تتراوح بين التساهل المفرط والمبالغة بالقسوة, تدفع الطفل لان يظهر ميلا عدوانيا, أثناء تعامله, مثل الدلال الزائد والمبالغة في إظهار الود من قبل الوالدين أو احدهم. كذلك فان النمط القاسي من التربية, متمثلا بالأب الذي يمارس القسوة على أبنائه, أو عندما يتحدث لهم عن مواقف حياتية, عالجها بممارسة العدوان, وبما يضفي على ذاته صورة البطل ( الأنموذج ) مما يدفع الأبناء للاقتداء به, كذلك الحال مع الأم.
إن ممارسة العدوان تجاه الصغار أمر محتمل, في الأسر المتوترة أو المفككة, أو تجاه الأطفال الذين يلتحقون بالمدارس الداخلية, سواء كان العدوان الواقع عليهم, من زملائهم, بسبب ضيق المكان, بما يدفعهم, للتقليل من حالة القلق الناشئة من الوحدة, لانقطاع صلاتهم مع الخارج, أو الزحمة, بسبب القرب المكاني, أو من المربين, سواء كانوا من النمط المتساهل, أو القاسي. لذلك يكون وجود المعلم, أو المراقب, هاما أثناء الفرص بين الحصص , لغرض ملاحظة سلوك الأطفال, ومتابعة العدوانيين منهم بشكل خاص.
وتشكل العقوبة الشديدة لسلوك الطفل , سببا في إذكاء روح العدوان [كما أظهرت الدراسات فشل تجربة العقاب في تقويم سلوك الطفل فزرعت بدلا من الانصياع والطاعة توترا زاد في ميل الطفل العدواني والإخلال في تكوين شخصيته إخلالا واضحا].
وتلعب المدرسة, المؤسسة الأولى في حياة الطفل (بعد الأسرة), التي يتعامل معها, دورا في منح السلوك العدواني فرصة الظهور, قدر ما يظهره القائمون على شؤون الطفل, من سلوك عدواني.[ وقد أظهرت الدراسات النفسية في المجال التربوي أن شخصية المعلم أو اتباعه أسلوب الاستظهار العدواني يطبع شخصية الطفل بطابع القلق الدائم المزمن ويؤشر سلوكه ويحوله إلى سلوك عدواني واضح] .
كما تنبغي الإشارة في هذا المجال, إلى طبيعة العلاقة بين محتوى المناهج الدراسية وسلوك الطفل. فوصف البطولة – على سبيل المثال – مقرونة بالدماء والمعارك والسيوف من شانه أن [يجر مخيلة الطفل و التلميذ إلى الاكتناز بذكريات القوة والعضلات]( في ذات الوقت, الذي ينبغي أن يوجه إدراك الطفل, لحقيقة هي أن البطولة موزعة على التاريخ التربوي, توزع صورة السلوك الإنساني, في مخيلة الطفل.
وهذا ينسحب إلى ما يوجه للأطفال, من مواد أو برامج منه ما هو مكتوب أو مسموع أو مرئي. كما أن الوضع الاقتصادي للأسرة, يلعب دورا مهما في إمكانية إبراز السلوك العدواني, من حيث وضع الأسرة على سلم التصنيف الاجتماعي, وما ينتج عن ذلك, من أساليب تربوية, مرهونة بهذا الوضع أو ذاك, ليتحدد في ضوء ذلك, درجة ونوع الإعاقة المفروضة على الطفل. ومن المفيد ذكره, أن قدرا معينا من الإعاقة ( الإحباط الجزئي), أمر مطلوب , لكي لا تتشكل لدى الطفل , عادات سلوكية سلبية, وينشأ مضطربا, فيتشوه تصوره, عن ذاته, وذوات الآخرين, وبما يدفع الطفل, لان يكون عرضة لاحتمالات الإصابة النفسية, فيما بعد.
وتبرز بعض أشكال العدوان, نتيجة إحساس الطفل بالتفوق. يظهر ذلك جليا عند الأولاد, أكثر مما لدى البنات. وقد يعزى ذلك, لسبب الفارق الجنسي, حيث يتقبل الأبوان, عدوان الطفل (الولد) أكثر من البنت. كما أن التكوين الجسماني للولد, يلعب دورا مضاف, لتأكيد الذات وحب الظهور. وقد يكون الإحساس بالضعف, هو سبب العدوان(ناتج عن عقدة نقص نفسي أو جسمي), فيما يمكن أن يكون, تقليدا أو محاكاة أو للتنفيس عن الضغط النفسي الذي يتعرض له الطفل. أو شكلا من أشكال الإسقاط, أو التخلص من حالة القلق, الذي يصيب هدوئه النفسي. وقد يكون نتيجة للكف الحاصل, لبعض من سلوكه, وبما تشير إليه نظرية ( الإحباط والإعاقة), أو تقمصا ( نظرية التقمص) حينما يتلبس الطفل, شخصية أي فرد كبير تتسم بالضعف والعدوان. أو نتيجة للتخويف المتواصل للطفل, وشعوره بالإثم .