الحب في الله ~
تلك هي علامة المؤمن الذي يجعل القربى إلى الله الغاية في علاقته مع صاحبه..
وهل من شيء يقرّب المؤمن من أخيه أعظم من الأخوة الإيمانية؟
تلك التي تستقي وردها من النبع الصافي الذي لايشوبه كدر :الحبّ في الله ؟!
وما أوثقها من وشيجة لاتنفصم عراها ، ولا يعتريها الدهر بالتلون في كل حال !
إنها كلما تحقق فيها القيام بواجب الأخوة
كلما ازدادت عمقاً ورفعة ومقاماً عند الله تعالى .
وحين ترتقي تلك العلاقة وتأنس القلوب بها
تكون قد وصلت لمرحلة ائتلاف الأرواح
( الأرواح جنود مجندة فما تعرف منهاائتلف وما تناكر منها اختلف ).
أقوال رائعة:
(آه لو عرف الحق أحد لما عرف كيف ينطق بكلمة تسيء،
ولو عرف الحب أحد لما عرف كيف يسكت عن كلمة تسر،
ولن يكون الصديق صديقاً إلا إذا عرف لك الحق، وعرفت له الحب )0
الأخوة في الله:
المسلم أخو المسلم تلك حقيقة إيمانية وجب أن تستقرّ في القلوب ..
فماذا إذن على الأخ تجاه أخيه ؟
يجمل ذلك رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم في قوله :
" إياكم و الظنّ فإنّ الظنّ أكذب الحديث ، و لا تحسّسوا ، و لا تجسّسوا ،
و لا تنافسوا ، و لا تحاسدوا ، و لا تباغضوا ،
و كونوا عباد الله إخوانا ، المسلم أخو المسلم ،
لا يظلمه و لا يخذله و لا يحقره ،
التقوى ههنا … و يشير إلى صدره ، بحسب امرئ من الشرّ
أ ن يحقر أخاه المسلم ، كل المسلم على المسلم حرام :
دمه و عرضه و ماله ".
تلك هي الأمور الجامعة لمظاهر الأداب في العلاقات الأخويّة
وهي أشبه بعقد بين طرفين له حقوق تشمل
المال و البدن و اللسان و القلب ،
و بمراعاة هذه الحقوق تدوم المودة و تزداد الألفة ،
ويدخل المتعاقدين في زمرة المتحابين في الله ،
قيل :
( الصديق هو الذي إذا حضر رأيت كيف تظهر لك نفسك لتتأمل فيها،
وإذا غاب أحسست أن جزءاً منك ليس فيك، فسائرك يحن إليك،
فإذا أصبح من ماضيك بعد أن كان من حاضرك،
وإذا تحول عنك ليصلك بغير المحدود كما وصلك بالمحدود،
وإذا مات يومئذ لا تقل : إنَّه مات لك ميت،
بل مات فيك ميت، ذلك هو الصديق )
جعلنا الله ممن يتحابون فيه ..
وأظلنا بظله ...
يوم لاظل إلا ظله...