( يقولون بألسنتهم ماليس في قلوبهم )قال بملء فمه : أنا صريح لاأحب المراوغة ولا التملق مايجري على لساني هو ذاته مايدور في قلبي ..!شيء جميل أن تكون صريحاً..! تظهر لأخيك ماتراه فيه من نقيصة وعيب وتحاول لفت نظره بطريقة مهذبةٍ ، وأسلوب لطيفٍ ، ونية مخلصة ..بذلك تكون صراحتك تبني وتُصلح ..ولكن هذا القول لا يسري على كل من يدعي أنه صريح ! فبعض الصراحة المعلنة خبث مبطن ..ترى المرء فيها يتلون كما يبدل الثعبان جلده ويظهر في قوله مالا مايضمرهُ في نفسه يتملق ويجري الكلام على لسانه طيباً وفي قلبه ألد الخصامفهو يتعامل مع الناس بوجهين .. يأتي هذا بوجه ، وذاك بوجه، حسب ماتقتضيه مصلحته ..لكن هذه الفئة لا تستطيع أن تخدع الناس طويلاً إذ سرعان مايتعرى اللسان ويكشف الوجه عما في السريرة فيسقط القناع ..! و يجد نفسه أخيراً وحيداً لا صديق له ولا صاحب ..* كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه إذا مُدح قال :اللهم أنت أعلم بي من نفسي اللهم اجعلني خيراً مما يحسبون ولا تؤاخذني بما يقولون .*وبعض الصراحة قبح حين تواجه إنساناً بما تراه فيه من نقيصة مواجهة ظالمةفتقذف الكلام في وجهه قذفاً دون مراعاة لمشاعره ..وتبرر موقفك حين تعاتب بقولك : هذا طبعي .. أنا صريح ولا أطيق التملق ..!أنت ياهذا تهدم علاقتك بالناس وتجرحهم ..ماهكذا تكون الصراحة ..؟!وصدق من قال :جراحات السنان لها التئامُولا يلتامُ .. ماجرح اللسانُ .. حديث الروح / ولي نبض آخر *