(`'•.¸§( وراء المعجــــزة )§ ¸.•')
وإذا كان خبراء الرياضة في العالم قد وصفوا وصول الكويت لنهائيات كأس العالم بأنه معجزة ، فلا بد أن يكون وراء هذه المعجزة رجل فذ نادر، وفهد الأحمد كان ذلك الرجل، كان رجل التحديات من اجل الكويت، فإذا لم يجدها في طريقه يتجه أليها وهو يضع للزمن ألف حساب ويخوض صراعا مريرا معه .. كان يمتلك رؤية بعيدة وواضحة للمستقبل، وكانت رؤيته اقرب إلى الحقيقة وفي أحيان كثيرة كانت الحقيقة ذاتها.
(`'•.¸§( تواضـــع )§ ¸.•')
ورغم ضيق وقته كان (يرحمه الله) يحرص دائما على أن يظل مكتبه مفتوحا لجميع الرياضيين طوال اليوم ليستمع إلى وجهات نظرهم .. ويتبادل الآراء معهم..في تواضع شديد وكان هذا التواضع الشديد الذي تتسم يه شخصيته هو أحد أسباب شعبيته الجارفة في الحركة الرياضية .. وكان تواضعه يزداد يوما بعد يوم كلما حقق نجاحا جديدا.
أن مواقف فهد الأحمد من قضايا الشباب لم تتوقف عند حدود بلاده بل امتدت لتخرج إلى كل المنظمات القارية والدولية لم يتحدث باسم الكويت فقط لكنه كان عربيا وطنيا بكل معاني العروبة والوطنية .. لم يخلط بين الرياضة والسياسة ولكنه كان دائما يرى الرياضة وسيلة رائعة لتقريب وجهات النظر السياسية
(`'•.¸§( اروع مثــــل )§ ¸.•')
فهد الأحمد كان بإمكانه أن يلجأ إلى طريق السهل وان يختار الحياة الوادعه والحياة على الموت تحت نيران الغزاة .. لكن الذين اقتربوا من الشيخ فهد الأحمد يعرفون جيدا انه رجل شجاع لا يخشى في الحق لومه لائم .. وانه بطل وفدائي وضع روحه وحياته فداء للوطن والواجب والحق.
لقد ضرب لنا الشهيد أروع الأمثال في عالم الرياضة وقت أن يكون الرياضي هو الصورة الصحيحة للمواطن المحب لوطنه العاشق لترابه.. وكيف لا وهو الشاعر الذي تغنى طويلا للعروبة وللقدس .. ولأطفال الحجارة والإسلام والذين تابعوا بطولة الصداقة والسلام في الكويت .. يعرفون كيف كان فهد الأحمد شعلة نشاط لا يهدأ .. ولما قرر الفريق العراقي الانسحاب من دورة كأس الخليج العاشرة كادت الدورة أن تفشل فإذا به يحتوي الأزمة بسعة صدر وبعد نظر ..ويذهب لوداع الفريق العراقي بالمطار ويصدر بيانا عاقلا للغاية .. ومرت الأزمة بسلام لأنها كانت دورة أشقاء في بلد الصداقة والسلام..كان يرحمه الله يرى الحياة وهى تطالبه دائما بالجرأة في الحق والإقدام والمخاطرة بالنفس والنفيس دون تردد فاقتحم الأهوال كلما اقتضى ذلك.
(`'•.¸§( حــب العــرب )§ ¸.•')
وكانت كلماته في أوبريت ( الصداقة والسلام ) تلك الدورة التي جمعت على ارض الكويت تظاهره رياضية عربية إسلامية لشباب 45 بلدا عملا رائعا معبرا عما تحمله الكويت أميرا وحكومة وشعبا في قلوبهم من حب للعرب والإسلام .. مؤكدا موهبة جديدة له في الشعر السياسي بعد أن أكد مواهبه المتعددة في الكفاح والرياضة والسياسة والاقتصاد والاجتماع حيث قدم في هذا الأوبريت ابلغ تعبير بالكلمة والحركة والموسيقى عن هموم الأمة العربية والإسلامية عندما قال:
أهـــــــــلا بكـــــــم ضيوفنــــــا
يا ســـــــــعدنا في أهلنــــــــــــا
أن الكويــــــــــــت كلهــــــــــــا
بأميـــــــــــــرها وشــــــــــعبها
هنـــــــــا هنـــــــا هنـــــــــا
اخـــــــــــــوة مســـــــــــــلمون
هناك ثائر في محطـــات الزمن
عربـــــــــــــي مثلنـــــــــــــــــا
وهنـــــا الأقصـــى أســــــــــير
قد وضعنـــا الخـــط الأحمـــــر
أن تكـــن تمــــــــلك مدفــــــــع
نحــــن أطفــــــــال ولكـــــــــن
يا زمــــــان اشـــــــــــهد لهـــم
انهـــــــــم لبــــــــوا النــــــــداء
وغـــــدا ســــــيأتي نصـــــرهم
هنـــــــا هنــــــا هنــــــــا
اخــــــــــــــوة مســــــــــــلمون
لبنـــــــــــان العروبــــــــــــــــة
دم أبريـــــــــــــــــــــــــــــــــاء
وصــــــــوت اليتامــــــــــــــى
دعونــــــــــــا نقـــــــــــــــــول
هنــــــــــــــــاك شـــــــــــعوب
تعانــــــــــــي المجـــــــــــــاعة
دعــــونا ننادي باســم الســــلام
بلادي الكــــــويت أتينـــــــــاها
فهـــذا ابن عمـــي وهذا أخـــي
كويتنــــــــا يا دار الوفــــــــــاء
وأميــــرنا عـــــــاش وربــــــى
مكانكـــــــــم قلوبنــــــــــــــــــا
اليــــــــوم حلــــــــــو بيننــــــا
من شــــــــــرقها لغربهــــــــــا
قـد رحبـــــــت بضيوفهــــــــــا
الملتقــــــــــــــى هنـــــــــــــــا
التـــــــــــــــم شـــــــــــــــــملنا
هنـاك عائد لابـــــــد للوطـــــن
دينــــــــــه مـــــــن ديننـــــــــا
لمـــــــــن تتركــــــــه لمـــــــن
تحـــت مفهــــــــوم العبـــــــارة
فأنــــــا عنـــــــــدي حجــــــارة
في الوغــــــى نصبـــــح كبـارا
أطفالنــــــــا من مثلهــــــــــــــم
انه يــــــــــــــوم الفـــــــــــــداء
الملتقــــــــــــــى هنــــــــــــــــا
التــــــــــــــم شــــــــــــــــــملنا
لا للحــــــــــــــــــــــــــــــروب
يغطــــــــــــــي الــــــــــدروب
يدمــــــــــــــــي القلــــــــــــوب
لكـــــــــــــــم لاختصـــــــــــار
بتـــــــــــــلك الديـــــــــــــــــار
وتخشــــــــــــــى الدمــــــــــار
ونصلح ما بين جار وجــــــــار
بشــــوق وحــــــــب جمعنــــــا
وديــن الســــماحة إســـــــلامنا
من نخـــــــــاها لا يضـــــــــام
علــى المحبــــــة والســـــــــلام
(`'•.¸§( مــات شهيـــدا )§ ¸.•')
و.. ومات فهد الأحمد شهيدا دفاعا عن الحق والكرامة وكان مكتب فهد الأحمد مفتوحا لكل الناس للرياضيين وغير الرياضيين على المقاعد المتناثرة بجوار المكتب كان يمضي الساعات يناقش بود وبعاتب برقة ويشرح في بساطة .. كان معارضوه يجدون في طيبة قلبه .. ما يشجعهم على الحوار .. لم يحدث يوما أن ضاق بهم مكتبه أو خرجوا دون مصافحته وتوديعه إلا بالقبلات والأحضان.
ولم يختلف الحال في منزله .. حيث كان مستعدا لاستقبال أي كان في أي وقت .. وحتى أصحاب الحاجات كانوا يلقون كل الترحاب ..فمن تصادفه مشكلة خاصة به ..أو بأحد أبنائه أو أقاربه ..يلجأ لأبو احمد لمساعدته في حلها .. كان مبدأه في الحياة الوقوف بجانب الضعيف حتى يقوى والضرب بيد قوية على المتسلطين لذا اجتمعت القلوب حوله حتى أن برنامجه اليومي المزدحم بالعمل يمنعه يوما من اللقاء بالناس .. حتى في أيام شدة المرض عليه فقد حدث أن منع أطباء المستشفى الأميري الزيارة عنه إلا انه طلب من معاونيه فتح الأبواب لاستقبال إخوانه .. لقد كان قلبه كبيرا يتسع لحب الكويتيين والمقيمين العرب ..لقد كان (يرحمه الله) صاحب القلب
الذهبي الكبير....