- إنضم
- 7 يونيو 2010
- المشاركات
- 934
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 0
الفهيد والمنجل المكسور
في قصص الأمثال يروى أن جماعة من الفلاحين بدأوا يعدون العدة لموسم الحصاد، وكان أحدهم يملك منجلاً قديماً "مكسوراً" لا يصلح للحصاد، فلما بدأ الموسم كان هذا الفلاح يخرج مع جماعته من الفلاحين إلى الحصاد –كل يوم- فيقضي الوقت معهم حتى يحين موعد رجوعهم، فيعود معهم، دون أن يفعل شيئا لأن منجله مكسور، وفي ذات يوم احتاج رئيس العمال "السركال" إلى احد يرسله إلى المدينة لشراء بعض ما يحتاج فأرسل من يستدعي ذلك الفلاح من بيته، فقالت له زوجة الفلاح أنه في الحصاد، فاخبر "السركال" بذلك، فقال احد الحاضرين "هو شيسوي بالحصاد؟ كل يوم رايح راد، اسمه بالحصاد ومنجله مكسور"، فذهب قوله مثلاً.
هذا المثل يضرب لمن يدعي ما لا يقدر عليه، وهو يحاول أن يقنع نفسه أنه يقوم بشيئ مهم. أعتقد أن هذا المثل ينطبق تماماً على مدير جامعة الكويت د. عبدالله الفهيد، فهو يحاول أن يقنع الآخرين أو يقنع نفسه أنه قوي، ولكن الدلائل تقول غير ذلك. عندما تم تعيين د. الفهيد مديراً للجامعة تفاءل الكثيرون بأنه سيعيد الأمور في الجامعة إلى نصابها وأنه سوف يوقف تسييس الجامعة، وصدرت للفهيد مع بداية تسلمه للمنصب تصريحات قوية تقول أنه لن يرضخ لأي ضغوط للتأثير في قراراته. ولإثبات قوته حاول د. الفهيد القيام ببعض الخطوات لمحاولة فرض هيبته، ولعل أشهرها قيامه بجولة ميدانية في جميع الكليات لمراقبة حضور الدكاترة في الأسبوع الأول من الدراسة، وهو ما أثار عليه ردود فعل سلبية من قبل أعضاء هيئة التدريس، مما دفعه إلى التخلي عن هذا التصرف بعد ذلك. بمرور الوقت تبيـن أن الفهيد لم يرضـخ للضغوط التي مورست عليـه فحسب، بل وأنصاع لها أيضاً.
التعيينات الأخيرة لعمداء كليات العلوم والتربية وتأجيل تعيين عمداء كليات الدراسات العليا وعمادة القبول والتسجيل خير شاهد على خضوع مدير الجامعة لضغوط لا قبل له بها. يكفي لمعرفة حجم الضغوط التي تعرض لها مدير الجامعة أنه لم يتم تعيين عميد لكلية العلوم إلا في الاجتماع الأخير لمجلس الجامعة بالرغم من أن لجنة اختيار العميد انتهت منذ شهر نوفمبر الماضي مع ما فيها من هن وهن، في حين مازالت عمادة الدراسات العليا من دون عميد بالرغم من أن لجنة الاختيار شكلت منذ مايو الماضي، والحال ينطبق أيضاً على عمادة القبول والتسجيل. الضعف الواضح لمدير الجامعة لم ينحصر في تعيين المناصب القيادية، بل تعداه إلى طريقة التعامل مع لجان التحقيق داخل الجامعة، حيث تم حفظ كل تقارير لجان التحقيق التي تم فيها إدانة أعضاء هيئة تدريس بسرقات علمية، وكذلك تم حفظ التحقيق في قضية الاعتماد الأكاديمي لكلية الحقوق، وهو الأمر الذي يمثل إساءة كبيرة لسمعة الجامعة التـي يجب على مديـر الجامعة أن يحافظ عليها.
هناك جهات عديدة تضغط على مدير الجامعة للتأثير في قراراته، إلا أن أقوى هذه الضغوط تأتي بالتحديد من جهتين. الجهة الأولى هي تيار الأخوان المسلمين الفاعل داخل وخارج الجامعة، والذي أسر المدير لبعض مساعديه المقربين أنه لا يستطيع مواجهتهم. هذا التيار وبحكم ما حصل عليه من مناصب قيادية أصبح يشكل بلوك مؤثر في مجلس الجامعة. أما الجهة الثانية التي تمارس ضغوطا كبيرة على د. الفهيد فمصدرها د. فايزة الخرافي مديرة الجامعة السابقة، والتي يبدو أنها تتصرف وكأنها لازالت مديرة للجامعة. لا أدري السبب الحقيقي وراء رضوخ مدير الجامعة لهذه الضغوط، ولكن ربما تكون الحالة الصحية المعتلة للمدير أحد أسباب ذلك.
كنا نظن أن د. عبدالله الفهيد عندما يستلم إدارة الجامعة سوف يشهر منجله البتار ليحصد مواطن الفساد والخلل في الجامعة، ولكن مع مرور الوقت تبين أن هذا المنجل مكسور ومصدي.
د. صلاح الفضلي
في قصص الأمثال يروى أن جماعة من الفلاحين بدأوا يعدون العدة لموسم الحصاد، وكان أحدهم يملك منجلاً قديماً "مكسوراً" لا يصلح للحصاد، فلما بدأ الموسم كان هذا الفلاح يخرج مع جماعته من الفلاحين إلى الحصاد –كل يوم- فيقضي الوقت معهم حتى يحين موعد رجوعهم، فيعود معهم، دون أن يفعل شيئا لأن منجله مكسور، وفي ذات يوم احتاج رئيس العمال "السركال" إلى احد يرسله إلى المدينة لشراء بعض ما يحتاج فأرسل من يستدعي ذلك الفلاح من بيته، فقالت له زوجة الفلاح أنه في الحصاد، فاخبر "السركال" بذلك، فقال احد الحاضرين "هو شيسوي بالحصاد؟ كل يوم رايح راد، اسمه بالحصاد ومنجله مكسور"، فذهب قوله مثلاً.
هذا المثل يضرب لمن يدعي ما لا يقدر عليه، وهو يحاول أن يقنع نفسه أنه يقوم بشيئ مهم. أعتقد أن هذا المثل ينطبق تماماً على مدير جامعة الكويت د. عبدالله الفهيد، فهو يحاول أن يقنع الآخرين أو يقنع نفسه أنه قوي، ولكن الدلائل تقول غير ذلك. عندما تم تعيين د. الفهيد مديراً للجامعة تفاءل الكثيرون بأنه سيعيد الأمور في الجامعة إلى نصابها وأنه سوف يوقف تسييس الجامعة، وصدرت للفهيد مع بداية تسلمه للمنصب تصريحات قوية تقول أنه لن يرضخ لأي ضغوط للتأثير في قراراته. ولإثبات قوته حاول د. الفهيد القيام ببعض الخطوات لمحاولة فرض هيبته، ولعل أشهرها قيامه بجولة ميدانية في جميع الكليات لمراقبة حضور الدكاترة في الأسبوع الأول من الدراسة، وهو ما أثار عليه ردود فعل سلبية من قبل أعضاء هيئة التدريس، مما دفعه إلى التخلي عن هذا التصرف بعد ذلك. بمرور الوقت تبيـن أن الفهيد لم يرضـخ للضغوط التي مورست عليـه فحسب، بل وأنصاع لها أيضاً.
التعيينات الأخيرة لعمداء كليات العلوم والتربية وتأجيل تعيين عمداء كليات الدراسات العليا وعمادة القبول والتسجيل خير شاهد على خضوع مدير الجامعة لضغوط لا قبل له بها. يكفي لمعرفة حجم الضغوط التي تعرض لها مدير الجامعة أنه لم يتم تعيين عميد لكلية العلوم إلا في الاجتماع الأخير لمجلس الجامعة بالرغم من أن لجنة اختيار العميد انتهت منذ شهر نوفمبر الماضي مع ما فيها من هن وهن، في حين مازالت عمادة الدراسات العليا من دون عميد بالرغم من أن لجنة الاختيار شكلت منذ مايو الماضي، والحال ينطبق أيضاً على عمادة القبول والتسجيل. الضعف الواضح لمدير الجامعة لم ينحصر في تعيين المناصب القيادية، بل تعداه إلى طريقة التعامل مع لجان التحقيق داخل الجامعة، حيث تم حفظ كل تقارير لجان التحقيق التي تم فيها إدانة أعضاء هيئة تدريس بسرقات علمية، وكذلك تم حفظ التحقيق في قضية الاعتماد الأكاديمي لكلية الحقوق، وهو الأمر الذي يمثل إساءة كبيرة لسمعة الجامعة التـي يجب على مديـر الجامعة أن يحافظ عليها.
هناك جهات عديدة تضغط على مدير الجامعة للتأثير في قراراته، إلا أن أقوى هذه الضغوط تأتي بالتحديد من جهتين. الجهة الأولى هي تيار الأخوان المسلمين الفاعل داخل وخارج الجامعة، والذي أسر المدير لبعض مساعديه المقربين أنه لا يستطيع مواجهتهم. هذا التيار وبحكم ما حصل عليه من مناصب قيادية أصبح يشكل بلوك مؤثر في مجلس الجامعة. أما الجهة الثانية التي تمارس ضغوطا كبيرة على د. الفهيد فمصدرها د. فايزة الخرافي مديرة الجامعة السابقة، والتي يبدو أنها تتصرف وكأنها لازالت مديرة للجامعة. لا أدري السبب الحقيقي وراء رضوخ مدير الجامعة لهذه الضغوط، ولكن ربما تكون الحالة الصحية المعتلة للمدير أحد أسباب ذلك.
كنا نظن أن د. عبدالله الفهيد عندما يستلم إدارة الجامعة سوف يشهر منجله البتار ليحصد مواطن الفساد والخلل في الجامعة، ولكن مع مرور الوقت تبين أن هذا المنجل مكسور ومصدي.
د. صلاح الفضلي