<strong>الكذب عند الأطفال أمر طبيعي، ويختلف تكراره باختلاف عمر الطفل ودرجة نموه ونضجه. عادة لا يدرك الطفل أن ما يقوله ليس حقيقة لأنه لا يستطيع تمييز الحقيقة عن الكذب قبل عمر الأربع سنوات. لذلك فإن الكذب عند الأطفال ما دون الأربع سنوات أمر طبيعي ولا يعبر عن أي مشكلة في نموه، بل على العكس فإنه دلالة على خيال خصب وصحي وعلى قدرة سليمة على التواصل والتعبير. ولكن إذا استمر الطفل في الكذب بعد عمر الرابعة عليك باتخاذ خطوات لتخليص طفلك من هذه العادة. تعرفي معنا على أهم خطوات علاج الكذب عند الأطفال.</strong>الكذب الخيالي: يظهر هذا النوع من الكذب عند الأطفال الذين يتمتعون بالخيال الخصب، وطلاقة اللسان، وسرعة في نموّ القدرات اللغوية، وبالتالي القدرة على التعبير واختراق القصص والأحداث الخيالية غير الممكنة وغير الواقعية، ويعكس ذلك ارتفاع في مستوى الذكاء، وقدرة الطفل على خلق عالمه الخيالي المتفرّد من صُنع أفكاره الخاصة. الكذب الالتباسي: يحدث عند الطفل بعض الالتباس بين الحقيقة والخيال؛ أي من الممكن أن يسمع الطفل قصة خرافيّة ويقوم بتصديقها، أو قصة واقعية أعجبته؛ فتملكته تفاصيلها ويقوم بمعايشتها بخياله، ويُعيد سردها مع تغيير الشخصيات وبعض الأحداث، أو أنه يرى أحلامه ويُصدّق بأنّها واقع؛ فيرويها لمن حوله، إذن فهذا النوع من الكذب مرتبط بالقدرات العقليّة للطفل، وعادة يزول بتقدّم الطفل في مراحله العمرية، وتطوُّر النُّضج العقلي. الكذب الادّعائي: قد يكون سبب استعمال الطفل لهذا الكذب لغَرَض لفت الانتباه، وتدنّي المفهوم الذّاتي، وتدنيّ الثقة الطفل بنفسه، والشّعور بالنّقص أو التّنشئة الأُسريّة غير السليمة، وسوء الأوضاع المعيشية، والشعور بالنقص أو الحرمان؛ مما يؤدي بالطفل إلى ادّعاءه بأنه يمتلك ألعاب كثيرة في غرفته، أو ذهابه في رحلات مختلفة؛ ليَظهر أمام أصدقائه بأنه الأفضل، ويمتلك الكثير من الأشياء. الكذب الغرضي: يلجأ الطفل إلى الكذب لتحقيق ما يريد في حين معارضة السلطة لذلك، فيقوم بالكذب والاحتيال للحصول على غرضه؛ فقد يطلب مالاً لشراء ما يلزمه للمدرسة (في حين أنه يذهب لشراء الحلوى)، أو أنّه يذهب للمذاكرة مع أحد اصدقائه (وهو في الواقع يذهب لممارسة لعبة أو فعالية ما)، ويظهر هذا عند تشدُّد الأهل، وكثرة عقابهم لأبنائهم، وعدم تلبية حاجاتهم التي يرغبون بها. الكذب الانتقامي: يظهر غالباً بسبب الغيرة والإحساس بالظلم، وينشأ كردَّة فعل انعكاسيّة لملاحظة الطفل للتمييز الواقع من أحد الوالدين أو أحد أفراد الأسرة بين الأبناء بشكل عام، أو بتمييز المعلمين الأطفال عن بعضهم في البيئة المدرسية؛ فيكون الكذب الانتقامي ملاذاً في مثل هذه الحالات؛ للإضرار بالمُميَّز من الأشقاء أو الأقران؛ حيثُ يُعتبر كنوعٍ من استرداد الحقّ، أو تحقيقاً للعدالةِ كما يراها الطفل، أو انتقاماً لعدم تكافؤ الفرص. الكذب الوقائي: يلجأ الطفل إلى الكذب في حال خوفه من العقاب أو التوبيخ؛ خصوصاً إذا كانت شدة العقاب لا تتناسب مع ما يتطلبه الموقف، فيكذب الطفل للدفاع عن نفسه وحمايتها، ويظهر بشكل واضح عندما تكون السلطة قاسية، وتُوقِع العقاب دون تفهّم ظروفه ومسبّباته. كذب التقليد: يدرك الطفل مشروعية الكذب بتقليده لِمَن حوله من الكبار؛ حيثُ يظهر هذا النوع عند استخدام الأهل أساليب الكذب، فيقوم الطفل بتقليد تصرُّفات والديه، سواء أكانت جيّدة أم سيّئة، فمثلاً عندما يأتي أحدُهم لزيارة الأب، يطلب الأب من الأمّ إخبار الزائر بعدم وجود الأب في المنزل، فالطفل يشاهد ويراقب ويُدرك ما يحدث دون قصد الأهل إكسابه هذا السلوك، وبالتالي يكون الكذب هو أسلوب للتّخلُّص من المشكلات. الكذب المرضي: يحدث عندما يكون الكذب عادة مزمنة عند الطفل؛ فيُصبح من سماته الشخصية، وهو نتاج للتّقصير في علاج الكذب كظاهرة سلوكية مؤقتة في حال حدوثها، واستخدام الأساليب التربويّة المناسبة التي تردع الطفل عنه؛ ليصبح بذلك ظاهرة مرضية تلازم صاحبها دون شعوره بذلك، وبشكل خارج عن إرادته.