والله ماكو اكثر من كلام غسان العتيبي في جريدة القبس اليوم و اهديه للكويت
اعشق الكويت بالكيف وليس بالكم، اعشقها حين يكون طقسها ربيعيا وبحرها هادئا ومرساها امنا وسماؤها صافية زرقاء واشجارها وارفة ظليلة، واهلها متحابين ومتعاونين على التقوى وعمل الخير.
اعشق الكويت حين ينقلب ربيعها خريفا، وشتاؤها صيفا ونهارها يتحول الى ظلمة ظلماء وارضها لا زرع بها ولا ماء، اعشقها بشيمها وعللها، بحلوها ومرها، اعشقها حين تتساقط اوراق اشجارها، ويضمحل لونها، اعشقها بغبارها وسمومها ورياحها، فقد قال عن ذلك الشاعر:
بلادي وان جارت علي عزيزة
وأهلي وإن ضنوا علي كرام
فعشق الوطن مزروع فينا بالفطرة، خلقنا الله هكذا نعشق اوطاننا على حالها، فهناك اشياء خلقنا الله نعشقها دون سبب كعشق الاهل والوطن والبنين وعشق الحياة.
ورغم ان الكويت يرحل عنها معظم اهلها في الصيف مسافرين الى دول شتى، الا انهم مثل الحمام مهما سافروا يعودون في النهاية الى مستودعهم ومقرهم، الى وطنهم الاشم الكويت الغراء، في حضنهم الدافئ وهي مرساهم الامن وملاذهم من كل خوف وفزع وهي الراحة بعد السفر الطويل.
لا شك ان هناك من اهلها من لا يستطيعون السفر بسبب ان راتبهم مختصر وليس لهم من قضاء الصيف بلهيبه داخل الكويت من مفر، ومن نعم الله على العباد انه سبحانه يبعث في نفس كل انسان القدرة والجلد على التحمل، فهو عندما يكون الحر على اشده يشعر بانه مسترخ تحت مكيف الهواء البارد، فهؤلاء عمال الشوارع يعملون تحت اشعة الشمس الحارقة واذا ما سألته اجابك بأنه لا يشعر بها وهذا من صنع الله! وهناك آخرون على اعمالهم ساهرون فلهم من الله السند والعون.
فوطننا بحاجة الى امثال هؤلاء المخلصين الذين يضحون من اجل ان يحيى غيرهم ويسهرون حتى ينام الآخرون امنين مطمئنين، فلتحي الكويت في عز وامان ومجد على طول الزمان.
غسان سليمان العتيبي