ح
حبنا الله عليه
Guest

نحن لا نملك ثقافة لمسية ، ولا نملك من الأصل ثقافة جلدية
نحن نفكر بعيوننا، بقلبنا، بمعدتنا وحتى بأظافرنا لكننا لانفكر بالجلد
قطعة القماش العظيمة التي تلفنا
إن الجلد يعتبر أكبر وأثقل عضو حي فينا
فهو يزن قرابة 5.4 كيلو جرامات
أي أنه يمثل حوالي 5 - 10% من وزن الجسم كله
وهو يعادل مساحة 18 قدماً مربعاً، أي ما يعادل شرشف صغير
ان كل سنتيمتر مربعمن الجلد به ثلاثة ملايين خلية:
دهنية، عرقية، شعرية، عصبية
تريد رياضة ، تريد تحريكاً حتى تبقى على حيويتها
وماذا غير اللمس يعطيها البقاء !!!!
إن الجلد الذي لايتم لمسه يموت ومعه يموت صاحبه
الأمر قد يبدو للبعض مبالغة وهو ليس كذلك
العلم يؤكد أننا كبشر نعيش على الهواء والماء والطعام
واللمس أيضاً وربما نموت أسرع بالعناصر الثلاث الأولى
لكننا بدون اللمس نموت بعد حين أو يموت شيء فينا
معرفة أهمية اللمس عرفها الإنسان من بدايته.. لكنها بدأت تأخذ مجرى علمياً بعد حادثة بسيطة أثناء الحرب العالمية الثانية ، حيث وضعت عنابر ليتامى الحرب من أطفال.
طبيب من الأطباء لاحظ أن أحد العنابر الأطفال يبدون فيه أكثر هدوءاً نسبة الموت بينهم أقل وسماعهم لأوامر الممرضات أكثر.. سأل نفسه.. لماذا هذا العنبر بالذات أطفاله هكذا؟!.. وبرصد كل العناصر وجد أن كل العنابر بها ذات الغذاء وذات العناية الطبية، لكن هناك شيء واحد في ذلك العنبر إضافي عجوز تسكن بالقرب منه ، تحضر كل يوم وتلمس الأطفال على رؤوسهم ، تحتضنهم.
وكثرت بعد ذلك التجارب على قردة، وفئران حرموا من لمس في مقابل من أعطوا لمس الأم أو غيرها فعاش من تم لمسهم ومرض، وتخلف عقلياً ومات من لم يتلق لمساً .
نحن نحتاج اللمس لأنه يحمل معاني مثل:
المحبة - والمداراة - والود - والإحساس بك
قد لايصدق البعض أن الجلد يحس فهو يحس ، يفكر ويرى .
في تجارب طريفة عظيمة وجد الآتي:
وضع أشخاص في مكان ضيق مزحوم وتم بكاميرات دقيقة رصد نسيج الجلد فوجد أنه تقلص واستنفر وبدأ يخرج روائح دفاعية كريهة مثل أي حيوان يكون في زاوية صيد بعد مطاردة طويلة في تجربة رصد للمحبة وجد أن الجلد حين يكون مع إنسان يحبه يتمدد ، يترطب تشع منه رائحة طيبة ويتدفق على سطحه الدم ليخلق حيوية.
انظر إلى وجه المحبين في حضرةالحبيب وستدرك ذلك.
نعم الجلد يحس وهو كالطفل حين يشعر بالحرمان يعلن احتجاجه
فهو يبكي يمد بوزه ويمتنع عن الطعام
فلأجلها ولأجلك
طبطبو ربتوا ...... لأجلكما معاً تلامسا
الدكتورة فوزية الدريع بتصرف - كتاب " اللمس "