أعترف أني نشأت في مُحاطة بعبق من معتقداتي الدينية والشعبية فيمدينتي الساطعة شمها (إجدابيا الحبيبة) .. هذه المدينة التي وعيت على الدنيا وأهلييقصون علي قصص عنها بوصفها مدينة محمية ببركة أوليا ء الله الصالحين الذين يقيمونفيها أحياء وأمواتا، فلا ننسى بركة (سيدي حسن) و (سيدي شحات) و ( سيدي شاهر روحه)الكائن ضريحه بأحد أحياء إجدابيا العتيقة ، حيث يفصله عن بيتنا بضعة أمتار ليسإلا.
أمي – رعاها الله وأطال عمرها – تقول دوما أن"المرابطين" خير وبركة على المدينة وأهلها ، ولا مجال أن أُعدد لكمحكايات أمي عن هؤلاء الأولياء وبركاتهم.
كتائب القذافي "سيئة السمعة" عند دخولها مدينةإجدابيا ذلك الثلاثاء المشئوم ، حيث كان يوما غير كل الأيام بنهاره ومسائه . حيثأن يوم الثلاثاء بالذات يعد يوما مميزا عند كل الإجدابيين ، فهو موعدا لصدور صحيفةأخبار إجدابيا ، وموعدا لبرامج مميزة على أثير إذاعة إجدابيا المحلية مثل برنامج"سمر على ضوء القمر" حيث أنني متابعة جيدة للبرامج المسموعة .. وبالتاليبات الثلاثاء موعدا مميزا مدنيا وعسكريا على حد سواء.
وأناديك يا مدينتي الحبيبة "إجدابيا" بأن تحتضنيأبناءك ، فلن نبتعد عنك .. أرجوك أبقي فينا ولا تبتعدي عنا.
ولكن بالعودة لحديثي عن الربط بين أولياء الله الصالحينبإجدابيا وقصف الكتائب للمدينة تذكرت نداء جارتي حيث تقول: "افزعوا لها ياصلاّح".. وكيف أقول لها يا سيدتي أن الصلاّح الذين فزعوا لها هم الركع السجودوقراء القرءان في الأفجار.
عذرا سيدي حسن .. فحياتكم كانت قمة في الإيمان والنضال والتعاليعن قشور الأمور، لكننا ذهبنا بعيدا في تقديركم إلى درجة التعبد والتصنيم الذي لاترضوه لأنفسكم ولا لغيركم ، ولا يقره الله عز وجل.
وأكرر اعتذاري سرا وعلانية .. فقد أجد لنفسي عذرا في شيء كنتأصدقه في مدينتي إجدابيا كلما توجهت في طرقاتها ، ألا وهو كثرة المساجد والزواي ا ، حيث أن الزوايا الصغيرةنجدها تتحول تلقائيا لمساجد بتبرع أهل الخير في المدينة ماديا وعينيا ، فزاوية"بن عيسى" و "جامع الشناكية" ليسا ببعيد.
وما يجول في خاطري مناعتقاد أن مدينتي الحبيبة "إجدابيا" محمية ربانيا ، والدليل تسارع بناءالمساجد وزوايا تحفيظ القرءان الكريم بطريقة ملفتة ، حيث ترعاها عين الله رعايةخاصة.
وختاماً.. فإني وصلت لقناعة لأول مرة في حياتي مفادها أن قوةالأيمان ترفع من قدر صاحبها وتنصره وتجعل منه رمزا يمد الآخرين بقوة وثقة لميعهودها.
