جوري وبنفسج
New member
- إنضم
- 15 يناير 2008
- المشاركات
- 2,999
- مستوى التفاعل
- 1
- النقاط
- 0
النصيحة هي شيء رائع وهي تقويم لأخوتنا عندما نرى منهم ما نكره ونهب لنصحهم لأننا نحبهم ونتمنى لهم الخير .
قديما ً قالوا : النصيحة بجمل ... والآن نرى نصيحة تهد الجبل
وقيل : للألماس ثمنه لكن النصيحة الجيدة لاثمن لــهــا .. نعم ولكن أين تلك النصيحة الجيدة !!!
قديما كانت الناس تسعى لمن ينصحها ... ولكن الآن نرى الناس تهرب ممن ينصحها لأن نصيحته تحطم بدل من أن تصلح . فهم ينتقدونك ويظنون أنهم ينصحونك ويتوقعون منك أنك تكون ممتن وتشكرهم على ذلك ... ففرق كبير بين النصح والنقد .
النقد عقبة في قبول النصيحة فهي من الأمور التي تجعل البعض يرفض النصيحة ولا يقبلها ويعتبرها نقداً موجهاً لشخصه ولكفاءاته وإمكاناته لأن ذلك سيحرمه من الاستجابة للنصيحة ويؤخره عن تدارك خطأه وتقويم نفسه.
ولكن السؤال المهم ... هل نحن نتقن فن النصيحة ؟؟؟
ولا يفهم من كلامي أنني فنانة بالنصيحة فأنا أحتاج أن أتعلم ولازلت أتعلم فن النصيحة ولكن فضلت طرح هذا الموضوع لأنه مؤخراً رأيت أنواع قاتلة من النصيحة أشببها بطلقة رصاصة التي تهشم الزجاج
قد تسبب النصيحة بتحطيم المنصوح وزلزلت ثقته بنفسه فمهما كان الإنسان واثق من نفسه فلابد أن تسبب يوما ما النصيحة جرح لا يندمل في نفسه فقديما قالوا جرح سيف يبرى وجرح الكلمة لا يبرى... فالنفوس هشة شفافة وتتأثر بالكلمة السيئة .
وفي المثل المصري العيار الذي لا يصيب يدوش >> أي الطلقة النارية أن كانت قد لا تصيب الهدف فأنها تسبب صوت مدوي يأثر في النفس .
لذا يجب أن نتعلم فن النصيحة . وسأكتب لكم خلاصة لأبرز النقاط لفن انصيحة بعد أن قرأت سلسلة من مقالات الشيخ الفاضل خالد سلطان السلطان بعنوان تفنن بنصيحتك من موقع لجنة الكلمة الطيبة .
أن للنصيحة معاني جميلة وهي :
الحب - إرادة الخير - الإخلاص - الصدق - الامانة - الخلو من الغش - النقاء .
فالعلماء يقولون النصيحة : كلمة يقصد بها إرادة الخير للمنصوح والناصح هو الصادق المخلص ناصح القلب لا غش فيه نقي الصدر .
الناصح كالخياط الماهر يبصر مواقع الخلل في ويسدها في ثوب المنصوح وكلما كان الناصح ماهر كان عمله متقن وظهر الثوب جميل .
النصيحة دليل على أيمان الناصح ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه ) لأنه ما حملك على تحمل تبعات النصيحة إلا الحب وإرادة الخير للمنصوح .
النصيحة ما هي إلا حماية للدين ، وصدقاً للدين ، وإخلاصاً للدين ، وإتباعاً للدين
قال صلى الله عليه وسلم ( الدين النصيحة - قالها ثلاثاً - قلنا لمن يا رسول الله ؟ قال : لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ) فالنصح لا يكون إلا بالتذكير والتنبيه والتعليم ويرافقه الرفق واللطف واللين
لا يكن همك اكتشاف عيوب الآخرين لتنصحهم وليكن همك النظر لعيوبك لتصلحها قبل نصحك للآخرين . ( إن الإنسان على نفسه بصيره ولو ألقى معاذيره ) ويدعوك ربك بنصيحة النفس ومحاسبتها فقال ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خير بما تعملون ) .
انصحني كما أحب أنصحك مثلما أحب ...
هذه القاعدة وهي أني أحب أن تنصحني بالطريقة العالية المقبولة وأنت تحب أن أنصحك بمثل هذا النظام العالي إذن علينا أن نتناصح بالطرق المثلى والمؤثرة لكي نقبل أنا وإياك
( المؤمن مرآة أخيه إذا رأى فيه عيبا أصلحه ) كم أنا بحاجة إلى نصحك فأنت المرآة التي أتزين بها وأتجمل عليها فإذا رأيت العيب في فإنك لن تبخل بنصحي كما أنني لن أبخل بنصحك لأني مرآتك أرى الذي لا تراه من نفسك .
إحذر حين توجيه نصيحتك فبعض الناس ينصح من لم يخطأ فترى السامع لا يعير بالا لكلام الناصح وذلك لأنه يعلم أن لم يخطأ فعلى أي شيء ينصح ؟
كما أن البعض ينصح على أمر يظنه خطأ ولو نظر لحقيقته لعلم أنه هو الذي يحتاج إلى النصيحة والسبب أن ما نصح به ليس خطأ شرعيا بل خطأ ضنيا .
وهذه مجموعة مؤثرة لوسائل المؤثرة للنصح
الطريقة الأولى : اقسم بالله
يشهد الله ما انتقدتك إلا طمعاً أن أراك فوق انتقادي . وبذلك أنت أقسمت بأعظم ما في قلب المؤمن وهو الله .
الطريقة الثانية : والله إني احبك
لقد استطاع النبي صلى الله عليه وسلم أن يكسب قلب معاذ ويجعله يلتزم نصيحته إلى أن توفاه الله وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ ( يا معاذ والله إني لأحبك ) ثم قدم له نصيحته .
الطريقة الثالثة : مدح وثناء عطرين
أن النفس تتوق للمدح والثناء وتنفر من الذم والنقد فإذا قدمت ثناءاً جميلاً قبل نصحك وأثنائه كان لكلامك قبولاً ولنصيحتك أثرا .
الطريقة الرابعة : ابتسم
إن للابتسامة سحر مميز وأخذة خلابة فضلاً عن أنها تعطي الاريحية لمن أمامك بل وتجعله مهيئا لسماع نصيحتك
الطريقة الخامسة : السر والخفاء
السرية في النصيحة فيها كثير من الستر واذا سترت على إنسان ونصحته كان ادعى للقبول واحفظ للمنصوح .
قال الشاعر :
تعمدني بنصحك بانفرادي ** وجنبني النصيحة في الجماعة
فإن النصح في الجماعة ** نوع من التوبيخ لا أرضى استماعه
الطريقة السادسة : مناسبة الزمان والمكان
نحتاج لمراعاة زمن التذكير ومكانه فإن كان الزمان والمكان مناسبا فلا نتردد بالنصيحة وتوجيهها وإذا كان المكان والزمان غير مناسبا فلا تتردد بالسكوت وتأجيل النصيحة قال ابن مسعود (إن للقلوب شهوة وإقبالها وفترة وإدبارا فخذوها عند شهوتها وإقبالها وذروها عند فترتها وإدباره ا)
الطريقة السابعة : حركات الملاطفة
إن حركات الملاطفة لها بالغ الأثر في النصيحة فإذا مسحت الرأس أو عانقت أو مسكت اليد فاعلم أنه طريق تمهيد لقبول النصح .
الطريقة الثامنة : هدية أو قضاء حاجة
قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( تهادوا تحابوا ) وقوله ( أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس )
الطريقة التاسعة : اختيار العبارات
إن العبارة الجميلة والصياغة البليغة لها أثرها بلا شك على النصيحة والكلمة الطيبة صدقة فالكلمة الجميلة نفاثة سريعة الاختراق على القلوب والنفوس لا سيما وهي قادرة على ترطيب الأذان وتهدئة النفوس وإيقاظ الروح .
الطريقة العاشرة : اجعل غيرك ينصح بدلا عنك
لن تستطع أن تنصح كل الناس وأحيانا قد لا تملك الوسيلة فإن استطعت أن تجعل شركاء معك في النصيحة لكان خير لك وأشد تثبيتا ما رأيك أن نستخدم الشريط كوسيلة نصح أو كتاب أو كتيب أو رسالة أو شعر يفهم منه المقصود.
الطريقة الحادية عشر : نذهب لننصح
من الطرق المباركة أن يتصل الناصح بشيخ أو غيره ممن يتصف بالحكمة ويعطيه الصورة المطلوبة للمنصوح لكي يقوم بحكمته وذكائه بإدخال الكلام في ثنايا الحديث أو بين السطور.
ومن بعد أن لخصت أهم النقاط في فن النصيحة هناك كلمة أخيرة أحب أن أضيفها :
قال عمر رضي الله عنه ( رحم الله امرئ أهدى إلي عيوبي ) نعم هذا عمر بشخصيته القوية يتحمل النصح ولكن نحن لسنا بقوة عمر لذا لنترفق ببعض عند النصح حتى لا نحدث شروخ في جدار علاقتنا مع الآخرين
وتسلمون على التعليقات المميزة 
