- إنضم
- 29 يونيو 2008
- المشاركات
- 14,408
- مستوى التفاعل
- 2
- النقاط
- 0
السلام عليكم
و أنا أبحث عن أخلاقيات النقد و آدابه
لقيت أكثر من مقاله ..
عجبوني
خصوصاً و ان هناك من يفتقد للذوق و يدعي بأنه يتذوق العمل الأدبي .. !
اتمنى ان نجد مقالات أكثر و مصادر لنتعلم منها كيف ننتقد و كيف نتعامل مع الانتقاد
فهل الاقي عندكم الي أدور عليه ؟
:eh_s(7)::eh_s(7)::eh_s(7):
و أنا أبحث عن أخلاقيات النقد و آدابه
لقيت أكثر من مقاله ..
عجبوني
خصوصاً و ان هناك من يفتقد للذوق و يدعي بأنه يتذوق العمل الأدبي .. !
النقد .. ذوق وثقافة وضمير
د. محمد أبو بكر حميد
أصبح "النقد" في صحافتنا وأدبنا العربي مهنة يتطفّل عليها معظم حملة الأقلام
بحكم الوظيفة أو الحاجة أو الاثنتين معاً، فأصبح من زينت له الكتابة يعمل وينتقد
ويكتب كيفما شاء، وأصبح النقد ـ خصوصاً في الصحف ـ وامتد للأسف للكتب ـ وسيلة لا
غاية، وليتها وسيلة تنقع المنقود، بل أصبحت وسيلة تنفع الناقد وتجلب له المصلحة أو
الشهرة والمنافع الأخرى.
كان النقد في آداب الأمم الأخرى وفي أدبنا إلى عهد قريب
مهنة خطيرة ومهمة لا يقترب منها إلا من تسلّح بالعلم في الفن الذي يكتب فيه،
وبالشجاعة التي تعينه على قول الحق في المنقود أياً كان صديقاً أو كبيراً أو
وجيهاً، وبالمقدرة على تحمل التبعات. وقد عرف تاريخ الصحافة والأدب العربي الحديث
معارك نقدية طاحنة خاضها كبار أدباء العربية منذ مطلع القرن إلى أوائل الستينيات
قبل أن يتم الهبوط والسقوط، وخلّفوا تراثاً نقدياً ضخماً ستتعلّم منه الأجيال، ورغم
ما كان يخالط تلك المعارك من هوى وخصومات شخصية، إلا أنّها كانت إثراء للحركة
الأدبية في عصرهم، وكان أطرافها علماء فيما يكتبون فيه، وعلى وعي بما يكتبه خصومهم.
فكانت معارك العقاد والرافعي وطه حسين ومعارك زكي مبارك مع عدة أطراف، ومعركة سيّد
قطب ومحمد سعيد العريان، وهي من آخر معارك العلماء على صفحات الجرائد المصرية،
وغيرها كثير، وقد نشرت في الصحف وطبع معظمها في كتب بعد ذلك؛ لأنها استحقت البقاء
ولم يكن لأصحابها من ورائها مصالح مادية وإذا داخلها الهوى كان هواها
معنوياً.
واليوم يتجرأ على النقد من لا يعيه، وأكاد أجزم أنّ الكثير مما يكتب من
نقد سواء في الصحف أو الكتب، وسواء كان الكاتب صحفياً صغيراً أو أكاديمياً، يخلو من
"النزاهة" التي تبتغي قول كلمة الحق لوجه مصلحة الأديب المنقود وسمعة النقد، إننا
نجد أنّ أكثر ما يكتب من نقد في الصحف العربية عامة عن الأعمال الأدبية يبتغي
مجاملة الصديق أو نيل رضا الكبير أو التسلّق للشهرة أو الارتزاق.
روى لي صديق
أنّه التقى مرّة في أحد معارض الكتب الكبرى بصاحب قلم مشهور يشتغل بالكتابة في
الصحف، واشترى الناقد ـ تجاوزاً ـ عدة كتب وقال لصاحبي: إنّ ثمن كل منها كذا،
ولكنني سأكتب مقالتين عن كل واحد منها في الصحف تدرّ عليّ عدة مئات، صدم صاحبي
وفارقه مسرعاً وهو في حالة بين البكاء والضحك، لم يفكّر صاحبنا في قيمة العمل
الأدبي ولا في كاتبه ولا أهمية الكتاب الذي اشتراه، لقد كانت الأولوية في الدخل
الذي سيعود إليه من الكتابة عنه، وهذه لعمري مأساة النقد في أيامنا، فنحن نادراً ما
نجد اليوم من يكتب نقداً عن عمل أدبي لأديب لا يعرفه أو لا يرجو من ورائه مصلحة أو
شهرة.
ولهذا يضيع الأدباء الشبان من أصحاب المواهب؛ لأنهم لا يجدون من يأخذ
بأيديهم ويدلّهم على الطريق الصحيح، فتُغلق أمامهم الأبواب وينطفئون قبل النشر
والانتشار.
من يتوجه اليوم في الصحف للأدباء الشباب ويدعوهم لإرسال أعمالهم إليه
ليكتب عن الأصيل والمبشر منها، كما كان يفعل سيّد قطب وغيرهم من نقاد عصره؟ نعم،
لقد رأيت بنفسي الدكتور عبدالقادر القط ـ وهو من بقايا السلف ـ يناقش الأدباء
الشباب في إنتاجهم قبل نشره في مكتبة القاهرة عندما كان رئيساً لتحرير مجلة "إبداع"
قبل أن تدخل هذه المجلة في غياهب الجب وتباع للسيّارة!!
وتحضرني هنا كلمة حق
صادقة قالها ناقد ظلمه أهل عصره؛ لأنه خرج عن مألوفهم ومات كسير النفس، هو الأستاذ
أنور المعداوي ـ رحمه الله ـ في كتابه "نماذج فنيّة في الأدب والنقد" إذ وضع يده
على الداء وصرخ بأنّ النقد الأدبي تنقصه دعائم أربع أساسية، وهي: "الثقافة"
و"التجربة" و"الذوق" و"الضمير"، وإذا ما نظرنا إلى هذه الدعائم اليوم كما يفعله
المعداوي، سنجد أنّ النقاد في عالمنا العربي كله لا يخرجون عن هذه الأصناف؛ ذلك
لأنّ هناك الناقد "المحروم من الذوق، وهو الذي يقدّم نظرية في النقد ويخفق إذا ما
وصل إلى مرحلة التمثيل والتطبيق".
والنوع الآخر هو الناقد "الذي لم تمد ثقافته
روافد من التجربة الكاملة، ونعني بها معالجة الكتابة في النقد الأدبي على هدى
الإحاطة التامة بأصوله ومناهجه، وهناك الناقد "الذي تجتمع له الثقافة والذوق
والتجربة، ولكنه يتخلى عن الضمير حين يدفعه الهوى إلى أن يهاجم الخصم ويجامل
الصديق"، وهو شر النقاد جميعاً، فمن تحت لوائه يفتح باب النفاق والتسلق والارتزاق،
وهذا النوع الأخير ـ للأسف ـ بدأ ينتشر في عصرنا ويتصدّر الصحف والمجلات والكتب،
ويحتل مقاعد الصدارة في الندوات والمؤتمرات، بينما يتوارى الصادقون المخلصون في
الصفوف الخلفية ولا تجد أقلامهم من ينشر لها باحتفالية، ولا كتبهم من يكتب عنها
بتمجيد، ومع ذلك فلن يصلح إلا الصحيح، وكلنا نعرف أنّ ليس كل ما يلمع ذهباً!
لقد ظهر النقد بعد الأدب،
فالأدب مادة النقد، ولكن ما هي أهميته؟ ربما هذا هو السؤال الذي طرحه أحدهم حين ذاق
درعا من مشاكسة النقاد وردهم للنصوص التي اعتقدها جيدة« قال قائل لـخلف
الأحمر
:إذا سمعت أنا بالشعر واستحسنته فما أبالي ما قلت فيه أنت وأصحابك، فقال
له إذا أخذت أنت درهما واستحسنته فقال لك الصراف أنه ردي؛ هل ينفعك استحسانك
له؟»
النقد
في اللغة
1- تمييز الدراهم وغيرها. 2- نقدها ينقدها نقدا وانتقادا، وتنقدها ونقده
إياهانقدا: أعطاه إياها فانتقدها أي: قبضها. ونقدت له الدراهم أي أعطيته إياها، أي
قبصها. 3- ناقدت فلانا إذا ناقشته في الأمر. 4- نقد الشيء ينقده نقدا:إذا نقره
بإصبعه. 5- نقد شيئا من الطعام أي يأكل منه شيئا يسيرا. 6- نقد الرجل الشيء /نظره.
ونقد إليه اختلس النظر نحوه. 7- نقدته الحية: لذغته. 8- الطائر ينقد الفخ: أي ينقر.
9- نقد فلان فلانا:اغتابه وأعابه. 10-اي دكر عيوب الشخص ولا يقتصر على الشخص فقط بل
على الشئ كذلك المراجع:
ونخص به نقد الأدب، وهو: البحث عن أسباب الاستحسان والاستهجان، واستخلاص عناصر
- النقد في الاصطلاح
الجمال، وتبيين سمات القبح بتجرد من الهوى ونفي التعصب، وبتقرب أكثر إلى الموضوعية،
بغرض تقويم العمل الأدبي وتقييمه. لم يكن النقد
الأدبي
مكتوباً كما هو الحال اليوم، وإنما كان شفهياً، وأبرز مثال على ذلك هو
سوق
عكاظ
، حيث كان الشعر يلقى ما لديه من جديد الشعر على أسماء فينقضه الناس ويردون
عليه وفي ذلك شكل من أشكال النقد
الأدبي
.
[عدل]
موضوعية النقد وذاتيته
بما أن الذات الإنسانية تجنح إلى تقويم وتقييم الأشياء فإن النقد أول ما بدأ كان
يعتمد على الذوق
ولذى كان بسيطا سادجا انطباعيا، لكن الأذواق تختلف وما يجده هذا جيدا قد لا يجده
الآخر كذالك، ولهذا وجب استعمال مناهج علمية توحد عملية الدراسة النقدية لتكون موضوعية
وأن كان الوصول إلى الموضوعية الكاملة أمرا مستحيلا إلا أن الطريقة النقدية لابد من
أن تشارك العلم
نظريا -ولو نسبيا- مادامت ترتكز إليه.
الكلام في اللغة؛ معرفةُ جيّده من رديئه، وذكر محاسنه أو عيوبه؛ سواء كان
شعراً أو نثراً، وله أصولٌ معتبرة طالما تحدَّث عنها المتقدّمون والمتأخرون في
كُتبهم ورسائلهم، ومقالاتهم؛ وقد قسَّموه أنواعاً؛ فمنها ما يرجع إلى المعاني،
ومنها ما يتعلق بالصّور الذهنيّة، والخيالات الشعريّة، ومنها ما يعود إلى الأوزان
والمقاطع، ومنها ما يعود إلى ائتلاف بعض ذلك ببعض؛ وإذا كان المتقدّمون قد أبدعوا
وأجادوا في نقد الألفاظ وتعلّقها بمعانيها، والأوزان، والقوافي، والقوافي
والأسجاع، وائتلاف بعضها ببعض، وألفوا في ذلك الكتب المطوّلة والموجزة حَسَب
معارفهم وقُدراتهم اللّغوية والبيانيَّة؛ فإنَّ المتأخرين قد تفنَّنوا، وتوسَّعوا
في نقد الصور الذهنيَّة والدوافع الوجدانيَّة، ونقدوا النثر الفنيّ، والشِّعْر على
مختلف أشكاله كفنّ من الفنون الجميلة.
وما كلّ ذِي ملَكَةٍ بيانيَّة يستطيع
أنْ يكون «ناقداً» ولا سيَّما إذا كان المنقود «شعراً»؛ فهناك شروطٌ لا بدّ من
توفّرها في «ناقدِ الشعر» وبحسبِ قوّتِها، أَو ضعفِها فيه تكونُ قوة «النقد» وضعفِه؛ «فالناقد» يجب أَنْ يكونَ واسعَ الاطّلاع،
قويّ العارضة، ثاقب الذهن، بصيراً بأساليب البيان، فيلسوفاً شاعراً، مُتَبحّراً في
علوم اللغة وآدابها؛ فإن عَرِيَ عن بعضِ هذه الشروط جاء نقدُهُ –إنْ تجرَّأ على
النَّقد- وليسَ إلاّ موضوعاً إنشائياً؛ استوحاه من قصيدة شاعر، أو أدارَهُ على
مقالة كاتب؛ واقفاً هنا وقفة استحسان، وهناك وقفة استهجان؛ مقتنعاً بالحديثِ عن
الأشكال الظاهرة غير متعمّق إلى ما وراءها من صورٍ ذهنيَّة، ودوافع وجدانيَّة
وملابسات نفسيَّة؛ كان لها أعظم الأثر في إبداع شعر الشاعر أو مقالة الكاتب
البياني وما أبرع وأحكم الذي اشترط في «ناقد الشعر» أن يكون شاعراً؛ لأنَّ خوالج
نفس «الشاعر» أكبر من أن تحدّها الكلمات؛ وإنَّه ليحسَّ بها في «ساعاته الشعريَّة»
كغَشْيَةِ الوحي، وقد ركدت بشريَّتُه، وتحوَّل روحاً يطير في سماوات رائعة؛ وهنا
الفرق بين القوي والضعيف؛ والمحلّق والعاثر، وبين مَنْ يجيد التعبير عن بعض تلك
المعاني بِحَسَبِ ثَرْوَتِهِ اللّغويَّة؛ وبين مَنْ يتلَعْثَمُ ويقِفُ دون ما يرده
الفن والجمال الشعري؛ لأنه محدود القدرة لغةً، واطّلاعاً، وذوقاً.... فإذا كان
«ناقد الشّعر» شاعراً واسعَ الاطّلاع، مُتمكِّناً من آداب لغتِه، قويّ النَّفس،
استطاع أن يتصوَّر الجوَّ الخاص الذي أحاطَ بالشاعر المنقود، وتمثَّل تلك «الغشية»
السَّماويَّة، وعرض له ما عرض لصاحبه من قبله، وبذلك يَفْهَم تفوّقَه من قُصورِهِ،
وقُوَّتَه من ضعْفِه، وكيف عثر، ومِنْ أينَ أدركه الضعف؟ وما الذي كان عليه أن
يقول؟
فيأتي نقدُه محكماً.
وإذنْ؛ فمن أراد أن يَنقُدَ شعر شاعرٍ؛
فعليه أن يبحث أوَّلاً عن موهبة الشَّاعر فيتناول نفْسَهُ وطَبيعته الشاعرة
ونصيبَه أو حظَّه منها؛ ثم يتكلَّم عن فنّه البياني، وما يتعلَّق بالألفاظ وعيوبها
ومحاسِنِها، والسَّبك والأسلوب، وجودة التعبير أو رداءته.
ويقولُ الأستاذ
مصطفى صادق الرافعي:
«ولا يُرادُ مِنَ النَّقدِ أن يكونَ الشاعر وشعره
مادةَ إنشآء، بل مادة حساب مقدَّر بحقائق معيّنة لا بدَّ منها؛ فَنَقدُ الشِّعر هو
في الحقيقة علمُ حساب الشعر، وقواعده الأربع التي تقابل الجمعَ، والطرح والضَّربَ،
والقِسْمَةَ؛ هي الاطّلاع، والذَّوق، والخيالُ، والقريحة
الملهمة».
وبالنَّقْدِ الصَّحيح يَسْمو الأدب، ولقَد كانَ مِن الأسباب التي
سمَتْ بالشعر في العصر العبَّاسي الأوّل، ودَفعت أربابَه إلى الإتقان والإجادة؛
كثرةُ النقَّد؛ ومحاسبتهم للشّعرآء، ووقوفهم لهم بالمرصاد، فما كان الشاعرُ يرْسِل
شِعْره إلاّ وهو يحسب حساب «الناقد» الخبير ببلاغة الكلام، وأساليب الفصاحة،
ويُفكّر فيما عسى أن يقول فيه من مَدْح أو قدح؛ فإذا ما اتَّجَهْنَا هَذا الاتّجاه
على طريقٍ مُسْتَقيم فسنحفظ نهضتَنَا الأدبيَّة من التَّعثُّر، ونصقلُ الأفكار
والألسنة والأقلام بصقال الإجادة، والتهذيب، والتنقيح.
ومن أهمّ شروط
«الناقد» النّزاهة، والإنصاف؛ فإذا كان «الشاعر» يُمثِّل «العاطفة المتكلِّمة»؛
فإنَّ «الناقد» يُثل «العقل المميّز»، وإذا كانت «العواطف» والرغبات تنْدفع مَعَ
ما يسرُّ ويُؤلم، وإن تعصَّبتْ وكابَرَتْ؛ فإنَّ «العَقْلَ» لا يَجْهَر إلاَّ بما
يراه حقًّا، والحق والإنصاف هما جوهرُ وجودِه... فإن تعصَّب مُكابراً... وتعنَّت
مُتَعَسِّفاً؛ فقد ذلَّ للهوى؛ ولم يِعُد «عقلا».!
لا مجاملة في «النقد» ولا مجازفة، ولا تحامُل، ولا تهريج. لأنَّه «ميزان»
يرجحُ بالوزن لأنَّه راجحٌ في نفسه، ويطيحُ بالهبآء لأنَّه هبآء في حقيقتِهِ؛ وكل
من ماورآء ذلك من بيان مُزَوّق، وقولٍ منمَّق، فإنَّما هو إرضآءٌ لِرَغْبَةِ
الفَنّ، وإشباعٌ لِشَهْوة البيان.
وبعد هذا نقولُ ما قاله «الرافعي»
أيضاً:
«إذا كانَ من نَقْدِ الشِّعر عِلمٌ؛ فهو علمُ تشْريحِ الأَفكَار،
وإذا كان منهُ فنٌّ؛ فهو فنُّ درسِ العاطفة؛ وإذا كانَ مِنهُ صِناعة؛ فَهو صِنَاعة
إظهار "الجَمَال البياني في اللّغة"» اه. وما أعجب وأدقّ هذا الكلام.
* *
* *
المصدر/ كتاب (مع الشعر المعاصر) "نقدٌ وتاريخ".
النقد كغيره من العلوم النظرية .. لا تعريف محدد له و
إختلفت مفاهيمه لدى الكتاب والادباء .. لذا سنأخذ هنا مثالين فقط من الكتاب أحدهم
عربي و الآخر فرنسي كممثلين للأدب العربي و الغربي ...
ووقع أيضا إختياري
عليهم من بين أكثر من كاتب او ناقد لانهم مختلفين من حيث وجه نظرهم حيث الأول اكثر
تشددا في النقد ..
والأخير اكثر موضوعية.
رغم ان وجهه نظرهم لا تعتبر بالضروره وجه نظر الكثير
من ادباء و عصرهم سأكتب تعريفاتهم للنقد و نظرتهم له .. و السلبيات ثم أطرح تعريف
النقد بصوره عامه و في
النهايه سأفرد تعريفي الخاص ووجه نظري المتواضع لعلم النقد او فن النقد
الأدبي ..
أولا تعريف النقد بالنسبة للدكتور طه حسين ..
النقد عنده هو منهج فلسفي لابد أن يتجرد الناقد من كل شيء
و أن يستقبل النص المطلوب نقده و هو خالي الذهن مما سمعه عن هذا النص من قبل ..
و أن يخلي نفسه من القومية و من الديانة و من انحيازه إلى لغة معينه أو طائفة
معينه في نظر طه حسين النقد عبارة عن دراسة بحثيه للنص ...
أي يبحث عن
الفنيات ثم اللغويات و الخ ..
و بهذه لطريقة أصبح الدكتور طه حسين يقلل من
معظم الأعمال التي قرأها في تحليلاته و نقده و أوضح مثال لذلك ما قاله عن الشعر
الجاهلي في كتابه المفيد حقا (في الشعر الجاهلي)
حيث انه قال " أني شككت
في قيمة الشعر الجاهلي وألححت في الشك ، أو قل ألح عليّ الشك ، فأخذت أبحث أفكر
وأقرأ وأتدبر ، حتى انتهى بي هذا كله إلى شيء إلا يكن يقينا فهو قريب من اليقين .
ذلك أن الكثرة المطلقة مما نسميه شعرا جاهليا ليست من الجاهلية في شيء "
.
وأتبعه قائلا معقبا موضحا نظرته " ولا أضعف عن أن أعلن إليك وإلى غيرك من
القراء أن ما تقرؤه على أنه شعر امرئ القيس أو طرفة أو ابن كلثوم أو عنترة ليس من
هؤلاء الناس في شيء ؛ وإنما هو انتحال الرواة أو اختلاق الأعراب أو صنعة النحاة أو
تكلف القصاص أو اختراع المفسرين والمحدثين والمتكلمين ".
قد يكون كلامه
صحيح .. لكنه الوحيد الذي أعلن هذه المعلومات ربما لأنه اندمج في تحليلاته للنصوص
و بحثه بين الكلمات أكثر!
وإذا تعمقنا أكثر عن هذا سندخل في مناهج النقد وأنواعه، مما يجعلني أتوقف عند هذه النقطة مؤقتا
..!
وفي رأيي المتواضع أن النقد
البحثي لهو أصعب أنواع النقد حيث انه يبحث حتى فيما بين الكلم لكنه يصيب المنقود
أو الشيء المراد نقده بالتفككية و يصيب النص بنوع من فقدان الجمال .. فكيف نرضى أن
نشرب جزيئان من الهيدروجين و جزء من الأوكسجين .. نحن نشرب الماء .. لانه
ماء
ثانيا النقد بالنسبة ل رولان بارت ...
رولان بارت من أشهر
الناقدين الفرنسيين و كعادة الغربيون عندما يشرحون شيئا فهو قال عن النقد جملة واحدة في مقاله " ما هو النقد ؟ "
ثم بدأ في شرح ما بين الكلمات في هذه الجملة
..
فقد قال مبسطا للغاية نظرته للنقد .
" النقد هو خطاب حول خطاب .. أو هو لغة واصفة ! "
ثم
أوضح في ظل هذا التعريف أن النقد قائم على علاقتين:
1 - علاقة الناقد بلغة
الكاتب
2 - و علاقة الكاتب بالعالم
و هو على غير ما اعتقده الدكتور
طه حسين حيث انه الأخير قال إن من شروط الناقد أن يكون معتزلا عن حوله و أن يكون
ذهنه خاليا متفرغا للنص من كل شيء!
ثم بدأ في رحله إلى فتره النقد الكلاسيكية في الزمن الكلاسيكي أعوام 1800 و فيما
بعدها و قال عن النقد
وقتها انه يستند إلى ثلاث قواعد
الموضوعية – و الذوق – و الوضوح
فلنبتعد عن الغور في مفاهيم النقد
الأساسية لان هنا دراسة تمهيديه أي إنها ليست دراسة كاملة ... لذا سأرحمكم من
ثرثرتي و سآخذكم الى المفيد لنا في تعريفات النقد...
ثالثا معنى النقد عاما:
في اللغة نفسها كان معنى النقد هو : بيان أوجه الحسن وأوجه العيب في شئ من الأشياء
بعد فحصه ودراسته حيث ما هو مذكور في المعجم الوجيز
ملحوظه : ذكر ايضا
تاريخ كلمه النقد
الادبي و أصل الكلمه .. الخ !
أما في الأدب معناه النقد : دراسة النصوص الأدبية في الأدب ، وذلك بالكشف عما
في هذه النصوص من جوانب الجمال فنتبعها ، وما قد يوجد من عيوب فنتجنب الوقوع
فيها
بصفه عامه و باختصار النقد
هو نقد الكلام و معرفة الجيد منه عن الرديء و يذكر محاسن الكلم و عيوبه سواء كان
شعرا أو نثرا
رابعا النقد بصفة علمية:
النقد الأدبي هو علم وصفي يتضمن أصول و قواعد نقدية تطبق
على النص الأدبي عند تقويمه ( أي المراجعة ) بعد تحليل النص و تفسيره ثم ينتج
الحكم سواء كان جيدا أو رديئا ..!
و علم يجمع بين الذاتية و الموضوعية ..
ذاتيه رأي الكاتب و نظرته للنص و موضوعيته في إبداء آراءه بكل صدق و أمانه نقل
.
خامسا: النقد
بصفة شخصية:
في وجه نظري النقد
هو النظر للموضوع بطريقة كاتبه .. فإختلاف شرح (على سبيل المثال) غروب الشمس تختلف
من كاتب لآخر و يكتبه كل كاتب على طريقه تعلمه ومدرسته المنتمى إليها .. و أيضا
طريقه حياته او حتى تختلف بطريقه جو القصه او الخاطره ..
النقد هو مرآة تعكس وجه نظر الكاتب بطريقه أكثر علميه ..
نستطيع بكل بساطه ان ننقد من وجه نظرنا ... لكن نظرنا من خلال نافذه كلمات الكاتب
سادسًا: الخلاصة:
النقد
هو معرفه الرديء من الكلم في النص الأدبي و محاولة تصحيحة بطريقة حيادية ومعرفه
الجيد في الكلم ومحاوله تظهيره بطريقه موضوعية.
اتمنى ان اكون قد تحدث بما
فيه الكفايه في تعريف النقد
اتمنى ان نجد مقالات أكثر و مصادر لنتعلم منها كيف ننتقد و كيف نتعامل مع الانتقاد
فهل الاقي عندكم الي أدور عليه ؟
:eh_s(7)::eh_s(7)::eh_s(7):