انها الرحمه يا سادة

white ro0oz

مراقبه عامه
إنضم
24 يونيو 2015
المشاركات
28,528
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
*كونوا رحماء .!!*

الحياة منذ بدايتها حتى نهايتها مزيج من المواقف الإنسانية التي نتفاعل فيها بمشاعرنا ونعبر عنها بصدق.. كما أن عالمنا مليء بالمتناقضات إلا أن الخير ما زال موجوداً داخل بعض النفوس الطيبة تمنحه بكل الحب للآخرين.

قبل أيام قابلت شخص من قرابتي ، حيث قال كنت في طابور أحد المطاعم الشهيرة لطلب وجبة عشاء ، وأثناء الإنتظار لاحظت حركة مريبة وتصرف مشين من شابين ، هرعت لفك الخناق وتفريق الشابين عن بعضهما ، وانتهى الأمر. ولما قربت من الكاشير لطلب وجبة العشاء ، أدخلت يدي في جيبي فلم أجد محفظتي.

ياللهول كنت للتو أخذت راتبي وذهبت للمطعم لكي افرح مع عائلتي بوجبة عشاء فاخرة ولذلذة من هذا المطعم الشهير ، اعتذرت للكاشير معللا أني نسيت محفظتي في السيارة ، وأنا على يقين أنها سرقت أثناء فك الخناق بين الشابين.

هذا موقف وتصرف فردي لا يعبر عن ديننا واخلاقنا وقيمنا ، وتنبذه الشريعة الإسلامية من أخذ أموال الناس بالباطل ، مهما كانت حجة السارق من فقر أو غيره. انتهى الموقف بلا تعليق ، واذهب بكم إلى تصرف جميل وحس إنساني من شخص غير مسلم لكن كانت الرحمة تملى نفسه.

يقول شارلي شابلن كنت صبيا بصحبة ابي متوجهين لمشاهدة عرض للسيرك ، وفي صف قطع التذاكر كانت أمامنا عائلة بانتظار دورها ، كانوا ستة أولاد وأمهم وأبيهم ، والفقر بادياً عليهم وعلى ملابسهم القديمة بالرغم انها نظيفة.

كان الأولاد فرحين جداً وهم يتحدثون عن السيرك وعن الحركات والألعاب التي سوف يشاهدونها ، وبعد أن جاء دورهم تقدم الرجل وسأل مسؤول التذاكر عن كلفتها .. فاجابه : فتلعثم الأب وأخذ يهمس في إذن زوجته.

يقول شارلي رايت والدي يسارع لاخراج عملة ورقية فئة عشرين دولاراً ويرميها على الأرض ، ثم انحنى ورفعها ووضع يده على كتف الرجل وقال له : لقد سقطت منك هذه النقود.

نظر الرجل في عين والدي وقال له شكراً سيدي وقد امتلأت عيناه بالدموع ، حيث كان مضطراً لأخذ المبلغ لكي لا يحرج أمام أبنائه ، وبعد أن دخلوا ، سحب ابي يدي وتراجعنا من الطابور ، حيث كان لا يملك غيرها من النقود.

ومنذ ذلك اليوم وانا فخور جدا بأبي !! لقد كان ذلك العرض أجمل عرض للسيرك وإن كنت لم أره.. وما أروع العطاء .. فالعطاء قمة السعادة.. فكونوا رحماء بعضكم نحو بعض ليسعد الجميع.

*ومضة:*
هذا موقف لشخص ايّاً كان هو إلا أنه موقف يحبه الله ونحن أحق به كمسلمين ، موقف يعبر عن قيمة الإنسان واخلاقه التي نسيناها في غمرة صراعاتنا

*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*