الصابرة المحتسبة
**مشرفة قسم ذوي الإعاقة **
بحث علمي يؤكد : لا توجد أدوية لنمو لغة الطفل
فضل الله الإنسان على سائر المخلوقات بالعقل وقد يتعرض العقل البشري للإصابة في سن مبكرة أي منذ لحظة الولادة ( نتيجة الولادات المتعسرة ) أو قد تكون الإصابة الدماغية في سن كبيرة ( وتعرف بالسكتة الدماغية ) وفي كلتا الحالتين تؤدي هذه الإصابة إلى نقص الأكسجين الحيوي لخلايا المخ مما يؤدي إلى تدمير الخلايا المخية التي تقوم بوظائف مهمة كالحركة أو القدرات المعرفية والذكاء أو القدرة على التعبير الغوي ويوضح الدكتور محمود يوسف أبو العلا أستاذ التخاطب بطب عين شمس أن آثار الإصابات الدماغية تكتشف بعد الإصابة مباشرة لكن الإصابات المخية الناتجة عن الولادات المتعسرة لا تكتشف إلا متأخرا مع ظهور أعراض القصور الفكري للأطفال وتأخر النمو اللغوي عندهم وبالتالي تكون الخلايا المخية المصابة قد دمرت بالفعل ولا يجدي معها أي عقار من العقاقير المنشطة للمعرفة والتي تستخدم في علاج حالات السكتة الدماغية التي تحدث في السن الكبيرة حيث تقوم هذه العقاقير بزيادة الدورة الدموية المخية إلى جميع الخلايا المخية السليمة والمصابة كما أنها تزيد من نشاطات الموصلات والمثيرات العصبية .
هذا هو مضمون البحث الذي تمت مناقشته في المؤتمر السادس والعشرين للجمعية الدولية للتأهيل التخاطبي وأمراض التخاطب والذي عقد في استراليا وقد أجري البحث على 120 طفل معاق فكريا تراوحت أعمارهم بين سنتين وخمس سنوات وتم تقسيمهم إلى 3 مجموعات :
المجموعة الأولى : تشمل 24 طفل تم علاجهم بواسطة العلاج اللغوي التخاطبي .
المجموعة الثانية : وتشمل 48 طفل تم إعطاؤهم الأنواع المختلفة من الأدوية المنشطة للمعرفة .
المجموعة الثالثة : وتشمل 48 طفل تناولوا الأنواع المختلفة من الأدوية المنشطة للمعرفة إلى جانب جلسات العلاج اللغوي التخاطبي .
وقد تمت إعادة تقييم جميع الأطفال بعد 6 أشهر بواسطة برنامج التقييم اللغوي حيث ثبت أنه بالرغم من تحسن الدورة الدموية المخية لأطفال المجموعة الثانية إلا أنه لم يتم أي تحسن في القدرات الفكرية واللغوية لهؤلاء الأطفال وقد يعزي هذا التأثير إلى قدرة الأدوية المنشطة للمعرفة على تحسين الدورة الدموية لخلايا المخ غير المصابة أما الخلايا المخية المصابة منذ لحظة الولادة فتكون غير قابلة للتحسن مع استعمال هذه العقاقير كما ثبت أن هذه العقاقير تؤدي إلى إصابة الأطفال بفرط الحركة والسلوك العدواني نتيجة لزيادة نشاط الموصلات العصبية .
ويضيف د. محمود يوسف أبو العلا أن الدراسة أثبتت وجود تحسن في القدرات الفكرية واللغوية بالإضافة إلى تحسن الدورة الدموية المخية لأطفال المجموعتين الأولى والثالثة وقد يعزي ذلك إلى قدرة العلاج اللغوي التخاطبي على إيجاد وسائل اتصال جديدة بين الخلايا المخية مما يؤهل الخلايا السليمة لأخذ وظائف الخلايا المصابة التي دمرت حيث أن القدرات العقلية للإنسان لابد لها من الإثارة حتى تنشط سواء كانت هذه الإثارة سمعية أو بصرية أو لفظية وهذا ما يقوم به العلاج اللغوي التخاطبي وتقيس اختبارات القدرات العقلية المختلفة مدى الخبرة التي يكتسبها الإنسان من التعامل مع المثيرات الموجودة في البيئة والتي لا يمكن بأي حال من الأحوال اكتسابها من الأدوية .
ويناشد الدكتور أبو العلا أطباء الأطفال بعدم كتابة مثل هذه الأدوية في حالات القصور الفكري الناتج عن ولادات متعسرة بعد ثبوت عدم فائدتها بل والضرر المتوقع منها متمثلا في الحركة الزائدة ويكتفى بالتدريبات التخاطبية التي ثبت فاعليتها في نمو لغة الطفل .
المصدر : جريدة الأهرام ( الجمعة 10 ديسمبر )
فضل الله الإنسان على سائر المخلوقات بالعقل وقد يتعرض العقل البشري للإصابة في سن مبكرة أي منذ لحظة الولادة ( نتيجة الولادات المتعسرة ) أو قد تكون الإصابة الدماغية في سن كبيرة ( وتعرف بالسكتة الدماغية ) وفي كلتا الحالتين تؤدي هذه الإصابة إلى نقص الأكسجين الحيوي لخلايا المخ مما يؤدي إلى تدمير الخلايا المخية التي تقوم بوظائف مهمة كالحركة أو القدرات المعرفية والذكاء أو القدرة على التعبير الغوي ويوضح الدكتور محمود يوسف أبو العلا أستاذ التخاطب بطب عين شمس أن آثار الإصابات الدماغية تكتشف بعد الإصابة مباشرة لكن الإصابات المخية الناتجة عن الولادات المتعسرة لا تكتشف إلا متأخرا مع ظهور أعراض القصور الفكري للأطفال وتأخر النمو اللغوي عندهم وبالتالي تكون الخلايا المخية المصابة قد دمرت بالفعل ولا يجدي معها أي عقار من العقاقير المنشطة للمعرفة والتي تستخدم في علاج حالات السكتة الدماغية التي تحدث في السن الكبيرة حيث تقوم هذه العقاقير بزيادة الدورة الدموية المخية إلى جميع الخلايا المخية السليمة والمصابة كما أنها تزيد من نشاطات الموصلات والمثيرات العصبية .
هذا هو مضمون البحث الذي تمت مناقشته في المؤتمر السادس والعشرين للجمعية الدولية للتأهيل التخاطبي وأمراض التخاطب والذي عقد في استراليا وقد أجري البحث على 120 طفل معاق فكريا تراوحت أعمارهم بين سنتين وخمس سنوات وتم تقسيمهم إلى 3 مجموعات :
المجموعة الأولى : تشمل 24 طفل تم علاجهم بواسطة العلاج اللغوي التخاطبي .
المجموعة الثانية : وتشمل 48 طفل تم إعطاؤهم الأنواع المختلفة من الأدوية المنشطة للمعرفة .
المجموعة الثالثة : وتشمل 48 طفل تناولوا الأنواع المختلفة من الأدوية المنشطة للمعرفة إلى جانب جلسات العلاج اللغوي التخاطبي .
وقد تمت إعادة تقييم جميع الأطفال بعد 6 أشهر بواسطة برنامج التقييم اللغوي حيث ثبت أنه بالرغم من تحسن الدورة الدموية المخية لأطفال المجموعة الثانية إلا أنه لم يتم أي تحسن في القدرات الفكرية واللغوية لهؤلاء الأطفال وقد يعزي هذا التأثير إلى قدرة الأدوية المنشطة للمعرفة على تحسين الدورة الدموية لخلايا المخ غير المصابة أما الخلايا المخية المصابة منذ لحظة الولادة فتكون غير قابلة للتحسن مع استعمال هذه العقاقير كما ثبت أن هذه العقاقير تؤدي إلى إصابة الأطفال بفرط الحركة والسلوك العدواني نتيجة لزيادة نشاط الموصلات العصبية .
ويضيف د. محمود يوسف أبو العلا أن الدراسة أثبتت وجود تحسن في القدرات الفكرية واللغوية بالإضافة إلى تحسن الدورة الدموية المخية لأطفال المجموعتين الأولى والثالثة وقد يعزي ذلك إلى قدرة العلاج اللغوي التخاطبي على إيجاد وسائل اتصال جديدة بين الخلايا المخية مما يؤهل الخلايا السليمة لأخذ وظائف الخلايا المصابة التي دمرت حيث أن القدرات العقلية للإنسان لابد لها من الإثارة حتى تنشط سواء كانت هذه الإثارة سمعية أو بصرية أو لفظية وهذا ما يقوم به العلاج اللغوي التخاطبي وتقيس اختبارات القدرات العقلية المختلفة مدى الخبرة التي يكتسبها الإنسان من التعامل مع المثيرات الموجودة في البيئة والتي لا يمكن بأي حال من الأحوال اكتسابها من الأدوية .
ويناشد الدكتور أبو العلا أطباء الأطفال بعدم كتابة مثل هذه الأدوية في حالات القصور الفكري الناتج عن ولادات متعسرة بعد ثبوت عدم فائدتها بل والضرر المتوقع منها متمثلا في الحركة الزائدة ويكتفى بالتدريبات التخاطبية التي ثبت فاعليتها في نمو لغة الطفل .
المصدر : جريدة الأهرام ( الجمعة 10 ديسمبر )