- إنضم
- 16 يوليو 2010
- المشاركات
- 4,416
- مستوى التفاعل
- 3
- النقاط
- 0
عدم الاغتسال والتضحية بالديوك..
عـــادات اليـهود في عيد الغــــفران
تحل غدا الذكرى 37 على حرب أكتوبر وعبور الهزيمة" 6 اكتوبر" ، والذي صادف في هذا اليوم البعيد من عام 1973 عيد الغفران "كيبور" عند اليهود، وهو اليوم المتمم لأيام التوبة العشرة والتي تبدأ بيومي رأس السنة.
"كيبور" هو اليوم العاشر من شهر "تشريه"، الشهر الأول في التقويم اليهودي، وهو يوم مقدس عند اليهود مخصص للصلاة والصيام فقط، وحسب التراث اليهودي هذا اليوم هو الفرصة الأخيرة لتغيير المصير الشخصي أو مصير العالم في السنة الآتية.
يبدأ هذا العيد حسب التقويم العبري في ليلة اليوم التاسع من شهر تيشريه في السنة العبرية ويستمر حتى بداية الليلة التالية، وهو يوم عطلة كاملة يحظر فيه كل ما يحظر على اليهود في أيام السبت أو الأعياد الرئيسية مثل الشغل، إشعال النار، الكتابة بقلم، تشغيل السيارات وغيرها، ولكنه توجد كذلك أعمال تحظر في يوم كيبور بشكل خاص مثل تناول الطعام والشرب، الاغتسال والاستحمام، المشي بالأحذية الجلدية، وأي أعمال بهدف التمتع، ويعتبر هذا اليوم فرصة للعبادة والاستغفار فقط.
"كيبور" الذي يعتبر يوم تكفير عن الخطايا عند اليهود هو يوم عاشوراء عند المسلمين الذين يصومون يومين مخالفة لليهود سنة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو اليوم الذي نجا فيه الله سيدنا موسى من فرعون بمعجزة انفلاق البحر.
صلاة اليهود في الكنيس في يوم كيبور
وتبدأ الأعياد اليهودية قبل غروب الشمس بنصف ساعة تقريبا وتنتهي في اليوم التالي عند ظهور النجوم (أي 25 ساعة بالمعدل). أما شعائر هذا العيد في المعبد فتبدأ مساءً بتلاوة دعاء كل النذور ويختتم الاحتفال في اليوم التالي بصلاة "النعيلاه" التي تعلن أن السماوات قد أغلقت أبوابها. ويهلل الجميع قائلين: "العام القادم في أورشليم المبنية"، ثم يُنفخ في البوق بعد ذلك.
وعن احتفالات اليهود بعيد الغفران يذكر الدكتور عرفه عبده علي في كتابه "يهود مصر من الخروج الأول إلى الخروج الثاني"، انه بعد بداية السنة بأسبوع عشية عيد الغفران، يضع يهود مصر دجاجا في حمامات أو شرفات منازلهم.. ديك لكل ذكر في العائلة لو وافق هذا العيد يوم الأحد، تتحول أسواق السبت مساء إلى مذابح حقيقية، حيث يقف المضحون إلى الموائد المعدة للذبح، وكل عائلة تتقدم بدجاجها والسيدة الحامل تقدم ديكا ودجاجة عن الجنين، وتحتفظ كل أسرة بواحدة أو اثنتين من هذه الدواجن، وتقدم ما تبقى إلى الفقراء وأبناء السبيل، وتعد فطائر أو عجائن بلحم الدجاج مع الحساء لتكون الوجبة التي يعيشون عليها من خلال 26 ساعة.
طقوس غريبة
اشتهر يهود مصر في شعائرهم ببعض التفاصيل الغريبة كما وصفها المؤرخ الإسرائيلي "جاك حسون"، ميزت شخصيتهم بالمكابرة المبالغ فيها. من ذلك إضافة صلاتين إلى صلوات يوم السبت، لم تستخدما من قبل القرن العاشر الميلادي، ويبدأون احتفالهم في بعض أعيادهم قبل تلاوة نصوص "الشريعة" وفي صلاةkolnidre يشركون الغائبين في كل موضع للعبادة، مرددين "وجبت علينا عهودهم، وجبت علينا أمانيهم، ونحمل عنهم اللعنات، وحق علينا حرماتهم".. ويفرض عليهم التقليد التلمودي تناول القهوة على الريق قبيل صلوات الصباح.
من العادات الأخرى التي تميز يهود مصر، هي مأدبة السنة الجديدة التي يسبقها سلسلة من التراتيل والتوسلات التي وضعها الكاباليم – المخلصون – المصريون، يعقبها وجبة رأس السنة التي تبدأ بالتبريك "خبز البركة المشرب بالسكر"، ثم تقدم الوجبة التي لابد أن تشمل رؤوس سمك، كرات، سلق، رمان، بلح، لوبيا، ولحم ضأن، وغيرها من الطعام المباح أكله وفقا للشريعة اليهودية.
في اليوم التالي لهذه الوليمة وعقب أداء صلاة الصباح، تتلى مجموعة المزامير، وبعد الظهيرة يتجمعون بالقرب من شاطئ البحر أو على ضفاف النيل، لممارسة طقس التخلص من الآثام، وهم ينشدون "وترمى في الأعماق كل خطاياهم" ثم يقلبون جيوبهم ويضربون أجسادهم لئلا يعلق بها معصية أو خطيئة.
ويورد د. عرفة بكتابه أنه في ذكرى تدمير أخر معبد يهودي بالقدس، يمتنع اليهود منذ اليوم الأول من شهر أغسطس عن أكل اللحوم فيما عدا يوم السبت الذي يسبق تاريخ هذه الذكرى، وفي مساء يوم الحداد تخفض الإضاءة بالمعابد، وما من أحد يجلس إلى المقاعد والأرائك، ويسدل الستر أمام الهيكل.. ويجلس الرجال حفاة الأقدام إلى الأرض ويتذكرون في أسى كم مضى من السنين منذ دمر المعبد.
ثم يطفأ المصباح وتسمع أصوات النشيج التي تتحول إلى صراخ، وعند فراغهم من هذا "الغم" يبادرون إلى الذهاب دون تحية أو سلام.. وفي المساء يجتمعون ويجلسون إلى الأرض يقرأون تاريخ أبناء حنا السبعة الذين فضلوا الموت على الارتداد عن دينهم، وقصة "حنا" هي ملحمة شعرية كتبت باللهجة العامية المصرية.
في ذروة الشتاء يحتفل اليهود بيوم الخباط "توبشباط" حيث الرياح عاصفة تضرب النوافذ والأبواب، لكنها لا تفتر من عزمهم في إعداد مأدبة تضم 26 نوعا من الفاكهة الطازجة والجافة، تضفي نوعا من البهجة على حياتهم في هذا اليوم.
ليلة التوحيد
تعتبر "ليلة التوحيد" أكثر جاذبية وبذخا، والتي كان يحتفل بها في كنيس الأستاذ "المصريين" ليلة أول نيسان/ أبريل أربعة عشر يوما قبل عيد الفصح.. في هذه الليلة يجتمع حاخامات القاهرة ويتناوبون ترتيل "الهاليل" الكبير والمزامير، وتتلى الآية بالعبرية وتفسر بالعربية، وفي منتصف الليلة ينهض أقدم المرتلين ليقرأ سفر التوحيد الذي يبدأ بـ"بسم الله الحليم الرءوف".
يوم الخميس عند يهود مصر يعني أن وجبة الغداء فول مدمس مطهو في قدر من النحاس، ويؤكل منه أيضا في صباح يوم الجمعة، ووجبة غداء يوم السبت شتاء كانت الدفينة فريك أو حمص ثم يطهى على نار هادئة منذ صباح الجمعة بالإضافة إلى البيض والبطاطا واللحم أو كوارع الضأن.. وما يتبقى يصلح وجبة ليوم الأحد.
وينتهي العمل عادة يوم الجمعة في الساعة الحادية عشرة، ووجبة الغداء هي الملوخية صيفا وقلقاس في الشتاء، حيث أن يومين دون لحم كانا ضروريان لاستقبال يوم السبت. ويوم الجمعة هو يوم الاستحمام بعد الظهيرة وهو الحمام الساخن الوحيد في الأسبوع، حيث يتطهر أفراد الأسرة بالتتابع لاستقبال يوم السبت.
هذه الاستعدادات تصل بنا إلى "ليل شيموريم" أو ليلة السهر، كما يقول د. عرفة، حيث يتم إخراج أي خميرة من البيت وتحفظ جميع الأواني في حجرة مغلقة، ويتم تناول وجبتين وقوفا، ثم يجمع فتات الخبز ويلف في ورقة ثم يحرق بعد أن يرتل عليه ثم يلقى في جدول ماء.
يأتي شم النسيم غالبا في اليوم التالي لآخر أيام عيد الفصح اليهودي، أي بعد ثمانية أيام معاناة من القيود الغذائية المرهقة كالفطائر غير المخمرة المثيرة للغثيان على حد قولهم، وفي ليلة عيد الفصح تعد المائدة التي تتمثل في صينية عليها ثلاث قطع من الخبز "الازيم" وأوراق الخس والكرفس وعشب الهاروشيث المر، وبيض مسلوق يذكر بحزن الرحيل، وإناء ماء مخلوط بالملح أو الخل، ثم عظمة من خروف مشوي ملتصق بها قطعة من اللحم، رمز للذراع الممدودة التي أشارت للعبرانيين إلى طريق الخروج من مصر.
وأمام كل ضيف وضعت "الهاجاداه" التي تقرا ليلة عيد الفصح وتحكي قصة الخروج، ثم يتناول الجميع النبيذ ويأكلون الكرفس المغموس في الماء والملح، ثم يفتح رب العائلة باب الشقة وبيده قطعة خبز وينشد "هذا مثل خبز البؤساء الذي أكله أجدادنا في مصر".
يحتفل يهود مصر كذلك بعيد البوريم "الفوز" في 28 من شهر آذار/ مارس، وتدور الأصول التاريخية لهذا العيد حول قصة "استير" الواردة في السفر المعروف باسمها، والتي أقنعت ملك الفرس "احشويروش" بعد غرامه بها، بقتل وزيره هامان الذي حنق على اليهود للمكانة التي وصلوا إليها، وأباح الملك لليهود قتل عشرات الآلاف من الفرس، فاتخذ اليهود من هذه المناسبة عيدا يحفل بكل مظاهر اللهو، حتى أن المصادر العربية أطلقت عليه "عيد المسخرة".
خبز يهودي
قرابين بشرية
لا يتم لليهود عيد الفصح أو البوريم أو اليوبيل الفضي، كما يؤكد د. عرفة، إلا إذا حصلوا على دم بشري وخلطوه بالفطائر التي تصنع لأجل هذه الأعياد وتمنح عادة للأتقياء منهم.
ويعتقدون أن هذا الدم البشري هو شعيرة مهمة لإتمام طقوسهم الدينية وتطبيقا لتعاليم التلمود، وكان يهود الشتات في كل مكان يعيشون فيه يذبحون طفلا أو امرأة أو رجلا قبل عيد الفصح، ثم يضعون دم الضحية في عجين الفطائر حتى لا يبقى يهودي إلا وذاق من هذا الدم أو يعد خاطئا.
وطبقا لمعتقد اليهود فإنهم إذا لم يتمكنوا من ذبح الناس جميعا، فلابد من ذبح واحد منهم كل سنة في كل مدينة أو قرية. ويروج الحاخامات أن دم غير اليهودي يفيد في أعمال السحر والتعاويذ ويجلب الرزق ورضا الرب.. ويدخر الحاخامات دماء بشرية مجففة ممزوجة بالملح والدقيق، فإذا أتى عيدهم ولم يتمكنوا من الحصول على ضحية جديدة قام كل حاخام بتوزيع المدخر لديه مع الغلو في ثمنه.
يقول التلمود "عندنا مناسبتان دمويتان ترضيان الهنا "يهوه" إحداهما عيد الفطائر الممزوج بالدماء البشرية والأخرى مراسم ختان أطفالنا".. وورد في دائرة المعارف اليهودية صفحة 306 في الجزء الثامن "إذا كان هناك من أساس أقر من قبل الحكماء حاخامات اليهود فهو حقيقة القرابين البشرية المسيحية التي تقدم للإله "يهوه" ملك الأمة والتي بوشر في تقديمها أواخر عهد الملكية اليهودية".
ويذكر د. عرفة الطريقة التي يذبح بها الحاخامات الإنسان كقربان، حيث يؤتى بالضحية وتوضع في برميل إبريء وهو برميل يتسع لجسم الضحية مثبت بجوانبه إبر حادة، وحين يوضع الضحية في هذا البرميل تنغرس الإبر في جسمه وينزف الدم في البرميل، وكلما تحركت الضحية بسبب الألم وطلوع الروح تتسع الجروح ويصفى الدم بشكل كامل.
أما إذا كان المكان غير آمن فإنهم يذبحون الضحية من الرقبة وفي أمكنة الشرايين ويوضع تحتها إناء واسع ثم يجمع الدم ويعبأ في زجاجات، وتسلم إلى الحاخام الأكبر الذي يقوم بمباركتهم ويعجن الدم مع السميد ويعد الفطائر للعيد المقدس. ورغم أن التوراة حرمت الدم "لا تأكلوا دم أي جسد كان" فإن الحاخامات قالوا أن هذا النص يقصد به دم اليهود فقط.
عـــادات اليـهود في عيد الغــــفران
![](http://up.arab-x.com/Feb11/QDY86285.jpg)
تحل غدا الذكرى 37 على حرب أكتوبر وعبور الهزيمة" 6 اكتوبر" ، والذي صادف في هذا اليوم البعيد من عام 1973 عيد الغفران "كيبور" عند اليهود، وهو اليوم المتمم لأيام التوبة العشرة والتي تبدأ بيومي رأس السنة.
"كيبور" هو اليوم العاشر من شهر "تشريه"، الشهر الأول في التقويم اليهودي، وهو يوم مقدس عند اليهود مخصص للصلاة والصيام فقط، وحسب التراث اليهودي هذا اليوم هو الفرصة الأخيرة لتغيير المصير الشخصي أو مصير العالم في السنة الآتية.
يبدأ هذا العيد حسب التقويم العبري في ليلة اليوم التاسع من شهر تيشريه في السنة العبرية ويستمر حتى بداية الليلة التالية، وهو يوم عطلة كاملة يحظر فيه كل ما يحظر على اليهود في أيام السبت أو الأعياد الرئيسية مثل الشغل، إشعال النار، الكتابة بقلم، تشغيل السيارات وغيرها، ولكنه توجد كذلك أعمال تحظر في يوم كيبور بشكل خاص مثل تناول الطعام والشرب، الاغتسال والاستحمام، المشي بالأحذية الجلدية، وأي أعمال بهدف التمتع، ويعتبر هذا اليوم فرصة للعبادة والاستغفار فقط.
"كيبور" الذي يعتبر يوم تكفير عن الخطايا عند اليهود هو يوم عاشوراء عند المسلمين الذين يصومون يومين مخالفة لليهود سنة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو اليوم الذي نجا فيه الله سيدنا موسى من فرعون بمعجزة انفلاق البحر.
![](http://up.arab-x.com/Feb11/WjZ86285.jpg)
صلاة اليهود في الكنيس في يوم كيبور
وتبدأ الأعياد اليهودية قبل غروب الشمس بنصف ساعة تقريبا وتنتهي في اليوم التالي عند ظهور النجوم (أي 25 ساعة بالمعدل). أما شعائر هذا العيد في المعبد فتبدأ مساءً بتلاوة دعاء كل النذور ويختتم الاحتفال في اليوم التالي بصلاة "النعيلاه" التي تعلن أن السماوات قد أغلقت أبوابها. ويهلل الجميع قائلين: "العام القادم في أورشليم المبنية"، ثم يُنفخ في البوق بعد ذلك.
وعن احتفالات اليهود بعيد الغفران يذكر الدكتور عرفه عبده علي في كتابه "يهود مصر من الخروج الأول إلى الخروج الثاني"، انه بعد بداية السنة بأسبوع عشية عيد الغفران، يضع يهود مصر دجاجا في حمامات أو شرفات منازلهم.. ديك لكل ذكر في العائلة لو وافق هذا العيد يوم الأحد، تتحول أسواق السبت مساء إلى مذابح حقيقية، حيث يقف المضحون إلى الموائد المعدة للذبح، وكل عائلة تتقدم بدجاجها والسيدة الحامل تقدم ديكا ودجاجة عن الجنين، وتحتفظ كل أسرة بواحدة أو اثنتين من هذه الدواجن، وتقدم ما تبقى إلى الفقراء وأبناء السبيل، وتعد فطائر أو عجائن بلحم الدجاج مع الحساء لتكون الوجبة التي يعيشون عليها من خلال 26 ساعة.
طقوس غريبة
![](http://up.arab-x.com/Feb11/2vJ86285.jpg)
اشتهر يهود مصر في شعائرهم ببعض التفاصيل الغريبة كما وصفها المؤرخ الإسرائيلي "جاك حسون"، ميزت شخصيتهم بالمكابرة المبالغ فيها. من ذلك إضافة صلاتين إلى صلوات يوم السبت، لم تستخدما من قبل القرن العاشر الميلادي، ويبدأون احتفالهم في بعض أعيادهم قبل تلاوة نصوص "الشريعة" وفي صلاةkolnidre يشركون الغائبين في كل موضع للعبادة، مرددين "وجبت علينا عهودهم، وجبت علينا أمانيهم، ونحمل عنهم اللعنات، وحق علينا حرماتهم".. ويفرض عليهم التقليد التلمودي تناول القهوة على الريق قبيل صلوات الصباح.
من العادات الأخرى التي تميز يهود مصر، هي مأدبة السنة الجديدة التي يسبقها سلسلة من التراتيل والتوسلات التي وضعها الكاباليم – المخلصون – المصريون، يعقبها وجبة رأس السنة التي تبدأ بالتبريك "خبز البركة المشرب بالسكر"، ثم تقدم الوجبة التي لابد أن تشمل رؤوس سمك، كرات، سلق، رمان، بلح، لوبيا، ولحم ضأن، وغيرها من الطعام المباح أكله وفقا للشريعة اليهودية.
في اليوم التالي لهذه الوليمة وعقب أداء صلاة الصباح، تتلى مجموعة المزامير، وبعد الظهيرة يتجمعون بالقرب من شاطئ البحر أو على ضفاف النيل، لممارسة طقس التخلص من الآثام، وهم ينشدون "وترمى في الأعماق كل خطاياهم" ثم يقلبون جيوبهم ويضربون أجسادهم لئلا يعلق بها معصية أو خطيئة.
ويورد د. عرفة بكتابه أنه في ذكرى تدمير أخر معبد يهودي بالقدس، يمتنع اليهود منذ اليوم الأول من شهر أغسطس عن أكل اللحوم فيما عدا يوم السبت الذي يسبق تاريخ هذه الذكرى، وفي مساء يوم الحداد تخفض الإضاءة بالمعابد، وما من أحد يجلس إلى المقاعد والأرائك، ويسدل الستر أمام الهيكل.. ويجلس الرجال حفاة الأقدام إلى الأرض ويتذكرون في أسى كم مضى من السنين منذ دمر المعبد.
ثم يطفأ المصباح وتسمع أصوات النشيج التي تتحول إلى صراخ، وعند فراغهم من هذا "الغم" يبادرون إلى الذهاب دون تحية أو سلام.. وفي المساء يجتمعون ويجلسون إلى الأرض يقرأون تاريخ أبناء حنا السبعة الذين فضلوا الموت على الارتداد عن دينهم، وقصة "حنا" هي ملحمة شعرية كتبت باللهجة العامية المصرية.
في ذروة الشتاء يحتفل اليهود بيوم الخباط "توبشباط" حيث الرياح عاصفة تضرب النوافذ والأبواب، لكنها لا تفتر من عزمهم في إعداد مأدبة تضم 26 نوعا من الفاكهة الطازجة والجافة، تضفي نوعا من البهجة على حياتهم في هذا اليوم.
ليلة التوحيد
![](http://up.arab-x.com/Feb11/DtM86285.jpg)
تعتبر "ليلة التوحيد" أكثر جاذبية وبذخا، والتي كان يحتفل بها في كنيس الأستاذ "المصريين" ليلة أول نيسان/ أبريل أربعة عشر يوما قبل عيد الفصح.. في هذه الليلة يجتمع حاخامات القاهرة ويتناوبون ترتيل "الهاليل" الكبير والمزامير، وتتلى الآية بالعبرية وتفسر بالعربية، وفي منتصف الليلة ينهض أقدم المرتلين ليقرأ سفر التوحيد الذي يبدأ بـ"بسم الله الحليم الرءوف".
يوم الخميس عند يهود مصر يعني أن وجبة الغداء فول مدمس مطهو في قدر من النحاس، ويؤكل منه أيضا في صباح يوم الجمعة، ووجبة غداء يوم السبت شتاء كانت الدفينة فريك أو حمص ثم يطهى على نار هادئة منذ صباح الجمعة بالإضافة إلى البيض والبطاطا واللحم أو كوارع الضأن.. وما يتبقى يصلح وجبة ليوم الأحد.
وينتهي العمل عادة يوم الجمعة في الساعة الحادية عشرة، ووجبة الغداء هي الملوخية صيفا وقلقاس في الشتاء، حيث أن يومين دون لحم كانا ضروريان لاستقبال يوم السبت. ويوم الجمعة هو يوم الاستحمام بعد الظهيرة وهو الحمام الساخن الوحيد في الأسبوع، حيث يتطهر أفراد الأسرة بالتتابع لاستقبال يوم السبت.
هذه الاستعدادات تصل بنا إلى "ليل شيموريم" أو ليلة السهر، كما يقول د. عرفة، حيث يتم إخراج أي خميرة من البيت وتحفظ جميع الأواني في حجرة مغلقة، ويتم تناول وجبتين وقوفا، ثم يجمع فتات الخبز ويلف في ورقة ثم يحرق بعد أن يرتل عليه ثم يلقى في جدول ماء.
يأتي شم النسيم غالبا في اليوم التالي لآخر أيام عيد الفصح اليهودي، أي بعد ثمانية أيام معاناة من القيود الغذائية المرهقة كالفطائر غير المخمرة المثيرة للغثيان على حد قولهم، وفي ليلة عيد الفصح تعد المائدة التي تتمثل في صينية عليها ثلاث قطع من الخبز "الازيم" وأوراق الخس والكرفس وعشب الهاروشيث المر، وبيض مسلوق يذكر بحزن الرحيل، وإناء ماء مخلوط بالملح أو الخل، ثم عظمة من خروف مشوي ملتصق بها قطعة من اللحم، رمز للذراع الممدودة التي أشارت للعبرانيين إلى طريق الخروج من مصر.
وأمام كل ضيف وضعت "الهاجاداه" التي تقرا ليلة عيد الفصح وتحكي قصة الخروج، ثم يتناول الجميع النبيذ ويأكلون الكرفس المغموس في الماء والملح، ثم يفتح رب العائلة باب الشقة وبيده قطعة خبز وينشد "هذا مثل خبز البؤساء الذي أكله أجدادنا في مصر".
يحتفل يهود مصر كذلك بعيد البوريم "الفوز" في 28 من شهر آذار/ مارس، وتدور الأصول التاريخية لهذا العيد حول قصة "استير" الواردة في السفر المعروف باسمها، والتي أقنعت ملك الفرس "احشويروش" بعد غرامه بها، بقتل وزيره هامان الذي حنق على اليهود للمكانة التي وصلوا إليها، وأباح الملك لليهود قتل عشرات الآلاف من الفرس، فاتخذ اليهود من هذه المناسبة عيدا يحفل بكل مظاهر اللهو، حتى أن المصادر العربية أطلقت عليه "عيد المسخرة".
![](http://up.arab-x.com/Feb11/Rp886285.jpg)
خبز يهودي
قرابين بشرية
لا يتم لليهود عيد الفصح أو البوريم أو اليوبيل الفضي، كما يؤكد د. عرفة، إلا إذا حصلوا على دم بشري وخلطوه بالفطائر التي تصنع لأجل هذه الأعياد وتمنح عادة للأتقياء منهم.
ويعتقدون أن هذا الدم البشري هو شعيرة مهمة لإتمام طقوسهم الدينية وتطبيقا لتعاليم التلمود، وكان يهود الشتات في كل مكان يعيشون فيه يذبحون طفلا أو امرأة أو رجلا قبل عيد الفصح، ثم يضعون دم الضحية في عجين الفطائر حتى لا يبقى يهودي إلا وذاق من هذا الدم أو يعد خاطئا.
وطبقا لمعتقد اليهود فإنهم إذا لم يتمكنوا من ذبح الناس جميعا، فلابد من ذبح واحد منهم كل سنة في كل مدينة أو قرية. ويروج الحاخامات أن دم غير اليهودي يفيد في أعمال السحر والتعاويذ ويجلب الرزق ورضا الرب.. ويدخر الحاخامات دماء بشرية مجففة ممزوجة بالملح والدقيق، فإذا أتى عيدهم ولم يتمكنوا من الحصول على ضحية جديدة قام كل حاخام بتوزيع المدخر لديه مع الغلو في ثمنه.
يقول التلمود "عندنا مناسبتان دمويتان ترضيان الهنا "يهوه" إحداهما عيد الفطائر الممزوج بالدماء البشرية والأخرى مراسم ختان أطفالنا".. وورد في دائرة المعارف اليهودية صفحة 306 في الجزء الثامن "إذا كان هناك من أساس أقر من قبل الحكماء حاخامات اليهود فهو حقيقة القرابين البشرية المسيحية التي تقدم للإله "يهوه" ملك الأمة والتي بوشر في تقديمها أواخر عهد الملكية اليهودية".
ويذكر د. عرفة الطريقة التي يذبح بها الحاخامات الإنسان كقربان، حيث يؤتى بالضحية وتوضع في برميل إبريء وهو برميل يتسع لجسم الضحية مثبت بجوانبه إبر حادة، وحين يوضع الضحية في هذا البرميل تنغرس الإبر في جسمه وينزف الدم في البرميل، وكلما تحركت الضحية بسبب الألم وطلوع الروح تتسع الجروح ويصفى الدم بشكل كامل.
أما إذا كان المكان غير آمن فإنهم يذبحون الضحية من الرقبة وفي أمكنة الشرايين ويوضع تحتها إناء واسع ثم يجمع الدم ويعبأ في زجاجات، وتسلم إلى الحاخام الأكبر الذي يقوم بمباركتهم ويعجن الدم مع السميد ويعد الفطائر للعيد المقدس. ورغم أن التوراة حرمت الدم "لا تأكلوا دم أي جسد كان" فإن الحاخامات قالوا أن هذا النص يقصد به دم اليهود فقط.
![](http://up.arab-x.com/Feb11/I2W87019.gif)
التعديل الأخير: