حكايا الدراويش

إنضم
16 يوليو 2010
المشاركات
4,416
مستوى التفاعل
3
النقاط
0


حكايا الدراويش
تحسب لغضبهم السلاطين وأسرفوا عليهم ببذخ





لوحة الدراويش


يفرق المؤرخون بين التصوف والدروشة، حيث يعتبرون أن جزء من الدروشة اتكالي سلبي وانعزالي، وإن كان العامة اعتادوا إطلاق صفة الدراويش على المتصوفة الذين ينقطعون للعبادة.. وعلى الرغم من أن العامة أطلقوا على أصحاب التكايا بأنهم من الدراويش، إلا أن الكثير من سلاطين آل عثمان وأمراء المماليك وكبار المصريين تحسبوا لغضب أصحاب التكايا، فأوقفوا عليهم المرتبات وأسرفوا ببذخ على تلك المباني وسكانها.

ومن أبرز التكايا التي نشأت في العصر العثماني "تكية الدراويش" الأثرية، التي تم ترميمها أخيرا لتصبح جاهزة للافتتاح، وتقرر تحويلها إلى مركز للاحتفالات الدينية والموسيقية، بعدما كانت أول مسرح تاريخي يستخدم قديما في الاحتفالات بالمناسبات الدينية.

تاريخ "تكية الدراويش" يرجع إلى القرن الرابع عشر، وقام بتشييدها الأمير شمس الدين سنقر السعري، نقيب المماليك السلطانية، وتسع نحو 52 شخصا، منهم الإمام والمؤذن والقارئ ومتعاطي الدعاء والذاكرون، بغرض استخدامها كحلقات للذكر، وقراءة القرآن الكريم.

وتعد التكية واحدة من الآثار القليلة في العالم، التي مازالت تحتفظ بطابعها كاملا، فالزائر لها يجدها تعلوها قبة، محمولة على 12 عمودا من الخشب رمزا لأئمة الشيعة الإثني عشر، ويخرج من القبة ثمانية شبابيك صغيرة، وتتميز القبة بزخارفها الزاهية ونقوشها البديعة، وتمزج بين تراث الشيعة والسنة في توافق روحاني بديع.


السلطان سليم الأول



يروي الكاتب حمدي البطران في كتابه "مصر بين الرحالة والمؤرخين" أنه من الوقائع التاريخية التي شهدتها التكية، أن السلطان سليم الأول اختبأ فيها مرتديا زي المولوية، قبل استيلائه على حكم مصر بإطاحته بآخر سلاطين المماليك قنصوه الغوري 1517 م.

وكتب علماء الحملة الفرنسية في كتاب "وصف مصر" عن ظاهرة الدراويش فقالوا " وثمة عادة خاصة بمصر لا تشاركها فيها فيما يبدو بقية الدول الإسلامية، تلك هي عادة إقامة الأعياد للأولياء، حيث لكل قرية ولكل حي من مدن مصر الكبرى ولي يحتفل بيوم مولده، وبرغم ذلك فلا تقام أية صلوات إضافية في المساجد، وعلى الرغم من الدافع الديني لهذه الأعياد إلا أن رجال الشريعة لا يشاركون فيها على الإطلاق، ويتركون شئون الاحتفال للسكان من كافة الطبقات، وهؤلاء نهمون على الدوام للبهجة وضروب اللهو، ويفضل المصريون الاحتفال بأعيادهم، ومسراتهم في الليل، وهذه في الغالب عادة كل الشعوب التي تعيش في جو حار، فالليل في المناطق المدارية في الواقع هو الوقت الذي تنشط فيه أجسامهم وملكاتهم".

وجاء في الموسوعة أنهم فئة من المخبولين يرسلون شعورهم، ويباح لهم كل شيء، وتؤمن بهم العامة في تبجيل أعمى وخارق المألوف، وأحد هؤلاء الرجال وقد أشاع أنه يوحى إليه من محمد، كانت لديه عادة التجوال في شوارع القاهرة عاريا تماما، وكانت النساء حتى ذوات الوضع المتميز ممن يصادف وقت مرورهن مروره، كن يقفن ويقتربن منه لتقبيل يده بدلا من أن يتراجعن إزاء هيئته..!

كما يحكي الفرنسيون عن شيخ آخر اسمه الشيخ أحمد أبو حديد، مات أثناء الحملة الفرنسية، وهو من بين هؤلاء المدعين الذين يجوبون الشوارع عراه تماما أو مستترين بخرق بالية، وقد سار خلف جنازته جماعة ممن هم على شاكلته من الدراويش بالتتابع ذات اليمين وذات الشمال، ويصدر عنهم أنين شديد وقد أجهدوا واحتقنت وجوههم.




بينما تروي إميليا. ب. إدوارز عن تجربتها الشخصية فتقول " لقد نلنا السعادة بالتعرف إلى العديد من المشايخ على مدار رحلاتنا في الشرق، ولكنني لا أعلم أنهم فعلوا شيئا يستحقون عليه التكريم، لقد شاهدنا شيخا عجوزا رهيبا اسمه الشيخ سليم. كان يجلس على كومة من التراب قرب فرشوط لا يرتدي ملابس، ولا يستحم، ولا يحلق ذقنه، لقد مضى عليه نصف القرن الأخير دون أن يفعل شيئا ولا حتى يرفع يده إلى فمه لتناول الطعام ".



ويحكي المؤرخ أحمد شفيق باشا في كتابه "مذكراتي في نصف قرن" في الجزء الأول عن نوع من الحفلات الدينية اسمها حفلة الأشاير وحفلة الدوسة، ويروي عما يحدث في حفلة الأشاير عن شخص يسمى علي كاكا يرتدي جلباب أبيض قصير وقد حزم وسطه بحبل وفي يده سوط طويل وفرقلة، ومعه غلام فتجري بينهما مغازلة ماجنة بألفاظ سوقية مبتذلة فيزدحم الناس حوله نساء ورجال، وقد أسفرت النساء عن وجوههن، ويقول أن حفلة علي كاكا كانت تنصب أيضا في حفلات المولد النبوي والموالد الأخرى، مما يجعل تلك الحفلات بريئة من الدين.

كذلك يحكي عن حفلة الدوسة التي كانت تقام يوم 11 من ربيع الأول من كل عام ويقول أنه في هذا اليوم يجتمع أرباب الطرق الصوفية بميدان بابا الخلق ويسير موكبهم بشوارع المدينة ومعهم عدد من المشعوذين، منهم من يأكل الزجاج والثعابين، ومنهم من يضرب شدقه بدبوس، بل كان بعضهم يضع حد السيف على بطنه ثم ينام فوقه وبعدها يصعد على جسده شيخه ويقف بقدميه.

ويقول أنه عندما يصل موكب الأشاير إلى ساحة المولد أمام سرادق السيد البكري يقرأ رجال كل طريقة الفاتحة وأمامهم شيخهم، ثم ينبطح الكثير منهم على وجوههم في صف كبير، ثم يمر فوقهم شيخ السادة السعدية بحصانه، يقوده اثنان من أتباعه، فيدوس الحصان بحوافره على ظهورهم وجنوبهم وأذرعهم وأرجلهم، وهم يعتقدون أنهم سينالهم من جراء ذلك خير كثير، وكان الناس يروحون عليهم بمراوح يدوية، وقد أبطل الخديوي توفيق عام 1878 هذه الحفلات العنيفة والتي كانت خاصة بطريقة السادة السعدية المنتسبين إلى سعد الدين الجبائي.




 
التعديل الأخير:
إنضم
16 يوليو 2010
المشاركات
4,416
مستوى التفاعل
3
النقاط
0
رد : حكايا الدراويش

هلا ليالي
الله يعافيج يا الغلا
شاكرة مرورج:eh_s(7):
 
إنضم
16 يوليو 2010
المشاركات
4,416
مستوى التفاعل
3
النقاط
0
رد : حكايا الدراويش

قايدة الريم
هرانية
سعيدة انكم استفدتوا من الموضوع والمعلومات اللي فيه
لاعدمت طلتكم
شاكرة مروركم
مع ارق التحايا
:eh_s(17):
 
إنضم
3 مايو 2008
المشاركات
2,945
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
الإقامة
بقلب زوجي
طول عمرى اتشدنى قصص الدراويش
يمكن لانى اقرى وايد لنجيب محفوظ واللى ما تخلى قصصه منهم


يعطيج العافية
:eh_s(7):
 
إنضم
16 يوليو 2010
المشاركات
4,416
مستوى التفاعل
3
النقاط
0
رد : حكايا الدراويش

زوجي توأم روحي
فعلا احب قصصهم احسها فيها غرائب واساطير كثيرة
شاكرة مرورج


احبه حب هالكني

هلا حياج