حلم

حديث الروح

*مشرفة ساحة الابداع و المنتديات الإسلامية*
إنضم
30 سبتمبر 2011
المشاركات
10,233
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الإقامة
الكويت
بالأمس  كان حلمي فائضاً بك ..
بدلني أخرى بصحوتي..
 فإذا بيقظتي تعيش منامي  ..
كل شعور  الماضي انبعث حيّاً واندلق في صدري 
أنهاراً جارفة من الشوق .. لكنها لاتروي  
فشتان بين اليقظة والنوم ..
لم  وافاني طيفك في المنام مقبلاً من ديارك البعيدة ؟!
لم زارني  والقلب قد أوصد على قناعة استحالة رؤياك ؟!
هل  جاء بإيعاز منك؟!
ام  استدعيته أنا دون شعوري ؟!
حقاً أصبحت اليوم ونهاري غير أمسي ..!
فأنت في ذرات الهواء من حولي تشبعينها شوقاً
رغم انقضاء الحلم ..!
ربما حين أسلمت للنوم جسدي ..
حلّقت روحي في فضاء اللازمان 
واستدعت روحك دون علمي  فأجبت ؟!
يالبهجة  ذلك الحلم يارفقة الروح !
أقبلت تزورينني  من مكان بعيد ..
ومحياك مشبع  بالابتسام ..
ربيع العمر يرسم بهاء إشراقته فيه ..
ونحن صنوان ..!
كأن بينهما ماض طويل .. 
ولم  يزالا في الريعان !
المكان كان وطني  ..  
ولكن ليس له ملامح ولا  تفاصيل 
والزمان لقاء بعد عمر من الفراق طويل !
والسقف سماء  ناصعة  بعيدة عن المنال .. 
بهيجة ألطف  من الخيال !
في أحضانك كانت  ترتع ابنة صغيرة ..
هرعت إلي ضاحكة .. فأترعت قلبي بالسعادة 
كنت أجاذبها حديثاً طفولياً أنستني اليقظة تفاصيله 
وتفاصيل أحاديثي معك ..!
وكان هنالك صبي لك أحسسته ولمحته ..
ودفء عمري الذي كان   أحسست وجودها معنا ..
أصبح عمري  بعدها بارداً !!
وقبل أن تعودي تبادلنا حديث الذكريات ..
<span class="class=" nokiaway""="]ودخلت فيه تفاصيل غذاها خيال نقي كقلب الطفولة  ..!
أخيراً جاء من حيث لاأدري.. 
شاب مبتسم   ، رقيق العود، ناصع كلؤلؤة   
عرفته  على أنه ولدك  الكبير ..
اتى لتعودوا إلى الديار جميعاً  ..
كانت  في يدك باقة كبيرة خضراء قذفتها للأعلى 
فتلقفها الفضاء وابتعدت في أحضان السماء
وكلما ابتعدت  استطالت 
حتى عجبت كيف استطعت أن تقذفيها بهذه القوة 
وأن تستقبلها السماء بهذا الترحاب  !!
كنت أنت ولست أنت !
وكنت أنا وليس أنا ..!
الجمال حفّ بك وبصغارك كانكم نجوم ضاحكة زارتني 
لتبهج قلبي ..!
ومع  البهجة كان الحزن ..
ومع السرور  اختلط الألم ..
وشبح الرحيل أبى إلا أن يكدر صفوي وعظيم حبوري 
حتى في الحلم ..!
لكني أفقت والباقة الخضراء لم تزل تشق طريقها في السماء 
وأنت وأولادك .. وأنا .. عيون تتطلع ..! 
قلت لي : هذه الباقة لك هدية او هكذا فهمت ..!
فلم  رميتها إلى الفضاء؟!
لاأدري يارفقة الروح ..!
كل ماأعرفه أننا كنا سعداء سعداء..!
وأنني أصبحت والمكان  حولي 
لايزال حافلٌ  بك ..!
لم أدرك مدى   اقتراب روحي منك إلاّ الآن  ..
لم أدرك أنك أنت لاسواك  قدر اقترن بحياتي  
فكيف لم أنتبه لجميل الأقدار؟!
قد لاتحملين لي هذا النبض من الإحساس  الروحي 
ولكن  رأيت أن أخبرك دون انتظار جواب 
ولأ شكر روحك إذ وافتني .. 
في  حلم  حلق بي  فوق السحاب