دائما معنا امير القلوووب

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

ضحكة الدنيا

**مشرفة قسم مائدتك**
إنضم
10 سبتمبر 2006
المشاركات
23,523
مستوى التفاعل
0
النقاط
0



عام مضى على رحيل جابر الخير، وكأننا مجددا امام لحظة الخبر، لحظة الحق المطلق الذي اراد لهذا الرمز ان يعيش عهدا ضربته زلازل وعواصف وان يغادر دنياه بسلام وهدوء بعدما ادى قسطه للكويت واهلها.

منذ توليه مسؤولياته الاولى الى رحيله اميرا... هو هو لم يتغير، الحكمة هويته، والهدوء منهجه، والتبصر سلوكه، والكويت هدفه، والتوافق مذهبه. كانت المــــفاجأة هي رد فعله الاولي على الشرور التي استهدفته واستهدفت الكويت، اذ كيف يقابل الخــــير بالغدر وكيـــــف يرد على الحق بالباطل، ومع ذلك زادت التحديات من تمـــــسكه بخط الاعتدال فســــامح من اعتدى عليه وترك للعدالة مهمة الانصاف.

عام مضى لكن سير الصالحين تتمرد على التقويم الزمني، فكيف اذا كانت سيرة جابر الاحمد اللصيقة بوجدان جيل كامل عاش تجربة بناء الكويت الحديثة بكل ما فيها من انتصارات وانتكاسات. كان الهم الاساسي لعدد من الزعامات في المنطقة تشويه التاريخ وتغيير الجغرافيا للقضاء على اي مستقبل ممكن، وكان الهم الاساسي لجابر الاحمد التواصل مع التاريخ وتحصين الجغرافيا لبناء مستقبل افضل... كان مدرسة في زرع الخير لتحصده الاجيال المقبلة معطيا للحكم والمسؤولية والولاية هوياتها الحقيقية التي عجز كثيرون عن استيعابها.
توحد مع ديرته في الدور والاهداف ولم يسمح للصخب الدائر حولها وفيها ان يشل خطط التنمية وبناء المستقبل. حاولوا اغتياله لفصل ذلك التوحد لكن الله العلي القدير شمله برعايته، ثم حاولوا اغتيال الديرة فكان الله والاشقاء والاصدقاء والالتفاف الشعبي غير المسبوق حول القيادة عناصر النصر والانتصار وكان جابر الاحمد في قلب الصورة متوجا جهوده المضنية للتحرير بذاك الحضور المؤثر في الامم المتحدة ذارفا دمعة ايقظت الضمائر وشحذت الهمم.
عادت الكويت فعاد الى خير العمل... سنوات متواصلة لمسح آثار العدوان وبناء ما تدمر... جهد لا يكل وعزيمة لا تلين... فكر مكرس لاستنباط اقصر الطرق للتقدم وقلب خاشع دوما لله شكرا ومحبة. ومع ذلك كان لا بد لقساوة التجربة ان تنعكس على صحته فتحمل ضريبة جديدة بين ضرورة الخلود الى الراحة واستمرار العطاء، مفضلا العطاء حتى فجر الرحيل.

عام مضى، لكنه ما زال بيننا بهدوئه وابتسامته، بعطائه المتجسد في كل مساحات التنمية، بالحكمة التي كرسها نهج عمل، بالحريات التي رسمت صورة الكويت. كان مدرسة في زرع الخير، وهي المدرسة التي تخرج منها شقيقه ورفيق دربه وصديقه وحبيبه سمو الامير الشيخ صباح الاحمد ربان السفينة التي تعرف كيف تسير واين تسير.

جابر الاحمد نفتقدك رغم انك دائما معنا.
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.