رسالة لأهل الكويت
تأملت ما يحصل خلال الحملات الانتخابية من سباب، امتهان للكرامات، التصيد، الافتراءات وغيرها مما تسبب فيما لا تحمد عقباه؛ فالفتنة لا تجر إلا الفتنة ولكل بوق ينعق منه. فهناك أناس جعلوا همهم شق وحدة الصف وتصنيف المجتمع الكويتي كل بحسب أهوائه ومصالحه وغاب عنهم أن هذه التصرفات مرفوضة جملة وتفصيلا من أغلب شرائح المجتمع الكويتي ودليله ما شاهدناه وسمعناه من استنكار وشجب من أهل الكويت وهذا هو العهد بأبناء الوطن فتذكرت حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إن اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى". فعندما تمادى البعض في تصرفهم اللا مسؤول، انتفض الشعب ليسجل استهجانه واستنكاره لما حصل، لكن وبكل أسف بالغ البعض في ردة فعله، ولم يحسب حساب لتصرفاته، فلا بد من ضبط النفس وأن لا يكون لكل فعل ردة فعل حتى نفوت الفرصة على المتصيدين الذين لا يريدون بالبلاد ولا بالعباد خيرا.
المركب إن غرق غرقنا جميعاً
استحضرت من أمثال هذه التصرفات حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: "مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللَّهِ وَالْوَاقِعِ فِيهَا، كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ، فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلاهَا وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا، فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنَ الْمَاءِ، مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ، فَقَالُوا: لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا، وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا، فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعاً، وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا وَنَجَوْا جَمِيعًا" فلنتصرف بحكمة وإلا غرقنا جميعاً، فالجميع مستهدفون.
الفتنة ... الفتنة
ولا يخف علينا أن ماحصل إنما هو فتنة في زمان الفتن، قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله: "الفتنة إذا وقعت عجز العقلاء فيها عن دفع السفهاء فصار الأكابر عاجزين عن إطفاء الفتنة وكف أهلها".
تحذير
المستهدف من هذه القضية ليس قبيلة بعينها، ولا أشخاص بعينهم، بل المستهدف هو الكويت، نعم الوطن. هذه لعبة مكشوفة وإن كانت تحركها أيدي خفية من وراء الكواليس فاستيقظوا وتنبهوا وإياكم والإنجراف وراء هذه الفتنة، وعليكم بالعلاج النبوي.
فما هو العلاج
١-العلاج نجده في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن الفتن: "أمسك عليك لسانك، وليسعك بيتك، وابك على خطيئتك".
٢-اتحاد كلمتنا وترابطنا "فالمؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً".
٣-التزامنا لهدى الشرع عامة ووقت الفتن خاصة، فقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: "العبادة في الهرج كهجرة إلي".
٤-علينا بطاعة ولي الأمر، ولا نسمح لمثيري الفتن بأن يزلزلوا أركان المجتمع.
٥-ليأخذ القانون مجراه الطبيعي بعيداً عن الغوغائية والتصرفات اللامسؤلة فهذا مايريده دعاة الفتنة، يريدون تفريق الشمل والكلمة ودق إسفين الكراهية بين أبناء الجسد الواحد، فلا تجعلوا لهم مدخلاً عليكم.
٦-اتركوا التعصب فهي دعوى الجاهلية ونحن قوم أكرمنا الله بالإسلام، فقد أرشدنا النبي للعلاج بقوله: "دعوها فإنها منتنة" أوكلما أُنتقص من أفراد أو جماعة، وهذا لا ينقص من قدرها فكل إناء بما فيه ينضح ، وليس من المعقول أنه كلما تطاول قزم هب الجميع وانتفضوا، أين الحكمة؟ لابد من ضبط النفس.
٧-لنتخلق بأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم، فالنبي أؤذي، وعذب، فلما آل الأمر إليه وكانت العاقبة له قال: "اذهبوا فأنتم الطلقاء".
٨- الدعاء بأن يخلصنا الله من الفتن ماظهر منها ومابطن، وأن يرد كيد الكائدين في نحورهم.
فالله الله في وطننا، فالوطن يسع الجميع، وسجلوا موقفا يوم الاقتراع باختيار القوي الأمين والأصح. نسأل الله التوفيق والسداد.
الكويت ... أغلى نعمة انعمها الله علينا، فلنحافظ على هذه النعمة بدوام الشكر، والبعد عن الفتن.:yaaaaaarb:
تأملت ما يحصل خلال الحملات الانتخابية من سباب، امتهان للكرامات، التصيد، الافتراءات وغيرها مما تسبب فيما لا تحمد عقباه؛ فالفتنة لا تجر إلا الفتنة ولكل بوق ينعق منه. فهناك أناس جعلوا همهم شق وحدة الصف وتصنيف المجتمع الكويتي كل بحسب أهوائه ومصالحه وغاب عنهم أن هذه التصرفات مرفوضة جملة وتفصيلا من أغلب شرائح المجتمع الكويتي ودليله ما شاهدناه وسمعناه من استنكار وشجب من أهل الكويت وهذا هو العهد بأبناء الوطن فتذكرت حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إن اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى". فعندما تمادى البعض في تصرفهم اللا مسؤول، انتفض الشعب ليسجل استهجانه واستنكاره لما حصل، لكن وبكل أسف بالغ البعض في ردة فعله، ولم يحسب حساب لتصرفاته، فلا بد من ضبط النفس وأن لا يكون لكل فعل ردة فعل حتى نفوت الفرصة على المتصيدين الذين لا يريدون بالبلاد ولا بالعباد خيرا.
المركب إن غرق غرقنا جميعاً
استحضرت من أمثال هذه التصرفات حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: "مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللَّهِ وَالْوَاقِعِ فِيهَا، كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ، فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلاهَا وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا، فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنَ الْمَاءِ، مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ، فَقَالُوا: لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا، وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا، فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعاً، وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا وَنَجَوْا جَمِيعًا" فلنتصرف بحكمة وإلا غرقنا جميعاً، فالجميع مستهدفون.
الفتنة ... الفتنة
ولا يخف علينا أن ماحصل إنما هو فتنة في زمان الفتن، قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله: "الفتنة إذا وقعت عجز العقلاء فيها عن دفع السفهاء فصار الأكابر عاجزين عن إطفاء الفتنة وكف أهلها".
تحذير
المستهدف من هذه القضية ليس قبيلة بعينها، ولا أشخاص بعينهم، بل المستهدف هو الكويت، نعم الوطن. هذه لعبة مكشوفة وإن كانت تحركها أيدي خفية من وراء الكواليس فاستيقظوا وتنبهوا وإياكم والإنجراف وراء هذه الفتنة، وعليكم بالعلاج النبوي.
فما هو العلاج
١-العلاج نجده في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن الفتن: "أمسك عليك لسانك، وليسعك بيتك، وابك على خطيئتك".
٢-اتحاد كلمتنا وترابطنا "فالمؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً".
٣-التزامنا لهدى الشرع عامة ووقت الفتن خاصة، فقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: "العبادة في الهرج كهجرة إلي".
٤-علينا بطاعة ولي الأمر، ولا نسمح لمثيري الفتن بأن يزلزلوا أركان المجتمع.
٥-ليأخذ القانون مجراه الطبيعي بعيداً عن الغوغائية والتصرفات اللامسؤلة فهذا مايريده دعاة الفتنة، يريدون تفريق الشمل والكلمة ودق إسفين الكراهية بين أبناء الجسد الواحد، فلا تجعلوا لهم مدخلاً عليكم.
٦-اتركوا التعصب فهي دعوى الجاهلية ونحن قوم أكرمنا الله بالإسلام، فقد أرشدنا النبي للعلاج بقوله: "دعوها فإنها منتنة" أوكلما أُنتقص من أفراد أو جماعة، وهذا لا ينقص من قدرها فكل إناء بما فيه ينضح ، وليس من المعقول أنه كلما تطاول قزم هب الجميع وانتفضوا، أين الحكمة؟ لابد من ضبط النفس.
٧-لنتخلق بأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم، فالنبي أؤذي، وعذب، فلما آل الأمر إليه وكانت العاقبة له قال: "اذهبوا فأنتم الطلقاء".
٨- الدعاء بأن يخلصنا الله من الفتن ماظهر منها ومابطن، وأن يرد كيد الكائدين في نحورهم.
فالله الله في وطننا، فالوطن يسع الجميع، وسجلوا موقفا يوم الاقتراع باختيار القوي الأمين والأصح. نسأل الله التوفيق والسداد.
الكويت ... أغلى نعمة انعمها الله علينا، فلنحافظ على هذه النعمة بدوام الشكر، والبعد عن الفتن.:yaaaaaarb: