اسم القصة: بسمة جعفر:
**(الجزء الأول)**
بسمه:لقد بدأت أتماثل للشفاء يا سناء, وقد بدأ وجهي يعود جميلاً كما كان,
ومن المفترض بي أن اكون سعيده, إلا أني أشعر الآن بالحزن, أكثر من ذي قبل, بعكس ما توقعت يا صديقتي,
سناء:أخبريني ما سر حزنكِ, فكلامكِ أقلقني يا بسمه, هل هو الحنين والشوق إلى أخواتكِ وعائلتك؟, أم أن سر حزنكِ هو ذنب أتيت بهِ, وربما تكونين قد تذكرتِ ماضيكِ؟!,
أيٍ كانت الأسباب, لا تجعلي للشيطان سبيلاً أو مدخلاً لقلبكِ فيشعركِ بالحزن, فلا أريد أن أسمع منكِ هذا الكلام ثانية, فأنا لا أجد أي مبرراً لرسالتكِ هذه, وقد حكيتِ لي عن الحياة المرفهة التي تعيشينها في هذه الوقت, والآن تقولين لي بأنكِ تشعرين بالحزن, ماذا ينقصكِ؟!
بسمه:عزيزتي الدنيا ما كملت لأحد, أنا أفتقد أهم شيء في الوجود,
أكتب لكِ كلامي هذا ودموعي تنساب على خدي, فأشعر بحرارتها تحرقني, وقلبي مقروح.
نعم أعترف أن لدي كل ما تحلم بهِ أي فتاة في مثل عمري, غرفة جميلة جداً, وجهاز جوال بأحدث موديل, ولابتوب لا يمسه أحد غيري, وملابس جميله, ومنزل مريح,
حتى الأعمال المنزليه لا ترهقني إطلاقاً, الفرق شاسع واسع بين حياتي هذه, وحياتي السابقة في منزل والدي رحمه الله.
أنا أشعر بالحرمان الآن أكثر من ذي قبل, مع توفر كل هذه الأمور لدي والتي كنت أفتقدها سابقاً, وأنا أحمد الله على كل حال.
ولكني لم أقدر نعمة الله التي كنت أعيشها في السابق, إن أبسط الأمور التي من الممكن أن أحصل عليها – في منزل والدي - كنت أفتقدها يا سناء, وذلك لأني يتيمة ليس لي أب ينفق علي من ماله,
لقد أدركت الآن أنه لا يوجد قيمة للمال والكماليات مع انعدام الحب والحنان,
فقد كانت لدي سابقاً أمي تغدقني بعطفها وحنانها, فقد عوضتني عن هذا الحرمان كله, بلمساتها الحانيه ونظرتها العطوفه وكلماتها الدافئه, مع إني وقتها لم أكن أشعر بشيء مهم كهذا,
لقد كنت أتذمر لأنه لم يكن لدي غرفة خاصة بي, وكنت أنام على الأرض ويؤلمني ظهري, وكنت أحسد بنات أعمامي على وجود الأسرة لديهن, حتى إني إذا ذهبت لزيارتهن أشعر بأني أميره وأنا مضطجعة على السرير فأستسلم للنوم حتى لو لم أكن نعِسه (نعسانه).
كان الفقر يحيط بي أنا واخواتي, وكنت أشتكي من ذلك,
لكني كنت مرتاحة هادئة البال, لا أحمل هماً, أرى الحياة جميله, أنام بلا دموع, أشعر بأنه لا هم لدي هذا مع قلة المال وسوء الحال, أما الآن ومع ما أملكه من مال وكل شيء يضمن لي حياة سعيدة ومستقرة, أشعر بالحزن الشديد, وأصرت أقضي وقتي كله بالبكاء, وأحس بالحاجة أكثر من قبل بأضعاف مضاعفة.
سناء:غريبٌ كلامكِ,وها أنتِ حصلتِ على ما كنتِ تتمنينه يا بسمه فلما الحزن؟, أشكري الله على هذه النعم ولا تدعي الشيطان يوسوس لكِ,
فهو يريد أن يجعلنا تعساء دوماً..
الله سبحانه وتعالى يقول (أنك ميت وأنهم ميتون) كلنا سنموت وسنغادر هذا العالم, فلا تحزني على أمكِ, فالآن هي في الجنة,
بسمه:أنتِ لم تفهمي قصدي يا سناء, أنا حزينة لسبب آخر, وليس على أمي, نعم ما زلت محزونة لأني فقدتها, وأذرف الدمع عليها وأندبها كأي فتاة, ولكنكِ لم تدركي ما عنيت
سناء:لحظه ودعيني أعيد قراءة كلامكِ السابق.
أشعر أني بدأت أدرك ما قصدتي, لقد ذكرتي لي أنكِ تفتقدين أهم شيء بالوجود, وأنا الذي فهمته من كلامكِ, أنكِ تفتقدين والدتكِ, وهذا سبب حزنكِ, لأن الأم هي من الأمور المهمة في الحياة والتي لا غنى لأحدٍ عنها,
لحظة,, ولكن الأم لا تدوم, فلا بد أن تفارقنا وترحل عنا في يوم من الأيام, وما أكثر الأيتام في العالم, فأي شيء تفتقدين وماذا عنيتِ؟,
ما زلت أتفكر في كلمة (أهم شيء بالوجود) وبودي لو تخبريني ما هو, فأنا لم أتوصل لمعرفة ما هو هذا الشيء المهم لحد الآن,
أتراه مهم حقاً كما تزعمين, أم أنه شيء سخيف وتافه,
فأنتِ تعرفيني جيداً يا بسمه, أنا صريحة وليس عندي مجاملات أبداً, وأحب كلمة الحق.
بسمه: صدقتي يا سناء,
أصبح لدي كل ما كنت أحلم به وأشتهيه, لكن.. لكن .....
أنا أفتقد الحب, أفتقد هذا الشعور بقوة, بل لو كان الحب لكان الخطب هان, ولكني أفتقد الكلمة الحانية واللمسة الدائفة, بدأت أحن وأشتاق لأمور بسيطه هكذا, كانت في حياتي بشكل مستمر لذلك لم أشعر بأهميتها,و الآن عندما فقدتها أدركت كم هي مهمة
لم أعد أستطيع الإحتمال..أنا محتاجة للحب والحنان, أكثر من حاجتي لما هو موجودٌ عندي, فما قيمة كل هذا وأنا أفتقد هذه المشاعر,
الحب والحنان معدوم.. لا أشعر بهِ إطلاقاً.. فليأخذوا مني كل ما أملكه ويعطوني القليل من الحب هذا ما أفتقده, وهذا ما يجعلني أشعر بالحزن الشديد..
أريد هذا الإحساس, لا أريد هذا المال وهذه الحياة البائسة التعيسة, الخالية من الحب..
وهنا سكتت صديقتها ولم تدرِ بما تجيبها, إلى أن قالت سناء:
لقد أخبرتني بأنكِ ستكونين سعيدة إذا فعلتي ما فعلتِ, وها أنتِ الآن تحدثيني بأنكِ تشعرين بالحزن,
وما زلت أستنكر عليكِ العمل الذي قمتِ به, وغير راضية عنه,
يا إلهي, أنا أبكِ حسرة عليكِ الآن, أخبريني كيف أساعدكِ لتخرجي من حزنكِ ومحنتكِ هذه؟.. ألا يعطيكِ هذا الرجل حقكِ من الحب؟..
بسمه: بالنسبة للأمور الأخرى, أقصد شؤون المنزل ومتطلبات الحياة,
فكما ذكرت لكِ, لا يقصر علي بشيء إطلاقاً, فكل شيء موجود عندي, ولكنه غفِل عن أهم شيء, غفل عن إعطائي القليل من الحب,
أنا أعيش مع رجل قاسي, لا يوجد في قلبه حب أو حنان وشفقه,
يظن أن الحياة مجرد مأكل ومشرب, وملبس, وأشياء أخرى, لا يوجد للحب مكان في قلبه, مازلت اتساءل أي نوعٍ من الرجال هو, لا أريد أن اظلمه, فربما هو لا يحبني ولا ينجذب لي.. ولكن إذا كانت هذه مشاعره, فلما لا يدعني وشأني؟..
يا سناء أنا لا أريد أن يبيعني كما اشتراني, ولكني عندما عشت معه, شعرت بأني محتاجة إليه,
عندما دخلت بيته لأول مره, ورأيته أعطاني غرفة أخته, وقال لي أعتبريها غرفتكِ وافعلي بها ما شئتِ, وعندما سألته عن اخته, ألن تغضب إذا ما عادت ورأتني قد أخذت غرفتها, فقال لي: كلا فهي مسافره وسيطول سفرها,
وعندما اعطاني المال, وصار يدللني واشترى لي كل ما كنت أرغب فيه, وقال لي: لا تخجلي أبداً, أطلبي فهذه فرصتكِ.. قلت لنفسي أنه بالتأكيد سيحبني إذا قمت بإجراء عملية التجميل, وزالت الحروق عن وجهي, سأعود جميله كما كنت, بل وأجمل
وبالتأكيد سينجذب لي,
فسرت معاملته معي من ناحية الحب بالبدايه, أنها ردة فعل طبيعية أن لا يقترب مني أو يبدي ناحيتي شيئاً من الحب.. لأني في مزاج سيء ووجهي محروق, ولم أجري العملية بعد
ولكن الآن وبعد مضي 4 شهور على إجرائي للعملية.. وها أنا بدأت أستعيد نظارتي وجمالي.. صرت أشك في نفسي,
ألا أبدو جميلة أمامه؟, ألا ينجذب إلي, ألا يحس ببعض الحب تجاهي؟, وكأني أعيش مع صخره, أو امرأة مثلي..
حتى المرأة لو جلست معها لضحكت ومزحت معي وداعبتني ببعض النكت والمزاح.. ولنادتني لأجلس معها ونتحدث.. أما هو لا يفعل ذلك.. لما كل هذا الجفاء,
لم يمسك يدي قط, لا في المنزل, ولا حتى إذا خرجنا لسوق أو مكان ما.. لذلك لم أعد أتحمل..
لا أريد أن أظلمه,, فهو طيب جداً.. ولكن أخبريني يا صديقتي, أي عيبٍ في كي لا يشعرني بالحب؟..
سناء: يا الله, كل هذا في قلبكِ يا بسمه ولا تخبريني, لما لم تقولي لي هذا الكلام من زمان,, لكنت قدمت لكِ بعض النصائح
إذا كان لا يميل إليكِ فلما اشتراكِ؟,
أنا مازلت متحسرة وحزينة عليكِ لأنكِ عرضتِ نفسكِ للبيع, كيف هانت عليكِ نفسكِ يا فتاة وفعلتِ ما فعلتِ؟, لا أصدق لحد الآن,
بسمه: يا سناء لقد كنت مضطره, كيف سأعيش بوجهٍ محروق,
نحن فقراء وليس لدينا المال لأقوم بإجراء عملية تجميل لوجهي,
لقد شعرت أن مستقبلي قد ضاع وتحطم للأبد,, نظرة المجتمع لي ستكون قاسيه ودونيه
وسأعيش بلا حب, لن اتزوج ولن أنجب أطفالاً..
فلا يوجد رجل في الكون يرغب بالزواج والارتباط بفتاة ((وجهها محروق))
شعرت بأنه يجب علي عمل شيء ما, وأن لا أجلس مكتوفة الأيدي, أنظر لوجهي مشوهاً..
فخطرت لي فكرة حينها وهي عرضت نفسي للبيع من اجل المال, لآخذ هذا المال وأجري فيه عملية تجميل,
عندما عرضت نفسي للبيع, أغلب الذين راسلوني سألوني هل أنتِ جميله وكم عمركِ, أما جعفــر لم يسألني أبدا هذا السؤال (إذا ما كنت جميلة أو قبيحه)
بل سألني لما أريد أن أبيع نفسي, فأخبرته بالحقيقه, أن وجهي محروق وأريد هذا المال لأجري عملية تجميل
فقال لي أنه مستعد أن يشتريني وسيعاملني معاملة جيده..
وعندما قلت لكِ أني عرضت نفسي للبيع, وأني وجدت رجلاً سيشتريني وسيحسن معاملتي وأن نيته طيبه,
قلتِ لي: هو كالرجال السابقين تماماً, يريدك من أجل شهوته, من أجل الجـنـ ..
وقلت لي من المستحيل أن يقترب منكِ أو يظهر لكِ الحب في البدايه وانتِ بوجهٍ محروق,, لأني أبدو بشعه,
وقلتي لي سترين أنكِ إذا أجريتي العمليه واستعدتِ جمالكِ, سيأخذ حقه منكِ إلى أن يشبع, ثم سيقوم ببيعكِ أو رميكِ, ومن سيشتريكِ سيعاملكِ بنفس الأسلوب,
وكلامكِ هذا أخافني, ولكني لم أكن أبالي بهذا, فلو حصل هذا حقاً, سأتألم,
ولكني في كل الأحوال سأكون متألمه لو فكرتي يا سناء,
لو رفضت أن أبيع نفسي من اجل المال, سأعيش بوجه محروق وسأتألم واموت في اليوم ألف مره.. لا شيء يدعوني للحياة أو يشجعني عليها
الله سبحانه وتعالى خلقنا لنبعده, ولعمر الأرض ونستمتع بحياتنا وبالنعم التي انعمها علينا..
وما دمت أستطيع إيجاد حل وإجراء العمليه في أسرع وقت فسأجريها..
سناء: ولكن الله خلقكِ حره, من أم حره, فجئتِ أنتِ وبعتِ نفسكِ وصرتي كالعبيد والإماء,
انا عذرتكِ وتفهمت موقفك عندما قلتِ لي انك بعتي نفسكِ من أجل المال ولأجل عملية التجميل.. ولكن الآن يصعب علي أن افهمكِ, ماذا تريدين من هذا الرجل..
لا أجد مبرراً لسبب حزنكِ هذا..
فكري بإيجابيه ولا تفكري بسلبيه.. ربما يريد هذا الرجل الحفاظ عليكِ ولا يريد أن يمسكِ أبداً,
ربما يرجعكِ لأهلكِ, ويكون اشتراكِ لوجه الله وليس من أجل نفسه وشهواته
أفرحي قد يرجعكِ لأهلكِ وبعدها تتزوجين وتعيشين حياة طبيعيه
نظرت بسمه إلى الساعه فوجدت الوقت قد تأخر, فودعت سناء ووعدتها أن تكلمها بوقتٍ آخر وتخبرها بكل جديد يطرأ عليها, وأن لا تخفي عليها شيئاً
وظلت بسمه تفكر في جعفر, ياله من رجل غريب حقاً, ما قصته وما سر تصرفاته هذه, هل حقاً اشتراها لوجه الله, وليس من اجل شيء في نفسه, وهل ينوي إرجاعها لأهلها..
لا ربما تكون نيته مختلفه, ربما يريد بيعي, وبما أني جميلة وعذراء, سيكون سعري أعلى بأضعاف مما دفع لي...
لو كنت امتلك الجرأه, لكنت تحدثت معه وسألته, يا ترى كيف ستكون حياتي؟
عشت يتيمه وأبي توفي وانا في السادسة من عمري
عشت حياة فقر, وبعدها حصلت المصيبة, مصيبة وقوعي في الحب واحتراق وجهي.. كأن الله عاقبني..
إذا كان جعفر يفكر في بيعي حقاً.. فعلي أن أتصرف,, علي أن أشتري نفسي بنفسي. أو أن اجذبه لي واجعله يتعلق بي بحيث يصعب عليه أن يتخلى عني...
سأستشير سناء في كل ما أفكر فيه الآن, سأتصل عليها غداً..
(التكلمه سأعرضها في وقت لاحق
**(الجزء الأول)**
بسمه:لقد بدأت أتماثل للشفاء يا سناء, وقد بدأ وجهي يعود جميلاً كما كان,
ومن المفترض بي أن اكون سعيده, إلا أني أشعر الآن بالحزن, أكثر من ذي قبل, بعكس ما توقعت يا صديقتي,
سناء:أخبريني ما سر حزنكِ, فكلامكِ أقلقني يا بسمه, هل هو الحنين والشوق إلى أخواتكِ وعائلتك؟, أم أن سر حزنكِ هو ذنب أتيت بهِ, وربما تكونين قد تذكرتِ ماضيكِ؟!,
أيٍ كانت الأسباب, لا تجعلي للشيطان سبيلاً أو مدخلاً لقلبكِ فيشعركِ بالحزن, فلا أريد أن أسمع منكِ هذا الكلام ثانية, فأنا لا أجد أي مبرراً لرسالتكِ هذه, وقد حكيتِ لي عن الحياة المرفهة التي تعيشينها في هذه الوقت, والآن تقولين لي بأنكِ تشعرين بالحزن, ماذا ينقصكِ؟!
بسمه:عزيزتي الدنيا ما كملت لأحد, أنا أفتقد أهم شيء في الوجود,
أكتب لكِ كلامي هذا ودموعي تنساب على خدي, فأشعر بحرارتها تحرقني, وقلبي مقروح.
نعم أعترف أن لدي كل ما تحلم بهِ أي فتاة في مثل عمري, غرفة جميلة جداً, وجهاز جوال بأحدث موديل, ولابتوب لا يمسه أحد غيري, وملابس جميله, ومنزل مريح,
حتى الأعمال المنزليه لا ترهقني إطلاقاً, الفرق شاسع واسع بين حياتي هذه, وحياتي السابقة في منزل والدي رحمه الله.
أنا أشعر بالحرمان الآن أكثر من ذي قبل, مع توفر كل هذه الأمور لدي والتي كنت أفتقدها سابقاً, وأنا أحمد الله على كل حال.
ولكني لم أقدر نعمة الله التي كنت أعيشها في السابق, إن أبسط الأمور التي من الممكن أن أحصل عليها – في منزل والدي - كنت أفتقدها يا سناء, وذلك لأني يتيمة ليس لي أب ينفق علي من ماله,
لقد أدركت الآن أنه لا يوجد قيمة للمال والكماليات مع انعدام الحب والحنان,
فقد كانت لدي سابقاً أمي تغدقني بعطفها وحنانها, فقد عوضتني عن هذا الحرمان كله, بلمساتها الحانيه ونظرتها العطوفه وكلماتها الدافئه, مع إني وقتها لم أكن أشعر بشيء مهم كهذا,
لقد كنت أتذمر لأنه لم يكن لدي غرفة خاصة بي, وكنت أنام على الأرض ويؤلمني ظهري, وكنت أحسد بنات أعمامي على وجود الأسرة لديهن, حتى إني إذا ذهبت لزيارتهن أشعر بأني أميره وأنا مضطجعة على السرير فأستسلم للنوم حتى لو لم أكن نعِسه (نعسانه).
كان الفقر يحيط بي أنا واخواتي, وكنت أشتكي من ذلك,
لكني كنت مرتاحة هادئة البال, لا أحمل هماً, أرى الحياة جميله, أنام بلا دموع, أشعر بأنه لا هم لدي هذا مع قلة المال وسوء الحال, أما الآن ومع ما أملكه من مال وكل شيء يضمن لي حياة سعيدة ومستقرة, أشعر بالحزن الشديد, وأصرت أقضي وقتي كله بالبكاء, وأحس بالحاجة أكثر من قبل بأضعاف مضاعفة.
سناء:غريبٌ كلامكِ,وها أنتِ حصلتِ على ما كنتِ تتمنينه يا بسمه فلما الحزن؟, أشكري الله على هذه النعم ولا تدعي الشيطان يوسوس لكِ,
فهو يريد أن يجعلنا تعساء دوماً..
الله سبحانه وتعالى يقول (أنك ميت وأنهم ميتون) كلنا سنموت وسنغادر هذا العالم, فلا تحزني على أمكِ, فالآن هي في الجنة,
بسمه:أنتِ لم تفهمي قصدي يا سناء, أنا حزينة لسبب آخر, وليس على أمي, نعم ما زلت محزونة لأني فقدتها, وأذرف الدمع عليها وأندبها كأي فتاة, ولكنكِ لم تدركي ما عنيت
سناء:لحظه ودعيني أعيد قراءة كلامكِ السابق.
أشعر أني بدأت أدرك ما قصدتي, لقد ذكرتي لي أنكِ تفتقدين أهم شيء بالوجود, وأنا الذي فهمته من كلامكِ, أنكِ تفتقدين والدتكِ, وهذا سبب حزنكِ, لأن الأم هي من الأمور المهمة في الحياة والتي لا غنى لأحدٍ عنها,
لحظة,, ولكن الأم لا تدوم, فلا بد أن تفارقنا وترحل عنا في يوم من الأيام, وما أكثر الأيتام في العالم, فأي شيء تفتقدين وماذا عنيتِ؟,
ما زلت أتفكر في كلمة (أهم شيء بالوجود) وبودي لو تخبريني ما هو, فأنا لم أتوصل لمعرفة ما هو هذا الشيء المهم لحد الآن,
أتراه مهم حقاً كما تزعمين, أم أنه شيء سخيف وتافه,
فأنتِ تعرفيني جيداً يا بسمه, أنا صريحة وليس عندي مجاملات أبداً, وأحب كلمة الحق.
بسمه: صدقتي يا سناء,
أصبح لدي كل ما كنت أحلم به وأشتهيه, لكن.. لكن .....
أنا أفتقد الحب, أفتقد هذا الشعور بقوة, بل لو كان الحب لكان الخطب هان, ولكني أفتقد الكلمة الحانية واللمسة الدائفة, بدأت أحن وأشتاق لأمور بسيطه هكذا, كانت في حياتي بشكل مستمر لذلك لم أشعر بأهميتها,و الآن عندما فقدتها أدركت كم هي مهمة
لم أعد أستطيع الإحتمال..أنا محتاجة للحب والحنان, أكثر من حاجتي لما هو موجودٌ عندي, فما قيمة كل هذا وأنا أفتقد هذه المشاعر,
الحب والحنان معدوم.. لا أشعر بهِ إطلاقاً.. فليأخذوا مني كل ما أملكه ويعطوني القليل من الحب هذا ما أفتقده, وهذا ما يجعلني أشعر بالحزن الشديد..
أريد هذا الإحساس, لا أريد هذا المال وهذه الحياة البائسة التعيسة, الخالية من الحب..
وهنا سكتت صديقتها ولم تدرِ بما تجيبها, إلى أن قالت سناء:
لقد أخبرتني بأنكِ ستكونين سعيدة إذا فعلتي ما فعلتِ, وها أنتِ الآن تحدثيني بأنكِ تشعرين بالحزن,
وما زلت أستنكر عليكِ العمل الذي قمتِ به, وغير راضية عنه,
يا إلهي, أنا أبكِ حسرة عليكِ الآن, أخبريني كيف أساعدكِ لتخرجي من حزنكِ ومحنتكِ هذه؟.. ألا يعطيكِ هذا الرجل حقكِ من الحب؟..
بسمه: بالنسبة للأمور الأخرى, أقصد شؤون المنزل ومتطلبات الحياة,
فكما ذكرت لكِ, لا يقصر علي بشيء إطلاقاً, فكل شيء موجود عندي, ولكنه غفِل عن أهم شيء, غفل عن إعطائي القليل من الحب,
أنا أعيش مع رجل قاسي, لا يوجد في قلبه حب أو حنان وشفقه,
يظن أن الحياة مجرد مأكل ومشرب, وملبس, وأشياء أخرى, لا يوجد للحب مكان في قلبه, مازلت اتساءل أي نوعٍ من الرجال هو, لا أريد أن اظلمه, فربما هو لا يحبني ولا ينجذب لي.. ولكن إذا كانت هذه مشاعره, فلما لا يدعني وشأني؟..
يا سناء أنا لا أريد أن يبيعني كما اشتراني, ولكني عندما عشت معه, شعرت بأني محتاجة إليه,
عندما دخلت بيته لأول مره, ورأيته أعطاني غرفة أخته, وقال لي أعتبريها غرفتكِ وافعلي بها ما شئتِ, وعندما سألته عن اخته, ألن تغضب إذا ما عادت ورأتني قد أخذت غرفتها, فقال لي: كلا فهي مسافره وسيطول سفرها,
وعندما اعطاني المال, وصار يدللني واشترى لي كل ما كنت أرغب فيه, وقال لي: لا تخجلي أبداً, أطلبي فهذه فرصتكِ.. قلت لنفسي أنه بالتأكيد سيحبني إذا قمت بإجراء عملية التجميل, وزالت الحروق عن وجهي, سأعود جميله كما كنت, بل وأجمل
وبالتأكيد سينجذب لي,
فسرت معاملته معي من ناحية الحب بالبدايه, أنها ردة فعل طبيعية أن لا يقترب مني أو يبدي ناحيتي شيئاً من الحب.. لأني في مزاج سيء ووجهي محروق, ولم أجري العملية بعد
ولكن الآن وبعد مضي 4 شهور على إجرائي للعملية.. وها أنا بدأت أستعيد نظارتي وجمالي.. صرت أشك في نفسي,
ألا أبدو جميلة أمامه؟, ألا ينجذب إلي, ألا يحس ببعض الحب تجاهي؟, وكأني أعيش مع صخره, أو امرأة مثلي..
حتى المرأة لو جلست معها لضحكت ومزحت معي وداعبتني ببعض النكت والمزاح.. ولنادتني لأجلس معها ونتحدث.. أما هو لا يفعل ذلك.. لما كل هذا الجفاء,
لم يمسك يدي قط, لا في المنزل, ولا حتى إذا خرجنا لسوق أو مكان ما.. لذلك لم أعد أتحمل..
لا أريد أن أظلمه,, فهو طيب جداً.. ولكن أخبريني يا صديقتي, أي عيبٍ في كي لا يشعرني بالحب؟..
سناء: يا الله, كل هذا في قلبكِ يا بسمه ولا تخبريني, لما لم تقولي لي هذا الكلام من زمان,, لكنت قدمت لكِ بعض النصائح
إذا كان لا يميل إليكِ فلما اشتراكِ؟,
أنا مازلت متحسرة وحزينة عليكِ لأنكِ عرضتِ نفسكِ للبيع, كيف هانت عليكِ نفسكِ يا فتاة وفعلتِ ما فعلتِ؟, لا أصدق لحد الآن,
بسمه: يا سناء لقد كنت مضطره, كيف سأعيش بوجهٍ محروق,
نحن فقراء وليس لدينا المال لأقوم بإجراء عملية تجميل لوجهي,
لقد شعرت أن مستقبلي قد ضاع وتحطم للأبد,, نظرة المجتمع لي ستكون قاسيه ودونيه
وسأعيش بلا حب, لن اتزوج ولن أنجب أطفالاً..
فلا يوجد رجل في الكون يرغب بالزواج والارتباط بفتاة ((وجهها محروق))
شعرت بأنه يجب علي عمل شيء ما, وأن لا أجلس مكتوفة الأيدي, أنظر لوجهي مشوهاً..
فخطرت لي فكرة حينها وهي عرضت نفسي للبيع من اجل المال, لآخذ هذا المال وأجري فيه عملية تجميل,
عندما عرضت نفسي للبيع, أغلب الذين راسلوني سألوني هل أنتِ جميله وكم عمركِ, أما جعفــر لم يسألني أبدا هذا السؤال (إذا ما كنت جميلة أو قبيحه)
بل سألني لما أريد أن أبيع نفسي, فأخبرته بالحقيقه, أن وجهي محروق وأريد هذا المال لأجري عملية تجميل
فقال لي أنه مستعد أن يشتريني وسيعاملني معاملة جيده..
وعندما قلت لكِ أني عرضت نفسي للبيع, وأني وجدت رجلاً سيشتريني وسيحسن معاملتي وأن نيته طيبه,
قلتِ لي: هو كالرجال السابقين تماماً, يريدك من أجل شهوته, من أجل الجـنـ ..
وقلت لي من المستحيل أن يقترب منكِ أو يظهر لكِ الحب في البدايه وانتِ بوجهٍ محروق,, لأني أبدو بشعه,
وقلتي لي سترين أنكِ إذا أجريتي العمليه واستعدتِ جمالكِ, سيأخذ حقه منكِ إلى أن يشبع, ثم سيقوم ببيعكِ أو رميكِ, ومن سيشتريكِ سيعاملكِ بنفس الأسلوب,
وكلامكِ هذا أخافني, ولكني لم أكن أبالي بهذا, فلو حصل هذا حقاً, سأتألم,
ولكني في كل الأحوال سأكون متألمه لو فكرتي يا سناء,
لو رفضت أن أبيع نفسي من اجل المال, سأعيش بوجه محروق وسأتألم واموت في اليوم ألف مره.. لا شيء يدعوني للحياة أو يشجعني عليها
الله سبحانه وتعالى خلقنا لنبعده, ولعمر الأرض ونستمتع بحياتنا وبالنعم التي انعمها علينا..
وما دمت أستطيع إيجاد حل وإجراء العمليه في أسرع وقت فسأجريها..
سناء: ولكن الله خلقكِ حره, من أم حره, فجئتِ أنتِ وبعتِ نفسكِ وصرتي كالعبيد والإماء,
انا عذرتكِ وتفهمت موقفك عندما قلتِ لي انك بعتي نفسكِ من أجل المال ولأجل عملية التجميل.. ولكن الآن يصعب علي أن افهمكِ, ماذا تريدين من هذا الرجل..
لا أجد مبرراً لسبب حزنكِ هذا..
فكري بإيجابيه ولا تفكري بسلبيه.. ربما يريد هذا الرجل الحفاظ عليكِ ولا يريد أن يمسكِ أبداً,
ربما يرجعكِ لأهلكِ, ويكون اشتراكِ لوجه الله وليس من أجل نفسه وشهواته
أفرحي قد يرجعكِ لأهلكِ وبعدها تتزوجين وتعيشين حياة طبيعيه
نظرت بسمه إلى الساعه فوجدت الوقت قد تأخر, فودعت سناء ووعدتها أن تكلمها بوقتٍ آخر وتخبرها بكل جديد يطرأ عليها, وأن لا تخفي عليها شيئاً
وظلت بسمه تفكر في جعفر, ياله من رجل غريب حقاً, ما قصته وما سر تصرفاته هذه, هل حقاً اشتراها لوجه الله, وليس من اجل شيء في نفسه, وهل ينوي إرجاعها لأهلها..
لا ربما تكون نيته مختلفه, ربما يريد بيعي, وبما أني جميلة وعذراء, سيكون سعري أعلى بأضعاف مما دفع لي...
لو كنت امتلك الجرأه, لكنت تحدثت معه وسألته, يا ترى كيف ستكون حياتي؟
عشت يتيمه وأبي توفي وانا في السادسة من عمري
عشت حياة فقر, وبعدها حصلت المصيبة, مصيبة وقوعي في الحب واحتراق وجهي.. كأن الله عاقبني..
إذا كان جعفر يفكر في بيعي حقاً.. فعلي أن أتصرف,, علي أن أشتري نفسي بنفسي. أو أن اجذبه لي واجعله يتعلق بي بحيث يصعب عليه أن يتخلى عني...
سأستشير سناء في كل ما أفكر فيه الآن, سأتصل عليها غداً..
(التكلمه سأعرضها في وقت لاحق