رواية بسمة جعفر

فاطمة 25

Member
إنضم
5 يناير 2011
المشاركات
593
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
العمر
38
الإقامة
الأحساء - شرق السعودية
اسم القصة: بسمة جعفر:


**(الجزء الأول)**

بسمه:لقد بدأت أتماثل للشفاء يا سناء, وقد بدأ وجهي يعود جميلاً كما كان,

ومن المفترض بي أن اكون سعيده, إلا أني أشعر الآن بالحزن, أكثر من ذي قبل, بعكس ما توقعت يا صديقتي,

سناء:أخبريني ما سر حزنكِ, فكلامكِ أقلقني يا بسمه, هل هو الحنين والشوق إلى أخواتكِ وعائلتك؟, أم أن سر حزنكِ هو ذنب أتيت بهِ, وربما تكونين قد تذكرتِ ماضيكِ؟!,

أيٍ كانت الأسباب, لا تجعلي للشيطان سبيلاً أو مدخلاً لقلبكِ فيشعركِ بالحزن, فلا أريد أن أسمع منكِ هذا الكلام ثانية, فأنا لا أجد أي مبرراً لرسالتكِ هذه, وقد حكيتِ لي عن الحياة المرفهة التي تعيشينها في هذه الوقت, والآن تقولين لي بأنكِ تشعرين بالحزن, ماذا ينقصكِ؟!

بسمه:عزيزتي الدنيا ما كملت لأحد, أنا أفتقد أهم شيء في الوجود,

أكتب لكِ كلامي هذا ودموعي تنساب على خدي, فأشعر بحرارتها تحرقني, وقلبي مقروح.

نعم أعترف أن لدي كل ما تحلم بهِ أي فتاة في مثل عمري, غرفة جميلة جداً, وجهاز جوال بأحدث موديل, ولابتوب لا يمسه أحد غيري, وملابس جميله, ومنزل مريح,

حتى الأعمال المنزليه لا ترهقني إطلاقاً, الفرق شاسع واسع بين حياتي هذه, وحياتي السابقة في منزل والدي رحمه الله.

أنا أشعر بالحرمان الآن أكثر من ذي قبل, مع توفر كل هذه الأمور لدي والتي كنت أفتقدها سابقاً, وأنا أحمد الله على كل حال.

ولكني لم أقدر نعمة الله التي كنت أعيشها في السابق, إن أبسط الأمور التي من الممكن أن أحصل عليها – في منزل والدي - كنت أفتقدها يا سناء, وذلك لأني يتيمة ليس لي أب ينفق علي من ماله,

لقد أدركت الآن أنه لا يوجد قيمة للمال والكماليات مع انعدام الحب والحنان,

فقد كانت لدي سابقاً أمي تغدقني بعطفها وحنانها, فقد عوضتني عن هذا الحرمان كله, بلمساتها الحانيه ونظرتها العطوفه وكلماتها الدافئه, مع إني وقتها لم أكن أشعر بشيء مهم كهذا,

لقد كنت أتذمر لأنه لم يكن لدي غرفة خاصة بي, وكنت أنام على الأرض ويؤلمني ظهري, وكنت أحسد بنات أعمامي على وجود الأسرة لديهن, حتى إني إذا ذهبت لزيارتهن أشعر بأني أميره وأنا مضطجعة على السرير فأستسلم للنوم حتى لو لم أكن نعِسه (نعسانه).

كان الفقر يحيط بي أنا واخواتي, وكنت أشتكي من ذلك,

لكني كنت مرتاحة هادئة البال, لا أحمل هماً, أرى الحياة جميله, أنام بلا دموع, أشعر بأنه لا هم لدي هذا مع قلة المال وسوء الحال, أما الآن ومع ما أملكه من مال وكل شيء يضمن لي حياة سعيدة ومستقرة, أشعر بالحزن الشديد, وأصرت أقضي وقتي كله بالبكاء, وأحس بالحاجة أكثر من قبل بأضعاف مضاعفة.

سناء:غريبٌ كلامكِ,وها أنتِ حصلتِ على ما كنتِ تتمنينه يا بسمه فلما الحزن؟, أشكري الله على هذه النعم ولا تدعي الشيطان يوسوس لكِ,

فهو يريد أن يجعلنا تعساء دوماً..

الله سبحانه وتعالى يقول (أنك ميت وأنهم ميتون) كلنا سنموت وسنغادر هذا العالم, فلا تحزني على أمكِ, فالآن هي في الجنة,

بسمه:أنتِ لم تفهمي قصدي يا سناء, أنا حزينة لسبب آخر, وليس على أمي, نعم ما زلت محزونة لأني فقدتها, وأذرف الدمع عليها وأندبها كأي فتاة, ولكنكِ لم تدركي ما عنيت

سناء:لحظه ودعيني أعيد قراءة كلامكِ السابق.

أشعر أني بدأت أدرك ما قصدتي, لقد ذكرتي لي أنكِ تفتقدين أهم شيء بالوجود, وأنا الذي فهمته من كلامكِ, أنكِ تفتقدين والدتكِ, وهذا سبب حزنكِ, لأن الأم هي من الأمور المهمة في الحياة والتي لا غنى لأحدٍ عنها,

لحظة,, ولكن الأم لا تدوم, فلا بد أن تفارقنا وترحل عنا في يوم من الأيام, وما أكثر الأيتام في العالم, فأي شيء تفتقدين وماذا عنيتِ؟,

ما زلت أتفكر في كلمة (أهم شيء بالوجود) وبودي لو تخبريني ما هو, فأنا لم أتوصل لمعرفة ما هو هذا الشيء المهم لحد الآن,

أتراه مهم حقاً كما تزعمين, أم أنه شيء سخيف وتافه,

فأنتِ تعرفيني جيداً يا بسمه, أنا صريحة وليس عندي مجاملات أبداً, وأحب كلمة الحق.

بسمه: صدقتي يا سناء,

أصبح لدي كل ما كنت أحلم به وأشتهيه, لكن.. لكن .....

أنا أفتقد الحب, أفتقد هذا الشعور بقوة, بل لو كان الحب لكان الخطب هان, ولكني أفتقد الكلمة الحانية واللمسة الدائفة, بدأت أحن وأشتاق لأمور بسيطه هكذا, كانت في حياتي بشكل مستمر لذلك لم أشعر بأهميتها,و الآن عندما فقدتها أدركت كم هي مهمة

لم أعد أستطيع الإحتمال..أنا محتاجة للحب والحنان, أكثر من حاجتي لما هو موجودٌ عندي, فما قيمة كل هذا وأنا أفتقد هذه المشاعر,

الحب والحنان معدوم.. لا أشعر بهِ إطلاقاً.. فليأخذوا مني كل ما أملكه ويعطوني القليل من الحب هذا ما أفتقده, وهذا ما يجعلني أشعر بالحزن الشديد..

أريد هذا الإحساس, لا أريد هذا المال وهذه الحياة البائسة التعيسة, الخالية من الحب..

وهنا سكتت صديقتها ولم تدرِ بما تجيبها, إلى أن قالت سناء:

لقد أخبرتني بأنكِ ستكونين سعيدة إذا فعلتي ما فعلتِ, وها أنتِ الآن تحدثيني بأنكِ تشعرين بالحزن,

وما زلت أستنكر عليكِ العمل الذي قمتِ به, وغير راضية عنه,

يا إلهي, أنا أبكِ حسرة عليكِ الآن, أخبريني كيف أساعدكِ لتخرجي من حزنكِ ومحنتكِ هذه؟.. ألا يعطيكِ هذا الرجل حقكِ من الحب؟..

بسمه: بالنسبة للأمور الأخرى, أقصد شؤون المنزل ومتطلبات الحياة,

فكما ذكرت لكِ, لا يقصر علي بشيء إطلاقاً, فكل شيء موجود عندي, ولكنه غفِل عن أهم شيء, غفل عن إعطائي القليل من الحب,

أنا أعيش مع رجل قاسي, لا يوجد في قلبه حب أو حنان وشفقه,

يظن أن الحياة مجرد مأكل ومشرب, وملبس, وأشياء أخرى, لا يوجد للحب مكان في قلبه, مازلت اتساءل أي نوعٍ من الرجال هو, لا أريد أن اظلمه, فربما هو لا يحبني ولا ينجذب لي.. ولكن إذا كانت هذه مشاعره, فلما لا يدعني وشأني؟..


يا سناء أنا لا أريد أن يبيعني كما اشتراني, ولكني عندما عشت معه, شعرت بأني محتاجة إليه,

عندما دخلت بيته لأول مره, ورأيته أعطاني غرفة أخته, وقال لي أعتبريها غرفتكِ وافعلي بها ما شئتِ, وعندما سألته عن اخته, ألن تغضب إذا ما عادت ورأتني قد أخذت غرفتها, فقال لي: كلا فهي مسافره وسيطول سفرها,

وعندما اعطاني المال, وصار يدللني واشترى لي كل ما كنت أرغب فيه, وقال لي: لا تخجلي أبداً, أطلبي فهذه فرصتكِ.. قلت لنفسي أنه بالتأكيد سيحبني إذا قمت بإجراء عملية التجميل, وزالت الحروق عن وجهي, سأعود جميله كما كنت, بل وأجمل

وبالتأكيد سينجذب لي,


فسرت معاملته معي من ناحية الحب بالبدايه, أنها ردة فعل طبيعية أن لا يقترب مني أو يبدي ناحيتي شيئاً من الحب.. لأني في مزاج سيء ووجهي محروق, ولم أجري العملية بعد

ولكن الآن وبعد مضي 4 شهور على إجرائي للعملية.. وها أنا بدأت أستعيد نظارتي وجمالي.. صرت أشك في نفسي,

ألا أبدو جميلة أمامه؟, ألا ينجذب إلي, ألا يحس ببعض الحب تجاهي؟, وكأني أعيش مع صخره, أو امرأة مثلي..

حتى المرأة لو جلست معها لضحكت ومزحت معي وداعبتني ببعض النكت والمزاح.. ولنادتني لأجلس معها ونتحدث.. أما هو لا يفعل ذلك.. لما كل هذا الجفاء,


لم يمسك يدي قط, لا في المنزل, ولا حتى إذا خرجنا لسوق أو مكان ما.. لذلك لم أعد أتحمل..


لا أريد أن أظلمه,, فهو طيب جداً.. ولكن أخبريني يا صديقتي, أي عيبٍ في كي لا يشعرني بالحب؟..

سناء: يا الله, كل هذا في قلبكِ يا بسمه ولا تخبريني, لما لم تقولي لي هذا الكلام من زمان,, لكنت قدمت لكِ بعض النصائح

إذا كان لا يميل إليكِ فلما اشتراكِ؟,

أنا مازلت متحسرة وحزينة عليكِ لأنكِ عرضتِ نفسكِ للبيع, كيف هانت عليكِ نفسكِ يا فتاة وفعلتِ ما فعلتِ؟, لا أصدق لحد الآن,

بسمه: يا سناء لقد كنت مضطره, كيف سأعيش بوجهٍ محروق,

نحن فقراء وليس لدينا المال لأقوم بإجراء عملية تجميل لوجهي,

لقد شعرت أن مستقبلي قد ضاع وتحطم للأبد,, نظرة المجتمع لي ستكون قاسيه ودونيه

وسأعيش بلا حب, لن اتزوج ولن أنجب أطفالاً..

فلا يوجد رجل في الكون يرغب بالزواج والارتباط بفتاة ((وجهها محروق))

شعرت بأنه يجب علي عمل شيء ما, وأن لا أجلس مكتوفة الأيدي, أنظر لوجهي مشوهاً..

فخطرت لي فكرة حينها وهي عرضت نفسي للبيع من اجل المال, لآخذ هذا المال وأجري فيه عملية تجميل,

عندما عرضت نفسي للبيع, أغلب الذين راسلوني سألوني هل أنتِ جميله وكم عمركِ, أما جعفــر لم يسألني أبدا هذا السؤال (إذا ما كنت جميلة أو قبيحه)

بل سألني لما أريد أن أبيع نفسي, فأخبرته بالحقيقه, أن وجهي محروق وأريد هذا المال لأجري عملية تجميل


فقال لي أنه مستعد أن يشتريني وسيعاملني معاملة جيده..

وعندما قلت لكِ أني عرضت نفسي للبيع, وأني وجدت رجلاً سيشتريني وسيحسن معاملتي وأن نيته طيبه,

قلتِ لي: هو كالرجال السابقين تماماً, يريدك من أجل شهوته, من أجل الجـنـ ..

وقلت لي من المستحيل أن يقترب منكِ أو يظهر لكِ الحب في البدايه وانتِ بوجهٍ محروق,, لأني أبدو بشعه,

وقلتي لي سترين أنكِ إذا أجريتي العمليه واستعدتِ جمالكِ, سيأخذ حقه منكِ إلى أن يشبع, ثم سيقوم ببيعكِ أو رميكِ, ومن سيشتريكِ سيعاملكِ بنفس الأسلوب,

وكلامكِ هذا أخافني, ولكني لم أكن أبالي بهذا, فلو حصل هذا حقاً, سأتألم,

ولكني في كل الأحوال سأكون متألمه لو فكرتي يا سناء,

لو رفضت أن أبيع نفسي من اجل المال, سأعيش بوجه محروق وسأتألم واموت في اليوم ألف مره.. لا شيء يدعوني للحياة أو يشجعني عليها


الله سبحانه وتعالى خلقنا لنبعده, ولعمر الأرض ونستمتع بحياتنا وبالنعم التي انعمها علينا..

وما دمت أستطيع إيجاد حل وإجراء العمليه في أسرع وقت فسأجريها..


سناء: ولكن الله خلقكِ حره, من أم حره, فجئتِ أنتِ وبعتِ نفسكِ وصرتي كالعبيد والإماء,

انا عذرتكِ وتفهمت موقفك عندما قلتِ لي انك بعتي نفسكِ من أجل المال ولأجل عملية التجميل.. ولكن الآن يصعب علي أن افهمكِ, ماذا تريدين من هذا الرجل..

لا أجد مبرراً لسبب حزنكِ هذا..

فكري بإيجابيه ولا تفكري بسلبيه.. ربما يريد هذا الرجل الحفاظ عليكِ ولا يريد أن يمسكِ أبداً,

ربما يرجعكِ لأهلكِ, ويكون اشتراكِ لوجه الله وليس من أجل نفسه وشهواته

أفرحي قد يرجعكِ لأهلكِ وبعدها تتزوجين وتعيشين حياة طبيعيه

نظرت بسمه إلى الساعه فوجدت الوقت قد تأخر, فودعت سناء ووعدتها أن تكلمها بوقتٍ آخر وتخبرها بكل جديد يطرأ عليها, وأن لا تخفي عليها شيئاً

وظلت بسمه تفكر في جعفر, ياله من رجل غريب حقاً, ما قصته وما سر تصرفاته هذه, هل حقاً اشتراها لوجه الله, وليس من اجل شيء في نفسه, وهل ينوي إرجاعها لأهلها..

لا ربما تكون نيته مختلفه, ربما يريد بيعي, وبما أني جميلة وعذراء, سيكون سعري أعلى بأضعاف مما دفع لي...

لو كنت امتلك الجرأه, لكنت تحدثت معه وسألته, يا ترى كيف ستكون حياتي؟


عشت يتيمه وأبي توفي وانا في السادسة من عمري

عشت حياة فقر, وبعدها حصلت المصيبة, مصيبة وقوعي في الحب واحتراق وجهي.. كأن الله عاقبني..

إذا كان جعفر يفكر في بيعي حقاً.. فعلي أن أتصرف,, علي أن أشتري نفسي بنفسي. أو أن اجذبه لي واجعله يتعلق بي بحيث يصعب عليه أن يتخلى عني...

سأستشير سناء في كل ما أفكر فيه الآن, سأتصل عليها غداً..


(التكلمه سأعرضها في وقت لاحق
 

فاطمة 25

Member
إنضم
5 يناير 2011
المشاركات
593
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
العمر
38
الإقامة
الأحساء - شرق السعودية
اللهم صل على محمد وآل محمد
وعجل بفرج إمامنا صاحب العصر والزمان واجعلنا من أنصاره وشيعته المخلصين يارب العالمين
بسمة جعفر:
**(الجزء الثاني)**
حل اليوم الجديد, ومضى كئيباً مملاً بطوله بدون أن تحدث أي تطورات فيه,
كانت بسمه متشوقه للحديث مع صديقتها سناء ولكنها لم ترها بعد الظهر على الانترنت, فتركت لها رساله
رجع جعفر من عمله بوقته المعتاد, سأل عن طعامه فوضعته له, أكل ودخل غرفته بدون أن ينطق بكلمه
غضبت بسمه
كيف سأعرف ما يدور في خلده, وما يفكر فيه وهو لم يكلمني قط عن نفسه, لقد كنت أنوي سؤاله عن يومه ماذا حدث فيه وماذا فعل, ولكني خفت من ردة فعله, أن يغضب أو يعد ذلك تدخلاً مني, آآه ترى كيف ينظر إلي, لا بد أنه يقول في نفسه, ما هي إلا خادمه اشتريتها...
فالكلام وسيلة للتواصل وهو المرر الذي نستطيع من خلاله إقتحام القلوب
أنه شخص ممل,
ولكن لما لا أبدأ أنا بالتقرب منه, هذا شيء مثير, فأنا لم يسبق لي المحاوله, ربما يفكر بمثل تفكيري, أنه إذا تقرب مني أو تحدث إلي سأنزعج وأتضايق منه, ولكن هذا تفكير خاطيء مادمنا لم نحاول, ربما يود لو أنا أبدأ بذلك كي يبادلني المشاعر
ولكن السؤال, إذا أرادت المرأة التقرب من الرجل ماذا تفعل؟..
تتودد إليه, تهتم بمظرها.. تتكلم معه بكلام لطيف وجميل, تسأله عما يحب وما يكره
تبدي إعجابها الواضح وحبها له..
ياه كلها أمور صعبه يستحيل علي القيام بها مع بساطتها, بالنسبة لمظهري فهو جيد, وإن كانت ملابسي دوماً رسميه, فأنا أخجل بأن ألبس شيئاً قصيراً أو بدون أكمام, أما الكلام فلست بارعة فيه, مع أن هذا لا يحتاج لبراعه,
يكفي أن أتكلم من قلبي وأحدثه عن مشاعري, بأني أريد أن اقترب منه واتعرف عليه أكثر, أو اخبره بأني اشعر بالملل والوحده, ويبدو لي أنه يعاني من ذلك مثلي, فهو يجلس بالبيت أكثر مما يخرج, وهذا غريب, أين أصدقائه, أليس لديه أصحاب يسهر معهم ويلهو ويمرح.. هذا الرجل يخفي بداخله سراً, وربما أنا أتوهم..
هو رجل طبيعي شأنه كالرجال الآخرين
ما هو سر بروده في تعامله معي؟, ربما يكرهني, ربما يشمئز مني
سأحلله تحليلاً دقيقاً ومنطقياً, سأفكر في كل الإحتمالات التي تجعله يرفض الإقتراب مني,
لحظة سآتي بورقه وقلم وسأكتب كل ما يخطر على بالي من إحتمالات.. فلا أريد أن يضيع مني شيئاً
الإحتمال الأول
يعتبرني مثل أخته
الإحتمال الثاني
هو واقع في الحب, ولديه حبيبه,
(فالرجل إذا أحب حباً صادقاً, لا يهتم إلا بحبيبته ولا يريد غيرها)
الإحتمال الثالث
يريد أن يبيعني
(لا يريد أن يقترب مني, كي لا يحدث شيء بيننا فيندم عليه, وعندها ينخفض سعري)
الإحتمال الرابع
يراني بصورة المرأه المقرفه, التي ليست فيها أنوثه,
(فالرجل لا ينجذب لامرأة بهذه الصفات ويشمأز منها)
الإحتمال الخامس
ربما تكون مشاعره متحجره, ربما يكون لديه عجز أو ضعف
(لا أستغفر الله,, علي استبعاد هذا الاحتمال)
لالا كلا .. لا أريد أن أستبعد أي احتمال,, قد يكون هذا هو الاحتمال الصحيح..
الإحتمال السادس
قد يكون شاذاً والعياذ بالله,, واستغفر الله
ولكن هذه حقيقه ومشكله يعاني منها بعض الشباب..
أتمنى أن لا يكون واحداً منهم..فمشاعري ستتحطم ..أنا لا أظن به ظن السوء ولكنها مجرد احتمالات
الإحتمال السابع
حالته النفسيه سيئه, وهناك شيء يشغل تفكيره,
لذلك لا يهتم بي
الإحتمال الثامن
ليست لديه جرأه.. خجول.. لا يحس بشيء تجاهي.. وربما يكون اتشراني لوجه الله.. كي يعطيني المال واخدمه بعض الوقت ثم يرجعني لأهلي
آآآه يا ترى أي واحد من هذه الأسباب هو الإحتمال الحقيقي.. وهل نسيت سبباً لم أذكره
فجأه سمعت بسمه صوته يتنحنح, فأسرعت بإخفاء الورقه..
دخل المطبخ وجلس على الكرسي, وطلب منها أن تناوله كأساً من الماء, عجبت بل خافت, بل أرتبكت..
ما أغباني لما لم أذهب لغرفتي وأفكر بهدوء.. ماذا لو دخل فجأه ورأى الورقه..
ولكن الحمد لله أنه ليس فضولياً
أعطته كأس الماء, أخذه منها وشرب.. ثم نهض من مكانه وقال لها:
سأذهب لزيارة جدتي وسأتعشى هناك, أتحبين أن تأتي معي؟,
يال العجب هو يطلب مني أن آتي معه, هذا تطور رائع, واخيراً سأرى أحداً من أهله..
أجابته بسرعه:
إن لم يكن لديك مانع فأنا أريد الذهاب
قال لها:
إذاً جهزي نفسكِ بسرعه, وتعالي أريد الحديث معكِ في أمر مهم
أبتلعت بسمه ريقها وقالت حــاضر,, وذهبت مسرعه لغرفتها, ومن سرعتها تعثرت, فشكرت الله أنها لم تقع
يا ترى ماذا يريد أن يحدثني به, واخيراً سأرى جدته.. وربما تتسنى لي الفرصة أن اسأل جدته عنه..
بصراحه قصته غريبه... سألته عدة مرات عن اخته وأمه وابيه واخوه الصغير.. متى سيأتون من سفرهم, وماذا سيقول لهم عندما يروني..
فكان لا يجيب على سؤالي ويتضايق.. وكأنه على خلاف معهم, والذي جعلني أشك بذلك أكثر, هو الصور التي رأيتها موضوعة في إحدى الغرف, لقد قام بإنتزاعها من مكانها وجمعها في تلك الغرفه ولم يقم بتعليقها, وهذا يفسر أن بينه وبين أهله عداوه..
وها أنا ذا أصبحت جاهزه.. وملابسي جميله.. وشعري مرتب..
أين شنطتي.. واين وضعت عباءتي..
فوقفت بسمه.. ألا ينقصني شيء.. آآه نعم
وهنا شعرت بسمه بالحزن... المكياج.. لا أملك حتى حمرة واحده..
كيف غفلت عن شراء شيء كهذا.. ربما جعفر لا ينجذب لي لأني لا أضع مكياج..
المكياج يجعل المرأة تبدو جميله.. وانا هذا ما ينقصني.. اهيء اهيء
ولكن الشيء الذي لم أفكر فيه ( مــن أنــا) من أنا لأذهب مع جعفر لزيارة جدته..
ماذا لو قال لجدته أنه اشتراني.. كيف سيكون موقفي حينها .. وأي نظرة ستنظرها لي جدته..
لا أريده أن يقول لها ذلك.. لما لم أفكر في شيء مهم كهذا.. أنا أفكر فقط في أمور سخيفه..
نزلت بسمه وعلامات الحزن مرسومة على وجهها.. وقد أختفت سعادتها.. ولكنها ابتسمت وقالت: أنا جاهزه ولكن ...
ثم صمتت.. أنظرها كي تكمل كلامها.. ولكنها لم تفعل
أمرها بالجلوس.. جلست, قال لها:
بسمه, جدتي تظن طول هذه الفترة أني مسافر, لو سألتكِ عني قولي لها أني فعلاً كنت مسافراً, هل تسمعيني؟.......
نظرت إليه بسمه باستغراب وأجابته: نعم
ولكنها كعادتها لم تجرؤ على سؤاله, لما يكذب على جدته.. ربما بسبب الخلافات العائليه.. (كم أتمنى لو أعرف الأسباب الحقيقيه,, اللغز بدأ يزداد تعقيداً)..
فتكلم جعفر:
وسأقول لها أنكِ زوجتي, وأني عقدت عليكِ ولكننا لا نفكر في إجراء عرس الآن,
تهلل وجه بسمه (أنا كزوجته) هذا شيء جميل.. ولكنها كذبة أخرى, ولكن حقاً ألست كزوجته, لا لست كزوجته أنا كجواله وبقية ممتلكاته, يستطيع ان يتخلص مني أو يبيعنيمتى ما شاء..
لقد بدأ جعفر يزداد غموضاً في عيني.. أين أنتِ يا سناء, لن استطيع أن أراكِ على النت هذه الليلة, فسنرجع متأخرين كما يبدو لي,
ولكن اليوم فرصتي لأتقرب منه.. لأتصرف كزوجة حقيقية أمام جدته.. واليوم الأربعاء, يال سعادتي, غداً ليس لديه أي عمل..
سناء ستفرح إن أخبرتها بكل ما حدث, وخاصة إذا حدث شيء مثير يدعو للإهتمام, ولكن إلى الآن أنا لم أرضِ شيئاً من غروري.. لما أنا بعيدة عنه..
ولكن أستطيع أن اكون قريبة وبريئه في تصرفاتي بدون ان احس بذنب... هذا إذا ذهبت معه لبيت جدته.. هذه فرصتي
(التكلمه في وقت لاحق للي يبغى يعرف بقية الأحداث,, )
 

فاطمة 25

Member
إنضم
5 يناير 2011
المشاركات
593
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
العمر
38
الإقامة
الأحساء - شرق السعودية
اللهم صل على محمد وآل محمد



وعجل بفرج إمامنا صاحب العصر والزمان واجعلنا من أنصاره وشيعته المخلصين يارب العالمين

بسمة جعفر:

**(الجزء الثالث)**

كنت مرتبكة عندما أخبرني جعفر أننا وصلنا لمنزل جدته, لم أسمعه في البدايه, فلقد غفوت قليلاً وانا جالسه بالسياره

نزل هو أولاً, وانا ثانياً


لاحظت أنه مرتبك أكثر مني.. وكأنه يخشى المواجهه,

وقفنا قليلاً بجانب الباب ننتظر, إلى أن فتحت الخادمه لنا..أعجبني تصميم المنزل وكل

شيء فيه كان جميلاً


لكن أين جدته؟, يفترض بها أن تستقبلنا ولكنها غير موجوده, قالت لنا الخادمه انها خرجت لشراء بعض الحاجيات مع السائق

أما الشيخ حسب تعبيرها فهو نائم


سألت جعفر: من هو الشيخ أهو جدك؟.


يبدو سؤالاً غبياً, إذا لم يكن جده فمن يكون

ولكنه أجابني بأن جده توفي وهذا الرجل هو زوج جدته..


أكتفيت بهذا السؤال فقط, بدى لي لطيفاً وهو يجيب,

وددت لو أني طرحت عليه أسئلة أكثر, مثل متى تزوجت جدتك, ومتى مات جدك

وهل لهذا الشيخ بنين وبنات, وهل هو شيخ حقاً.. أم أن هذه اللفظة تدل على تقدمه بالعمر وكبر سنه ولا تعني أنه شيخ


كنت مستمتعه بجلوسي, كانت تفصلني عن جعفر مسافه بسيطه, كم أتمنى لو أضع يدي في يده واقترب أكثر..

إنها فكرة جنونيه..آه انا أخشى أن أبتسم حتى , بالأمس كنت أشعر بالحزن وأيضاً بالصباح

اما الآن فأنا بحالٍ أفضل..أنها فرصة كي أتحدث معه,ولكن عن ماذا أكلمه


كنا جالسين بالصالة, سمعت صوت شاب ينزل من السلالم, كان يقول: (أمي ) بدى لي صوته مألوفاً

هه أنها مجرد خيالات.. فصوت الرجال يتشابه


نظر لي جعفر وقال: بسمه استتري, فوضعت الغطاء بسرعه على وجهي واصلحت حجابي, فهو سيمر من عندنا


نزل الشاب وابتسم إبتسامه عريضة عندما رأى جعفر, فقام جعفر وسلم عليه وكل واحد يسأل عن حال الآخر

صوت هذا الشاب يشبه صوت (..)

وكيف لي أن أنسى هذا الصوت.. آه لا أريد أن اتذكر, ليتني لم أطعه

ليتني عرفت من البدايه أنه كان يكذب, ولكن هذه الأمور لن تغير من الحال شيئاً, ما جنت علي إلا بالحسره


أشار جعفر بأصبعه نحوي وهو يكلم الشاب: هذه زوجتي,,

ثم جاء ناحيتي وقال لي: بسمه هذا عيسى ابن الشيخ زوج جدتي سلمي عليه


عندما سمعت الأسم خفق قلبي, لا مستحيل.. الصوت والاسم, لا لا يمكن أن يكون هو,

أنا اتخيل, الاسماء والأصوات تتشابه..

من المستحيل أن يكون هو.. بل أنه هو, لما أهرب من الحقيقه, كلا لست أدري


انه شيء يدعو للضحك بدل البكاء

سمعت جعفر يقول: آه اعذرني عيسى يبدو انها تخجل من إلقاء السلام عليك لأن هذه هي المرة الأولى التي تراك فيها


امتلأت عيني بالدموع.. ولكني رأيت الإستنكار على وجه المسمى عيسى,

لقد أنتابني خوف شديد, أشعر بأنه قد عرفني..لا أنا اتخيل

كيف سيعرفني وانا لا يبين شيء مني, وهو لم يسمع صوتي بعد, ولا أظنه قد عرف اسمي..

ولكنه إذا كان هو كما أتوقع.. سيعرفني فيما بعد.. ولكن هذا لا يهم فأنا قد نسيته ولم يعد يعنيني أمره

فلِما أعكر صفو مزاجي.. ولكن أخشى أن يقول لجعفر شيئاً عني..

أو أن يصارحه جعفر بأني لست زوجته..


انقطع حبل تفكيري عندما سمعت صوت زغرده..

يبدو أن جدة جعفر قد وصلت..مسحت الدموع من وجهي وشعرت ببعض الفرحه لوصول الجده

وكانت تحمل أكياس كثيره.. فأقبلت الخادمه نحوها لتأخذها منها


بكت الجده عندما رأت جعفر وعانقته, كم هي جميله دموع الفرح.. كدت أبكي لبكائها..

أحب الأمهات والجدات..


رأيت الجده ترمقني بنظرة إستفهام ثم سألت جعفر من هي ذي الجالسه.. هل جائتني ضيفة وانا بالخارج.. فابتسم جعفر وقال:

أمي إذا قلت لكِ من هي هل تعديني أن تفرحي؟.. صمتت الجده قليلاً..


ثم أخبرها جعفر بأنه قد تزوجني,, ففرحت فرحاً شديداً ولم تتضايق

كنُت خائفه جداً بأن تتضايق لأنه تزوج ولم يخبرها,

ولكني ارتحت لردة فعلها.. أقبلت نحوي فوقفت واعتنقتني وصارت تسألني ما أسمكِ وبنت من؟..

لقد كان عيسى واقفاً يتفرج عليها.. قلت لها بصوت همس: بسمه بنت فلان الفلاني

لا أدري هل سمعتني..أمسكت بيدي وادخلتني إلى إحدى الغرف والحمد لله


نزعت الغطاء عن وجهي..وألتقت عيني بعينها,, كانت تبكي من شدة الفرح.. قالت لي: كم أنتِ جميلة يا بسمه, ويبدو أنكِ فتاة طيبه وبنت أناس طيبين

الحمد لله أن جعفر تزوج, متى تزوجتما؟..


قلت لها أننا تزوجنا لتونا

فقالت:

وأخيراً قرر أن يودع العزوبيه ويتزوج.. يبدو أن وفاة والديه قد جعلته يتخذ قراره بالزواج بسبب شعوره بالوحده


صعقت عندما سمعت منها أن والديه متوفيان, لقد قال لي بأنهما مسافران, لم لم يخبرني بالحقيقه, لقد صدق حدسي عندما قلت بأنه يخفي سراً بل وأسرار

كم أنا غبيه كنت أظن أنه متخاصم معهما, وأخته ماذا عنها؟..هل هي مسافره,, فأجابت الجده بأن الله قد توفاها في الحادث نفسه مع والديها

فتذكرت كلامه عندما سألته عن غرفة اخته, واني لا اريدها خشية أن تغضب إذا ما أخذتها وتصرفت في ممتلكاتها الخاصه

فقال لي أنها(مسافرة لمكان بعيد وسيطول سفرها) يالله كيف لم أدقق في هذه الجملة, كيف غفلت عن أمر واضح كهذا.. مسكين أنت يا جعفر, كم تعاني

أنا فقدت أمي واشعر بأن حياتي انهارت ولم اتحمل, ماذا عنه هو, فقد أبوه وامه واخته في يوم واحد..

خشيت ان اسأل الجده عن تفاصيل الحادث,, بل خفت أن تسألني عن سؤالي وتقول لي ألا تعلمين أن اخته توفيت,,

ولكنها الحمد لله لم تسأل

قلت للجده: الحمد لله أن ربي وفقني بزوج طيب مثل جعفر.. وأنا سعيده لأني ألتقيت بكِ هذا اليوم


سألتني الجده عن حال جعفر, هل هو بخير, هل يأكل جيداً, هل يذهب إلى عمله, وحدثتني كيف أثر الفراق في نفسه

وترك بداخله جرحاً عميقاً, فقد أصبح شخصاً مختلفاً,,

وأوصتني بأن أهتم بهِ جيداً وأضعه بعيني وأن أعتبره كنفسي, وحدثتني عن شيء أغرب من هذا ,قالت لي أنتِ محظوظه لأنه اختاركِ كزوجه

صدقيني ولدي جعفر إنسان مؤمن ويخاف الله, لم يسأ لأحد قط, وأمه لم أراها تشتكي أبداً, ولم يرفض لها طلباً قط إلا في موضوع واحد

فعجبت,, وسألت الجده عن هذا الموضوع, فقالت ( موضوع الزواج )

لقد كانت امه تحلم بأن تزوجه وترى ابنائه..كانت تفكر في تزويجه منذ سن الثانية والعشرين..فقلت لها مازال صغيراً انتظري

وعندما صار عمره 24 أعادت ليلى (أمه) طرح فكرة الزواج عليه,, وأبوه شجعه أيضاً على ذلك, ولكنه رفض وقال أن الوقت مازال مبكراً, ومازال يعتذر ويتحجج بأن الوقت مبكر وأنه غير مستعد للزواج.. فزواجه جعلني أصاب بالدهشه عندما رأيتكِ منذ لحظات وقال لي بأنكِ زوجته..

أتعرفين يا بنيتي..

منذ شهر غضبت منه وقلت له بأني لن اكلمه إذا لم يتزوج, فهو الآن يعيش وحيداً وبحاجة إلى رفيقة وزوجه صالحه, ولكنه بكى وقال لي أن أطلب منه أي شيء إلا الزواج, وقال لي لا ترغميني على شيء لا أريده..

اعترفي لي يا بسمه هل بينكما علاقة حب؟,, ربما كان يرفض الزواج والإرتباط لأنه يحبكِ أنتِ ولا يريد أحداً سواكِ

انشغلت عن التفكير بنفسي عندما سمعت كلام الجده عن جعفر, والتي تكنى بأم أحمد

أما الشيخ فهو أبو عيسى

استأذنت مني لتقوم بتجهيز العشاء, فسألتها: هل تحتاجين مساعده, فقالت: كلا ارتاحي, فابنتي أماني موجوده وهي بمثل عمركِ تقريباً وبعد قليل سترينها


تعرفت على ابنتها وقضيت وقتاً رائعاً معها بعد العشاء,, ولكني لم أنسى جعفر,,

لقد عرفت السبب الحقيقي الذي يجعله يبتعد عني ويرفض الإقتراب,

الحالة النفسية السيئه,, أو ربما يكون يكره الفتيات, أو ربما يكون واقعاً في العشق

كل شيء يشير إلى واحدٍ من هذه الأمور, أما الأحتمالات الباقية سأستبعدها كلياً..


سأبذل كل جهدي في التقرب منه.. إذا كان يعاني من الحزن, سأحاول إسعاده بقدر ما استطيع, سأجعله يحبني وسأطلب من الله أن يساعدني ويعينني على ذلك..

عندما ناداني جعفر كي نعود للمنزل, أصرت علينا الجده أن نبيت عندها ونقضي ليلتنا معهم.. ولكن جعفر أعتذر, ووعدها بأن نأتي ونتعشى معهم غداً

فقبلته الجده وقبلها.. وودعناهم وخرجنا

ركبنا السياره, كنت أتوقع أن يسألني جعفر واحداً من الأسئلة التاليه

هل أستمتعتي؟,, كيف كانت جدتي, هل انسجمتما؟, ماذا قالت لكِِ وماذا قلتي لها,

تكلمتما عني أم لا,

أنظرته كي يسأل, كي يقول شيئاً,, ولكنه كان صامتاً..

ليتني أستطيع أن أعرف ما يفكر فيه, هل هو يتذكر شيئاً أم يتخيل؟

لقد هانت علي مصيبتي وما أعانيه, عندما عرفت ما جرى عليه وأستطيع الإحساس بما يشعر به الآن..

أنه يحاول أن يعزل نفسه عن العالم,, حتى عني.. أنه بالكاد يكلمني..

لا.. لا يبدو أني أبالغ


((التكمله فيما بعد.. لمن أراد معرفة بقية الأحداث))

وكل عام وأنتو بخير^^_______^^​
 

فاطمة 25

Member
إنضم
5 يناير 2011
المشاركات
593
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
العمر
38
الإقامة
الأحساء - شرق السعودية
اللهم صل على محمد وآل محمد

وعجل بفرج إمامنا صاحب العصر والزمان واجعلنا من أنصاره وشيعته المخلصين يارب العالمين

بسمة جعفر:

**(الجزء الرابع)**


وصلنا إلى المنزل, أغلق الأبواب


نظر إلي نظرة عميقه, ابتسم وشكرني ثم ذهب


أشعر بأني بدأت أحبه.. ووجوده صار مهماً في حياتي.. ولكن لا اعرف هل هذا الإحساس حقيقي ام شيء طبيعي لأني اعتدت على وجوده في حياتي


هذا ما حدث يا سناء, شعرت بالسعاده لهذه الإبتسامه وشكرت الله شكراً كثيرا,, ولم أترك صغيرة وكبيره إلا كتبتها لكِ, بفماذا تنصحيني الآن؟


سناء: جميل جداً يا بسمه, أنا سعيده من أجلكِ, وستكسبين قلبه, أنا متأكده, لكن عليكِ بالصبر ولا تتعجلي, فكل شيء يحتاج لوقت, كوني رقيقه ولطيفه دوماً, حاولي التقرب منه والجلوس معه في أوقات فراغه, وشاركيه في طعامه وشرابه,


هذه كبدايه لتتقربي منه, لا تخجلي, فقد صار سبب إبتعاده وانعزاله عنكِ معروفاً, كوني أمامه دوماً وبجانبه, كي يحس بوجودك, اجعليه لا يطيق ولا يتحمل غيابك,


لا أعني أن تلتصقي فيه وتضايقه, أجعليه سعيداً ومرتاحاً, سواء كنتِ معه أم لا,, لكن كوني أنتِ سر هذه الراحة

حاولي دراسة كل خطوة تقومين بها, وأحذركِ من التكلف والتصنع في الأمور, دعي مشاعركِ تنطق وتتكلم, قلبك سيدلكِ على كل ماهو جميل


أكثر الرجال ينفرون من المرأة التي تتودد إليهم في حال أنهم لم يظهروا لها أي مشاعر تدل على الحب والإعجاب, فلا تندفعي



بسمه: سأفعل كل ما أراه مناسباً, وإن احتجت لنصيحه أو أشتكل علي أمر, فسأتصل بكِ فوراً أو أرسل لكِ رساله


سناء: وانا في الخدمه, واستأذن منكِ, وسأنقطع عن مراسلتكِ, وقد تطول فترة غيابي لأني سأسافر كما أخبرتكِ, فاهتمِ بنفسكِ, واكتبي لي دوماً, فلعلي أجد مقهى أو محلاً للأنترنت هناك


بسمه: رافقتكِ السلامه, في أمان الله وحِفظه, واسألكِ الدعاء


ومر شهران كاملان على حديث بسمه مع صديقتها,,


وخلال الأيام الماضيه لم تكتب بسمه شيئاً لسناء, أرادت أن تعد لها مفاجأه وتزف إليها البشرى, بأن ما كانت تريده وتطمح إليه قد تحقق, وأنها صارت أقرب خلق الله إلى جعفر وكسبت حبه, لكن هيهات


كلما حاولت الإقتراب شعرت بأنها تزداد بعداً عنه,, ويزداد هو صدوداً


تعبت بسمه وملت من هذا الحال, وغاب النوم من عينها, وكرهت تناول الطعام وكل ماحولها, وصارت تبكي دوماً, وتكفكف دموعها كي لا يحس بها أو يلاحظها جعفر.


وتصطنع السعادة كلما زارت جدته, خاصة وأنها في الشهر الأخير لزمت الفراش بسبب المرض, لتغير الجو والإنتقال من الصيف للشتاء..


حاولت بسمه بشتى الطرق أن تتقرب إلى جعفر, ولم تيأس.. كان يرفضها ويبعدها عنه بدون أن يقصد إهانتها والإساءة إليها..


ولكن أي إساءة أكبر من هذه,


أما زالت حالته النفسيه سيئه على ماهي عليه؟

لا أريد أن أفرض نفسي عليه,, ولكني محتاجة له, وهو بالتأكيد محتاج إلي , وإن لم يكن لي أنا بالذات, لإنسانة يحبها وتحبه



حاولت بسمه أن تقبله فابتعد وتعذر... كررتها لكن بلا فائده, كانت هذه آخر محاوله


كانت بسمه تخجل من تكرار المحاوله... ولكن ذلك ضروري


أما المحاوله الأولى


أمسكت يده فتركها... عدة مرات فعلتها,, في أوقات خروجهما.. في السياره.. في المنزل, في بيت جدته.. أي فرصة تسمح لها أن تسمك يده فعلت ولكن دقيقه ويفلت يده من يدها


أخبرته بأنها محتاجه لشيء... واحمر وجهها.. ولكنها شعرت أن هذا الشيء سيقربهما من بعضهما.. وحتى لو كان خجلها يزداد,, حاجتها أقوى من خجلها.. خاصة وأن مزاجه في ذاك اليوم كان مثالياً.. فطلبت منه أن يتعانقان...


وتجمدت ملامحه ولم تدرِ أهو راضٍ أم كاره لذلك.. ولكنها فرحت وأقتربت منه واعتنقته فابتعد عنها..


فشل يتبعه فشل


وبسمه تبكي, ما الذي ينقصني؟,, هل أنا قبيحه؟, هل يراني بشعه؟, لما لا يحبني, هل اخطأت في تعاملي معه, ألم أعرف الأوقات المناسبه,


بلا.. حاولت لكن فشلت,, والحسرة تزداد في قلبي


أريد أن اتكلم.. أعبر عما يجول في خاطري.. لقد تعبت,, أشكو من الوحده..

أريد أن أحب,, أريد شخصاً يبادلني الشعور,, أريد أن أرد إعتباري..فهو قد جرحني


لقد حاولت أن اكون لطيفه, لكن

لا شيء يفيد.. هو لا يرغب بوجودي في حياته.. فلما لا يتركني


أريد رجلاً.. لولا الخوف من الله لفعلت ولم أبالي بهِ, لم أكن أهتم بالرجال, أما الآن فالوضع تغير مع برود هذا الشخص, أشعر بأني لو سمعت أي كلمة حتى لو من رجل مخادع وكاذب, سأفرح من كل قلبي مقارنة بـجفاء جعفر..


فليعش هذه الحياة الكريهه والبائسه للأبد


لكن انا لا أريد أن أعيش حياة كهذه,, ليتني لم أعرفه..


ولكن لو فكرت في الحال.. لكنت الآن في بيتي,, أبكي على وجهي المحروق, وعلى فقري وعلى فقدي لأمي.. لكنه أنقذني من ذلك,, وجعلني أعاني من شيء لا يحتمل


لقد خضت مغامرة عجيبه ونجحت فيها,

,, وعلي إكمالها لن استسلم,, ولكن الإخفاق يكاد يقتلني


صار من الضروري أن أكتب لسناء واخبرها بفشلي معه, ولكني وعدتها أن أنجح, وكانت تتأمل خيراً في, لا أريد أن أجعلها تتضايق بسببي..


ويبدو أنها لم تجد وقتاً لتدخل على الانترنت, ولو كان هذا حدث لكانت راسلتني وسألت عني قبل ان اسأل عنها


وإني اتساءل من أي نوع من الرجال أنت يا جعفر, هو بارد, متحجر المشاعر ليس عنده قلب


انا أكاد أذوب شوقاً إليه, للحديث معه وللقرب منه,


لا ليس له وإنما لرجل, لأنه لم يعد يعنيني, مع إني أريد أن يحدث ذلك معه


أريد أن تكون لي منزلة في قلبه, ولكن بلا فائده, إن لم يحبني,


أقل شيء أطلبه منه وأرجوه, أن لا يكتم عني مشاعره ويخفيها, أن يتحدث بصراحه عما يكرهه ويحبه,, عما يحزنه


سأكتب لسناء ولكن لن أشعرها بأني متضايقه,


سلامٌ من الله عليكِ يا أعز صديقاتي

لقد أشتقت إليك كثيراً, وأعذريني لأني لم أراسلكِ, وحتى انتِ لم تقومي بمراسلتي فما السبب؟, يبدو أنكِ مشغولة كثيراً وليس لديكِ وقت, أو أنكِ نسيتِ الانترنت وانشغلتِ بجمال الطبيعة هناك.. كيف حالكِ في ماليزيا طمئنيني عنكِ

ومتى العوده, ولا تنسين الهدية التي أوصيتكِ بها

أما أنا فما زلت أحاول التقرب إلى جعفر

والتطورات الجديده صفر

فقد أخبرني بأن أبواه متوفيان, فقط.. لا شيء آخر


اعترف لي بهذا.. لا أريد أن أشغلكِ,, انا بخير ومرتاحه لا تقلقي علي


أستودعكِ الله,, ورحله سعيده..


الساعه الثانيه,, خرجت بسمه لتشرب الماء.. تفاجأت بوجود جعفر يشاهد التلفاز في الصاله,, ويبدو أن الفلم رومانسي كما يبدو من المشهد الذي رأته, وقفت تتابع بدون أن يلحظها أو يشعر بوجودها, فقد كان منسجماً مع الفلم لآخر نفس, وهذا واضح


شعرت بسمه بالخجل مما كان يشاهد,, وكادت تنسحب...


لم تكن مشاهد خالعه.. إنما مشاهد فيها حب عميق إن صح التعبير,,


يذوب لها قلب المشااااهد


أول مره تراه ساهراً يشاهد التلفاز,, غريبه..


نست كل شيء يتعلق بجعفر.. بل صارت تفكر فيه


((ليست عندي جرأه كافيه لأصف موقف كهذا,, ولكن لكم أن تتخيلوه بأنفسكم

واعذروني .. سأصف كي أصل الفكره للقاريء..


الأفلام الرومنسيه تحرك المشاعر.. فما بالك بالأفلام التي فيهاااااا حبـــ


بسمه وقفت ما قارب النصف ساعه تتابع الفلم, وجعفر لم يحس بوجودها, وهي لم تشعر بالتعب من الوقوف, بل طارت وحلقت بعيداً مع مشاعرها وإحساسها... ونسيت حتى أنها عطشانه وتريد ماء..


الفلم رائع وقصته رائعه رائعه جدا.. ما أجمل الحب وما أروع العشق


وانتهى الفلم وبسمه على حالها واقفه لم تتزحزح أو تتحرك من مكانها.. ومازالت.


قام جعفر ليطفأ التلفاز, فتفاجأ لرؤيتها وتلعثم وشعر بالخجل,,

هل كانت ترى ما كان يراه ؟..

كان يريد ان يسألها منذ متى وهي هنا,, إلا أنه لم يفعل


هي كانت تحس بأن مشاعرها مندفعه.. لماذا تخبأها وتحبسها, هو اشتراها هي ملكه هو بمثابة زوجها,, إن لم تخبره بمشاعرها وتطلب ماتريد منه,, فماذا ستفعل؟

هذه فرصتها لتكون قريبه منه وتحاول..

هو لتوه رأى الفلم ولابد أن إحساسه وشعوره بنفس شعورها.. إن كان لا يريدها هي فأكيد يريد إنسانه تبادله الحب


وهي دائماً كانت تسمع

أن بعض الرجال إذا تحركت الشهوه بداخلهم.. لا يهمه امرأه يكرهها او يحبها.. ما يهمه والجميل عنده هو إحساسه ولا شيء آخر.. وفقد يريد من تشاركه بإحساسه ولا يهتم هل هي حبيبته ام عدوته


وإني لأرى في هذه المقوله بعض الصحه.. إن كان يكرهني فربما الآن إذا أقتربت منه اكون محبوبه ومرغوبه عنده..


انا احبه وإن كان يكرهني..


آه انا حقاً لا استحي ولا اخجل كي أفكر بتفكير كهذا..ولكن مشاعري أقوى من خجلي..


أقتربت منه ومازال هو مستغرب


تكلمت.. قالت له


جعفر أنا أحبك.. اريد أن اكون قريبة منك.. اسمح لي


هو ظل صامتاً ولم يتكلم..


هي اقتربت وشعرت بالراحه.. لم يفعل هو شيئاً تركها تفعل ما تحب..

ثم شعرت بأنه بدأ ينسجم معها.. هذا يعني انه يحبني ويرغب في..


ولم تشعر بالوقت.. كم دقيقه ظلت معه على هذا الحال.. كانت سعيده جداً


وفجأه دفعها وابعدها عنه بقوه لدرجة أن السقطه أخافتها وارعبتها قبل ثم شعرت بالألم


لم ينظر إليها ولم يكلمها أو حتى يشتمها... ذهب راكضاً لغرفته واطبق الباب بقوه


هي لم تفهم وتستوعب للآن ماحدث..


كان يبادلها الشعور.. لماذا .. لماذا تركها الآن..


بكت بصوت عالٍ .. ما عادت تكترث حتى لو سمعها.. أي تحطيم كهذا..


قتل الحب بداخلها وكل شيء..


بكت كالمجنونه تلك الليله


أما هو لم تعد تكترث أو يهمها شعوره.. أي إنسان هو...


إذا كنت اجبرته على شيء لا يريده فلما لم يخبرني بلطافه..


هو حيوان وحتى الحيوان لا يفعل ما فعله..


سأغسل يدي منه بالماء والصابون..


لم تحتمل بسمه واتصلت على صديقتها, لم تهمها تكلفة المكالمه وإن كانت سناء في ماليزيا..


ولكنها أغلقت الخط


ما كانت تريد أن تخيف صديقتها.. لأنها لم تستطع أن تتوقف عن البكاء..


لجأت لسريرها وصارت تبكي عليه إلى أن نامت..


اما هو فلا تريد أن تعرف شيء عنه.. في اليوم التالي لم تقم بأي عمل.. لا غسيل لا تنظيف ولا طبخ..


والله وحده يعلم لما جعفر تصرف معها هذا التصرف..


لم تستطع فهم هذا الموقف واستيعابه .. كان قاسياً جداً وردة فعله أقسى..


أجيء له بكل حب وموده.. طالبة منه بعض الحب والحنان.. فيعطيني ثم يرميني


وكأن هذا الثمن.. الفرحة لا تدوم في هذه الدنيا..


هو لم يسأل عنها,, وتركها وشأنها.. لكنه بدأ يحس بالقلق عليها فهي لم تأكل شيئاً ولم تشرب لمدة يوم كامل.. إذا كانت لا تحس بجوع.. فلا بد أن تعطش..


كل الذي فعله هو انه طرق الباب عليها واخبرها انه سيخرج وسينام هذه الليلة خارج المنزل..


عندما اعطاهااااااااا ظهره فتحت الباب بسرعه.. وقالت له: حسناً..


وخرجت من غرفتها


لما تتضايق ولما تحزن من اجله.. فل تنسى ما حدث


دخلت بسمه المطبخ وشربت كأسين ماء.. وبكت..


لقد تعبت وهي تفكر فيه.. وتفكر في قربه وكسب قلبه.. فلتنساه


وتغير تفكيرها وتشغل نفسها بما ينفعها في دينها وأخراها..


وفعلاً.. حاولت بسمه ان تغير حياتها في منزلها الكئيب..


عادت سناء من السفر وتكلمت مع بسمه عن طريق الجوال..


لم تظهر بسمه أي ردة فعل غريه تدل على حزنها وألمها..

وعندما سألتها سناء عن اخبارها مع جعفر


اجابت انه لكل واح منا حياته... وانا الآن سأقتل الهم الذي بداخلي بالصلاة والأذكارو الأدعيه


لقد تعبت.. الله سيخفف عني.. لقد سمعت ان صلاة الليل تأخذ الهموم


فبدأت أصليها واشعر بالراحه.. سأكون سعيدة إن داومت على برنامجي هذا


فرحت سناء لها وإن كانت شعرت بأنها حزينه من صوتها..


واضح أنها لم تنجح ولم تستطع ان تكسبه


أقبلت بسمه على الصلاة والدعاء,, وشكت حالها إلى الله... وأكثرت من البكاء والإستغفار.. وبدأت تحس بالإنس والإطمئنان وتغير حالها كثيراً


لم تعد تهتم لجعفر ونسيت الموقف الذي حدث معه..


هي فقط كل الذي عليها تنظيف المنزل وغسل ملابسه وإعداد الطعام له وسؤاله عما يريد ..


أما الأمور الأخرى فلن تتدخل فيها


ومع الوقت

شعر جعفر بأن بسمه قد تغيرت كثيراً.. صار يشتاق لبسمه القديمه وإن كان بالسابق لا يبادلها أي شعور.. يريدها ان تعود إليه



هي ما زالت تتمنى لو تقترب منه.. لكن الجرح مازال موجود.. ولا تريد ان تتألم أكثر..


جعفر لم يكلف نفسه بالإعتذار إليها عما فعله.. ولما يعتذر؟.. ربما في نظره لم يفعل شيئاً خاطئاً


صحيح هي المخطأه.. هي التي رمت بنفسها عليه.. هو لم يطلب منها ذلك..


كانت تظن أنه يريد ما تريده..


مضى شهر وبسمه لا تسأل ولا تتحدث مع جعفر إلا في أمور المنزل وشوؤنه.


أما عن نفسها أو تسأل عنه.. لا شيء..


وجدته في هذا الشهر لم يزورونها أبداً.. فقد سافرت لمدينة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم


((التكمله في وقت لاحق))
 

فاطمة 25

Member
إنضم
5 يناير 2011
المشاركات
593
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
العمر
38
الإقامة
الأحساء - شرق السعودية
اللهم صل على محمد وآل محمد

وعجل بفرج إمامنا صاحب العصر والزمان واجعلنا من أنصاره وشيعته المخلصين يارب العالمين

بسمة جعفر:

**(الجزء الخامس)**


كان جعفر يشعر بالملل,

فقد أصبحت بسمه تشغل حيزاً من تفكيره, لم يكن يفكر فيها بهذا الشكل منذ أسبوع, وكأن إهتمامه بها قد زاد, ربما لأنها لم تعد تعيره أي إهتمام, فقد عرف الآن اهميتها

يقول في نفسه

(ألا ليت بسمه تأتي وتجلس معي, أحس بضيق, أحتاج إلى من يسليني)

وكان يزيد غيضه عندما يراها تحوم في أرجاء المنزل وهو موجود, تنظف وتشتغل, من الواضح أنها تحاول أن لا تختلط به, وكأنه غير موجود, تتجاهله كلياً, إنها تسلي نفسها بالعمل,

أصبحت رسميه جداً وكأنها لا تعرفني, تعاملني معاملة حتى الغريب لا يُعامل بمثلها

بسمه تغيرت صارت قاسيه معي, إلى متى سأظل أنتظرها لتأتي لي وتتحبب إلي كما كانت تفعل,

كما أنا مغرور ومتكبر, إذا كنت أريدها لما لا أقوم وأذهب لها, ولكني خائف


تبدو حزينه, سأحاول إسعادها في هذا اليوم, فليس عندي أي شغل ولا إرتباطات

إذا كنت لا أستطيع أن أمنحها الحب, فلدي أمور أخرى, ستسعد إن فعلتها لها

فقام جعفر من مكانه, يفكر فيما سيفعله من أجلها, هو لا يدري,, كيف يكسب ودها وثقتها من جديد..

ذهب إليها, تنحنح, لم تلتفت وكأنها لا تسمعه, ألهذه الدرجة ساخطة علي؟!, رحماك ياربي..

بدون مقدمات, لم يعد يحتمل, أمسك يدها فشعرت بالرعب

اخفضت رأسها أرضاً, وقالت بلهجة حزينه ممزوجه ببعض الخوف: آسفه ..

كانت تظن بسمه أنها اخطأت في شيء, فهي لا تعرف ما يخفيه في قلبه, ولما جاء

لها الآن

رفع رأسها, نظر في عينيها, ولكنها ما كانت تنظر إليه, شعر بتوتر, هل تريد أن تعاندني, أنظر إليها فتنظر لشيء آخر, وربما تكون قد صارت تكرهني, ولا استبعد ذلك

فأراد أن يشعرها بأنه يحبها, بأنه يريدها, فـ طبع قبلة على خدها,

لا يدري كيف فعل ذلك, لكن غير مهم, سألها:

بسمه أنتِ خائفه مني؟, لماذا تعتذرين, أنا الذي يجب أن اعتذر منكِ,

بسمه هل تخرجين معي؟


لم تستوعب بسمه الموقف بعد, نظرت إليه وأعادت كلامه: أخرج معك؟

سألته:إلى أين سنذهب؟

رد عليها بعد ثواني : لا أعلم, إلى المكان الذي تحبينه, أي مكان جميل ومريح ويعجبكِ

تساءلت بسمه عن سر تصرفاته الغريبه, لما طبع قبلة على خدي, ماذا يريد مني ليدعوني للخروج كذا فجأه..


ناداها: بسمه


هي:نعم


هو: جهزي نفسكِ جيداً وبسرعه رجاءاً, أنظري كم الساعة الآن, لا أريد أن تفوتني الصلاة في المسجد, هل تريدين المجيء معي للصلاة؟, أم تبقين هنا وأمر عليكِ بعد انتهائي


فأجابت:سآتي معك انتظري فلن اتأخر

فأمرها بأن تأتي له بالسيارة إذا انتهت, وأن لا تنسَ شيئاً

ذهبت بسمه مهرولة لغرفتها,.. شعورها طبيعي. لا أثر للحزن ولا السعاده,. ملامحها لم تتغير, ولكن الذي أفرحها أنها ستذهب الآن للصلاة في المسجد,, فقد أشتاقت لبيت الله

في خلال دقائق كانت جاهزه, فركبت معه في السياره, اشغل المحرك وانطلقا..

كان جعفر صامتاً في البداية, ثم فجأه بدأ يتكلم, يضحك ويثرثر على غير عادته, نظرت إليه, لا بد أنه سعيد بعكسي أنا,

لم أستطع مشاركته في حديثه, ولكنه لم يعر أي إهتمام لسكوتي بل تابع حديثه إلى أن وصلنا للمسجد, وغمرتني السعاده, وكأني أرى حبيباً لم أره منذ مده,



المسجد


يال جماله


كم أحبه


سبقت جعفر في فتح الباب, ولم أشعر بنفسي, فأحسست براحة يده على كتفي.. فتوقفت عن النزول, وعدت وربكت ثانيه, آه..

قال لي: إذا انتهيتي, لا تخرجي حتى أتصل بكِ,

أجبته بـ نعم

وانطلقت متجهة لبوابة المسجد, كم انا مشتاقه,, دخلت بأسرع ما يكون

وخررت فوراً للرحمن ساجده وبكيت شوقاً وشكوى وحزن..

نسيت كل همومي وخشعت في صلاتي مما زادني راحه وطمأنينه

وتلوت أربع صفحات من كتاب الله,, ودعوت لنفسي بما كنت أريده وأتمناه في أثناء حياتي وبعد مماتي, ودعوت لجعفر ولجدته وكل الذين أحبهم, ولأخواتي أن تكون أمورهن بخير,

~ ~ ~ ~ ~

شعرت بسمه بجوالها يهتز, هذا جعفر, فلبست مقنعتها وخرجت فورأً وركبت السياره

ابتسم وقال لها: غفر الله لكِ يا بسمه

بتبسمت من خلف نقابها وردت: وأنت كذلك


بعد ذلك لم تسأله إلى أين سيذهب بها, ومن الطريق وجدت نفسها في وسط السوق, أمرها بأن تنزل, سألته: ولما؟!

قال لها: غرض أريد شراءه, فتعالي معي

فنزلت معه, ودخل عدة محلات لبيع المجوهرات, إلى أن عثر على ضالته, وسأل بسمه: ما رأيكِ في هذا

فأجابت: جميل

فأمر جعفر البائع أن يخرج لها الشكلين الآخرين لتراهما وتخبره مالذي يعجبها أكثر

سألت بسمه نفسها: ولما يأخذ برأيي؟, هذا السوار سيشتريه لمن؟, لحبيبته أكيد, وربما هو عاملني بلطافه وأخرجني من المنزل من أجل هذا الأمر فقط

~ ~ ~

لم تكره بسمه فكرة وجود حبيبه في حياة جعفر, هذا أفضل من بقائه في العزله, أتمنى أن تكون فعلاً لديه حبيبه, أما أنا فسينظر الله في أمري, وسأجد من الهم مخرجاً,

إذا كان جعفر يحبها فسيتزوجها عاجلاً أم آجلاً, وأكيد سيخرجني في حياته, فلن يبقيني معلقه أو معهم,


علي أن أبدل نظرتي إليه وأن لا أنظر له بحب, أو أحلم, أو اتأمل أن يحدث شيء بيني وبينه, أنا لم أعد أريد شيئاً لنفسي الآن, إلا بعد أن أراه سعيداً ومستقراً

سمعت بسمه صوت جعفر يأمرها بالخروج من المحل, فقد أشترى السوار الذي قامت هي بإنتقائه,

هنيئاً لحبيبته بهذه الهدية الرائعه, أنه يستحق كل خير,

بعدها ركب الإثنان السياره ومشا,

كانت بسمه تنظر إلى جعفر, وتتأمل تقاسيم وجهه وملامحه, لا ينقصه أي جمال, هو رجل بحق

وظلت هي صامته وهو بالمثل,

حتى شاهدت مدينة الملاهي تلوح أمام ناظريها, فشعرت بالفرحه, إن كان ينوي أن يأخذها إلى هناك, فستكون حتماً سعيده,

سألعب كالأطفال وألهو وأمرح, وإن كان لا ينوي أن يأخذني, فسآمره أنا بذلك, فلدي بعض المال, نعم جلبت ما يكفي..

فسألته: جعفر والآن إلى أين سنذهب؟

قال لها وهو يشير بإصبعه تجاه الألعاب وقد أصبحوا قريبين جداً منها: إلى هناك

فشكرته بسمه كثيراً

فوضع يده على يدها وشعر بالسعاده لفرحتها..

وعندما أوقف السياره, قال لنفسه: هذه اللحظة المناسبه,

فأخرج السوار وأمسك يدها وألبسه إياها وقال: بسمه هذه هديه مني أتمنى أن تقبليها,

وإذا كان واسعاً عليكِ أخبريني, فقد خجلت من إعطائك إياه بالمحل لتجريبه

لم تصدق بسمه أن هذا لها, سوار ذهبي بقيمه غاليه جداً لها؟, ياله من رجل كريم وسخي, ومن أنا ليعطيني هديه كهذه


هل أنا غاليه عليه؟, هل بدأ يحبني.. آآه لا أدري,

قال لها: ألن تقولي لي شكراً

فقالت فوراً: شكراً

كان ينتظر منها جعفر شيء بسيط لتشكره بالفعل, كأن تعطيه قبله, ولكنها لم تفعل, ربما ما تزال خائفه مني لحد الآن على ردة فعلي معها تلك الليلة((لا أريد أن أذكر)),,


نزل جعفر معها إلى مدينة الملاهي, ومر الوقت سريعاً وكان ممتعاً ورائعاً, قضيا لحظات سعيده ورائعه, وشعر كل واحدٍ منهما أنه مهم في حياة الآخر, وواضح أنه يحبها وهي تحبه, ليس حباً, وإنما شعور يأتي في رتبة الحب, ولو ظلا على هذا الحال سيتحول إلى حب بالتأكيد

وعندما صارت الساعة الثانية عشرة إلا ربعاً ليلاً, خرجا من مدينة الملاهي وأخذها إلى أحد المطاعم, وكانا جائعين, وكل واحد طلب ما يشتهي, فأكلا وضحكا وتبادلا أطراف الحديث

فخرجت وهي ممسكة به بعد دفع الحساب


فقالت له: أشكرك على هذه الليلة الرائعه, لكن جعفر.. ثم صمتت

أنها لا تريد أن تعود إلى المنزل, كي لا ينتهي الحلم, فهذه الليلة كانت جميلة جداً,

فقال لها: هذه الليلة أشبه بالحلم, اتمنى أن يتكرر هذا الحلم دوماً, سواء خرجت معكِ أو لم أخرج, أريدكِ أن تكوني قريبه مني كما أنتِ الآن

كانت تريد أن تقول له: متأكد أنك لن تتضايق ولن تنزعج من قربي لك

فسبقها للإجابه قبل أن تسأل: لا تخافي لن أتضايق, ولكن كان هناك شيء يؤلمني,

فلم أستطع التحمل, ومن الأفضل أن لا تعرفيه

فقالت له: إذا كان يضايقك, فمن الضروري أن أعرفه, ليس من أجلي ولا فضولاً, إنما من اجلك جعفر, أريدك أن تكون مرتاح, لا أريد لهذا الضيق أن يعود,

جعفر لا أخفي عليه أني كنت خائفه أن أكون انا سبب ضيقك,,

فتابعت بسمه كلامها: طول الوقت يا جعفر كنا نتحدث عن أمور خارجيه, لم أتحدث عن نفسي, وأنت لم تتحدث عن نفسك,


فأمسكها جعفر وفتح لها باب السياره فركبت, وركب هو,

وقال لها: لن نرجع إلى البيت, سنذهب لإحدى الحدائق, أعرف حديقه جميله وهادئه وليست بالبعيده, فالجو جميل, ومن الضروري أن أتكلم معكِ وتكلميني, لأعرفكِ وتعرفيني.. لا أريد أن نكون كالغرباء فهو شعور موحش

فقالت له: أنت محق, أنا كنت أخجل من إلقاء الأسئلة عليك, أما الآن فسأسألك عن كل شيء يحيرني,, ولك الخيار إن أردت أن تجيب أو لاا

فنظر إليها وابتسم وقال مازحاً: إذاً من الآن ساعد الله قلبي

قالت له: أتعلم, أشعر بالنعاس, ولكني أريد الذهاب لهذه الحديقه, وأريد الجلوس معك فقط, حتى لو ظللنا صامتين, الحديث لنأجله في وقت آخر

فقال: إذاً من الأفضل أن نعود للمنزل

فقالت: كلا كلا لا أريد..

قال لها: كما تحبين, ولكن لن نتأخر ok

فردت: Ok^^

كانت بسمه تفكر في جعفر, وهو يفكر فيها وفي نفسه, كم سيكون سعيداً لو أنها قبلت فيه كما هو وعرفت ما يضايقه ويؤلمه, هو لم يفتح قلبه لأحد, غير الله لا أحد..

حتى أمه وأباه قبل وفاتهما رحمة الله عليهما, لم يقل لهما شيئاً,

كانت الحديقة قريبة من المطعم فوصلا بسرعه, فدخلا فيها وكانت خاليه لا يوجد بها أحد غير 3 عوائل,, سكون وهدوء..


قال لها جعفر: أنه كان يأتي إلى هنا ويجلس هناك,, بعيداً,, تحت هذه الشجره

فقالت له: لنجلس هناك إذاً.. فقال لها: نعم


فمشيا وقطعا مسافه.. ولكنه قال لها: أوه نسيت شيئاً, بسمه أبقي هنا وسأرجع لكِ

أو تعالي معي أفضل

سألته: ومالذي نسيته؟..

فقال: هاتفي بالسياره, إذا رآه أحد سيكسر الزجاج ليسرقه, فهو غالٍ كما تعرفين, وحتى لو كان من أسوأ وأرخص الجوالات فستتم سرقته,,


فقالت له: إذاً أذهب بسرعه,, وأنا سأبقى في مكاني أنتظرك, هنا أمــان

فذهب وتركها, فلا شيء يدعو للخوف على الإطلاق

أقتربت بسمه من الشجره ورفعت طرفها إلى السماء ودعت الله وشكرته على السعادة التي وهبها إياها في هذا اليوم, سأخبر سناء عما جرى,,,,,


أريد أن أجلس مع جعفر قليلاً,, وإذا وصلنا للمنزل.. سأنام,, أشعر بأني سأنام مرتاحه هادئة البال,, اليوم كان جميلاً جداً


فأخرجت بسمه هاتفها المحمول,, وقررت أن تكتب رساله لسناء, فبدأت تكتب لها


عزيزتي سناء

لا استطيع أن أصف لكِ السعادة التي أشعر بها الآن

في هذه الليله شعرت بأني كالأميره

أنا مرتاحه وسعيده جداً

الوقت متأخر واعرف اني سأضايقك فأنتي نادراً ما تسهرين

ولكني أريد أن أتكلم واخبركِ كم انا سعيده....


وضغطت بسمه على إرسال


وكان هناك رجل ينظر إليها فرأها وحيده لا أحد معها, فظن فيها سوءاً,

تلفت يمين يسار, لم يرى أحد... فرأى أن هذه فرصته...

فاقترب منها شيئاً فشيئاً, وأتاها من الجهة المعاكسه بحيث لا تراه,, والتصق فيها بقوه

أتاها من خلفها, فشعرت بسمه بالخجل ولم تجرؤ على الحراك لغرابة الموقف والحركة وسيطرة الخجل عليها

فقد سكنت في مكانها ولم تلتفت,, فأحست بحرارة جسمه

ثم شعرت بقبلة أتتها


ثم أمتدت يده إلى صدرها,, ولم تستطع الكلام, فقد أستسلمت لإحساسها..

وكان الخجل مسيطر عليها.. فقالت له: جعفر ليس هذا وقته أنسيت أين نحن


فسمعته يقول: أششش ,, وصار يقبلها

ضحكت خجلاً, وقالت في داخلها, أهذا وقته يا جعفر لتفعل بي هكذا: غريبة حركاتك.. ولكنها جميله

أما هو فشعر بالإنبساط لاستجابتها ويبدو أنها كانت تظنه شخص آخر, فاستغلها أكثر

قالت له: في المنزل, فمنعها من الالتفات,, وهمس لا تتحركي . . .

ولم تكمل كلامهااااااا

سمعته يهمس اغمضي عينيكِ

لم تستطع بسمه تمييز الصوت ولم تشعر بشيء,, فأغمضت عينيها وقالت: أغمضت

فقال لها: لا تفتحي

فأدارها ناحيته ونزع نقابها وهمس مجدداً: لا تفتحي حبيبتي

فأتى جعفر ولاحظ أن المكان الذي ترك فيه بسمه يوجد رجل وامرأه.. وحركاتهما غريبه,

إذاً أين هي بسمه؟.. معقول ذهبت وتركت المكان لهما

قال جعفر في نفسه: ناس لا تستحي في مكان عام وتصدر منهم هذه الحركات, حتى ولو كان خالياً,,

فقال: لا يجب علي أن انظر, ثم غض بصره , ولكن شيء جعله يعود ليتأكد

فصُدم عندما رآى بسمه مغمضه عينيها ومستسلمه له وهو يقبلها.


منظر رهيب


أنها مستسلمه كلياً للذي معها,, ما أحقرها.. ما ألعنها وأوسخها..

وأنا الحمار الذي ظننت أنها بريئة,, فالتذهب للجحيم..


شعر جعفر بكيانه يهتز,, وصدره يتطم وقلبه يؤلمه,, وثق فيها وأحبها ورفه عنها في هذه الليله وحاول التقرب منها وفي النهاية تفعل هذا , , ومن هذا


أنقض جعفر عليهما وصفعها ليوقضها من أحلامها وأبعد الرجل عنها بضربة قويه فسقط أرضاً, ودهسه جعفر برجله كي لا يتحرك,


أما بسمه فانصدمت..


جعفر كان يقبلها والآن غاضب منها,, ما القصه


فلاحظت الرجل المنطرح أرضاً,, وشهقت من الفزع,, لا غير معقول الفكره


هل كانت تقبل رجل غريب


انفلت الرجل وهرب,, لم يكن لجعفر حساب مع هذا


إنما حسابه مع هذه الوقحه الخائنه التي تقف أمامه


لم تستطع بسمه التعبير أو الكلام.. كم كانت غبيه,


كانت نظراته لها حارقه وملهبه,, شعرت بأنه يريد قتلها .. يريد رميها والتخلص منها,, بل دفنها وهي حيه..


أسندها على الشجرة ومازال على حاله والزبد يخرج من فمه من شدة العصبيه وعينيه تكاد تخرج من مكانها


قالت له: جعفر أنا..


صرخ: ولا كلمه

أخبريني من ذا

لماذا فعلتي هذا

لا أريد أن أرى وجهكِ بعد هذه اللحظة

أفعلي ما تريدين واذهبي الآن وأكملي معه ما بدأتم به

انتي حره بنفسك,, فأنا ليست لي علاقه بكِ نهائياً


وانا غير مسؤول عنكِ


وافلت قبضة يده عنها,, وأعطاها ظهره ومشى


شعر بانه محطم.. كانت غاليه بالنسبه له,, أما الآن فهي رخيصه.. لا تساوي شيئاً


ركب سيارته وشعر بأنه منهار لا يقوى على القياده,, فتحرك عدة خطوات ثم أوقف سيارته وشاهد نفسه يبكي


أما بسمه فلا أدري أيهما أسوأ حالاً هي أم هو,,

بكت وصرخت ولم تعد تبالي بشيء


تركها وذهب,, تخلى عنها,, أصبحت وحيده.. أين تذهب ومن الذي سيأتي لأخذها الآن..


تلقت صفعه وإهانه قويه.. أحست بالإشمئزاز


رغم حرارة دموعها الملهبه والمحرقه,,الكلام محبوس في صدرها..


لماذا لم اخبره,, هو لم يعطيني فرصه.. كان علي شرح موقفي..


لالا لن يصدقني بل سيسخر مني


صارت بسمه ترتجف في مكانها.. خافت أن يعود لها


مشت لتذهب للناس الذين رأتهم.. فلم ترى أحد..


موقف رهيب,, فكرت في شخص واحد يستطيع مساعدتها عيسى


فحاولت أن تسكت وتكف عن البكاء كي تتصل.. فما زالت تحفظ رقمه ودعت الله أن لا يكون قد غيره


الحمد لله رد عيسى على الهاتف,, أخبرته أنها بالحديقه وأنها تريد أن يجيء أحد لأخذها وفي أسرع وقفت لأنها خائفه وتشعر بالبرد


أحتار عيسى ما بها ومالذي تفعله في هذا الوقت المتأخر,, سألها أي حديثه,,

قالت جعفر جلبني وذهب لا ادري ما أسمها أو اين هي,, ليس لها اسم.. ولكنها ليست بعيده عن مطعم ...


فقال لها: وكأني عرفتها, سآتيكِ حالاً,, أذكري الله واقرأي ما تحفظين من القرآن لتهدأي


تمنت بسمه لو أنها ماتت ولم يحدث ما حدث لها في هذه الليلة


وبعد دقائق أتصل بها عيسى, وقال لها: لن أغلق الخط حتى أصل إليكِ فإني خائف, وهكذا سأطمئن عليكِ وستشعرين أنتِ بالأمان, سأضع السماعة في أذني, إن حدث شيء كلميني, فأنا الآن في في طريقي إليك


لم يطرح عليها عيسى أي سؤال, فهي في حال سيء ومن باب الذوق لا مجال للأسئله,,


أنفاسها كانت متسارعه ممزوجة بالأنين والنياح,,


نزل من سيارته فكلمها وسألها في أي مكان هي,, فأخبرته وقامت من مكانها فرآها.. أقترب منها وهدأها وفتح لها السياره وجلست بالخلف.. .


وشغل السياره ..


(التكمله في وقت لاحق )

( إذا في أحد متابعها,, أقول له النهايه اقتربت )


لك الحمد يارب حتى ترضى


سبحان الله وبحمده,, سبحان الله العظيم

ما شاء الله كان, وما لم يشأل لم يكن, حسبي الله ونعم الوكيل
 

فاطمة 25

Member
إنضم
5 يناير 2011
المشاركات
593
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
العمر
38
الإقامة
الأحساء - شرق السعودية
اللهم صل على محمد وآل محمد
اللهم عجل بفرج إمامنا صاحب العصر والزمان واجعلنا من أنصاره وشيعته المخلصين يارب العالمين
بسمة جعفر:
**(الجزء السادس)**
رأى عيسى أن هذه هي الفرصة المناسبه التي يستطيع فيها ان يتحدث إلى بسمه, فهي معه بالسياره, وبمفردهما
فقد لا يتيح له الزمن هذه الخلوة ثانيه
فلعله بكلامه معها يسليها أو ينسيها الذي بها,, أو يفهم منها كيف تعرفت على جعفر, وكيف تزوجا
كانت تدور في خلده أسئلة كثيره, ولا أحد يستطيع الإجابة عليها غير بسمه
حاول عيسى أن يمسك نفسه عن الكلام, مراعات لحالها, فهو لا يدري مالذي حدث لها ولما هي موجوده هنا بالحديقة
ولماذا أتصلت بهِ هو بالذات, وأين جعفر عنها, ربما تكون هربت منه.. لا يوجد تفسير آخر غير هذا
أو يمكن أن يكونا قد تشاجرا,
لم يحتمل عيسى أن يظل صامتاً طول الطريق, وحتى أنها لم تخبره إلى أين تريد أن تذهب
وهو لم يجرؤ على سؤالها بعد, إلى أين تريد أن تذهب
كان يخشى من الكلام.. حتى هذا السؤال البسيط لم يسألها إياه,
لكنه كان يريد أن يسألها أسئلة تخصها هي وجعفر,,
لم يستطيع أن يؤجل الحديث وطرح الأسئلة في وقت آخر
فوجد أنه من اللباقة والأفضل أن يستأذنها في الكلام, فناداها: بسمه
فأجابت بسرعه: نعم
لم يكن يتوقع منها أن ترد عليه أو أن تتجاوب معه..
عيسى: بسمه أريد أن أتكلم معكِ, أعلم أنكِ في حال ٍ سيئه, رغم أني أجهل مالذي حصل معكِ, ولماذا أتصلتي بي في هذا الوقت المتأخر
وماذا كنتِ تفعلين هنا, ولكن هذا كله لا يهمني, لن اسألكِ إن لم تخبريني انتِ, ما يهمني هو
بسمه هل يمكننا أن نتحدث أنا وأنتي؟,,
لا تخافي من شيء
فإنها مجرد تساؤلات حيرتني لم أجد لها جواباً..
وتابع عيسى كلامه بدون أن يترك لها فرصة للرد عليه:
أتعلمين يا بسمه, عندما جئتي أنتِ وجعفر لزيارتنا منذ شهرين ولأول مره, وسمعت أن اسم زوجة جعفر بسمه
تذكرت بسمه, الفتاة التي أحبتني وعشقتني,, شعرت برغبة في أن أراسلها, أن أتصل بها وأحدثها, اسأل عن حالها
فهي أنقطعت عني فجأه, مع إني أنا الذي ابتعدت عنها, وبدأت أتحجج وأتعذر, ولكنها لم تقاطعني, فشعرت بالخجل, وفكرت
في وسيلة أخرى لتبتعد عني,, فأنا لا أستطيع مصارحتها ومواجهتها بأني لا أحبها.. بأني كنت أتسلى فقط ليس إلا..
ثم انتقل عيسى لموضوع آخر: بسمه أنا كنت اتساءل,, فجأه صرت أفكر ماذا لو كانت بسمه التي أحبتني هي نفسها زوجة جعفر
خاصة عندما عرفت أن عمر زوجة جعفر بنفس عمر بسمه التي أعرفها,,كنت أتوق لمساع صوت زوجة جعفر, لقد صرت أفكر تفكير
غبي.. فهناك ألف فتاة اسمها بسمه.. لكن كنت أشعر بشيء غريب, أن بسمه التي أعرفها موجوده بقربي وقريبه مني
ثم عاد لموضوعه الأول وتابع الكلام, وكانت بسمه تصغي إليه باهتمام: لا أخفي عليكِ أن شعرت بأني جبان وضعيف
لأني لم أستطع إخبار بسمه ومصارحتها بالحقيقه,, بسمه التي تحبني, لم أستطع أن أقول لها (كنت اتسلى فقط, أنا لا أحبكِ, كنت أريد أن أثبت لنفسي
أني محبوب ومرغوب, كنت أريد فقط إرضاء شهواتي, وأن أسد الفراغ الموجود بداخلي, بسمه لم تكن أول فتاة عرفتها, بل عرفت غيرها, لكن
لم يسبق لي أن رأيت مثل بسمه, بسمه كانت مختلفه في كل شيء,, شعرت بأنها تحبني حقاً.. بأنها تريدني.. لقد كانت مميزه في نظري
ولم أرَ منها أي عيب.. لم أصدق نظري في البدايه,, فتاة تكلمني وتقول عن نفسها انها محترمه ولا علاقة لها مع أي شاب آخر.. هذا جنون
لو كان كلامها صحيحاً لما حدثتني من الأساس..ولكني اكتشفت عكس الذي أظن,, فقد أخلصت لي وأحبتني بصدق..
وقد حان دوري لأثبت لها أني أحبها,, وأن رغبتي فيها صادقه.. فما وجدت سبيلاً آخر غير أن أهرب
إن كل شيء فيها جميل, لكني لم أكن أحبها, كنت أشك فيها رغم أن شكوكي كلها مجرد خيالات لم تكن صحيحه
ففكرت في الهروب عنها.. وهربت وابتعدت, لكني لم أستطع أن أبتعد عنها, ربما لأني أعتدت عليها وصرت أشعر بالملل والفراغ إن لم أحدثها واستمع لصوتها
فتعذرت بحجة سخيفه... وبسمه أرسلت لي صورها..نعم رأيتها..
لم تقل حرام.. بل عجبت كيف تقدم فتاة عاقله ومسلمه على إرسال صورها.. هل هذا الحب؟؟؟؟
لم اسألها عن تصرفها هذا..مع إني لم أطلب منها ذلك..لقد كنت شاباً سيئاً وأحب أن اتسلى وألهو .. لقد قالت لي: هذه انا انظر إلي فأني ارغب ان تكون زوجا لي , فتفاجأت وقلت علي ان أفر واهرب قبل ان تكتشف اني كاذب, لا اريد ان اجرح مشاعرها وان اقتل الحب الذي بداخلها
أنا سيء لكن مع بسمه لم أكن كذلك... لا أدري قد تبدو القصه غريبه.. ولكن أنا لا أستطيع أن أتكلم عن نفسي
لأني لحد الآن لم أفهم سر تصرفي مع هذه الفتاة
لم أجد خيار آخر ليبعدني عنها غير أن أكذب كذبة صغيره وأقول لبسمه أن أنفها صغير وعريض, وغير جميل
أما هي فقد كان كل شيء فيها جميل,, بيضاء,, طويلة.. شعرها ناعم وملامحهااا جميله ورشيقه
ولكن أنا أريد أنفاً جميلا ومسلولاً,, إن أنفها يفسد عليها جمالها.. ولو كان طويلاً ومسلولاً لكان أجمل
أرأيتي كيف أنا حقير وجبان,,
لقد كنت أريد أن احافظ على جمال صورتي أمامها, لم أكن أريدها أن تكرهني, لقد كانت مهمه بالنسبه لي
بل حبها لي هو المهم..فأنا أعرف نفسي جيداً ولا أحد يعرفني غير ربي.. وأنا شخص سيء.. لو أطلع أحد على عملي وذنوبي
كما أراها أنا لكرهني ولم يحبني
بهذه الكذبة الصغيره.. نجحت في إبعاد بسمه عني..
المسكينه لم تقل لي ( لو كنت تبحني حقاً لما تعذرت بعذر كهذا.. لكنت قبلت بي بالصورة التي خلقني الله عليها )
لم تقل لي هذا أبداً.. بل ابتعدت بنفسها وقالت: عيسى هناك حل واحد.. هو أن أجري عملية تجميل لأكون جميله وبالصورة التي تريدها
وإن أجريت عملية التجميل سأخبرك.. وستحبني وسنتزوج.. وسنعيش سعداء..وسنكون اسرة رائعه مليئه بالحب والحنان
لقد تأثرت لكلامها.. ولكني لم أهتز.. لأني لا أحبها..
بل أنا لا استحقها.. سوف تجد السعاده مع غيري.. وحتماً أنها ستنساني مع الوقت والزمن
ومنذ هذه اللحظه لم أتكلم مع بسمه ولم تكلمني.. ولا أدري ماذا حدث..
لقد وجدت منها رسالة بعد ذلك تقول:
سأجري عملية التجميل أعدك بذلك
وأنا أدعو الله ليل نهار لأجري عملية التجميل وأكون جميله
ولكن أمي ترفض ذلك, وأنا أحاول إقناعها لكنها لا زالت ترفض
ولكن سأجريها.. والله سيستجيب لي وسيحقق لي ما أتمنااااه
هذا معنى رسالتها التي أرسلتها.. وبعد ذلك لم أعرف ماذا حصل لها ومالذي جرى عليها
لم يهمني أمرها بعد ذلك,, فمع مرور الوقت أصبحت لا أفكر بها نهائياً,, وانشغلت في أمور ثانيه..وعرفت بنات أخريات
وظللت كما أنا أرفض أن أتغير وأكون شاب مستقيم..
ولكن عندما عرفت أن اسمه زوجة جعفر بسمه... أردت أن أعرف هي بنت من؟..
وعرفت ... وقد تفاجأت.. كيف تكونين أنتِ يا بسمه نفسكِ حبيبتي..
لقد كااااااااان كلامي صحيحاً.. فأنتِ نسيتي بسرعه وتزوجتي.. ولم تعودي تفكري فيَّ..
هذا ماكنت أود قوله..
ولكن يا بسمه كيف تزوجتي جعفر؟.. كيف تعرفتي عليه, هل أنتِ تحبينه؟.. أجيبيني يا بسمه
صمتت بسمه ولم تجب.. كانت تخفي بداخلها الحقيقة المؤلمه.. أرادت أن تتكلم أن تقول له..
يا الله هل كنت تكذب علي؟
ألم تكن تحبني.. ليس هذا ما آلم بسمه (أن جعفر لا يحبها, أنه كان يدعي محبتها, أنه يتسلى فقط )
وحتى حبها الشديد لم يؤلمها, فقد كان شعوراً جميلاً, ولا أحد يتألم على الحب الصادق
بل الذي آلمها هو جنونها..
هو دعاؤها على نفسها, لقد كانت تتمنى لو يكسر أنفها لتجري عملية تجميل ويحل مكانه أنفاً آخر.. لم يكن أنفها صغير وعريض.. بل كان لائقاً وجميلاً عليها..
لكن بما أنه قال لها هذا الكلام فقد صدقته.. وصارت ترى أنفها بصورة قبيحة
وصارت تدعو الله بجنون أن يستجيب لها ويكسر أنفها لتجري عملية تجميل وتغير شكله نهائياً...
ومن شدة حبها وتعلقها بعيسى صارت تعااااتب الله لماذا يارب لا تستجيب دعائي.. فقد وعدت الداعي بأن تستجيب له إذا ما دعاك
وهاذا انا أدعوك يا إلهي ليلاً وصبحاً و مساءاً ولم تستجب لي يارب لحد الآن.. وأنت تعطي الكفار والعاصين إذا عدوك.. واناااااااا لماذا لا تعطيني وتمنحني ما أريد

ثم حدث ما حدث.. وكأن الله استجاب دعاؤها.. وسبب الأسباب.. وبعد ذلك احترق وجهها...
وصار من الضروري أن تجري عملية تجميل لتعود لها ملامحها الجميلة...
والحمد لله الحروق كانت طفيفه وسطحيه.. ولم تتعمق
ولكن لا يمكن أن تزول إلا بعملية تجميل
أرادت أن تخبر عيسى بالمعاناتها,, بألمها.. ولكنها صمتت.. فهي تستحق ما أصابها لجرأتها وسوء أدبها مع الله.. ولكن الله يعلم أنها مجرد أمة
ذليله حقيره, وهو الرب العظيــم الغفور الرحيم..
وما حدث لها قد غسلها من ذنوبها وطهرها
فكرت بسمه في كل هذا خلال دقائق... تدافعت في رأسها الأفكار.. ولكنها فضلت أن تصمت ولم تحدث عيسى عن شيء
فقال لها: بسمه تكلمي.. قولي شيئاً.. هل تسمعيني؟.. هل سمعتي ما قلته..
فأجابته: نعم
فقال: بسمه هناك شيء مهم يجب أن تعرفيه.. ربما يكون كلامي قد ضايقكِ ولكن أنا آسف,,
وجزائي نلته من ربي وإني لأطلب منكِ أن تسامحيني..
بسمه أعتذر منكِ بشده
فقالت له: لم أغضب منك في السابق, وحتى الآن وبعد أن سمعت هذا الكلام.. لم يتغير شيء.. فاطمئن ولا تقلق
فقال لها : بسمه أنا لا أريد أن اعرف كيف تزوجت بجعفر.. لكن أريد أن أعرف هل انتِ تحبينه؟
تعجبت بسمه من سؤاله.. لماذا يسألها هل تحب جعفر أم لا؟.. ربما يريد فقط أن يعرف هل هي مازالت تحبه وتعشقه كالسابق
أم أنها أحبت شخصاً غيره وهو جعفر لذلك تزوجته...
لم تعرف بسمه الغرض من طرحه لهذا السؤال, ولكن هذا الاستنتاج الوحيد الذي توصلت إليه
فأرادت أن تصارحه بما كانت تفكر فيه وقالت له: عيسى لماذا تسألني عن الحب,, هذا شيء يخصني أنا فقط..
إن الذي يسمعك يقول أنك الآن تحبني.. وتريد أن تعرف هل أنا أحبك أم لا.. الحب هو إحساسي وملكي ولي وحدي وأمر خاص, ولا أريد أن يعرف أحد عنه أو أبوح به لأحد
فرد عليها عيسى: إذاً لا تحبين جعفر
فثارت أعصاب بسمه وقالت: كيف حكمت علي إني لا أحبه بجوابي هذا؟
فقال لها: المرأة عندما تحب رجلاً ما,وتسأل هذا السؤال ( هل تحبينه؟),, فهي ترد بعزة وافتخار وتقول نعم أحبه.. وتتمنى لو أن كل العالم يدري أنها تحب هذا الرجل بعينه ولا أحد سواه, وجوابكِ يدل على أنكِ لا تحبينه
لا تقولي لي بأنكِ لا تريديني أن اعرف لأني كنت حبيبكِ بالسابق, فأي فتاة ستحيب بما يمليه عليه قلبها.. لذلك أنتِ لا تحبينه
سكتت بسمه عندما سمعت رده..وصارت تسأل نفسها: هل أحبه أم لا؟..
فناداها عيسى: بسمه اسمعيني جيداً.. أتوقع وأظن أنكِ تحبين جعفر..
نعم هذا ما أظن.. ولكن أسألكِ بالله هل الحب هو الدافع الوحيد الذي جعلكِ ترتبطين بجعفر؟.. لماذا تزوجته؟!
هل يوجد سبب غير الحب؟.. جعفر شاب يخاف الله ولا أظنه سيخفي عنكِ شيئاً مهماً كهذا.. أنا متأكد أنه اخبركِ بالسر
ولأنكِ تحبينه قبلتِ بالزواج منه.. ولكن يا بسمه الحب ليس كل شيء في الوجود..
كيف رضيتي بالزواج من جعفر كيف؟
اندهشت بسمه لكلامه.. ماذا يقول؟.. هل أصيب بالجنون.. يسألني لماذا تزوجت بجعفر
وعن أي شيء يتكلم...يالله رأسي صار يألمني...إذاً توقعاتي صدقت.. فهناك سر يخفيه جعفر عني.. بل أسرار
فقالت بسمه: عيسى أرجوك أخبرني بصدق عن ماذا تتكلم.. فأنا لم أفهم.. جعفر لم يخبرني بشيء عن نفسه ولا أي سر
فسمعت بسمه عيسى يهمس بينه وبينه نفسه: لا أصدق .. غير معقول
فأوقف عيسى السيارة بجانب الطريق.. مما جعل بسمه تخاف من تصرفه فطول حديثه عن نفسه كان يقود السياره,, فلماذا توقف الآن ؟!! ..
وحل الصمت في السيارة.. ولم تسمع بسمه صوتاً آخر غير دقات قلبها تعلو..
يارب أرحمني برحمتك.. لماذا صمت عيسى, مالذي يفكر به الآن, وعن أي سر يتكلم, أنا خائفة حقاً, هل هو شيء أعرفه
أم شيء أجهله..
هل هي قصة حب مرت على جعفر؟, أم هي جريمة قام بارتكابها,,
ما هو هذا السر وبخصوص ماذا..
ماذا لو كان جعفر مجرماً, وكان هو السبب في قتل والديه ليرثهما..
ياه ماهذا الجنون..
رأت بسمه دموعها تتساقط من جديد.. ماهذه الاحتمالات السيئة التي تفكر فيها...
ألتفت عليها عيسى ورآها تمسح دموعها..
فقال لها: بسمه يبدو أني أخفتكِ,, ربما هذا الشيء أنتِ تعرفينه ولا تعتبرينه سر ولكني أخفتكِ,,
هدأت بسمه عندما سمعت هذا الكلام,, ولكن عيسى ما زال يتكلم:
ربما هذا الشيء أنتِ تعرفينه ولا تعتبرينه سر ولكني أخفتكِ,,فتوقعتي أمور واحتمالات أسوء
لكن بالله عليكِ, أنتِ مازلتِ فتاة صغيره يا بسمه وفي بداية عمركِ, ومحتاجة لهذا الشيء
كيف تتزوجين بشخص عاجز,, ربما الحب جعلكِ تقبلين بجعفر كما هو ولم تفكري بالجنس, ولكن الحب ليس كل شيء
أنتِ الآن تفكرين فقط بالحب لا تفكرين بشيء آخر.. ولكن مع مرور الوقت سوف تشتاقين وتريدين منه أن يعطيكِ حقكِ كزوجه
وهو لن يستطيع لأنه عاااجز..
وهذا سيجعلكِ تعيشين في كابوس.. في حالة سيئة...
لات قولي لي هناك الكثير من الفتيات غير متزوجات..ولكن حالكِ وحالهن يتخلف
فالفتات المتزوجه لم ترى رجلاً ولم تعش معه.. أما أنتِ فتعرفين الحب وما يعني لكِ
فأنتِ متزوجه.. وحتى لو قلتي لي جعفر سيعوضني عن هذا النقص
صدقيني حتى لو حاول جعفر أن يعوضكِ عن هذا النقص لن يستطيع..
بل سيزيد الامر سوء,, سليني كيف؟
فأنتِ عندما ترين منه الحب والحنان والعاطفة الصادقه,, وهو سيزيدكِ بهذا أضعاف مضاعفه,, لأنه فاقد لقدرته الجنسيه.. ستشتاقين أكثر لهذا الشيء.. وستتحرك مشاعركِ, وستحتاجين لعلاقه...وربما تبحثين عن هذا في مكان آخر
اسألي الفتيات اللاتي تزوجن برجال أكبر منهن عمراً والفارق الزمني شاسع واسع, في عمر أجدادهن كيف كانت حالتهن سيئه..
أنتِ يا بسمه حطمتي نفسكِ بنفسكِ بالزواج من رجل عاجز
والآن لن تستطيعي طلب الطلاق لأنكِ وافقتِ عليه من البدايه, وربما تسببين له صدمه قلبيه لو تخليتي عنه الآن, كان عليكِ من البدايه أن تفكري جدياً بالأمر..
وإني لأتعجب كيف أخفى عليكِ جعفر شيئاً مهماً كهذا..
لا أظن أنه يفعل ذلك لأنه يخاف من ربه..
وقد عرضنا عليه الزواج قبل زواجه بكِ أكثر من مره.. فكان يرفض خوفاً من أن تطالبه زوجته بهذا الشيء..
صرخت بسمه: لا مستحيل... جعفر عاجز؟.. لا لا لا أصدق.. ودخلت في نوبة بكاء
احتار عيسى وصار يهدأها.. . وقال لنفسه:
من الواضح أنها لا تدري,, ولو كانت تعلم بذلك مسبقاً ,, لما صدر منها هذا التصرف وما كانت انفعلت كل هذا الإنفعال
حاول عيسى تكذيب نفسه وقال وهو يسألها: اسألكِ يا بسمه هل حدثت بينكما علاقه حميمه؟,, صحيح أنتِ حديثة عهد بالزواج.. وربما لم يحدث بينكِ وبينه شيء
فبعض البنات يخفن كثيراً,, ويطالبن أزواجهن بأن يبقين معهم فترة من الوقت حتى يعتدن عليهم وقد تطوووووول هذه الفترة عند البعض.. لأن الزوجات يكن خجلات أو غير متعودات على إجراء علاقه كهذه وتقبل الفكرة في بداية الأمر
صمت عيسى ثم قال: بسمه لا داعي للبكاء والإنفعال,, وأنا غير متأكد من هذه المعلومه أن جعفر عاجز...
فغضبت بسمه وشتمته عن غير قصد: غبــي كيف تقول كلام مخيف كهذا إن كنت غير متأكد منه..
كانت بسمه تقول في نفسها : يالله طول المدة التي كنت فيها مع جعفر لم يحدث بيني وبينه شيء,, وأنا خائفة وأخشى أن يكون كلام عيسى صحيح...
أبكي ليس من أجلي إنما من أجل جعفر..
عيسى: آسف بسمه.. ولكن أجيبي هل حدث بينكِ وبين جعفر شيء؟, لأعرف صحة ما أنا عليه من أفكاري
فأجابت بسمه: لم يحدث
فقال لها: بربكِ يا بسمه هل يصبر رجل في عز شبابه مدة شهرين كاملين بدون أن يقترب من زوجته؟, فعلى ما أظن مضى على زواجكما شهران
حتى ولو كانت الزوجه متوحشه.. حتى لو كانت تستحي.. حتى لو بكت وصاحت وقالت لا أريد,, وأمهلني وقتاً طويلاً...
قد يمهلها الرجل شهراً يستطيع أن يصبر عليها بدون أن يقربها
لكن أن يصبر لمدة شهران. هذا غير طبيعي... ولن يحتمل
لو رفضت زوجته فلما تزوجت من الأساس؟..,, إن كانت لا تريد أو تخاف
فإلى متى سيتركها هي مع دلعها... فأكيد سيخضعها ويجعلها ترضخ له وسيأخذ حقه بالطيب أو بالقوة..
فلا تقولي لي أنكِ من هذا النوع من البنات اللاتي يتمنعن.. لذلك هو ترككِ ولم يقربكِ طول هذه الفترة
تابع عيسى كلامه: بسمه جعفر لم يخبرني ولم يقل لي بأنه عاجز.. ولا أحد يعلم بذلك.. لذلك أنا شبه متأكد.. وسأقول لكِ كيف
صحيح أنها مجرد شكوك واستنتاجات استنتجتها بنفسي..وقد كنت أتمنى لو أكون مخطئاً
أول الاستنتاجات عزوفه عن الزواج مع قدرته الماديه...
ووالداه طلبا منه أن يتزوج أكثر من مره, وهو مطيع جداً لهما ولا يرفض لهما طلباً..
ولكنه حاربهما في موضوع الزواج.. وكان يبكي ليستدر عطفهما وشفقتها فيرضيان عليه بعد أن يخرج من المعركه ويغلقان الموضوع
وثاني سبب سفره إلى الخارج.. لقد كنت أظن في البداية انه كان يحب السفر لبريطانيا وأمريكا وغيرها من الدول الأجنبية من أجل السياحة
ثم خطر في ذهني خاطر.. ربما يكون كبقية الشباب ..
بعض الشباب يسافرون للخارج من أجل النساء وإجراء العلاقات الغير مشروعه
ولكن لو كان جعفر من هذا النوع للاحظنا حبه للنساء والجنس وهو في بلده.. حتى لو قلتي لي لا يوجد عندنا هذه الأمور.. فالمحب لهذه الحاجيات يظهر حبه لها..
ولكنه لم يكن يغازل ولم يكن يبدي إعجابه في أي فتاة أو أمرأه لا في التلفاز ولا في صوره ولا في طريق أو شارع أو سوق..
كما كنت أنا أفعل وبقية الشباب..
كنا نفعل ذلك أمامه ولا نستحي.. ولم تكن بيننا أسرار في مثل هذه المواضيع أما هو فقد كان طبعه مختلف عنا.. وحتى لو دخل بيننا شاب مثله فسرعان ما يصير مثلنا.. ولكن هو لم نستطع التأثير عليه
مع أنه شاب وسيم.. ولكن هو كان مختلف..
قد فسرت أنا وبعض الشباب في البدايه تصرفاته هذه,, أنه منافق يظهر الإيمان والصلاح ويبطن الفسق والمجون بداخله.. أعلم تحليل غريب.. لكن بعض الشباب هكذا.. يظهر لنا صوره ويكون هو في داخله صورة أخرى
وربما يكون جعفر يكره بنات البلد والخليج.. ويحب الشقراوات ذوات العيون الزرقاوات الملونات والخضراوات المتحررات الرومنسيات..
فقد كان يأخذ مبلغ كبير ويسافر... فماذا يفعل في المال ؟؟
أنا عندما رأيته يرفض الزواج..قلت ربما يكون قد أصيب بمرض الإيدز أو مرض آخر.. من كثرة سفره وإجرائه لهذه العلاقات..
فبعض الشباب صحيح يصيع ويسافر ويلهو ويعبث ولكن بالنهاية يحتقر هاؤلاء العاهرات ويرغب في فتاة عفيفه من بلده... ينشد معها الراحه والاستقرار.. أو يتوب بعد ذلك
ولكن هو لا يريد الزواج فلماذا؟.. لماذا يقول لا استطيع أن أتزوج مع إلحاح والديه المستمر
بعد ذلك استبعدت هذا الأمر ( إصابته بالمرض)
.. وخطر في بالي خاطر آخر.. قد يكون عاجز.. ويسافر من أجل أن يبحث عن علاج لعجزه.. فمثلما أخبرتكِ
لو كان يسافر من أجل النساء, لظهر حُب النساء عليه...
وحتى فكرة أنه منافق
كان عاقل ويلزم المسجد ويداوم على المستحبات والنوافل,, ما كان يفعل ذلك أمامنا لكن عرفت ذلك مصادفه أو المواقف الكثيره التي جمعتني فيه
فالذي يريد أن يصلي نوافل, هل يترك النوافل فقط لأن هناك أشخاص جالسين معه؟,, إن لم يكن يريد الرياء,, فأيضاً يجب عليه أن لا يطيع الشيطان ويترك هذه النوافل فقط لأن هناك أشخاص جالسين أمامه وسيمدحونه لو رأوه.. فالمؤمن نيته وعمله خالص لوجه الله
هذه مجرد شكوك فلا تخافي يا بسمه.. ربما يكون زوجكِ جعفر لا يشكو من شيء وأنا أتبلى عليه.. فلا تخافي ,, وأنا آسف فقد زدتكِ كرباً فوق ما أنتِ عليه..
ثم سكت عيسها وقال لها: أذكري الله ...
شعرت بسمه بأنها منهارة.. ولم تكذب هذا الكلام (( عاجز ))
.. فهي عاشت مع جعفر ثماني شهور وأكثر..
أحست بأن تفكيرها قد شُل.. أستغفرت ربها... وصارت تبكي بصمت...
أما عيسى فشعر بالحزن والأسف على جعفر,, وتأكدت شكوكه..
فهو رجل ويقدر ويعرف أهمية الفحوله بالنسبة للرجال.. فأشفق على جعفر..ولاحظ أن دمعة نزلت من عينه شفقة على جعفر
بل لم يشفق على جعفر فقط.. بل أشفق على بسمه..
هذه البنت مسكينه حقاً,, أحبتني ولم أحبها..
والآن يبدو أنها أحبت جعفر..لكنه عااااااااجز.. فكم أشفق عليها وعليه
ألا يوجد حل؟.. أليس هناك علاج للعجز...
لالااااااااااااااا لا يوجد علاج للأسف
سأل عيسى بسمه: إلى أين تريدين أن تذهبي الآن؟,
فأجابت: خذني لبيت والدي يرحمه الله, فأنت تعرف مكانه إذا كنت تذكر
فقال لها: نعم , ولكن ماذا عن جعفر؟.. هل يعلم
فقالت له: عيسى جعفر أعطاني حريتي..
صعق عيسى عندما سمع هذا الكلام, ولم يقل شيئاً,, بل زاد أسفه عليهما
إذاً جعفر طلقها.. هل سبب المشكله هو هذا الشيء؟.. الجنسس؟؟؟؟؟؟؟؟؟ أم أمر آخر, فقد كان يبدو لي أنهما متحابين.. الله أعلم ما السبب,, وقد رأيت أن حال بسمه سيئه, ترى ماذا عن حال جعفر الآن
لم يفهم معنى كلامها.. وفسر ( أعطاني حريتي ) على أنهما تطلقا....
لأنه لم يكن يدري بالأحداث التي جرت على بسمه,, وأنها باعت نفسها لجعفر مقابل المال, لتجري عملية التجميل, لأن وجهها احترق, فقد كان يجهل هذا الفصل بالكامل من الأحداث,
أتجه عيسى لطريق منزل بسمه
وبسمه كانت تسترجع الأحداث التي مرت عليها مع جعفر,, لقد بدت الآن أشد إيلاماً في عينها..
لقد كانت ترى مصيبتها مصيبة كبيره عندما كانت محتاجة للحب والحنان وجعفر كان يرفض أن يظهر لها أي شيء من ذلك..
فقد كان هو يعاني من مصيبة أكبر... وهي العجز.. ما أصعب إحساس العاجز.... يرى الناس يستمتعون بعلاقات الحب.. بأجمل علاقه خلقها ربي.. أما هو فلا يستطيع أن يشعر بهذا الإحساس..
ما أقسى هذا الخبر عليها.. في هذه الليله وفي الليالي السابقه
الآن استطاعت بسمه أن تفسر وتحلل سر تصرفاته معها..
لقد كنت أصفه بأنه قاسي.. بأن قلبه متحجر.. بأنه بلا إحساس..لأنه كان يرفض أن يمنحني الحب
أنا متأكده أنه حتى لو كان فاقداً لقدرته الجنسية..فهو لديه قلب ومشاعر أخرى..وأحاسيس جميله ورائعه, ويفكي أنه أشعرني هذه الليله أن لديه قلب ينبع منه العطف ويتفجر من الحنان والطيبه ..لكنه كان يخاف أن يظهر هذه المشاعر لي بالسابق.. لأنه فاقد للمشاعر الأخرى.. التي تأتي بعد هذه المشاعر الأولية..
الآن عرفت سر خوفه من الاقتراب مني..عرفت سر سكوته.. فقد كان يخفي ألماً كبيراً...
كان يرغب في وجود إنسانه بقربه.. تهتم به وتعطيه حبها.. لكن كان هذا بالنسبة له مستحيل لأنه عاجز
وشعرت بسمه بغصة عندما تذكرت الموقف الذي حدث بالحديقه مع الرجل الغريب الذي كانت تظن أنه جعفر
وما زالت دموعها تنهمر وهي تحدث نفسها..
يا ترى كيف شعور جعفر الآن وبعد أن رآني مع هذا الغريب.. ليتني الآن أكون بجانبه أصارحه واخبره بكل الذي عرفته
ولكن لا أستطيع... أنا محتاجة إليه وهو بالتأكيد محتاج إلي.. ليس أنااااااا..
بل لإنسانه تحبه وتخلص له..
هل اخبره بأني عرفت انه عاجز.. لا هذه فكرة غبيه... سيتألم وسيحس بالخجل مني.. بل ربما يختفي ولا أراه ثانية..
ولكن أنا أريده.. أنا أحبه.. أنا أتمنى لو اكون هذه الليلة بجانبه.. ..
ولكنه سيرفضني.. لن يصدقني إذا قلت له أن ما حدث مع هذا الرجل ... هو لأني ظننت أن هذا الرجل هو جعفر.. حتى صوته.. فقد كان غير واضح مما جعلني أظن أنه جعفر
لم تشعر بسمه أنها وصلت لحيهم وهي الآن أمام منزلهم.. إلا حينما أخبرها عيسى بذلك.. فشكرته ونزلت من السيارة تكفكف دموعها وتحاول أن تبعد الأحزان عنها
قالت لنفسها: لو قمت بضرب الجرس الآن ستفزع أخواتي وسيخفن لأنه لا يوجد رجل في المنزل.. فسأتصل عليهن وأقول لهن أني بالقرب من الباب..
فاتصلت بسمه.. فلم يرد عليها أحد..
نزل عيسى من سيارته حينما شاهدها واقفة محتاره..
سألها .. قالت: لا احد يجيب..وقد خشيت أن أدق الجرس..فتفزع أخواتي
فقال لها: إذاً تعالي لمنزلنا وارتاحي واقضي ليلتكِ عندنا..
فهناك أمي ( جدة جعفر ) وأماني.. لكن تكوني لوحدكِ
وغداً أتصلي فيهن وسأحضركِ.. فأنتِ الآن بحاجة للراحة... وأكيد لستي بخير..
الحمد لله أنه لم يجبكِ احد.. فسوف يسألنكِ لما جئتي في هذا الوقت المتأخر ولن يصدقن أنكِ بخير...تعالي لهن غداً أفضل..
ترددت بسمه ولكن معه حق.. فسارت ناحية السياره وركبت فتبعها ..
وانتظروا بقية الأحداث.... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ولا تنسوني من دعواتكم
 

فاطمة 25

Member
إنضم
5 يناير 2011
المشاركات
593
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
العمر
38
الإقامة
الأحساء - شرق السعودية
بسمة جعفر:
**(الجزء السابع)**
بعد أن ترك جعفر بسمه في الحديقة وحدها, توقف وسأل نفسه وفكر بهدوء.. لما كل هذا؟..
لما اشعر بالحزن,, أنا عاجز لما أفكر بالحب,, كم كنت مخطئاً حينما أعتقدت أنها أحبتني,,
...الآن كل شيء أنتهى .. بسمه لم يعد لها وجود في حياتي
كل شيء بات واضحا..لم تكن تحبني كانت تغطي الفراغ الذي بداخلها..
أنا لم أطلب منها أن تهتم فيَّ أو حتى تحبني,, كل ما طلبته منها الإهتمام بالمنزل ..
كم كنت غبياً, تركتها ووهبتها حريتها قبل أن نتحاور وأفهم منها كل شيء,,
لِم لَم اسألها من هو هذا الشخص الذي كان معها... لا أستبعد أن أكون قد ظلمتها
ماذا لو هددها ورضخت له.. الخطأ خطأي لأني تركتها وذهبت,, فأدار سيارته ناحية الحديقه وعاد مسرعاً
بحث عنها فلم يجدها, أزداد ألمه, وجلس على الأرض يائساً تعباً..
هي لم تنتظر عودته حتى أو تعتذر منه ولكن هو من يجب عليه أن يعتذر,, لأنه لم يعطها فرصه لتتكلم وتشرح موقفها
دوام الحال من المحال,,
ركب جعفر سيارته ومشى.. لم يطق فكرة العودة للمنزل الآن,,
هل سيعود وحيداً كما كان؟ .. فصار يدور في سيارته.. ويخفي ألمه بداخله
لم يستطع أن يبكي رغم الألم الذي يشعر به..
إنها ليست محتاجة لي ولا يمكن أن تحبني ...
لا بد أن بسمه سعيده, فقد صارت حره.. ولن تفكر فيَّ أبداً, ما أنا إلا كابوس في حياتها وقد انتهى
يجب علي أن اتصل بها لأطمئن أنها بخير..إبراءاً لذمتي أمام الله ..
أتصل جعفر ببسمه..
سمعت بسمه رنين هاتفها,,
آلمها قلبها ولم تستطع الرد... أعطت هاتفها لعيسى ورد نيابة عنها
وطمأن جعفر أن بسمه معه الآن وهم في طريقهم للمنزل...
تمنت بسمه لو كانت بمفردها,, كي تبكي وتلوم جعفر وتلوم نفسها لأنها لم تفهمه
ولم تكتشف ما كان يعانيه من آلام وتخفف عنه
نسيت بسمه أنه قد ظلمها منذ ساعة...
بكت لأجله , ولم يكن بكاؤها على نفسها , فمصيبته أعظم ..
ارتاح جعفر كثيراً عندما سمع أن بسمه بخير
وقبل أن يعود للبيت, مر على المسجد..
نفس المسجد الذي صلى فيه منذ إحدى عشر ساعه وكانت بسمه برفقته
نزل جعفر من سيارته ودخل المسجد..
اما بسمه دخلت مع عيسى لمنزله..
قال لها: لا تخجلي وتصرفي وكأنكِ في بيتكِ,, سأوقض أماني لكي تهتم بأمرك
فقالت له: لا داعي لذلك , فأجابها: بقي القليل على وقت الآذان, سأوقضها الآن..
شكرته واتجهت لغرفة الضيوف وجلست فيها.. وقصدت بعدها دورة المياه
أما جعفر فقد دخل المسجد حزين, كئيب, سجد لله وصلى ركعتين تحية المسجد
شعر بإحساس غريب,, أخذ كتاب الدعاء وصار يقرأ فيه
وأخيراً أستطاع البكاء وإخراج ما في قلبه وشكى حاله لله عزَّ وجلّ وزال الألم الذي في قلبه,, عندما أستطاع البكاء,,
وظل يبكي بينه وبين ربه وهو ساجد
ثم صلى فرضه مع الجماعة وظل قليلاً جالساً بالمسجد,, ثم عاد إلى المنزل واستلقى فوراً ونام
أما بسمه فقد صلت وجلست مع أماني قليلاً..
لم تثقل عليها أماني في طرح الأسئله,, فقد قال لها عيسى مسبقاً عن سبب وجود بسمه عندهم
وانها وجعفر قد انفصلا والسبب مازال مجهولاً, فتأسفت عليهما..
اصطحبت أماني بسمه لإحدى الغرف وقالت لها: تستطيعين النوم هنا,, وإن احتجتي شيئاً فلا تترددي في إخباري,,
ابتسمت لها بسمه .. فخرجت أماني واقفلت بسمه الباب عليها,, واستلقت على السرير وهي تفكر في أمور كثيره
حاولت بسمه أن تتذكر رقم هاتف أختها,, أو أحد أقربائها.. فلم تفلح,, لا تعرف إلا رقم بيتهم,,
أعادت الإتصال فلم يجبها أحد,, فقالت: ليس لي خيار إلا أن أتصل على بيت خالي واسألهم, ولكن الوقت مبكر
بعد ذلك ,, وملخص الأحداث بشكل سريع
علمت جدة جعفر أن جعفر طلق بسمه,, وبكت وناحت
أما بسمه فقد اتصلت بخالها,, واطالت معه الحديث وسألها عن أحوالها..
وهي بدورها سألته عن اخواتها,, وسألها هل أنتِ في البلد ام بالخارج,, فأخبرته أنها في البلد
ففرح كثيراً..
فقالت له: لقد اتصلت بأخواتي ولا أحد يجيب وأنا لا اعرف رقم أختي كوثر..
فأخبرها ان زوج اختها كوثر قد باع منزلهم القديم.. واشترى منزلاً أكبر بكثير..
وأختها ليلى تزوجت.. ومريم بقيت وحيده, لذلك انتقلت للعيش مع كوثر, كي لا تبقى بمفردها
ونظراً للضيق.. فكروا في بيع منزلكم واشتروا منزلاً أكبر,,
وقال لها: أخبريني أين انتِ الآن وسآتي لآخذكِ لأخواتكِ فسيفرحن كثيراً,,
فقالت له بسمه: ليس الآن,, ولكني الليلة بعد صلاة المغرب سأكون واقفة عند مطعم كذا وكذا,, فتعال لأخذي,,
ثم أغلقت الخط وشعرت بالسعاده..
الله أختها ليلى تزوجت ما هذا الخبر الرائع.. والحمد لله يبدو أن الكذبة قد أنطوت على الجميع ويظنون أني الآن أدرس بالخارج
وبنفس الوقت سافرت لأجري عملية التجميل
لو أن خالي كان يعلم بالحال والوضع الذي أنا عليه ومافعلته,
لكان قد قتلني وتبرأ مني... آه كم انا مشتاقة لأخواتي..
كانت جدة جعفر غاضبه ورفضت الكلام مع بسمه, وقالت: الخطأ مشترك بينكما أنتِ وجعفر
أتصلت الجده بحفيدها جعفر ولكن هاتفه كان مغلق ولا احد يجيب,, حتى هاتف المنزل لا يرد عليه..
بسمه قالت لعيسى أنها على موعد مع خالها وأنه سيكون بانتظارها عند المطعم الفلاني,, وسيصحبها لأخواتها بعد المغرب..
وعندما بدأت الشمس بالغروب صلت فرضها بسرعه,, وصارت تنتظر عيسى ليناديها..وعندما أرادت الخروج من المنزل..
اعترضت الجده طريقهم,, واتصلت بجعفر,, ورد عليها وطلبت منه أن يأتي لهم حالاً..
ورفضت الجده ان تسمح لبسمه بالخروج ,,
بكت بسمه وتوسلت إليها أن تدعها تذهب,, حاول عيسى وأماني الكلام مع الجده واخبراها أن هذه الأمور تحل بالتفاهم بين بسمه وجعفر
وانهم جميعاً لا علاقة لهم بشيء ولا يجوز التدخل... فصرخت الجده وقالت: هذا ليس تدخل هذا إصلاح بيوت وأمر محمود,,
وحلفت الجده ان لا تدع بسمه تخرج إلا بعد وصول جعفر وأن يجلسوا جميعاً ويتحدثوا
فالجده تريد أن تعرف لماذا طلق بسمه,
عندما كلمت الجده جعفر لم تقل له لما تريده أن يأتي إليها, بل قالت له تعال للمنزل فوراً ولا تتأخر
بسمه انسحبت من الصالة وذهبت للغرفة تبكي قهراً,,
واتصلت بخالها لتخبره أنها قد تتأخر في المجيء للمطعم وربما لا تستطيع ذلك إثر ضرف طاريء..
فقال لها: لا تقلقي يا بسمه أنا عند موعدي وسآتي لإصطحابك حتى لو في منتصف الليل,,
دخلت الجده الغرفه بصحبة أماني. فقامت بسمه فوراً من مكانها قاصدة الحمام,, وحقيبتها معها,,
واخرجت الجوال,, وخطر لهاا خاطر أن تتصل بجعفر وتقول له مايحدث عندهم بالمنزل وان الجده في مزاج سيء
وعندما رن جوال جعفر, كان لتوه قد وصل عند فتحة الباب ووضع المفاتيح كي يدخل..
توقف لحظة واجاب ,, أخبرته بسمه بأن الجدة غاضبة,, وانها تريد أن تصلح بينهما ,,
وسألته: هل حقاً يا جعفر أنت وهبتني حريتي؟.. هل أستطيع العودة لأهلي,,
صمت جعفر ولم يجبها,, كان يريد ان يقول لها (( كانت لحظة غضب, لم أكن محقاً, أنا محتاج لكِ في هذا الوقت ))
ولكنه شعر بأنه لن ينفعها, ولن يستطيع إسعادها, فقال لها: نعم يا بسمه أنتِ حره
فبكت ولم يعرف سبب بكائها,, هل هي دموع الفرح لأنها حرة الآن,, أم انها حزينه وبكت لأننا سنفترق..,,
سألته بسمه: ماذا ستفعل يا جعفر ومالذي ستقوله لجدتك..
وماذا لو أصرت أن نرجع لبعضنا.. أرجوك جعفر لا أريد أن يعرف احد الحقيقة أني بعتك نفسي وأنت اشتريتني ..
والآن وهبتني حريتي.. فليكن عملك خالصاً لوجه الله...
ارجوك لا تخبرهم وليبقى هذا سراً,, فلا أحد يعلم بسري غير الله سبحانه وانت واخواتي وصديقتي سناء
أما غير هؤلاء لا أحد يعلم,,
حتى زوج اختي أخبرتها بأن لا تقول له, ولا أدري هل علم أم أنه مازااااااال يظن أني سافرت
كبقية أقاربي
طمأنها بأنه لن يخبر أحداً,,
سألته كي تطمئن أكثر: جعفر أنت دفعت لي الكثير لأجري العمليه, واخاف أن تطالبني بالمال بعد وقت
وأنا لا أملك شيئاً لأعطيك إياه أو أرد عليك مالك,, ألن تطلبه مني فيما بعد؟
فأجابها: كلا لن آخذ منكِ شيئاً..
اطمأن قلبها وبكت ,, فلم تتوقع منه أن يكون بهذه الطيبة,, ستخسره, تذكرت الليلة التي مضت وتحسرت
اخبرها جعفر بأنه الآن أمام الباب,, .. وبإذن الله سوف يحل المشكله.. وسألها إذا كانت تود أن تقول شيئاً ثم أغلق
غسلت بسمه وجهها ولكن دموعها مازالت تنهمر..
حدث نقااااااش حاااد بين الجدة وجعفر أثناء وصوله..
لم يحتمل جعفر رؤية دموع جدته,, حتى أنه فكر بالكذب عليها
وأن يقول لها أنه سيرجع بسمه إليه..ولكن هيهاااااات أن يكذب في أمر كهذا...
حاول أن يحل المشكله بهدوء وعقلانيه..
اخبرها بأنه محتاج لبعض الوقت.. لكي يفكر وبعدها ستحل كل مشاكله,, وربما يعود لبسمه..
فقالت له: سأنادي على بسمه كي تتكلم معها,, فأخبرها انه لا داعي لذلك,, وأنه يريد أن يأخذها لبيت اهلها
كان هناك كلام كثير وثرثره,, واسئله,, لكم ان تتخيلوا هذه الأمور..
استسلمت جدة جعفر ورضخت (فقد إنفصلا)
وذهبت الجدة لبسمه وهي منكسره وقالت لها: بسمه فكري جيداً,, سأترككِ الآن تذهبين لأهلكِ
وسأمهلكما أنتِ وهو بعض الوقت,, واريدكما أن تفكران طويلاً.. وتراجعان نفسيكما,,
لو انكما متنافران وغير منسجمين,, لكنت قلت ليس لكما نصيب وحمدت الله على ما حصل وإن كان الطلاق مكروهاً
ولكني رأيت الحب والتفاهم والإنسجام من كلا الطرفين.. كلاكما تليقان ببعض
أحتضنتها بسمه وبكت ووعدتها بأنها ستحاول إصلاح الوضع إن شاء الله,, إن كان جعفر يريد ذلك
وقبل أن تغادر الجده سألت بسمه: بسمه لو أراد جعفر الرجوع إليكِ هل ستقبلين.. فهزت بسمه رأسها ثم انصرفت
فارتاح قلب الجده واطمأنت
علمت بسمه بعدها أن عيسى خرج وترك امرها لجعفر, فهو من سيقوم بإيصالها..
شعرت بسمه برعشة تسري في جسدها,, لكنها سلمت أمرها لله ورضيت بالذهاب معه
نظرت بسمه إلى المنزل نظرة سريعه
قد تكون هذه المرة الأخيرة التي أدخله فيها ,, وقد لا أعود إلى هنا مجدداً,,
وقبل خروج بسمه وجعفر.. أتت الجده مسرعه نحوهما ورفعت يدها قائلة:
يارب لا تفرق بينهما واصلح حالهما وارجعهما لبعضهما
فقبلتها بسمه وخرجت.. وودعت أماني.. أما جعفر فكانت الكآبه واضحة على محياه
ركبت بسمه السيارة, لكن في الخلف هذه المره,, واتصلت بخالها واخبرته أنها في طريقها إلى المطعم..
أغلقت الهاتف,, ولسان حالها يقول:
ما أصعب فراق الأحبه,, آه يا سناء,, بالأمس كتبت لكِ أخبركِ فيها أني أسعد إنسانه
هل اخبركِ الآن بما جرى علي؟,,
لم تفكر بسمه في ملابسها وحاجياتها التي في منزل جعفر,, حتى هو لم يتذكر..
وظل الأثنان صامتين كل واحد له عالمه الخاص وأفكاره..
سألت بسمه نفسها:
ألست أحبه؟.. كلا لا أدري, , لست أدري,
ربما أحببته لأنه طيب معي... أكره التفكير لا أريد أن أفكر في شيء..
نزلت بسمه من السياره بدون أن تودعه,, فشعر جعفر بالألم.. وكان خالها ينتظرهااااااااا,,,
مشى جعفر ولم ينتظر دقيقة واحده... أنها لم تعطه فرصه ليقول لها: وداعاً يا بسمه....
ولم يتجرأ هو ان يفتح فمه بكلمة واحده
قال جعفر لنفسه:
يجب أن أعيش حياتي قانعاً راضياً بما كتبه الله لي.. وان لا أعترض
سأصبر فربما يكون عمري قصير... ربما أنتقل لأبي وأمي واختي في أي لحظه,,
شعر جعفر بأنه سيموت لو بقي لوحده و استسلم لهذا الحزن
بل سيقاوم ولن يدع للشيطان أي فرصه ليصل لقلبه
ومن حينها صار جعفر ينظم إلى عيسى في سهراتهم وجلساتهم الشبابيه,,
ويبدو أن حالهم تغير وصاروا شباباً صالحين... لا عبث ولا لهو ولااا معاصي ولا ذنوب
فرح عيسى بإنظمام جعفر إليهم,, فهو يدرك الوضع الحرج الذي يمر فيه
بسمه كانت سعيده جداً ونست كل الأحزان وما يضايقها ويؤلمها عندما دخلت للمنزل وشاهدت اخواتها...
مسحت دموعها وسقطت دموع جدييييييييييده..
فرحوا بقدومها فقد كانت مفاجأه
لم يصدقوا.. فقد تغيرت كثيراً.. جداً جداً.. ولكنهم استطاعوا التعرف عليها
تحدثوا كثيراً... وشاهدت بسمه ولد أختها الصغير...
نست كوثر غضبها من بسمه, وعاتبوها كثيراً بأنها انقطعت عنهم ولم يسمعوا من اخبارها شيئاً
ثم ذهبت مريم أخت بسمه للنوم,,, أما ليلى فقد مر عليها زوجها وذهبت
وبقيت بسمه مع كوثر...
فقالت لها كوثر: أصبحتِ جميله وعاد لكِ وجهكِ,, أصلحتي وجهكي ولكن (ووضحت كوثر قصدها لبسمه)
فهمت بسمه ما رمت إليه اختها .. وصرخت بلا شعور أستكي
فأكملت كوثر كلامها: ما الفائده أصلحت وجهكِ ومن جهة اخرى فقدتِ عذريتكِ؟
ماذا لو تقدم لخطبتكِ احد ماذا ستفعلين؟...
قالت بسمه: لم أفقد شيئاً
كوثر: هل تعتقدين أني سأصدق هذا الكلااااام..
بسمه: لا دخل لكِ...
وقامت بسمه من عندها وهي تبكي........
شعرت بسمه براحة كبيره مع أخواتها,,, وأنها خالية من الهموم,,,
إلا أنها مازالت تفكر في جعفر وتدعوا له في كل ليلة وتصلي صلاة الليل وتتوسل إلى الله
بالنبي محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين أن يمن الله عليه بالشفاء والعافيه
أما جعفر فقد كان في كل ليلة يدخل غرفة بسمه وينظر لملابسها وكل شيء يخصها..
إلا لابتوبها لم يحركه ولم يخطر بباله أن يفتحه..
وفيه الليلة الخامسه منذ أن فارق بسمه..أتجه للغرفة كما اعتاد..أشعل الأنوار..
نظر نظرة سريعه كالباحث عن شيء
وجد اللابتوب امامه,, وفكر في فتحه.. فأخذه وخرج من الغرفه,
ونزل إلى الأسفل,,
جلس على السرير وفتحه..
ولم يترك ملفاً إلا ودخل عليه لينظر ما الموجود فيه..
دخل على الماسنجر.. كلمة السر محفوظة,, فنظر إلى قائمة الأسماء
والأميلات الموجوده.. فلم يجد أي أميل أو اسم يدل على رجل..
وبدأ يقرأ رسائل بسمه ولم يتردد في فتحها
من الواضح انها لم تدخل على الانترنت فهذه الرسائل جديده لم تُفتح بعد,,
ترى كيف حالها مع أخواتها,,
أصاب جعفر الفضول,,
لم يستطع التحمل ففتح رسائل بسمه الجديده... كانت واحدة منها من سناء تقول فيها:
عزيزتي بسمه لقد وصلتني رسالتكِ بالجوال,,وقد غمرتي الفرحه
التي كانت:
عزيزتي سناء
لا استطيع أن أصف لكِ السعادة التي أشعر بها الآن
في هذه الليله شعرت بأني كالأميره
أنا مرتاحه وسعيده جداً
الوقت متأخر واعرف اني سأضايقك فأنتي نادراً ما تسهرين
ولكني أريد أن أتكلم واخبركِ كم انا سعيده....
أنا متشوقه لأعرف ماذا حدث بينكِ وبين جعفر
هل فتح قلبه لكِ, , أم انتِ التي فتحتي قلبكِ له واستطاع ان يفهمكِ,,
كنت أدعوا لكِ من اعماق قلبي منذ لحظات,,, ثم لم أصدق عندما وصلتني رسالتك
فقد استجاب الله لدعائي,, فقمت من فوري إلى جهازي وارسلت لكِ هذه الرساله...
بسمه لا تفقدي ثقتكِ بنفسكِ,,, أنتِ لم تخطأي فيما تفعلينه .. تقربي إلى جعفر أكثر
وحاولي أن تكسبي ثقته وحبه واهتمامه..
اتمنى ان تكتبي لي عندما تستلمين رسالتي.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرسائل ساعدت جعفر كي يفهم بسمه أكثر... إذا كانت تحبني وتفكر فيني
كيف تجرأت وخانتهني.. علي أن أكلمها وأفهم منها ما حدث
بسمه كانت تعاني بسببي وانا لم استطع أن افهمها,,
واستطاع جعفر أن يستنتج عدة امور من الرسائل التي قرأها,, أن بسمه تفكر فيه وحده وصارت تحبه حقاً وليس مجرد كلام
,, فلم تذكر في رسائلها أي رجل آخر.... .
أتصل جعفر على بسمه وكانت تصلي,,
انهت صلاتهاااا واعاادت الإتصال عليه..
كان الكلام عادي جداً ورسمي بالبدايه,, ثم فتح لها قلبه واخبرها بأنه لم يستطع أن يتماسك وانهار عندما رآها مع رجل آخر
بالحديقة,, فتفهمت موقفه, وأراد منها أن توضح له ما حدث,,,
فاعترفت له بالحقيقه وقالت:
كنت أظن أن هذا الرجل هو انت,, والله أنه أتاني من الخلف وطلب مني إغماض عيني,, وكان يهمس لي..
فالصوت غير واضح وبالكاد كنت أفهم ما يقوله,, فاعتقدت أنك أنت هو... وشعرت بالخجل منك ولم استطع منعك...
ثم تفاجأت حينما رأيتك وكان هناك رجل مطروح على الأرض,,
تأسف جعفر من بسمه لأنه لم يعطها أي فرصه في تلك الليله لتدافع عن نفسها,,
كانت بسمه تتمنى لو تجلس مع جعفر.. تتمنى لو تعود إليه.. تتمنى لو تتمكن من إحتضانئه والبكاء .. وأن تخبره بكل ما يؤلمها ويقلقها
وبالذات موضوعه هو..
لم يعد شيء يهمها في الحياة سواه..
قالت له أنها تريد بعض الملابس ومن الأفضل أن يحضرها هو إليها,,
وأخبرته عن مكان منزل زوج اختها عندما سألها,, وقال لها إن شاء الله غداً أتصل بكِ...
ثم اغلقت الخط
وأكملت بسمه مناجاتها لربها:
إلهي كيف استطيع إسعاده,, أشعر بأنه يحبني كما أحبه,, ولكن من أجل المشكله التي يعاني منها يخفي هذا الحب
الحمد لله أن الحقيقة بانت وعرف الآن أني بريئه,,
إلهي أنا ادعوك واتوسل إليك أن ترجع لجعفر قدرته.. وأن لا تحرمه منها
فسخت بسمه إحرام صلاتها وطوت مصلتها, وقامت لتشاهد التلفاز,, فهي تتابع مسلسلاً في هذا الوقت المتأخر من الليل
صارت تتنقل بين القنوات إلى أن توقفت,, واخذت تستمع للكلام الذي يقال,,,
كان أحد المشايخ يتكلم ويقول:
الدعاء تحت قبة الإمام الحسين (عليه السلام) أقرب إلى القبول والإستجابة
أختص سيد الشهداء ابا عبد الله الحسين (عليه السلام) بأمور متعدده منها قضية الشفاء في تربته, واستجابة الدعاء تحت قبته،
هو مما منحه الله للحسين عوضاً عن الشهادة،
كما جاء عن محمد بن مسلم، قال سمعت أبا جعفر وجعفر بن محمد (عليهما السلام)يقولان:
«إن الله تعالى قد عوض الحسين من قتله أن جعل الإمامة في ذريته. وإجابة الدعاء عند قبره. والشفاء في تربته»
الدعاء تحت قبه الحسين عليه مستجاب باذن الله اللهم صلى على محمد وآله وصحبه الطيبين الطاهرين.
أسئلوا من الله قضاء حوائجكم تحت قبة الحسين عليه السلام,, وأخيه ابو الفضل العباس
وحوائجنا وحوائج المؤمنين والمؤمنات جميعا يالله يالله نســـــــــألكم الدعاء ...
أمل جديد أشرق,, سعادة قادمه ظهرت.. الحلم سيتحقق بإذن الله,, والدعاء سيستجاب
فرحت بسمه فرحاً شديداً,, ونست المسلسل.. وقامت من مكانها على عجل
فقد عثرت على ضالتها,, زيارة الحسين عليه السلام,, إن تحقق لها ذلك..
فسوف يستجيب الله لدعائها,, مؤكد بلا شك..
وأخيراً ستعرف السعادة طريقها إلى قلب جعفر,,, فكرت وتخيلت كم سيكون سعيداً
ولكن من أين لي أن آتي بتكاليف السفر؟,, ومن سيرافقني,,
من السهل علي أن أوصي أحد الزائرين أن يدعو لجعفر,, لكن أريد أن أذهب أنا بنفسي وادعو له
فأنا أحبه وسأعدو له من أعماق قلبي وبكل كياني وجوارحي...
أما غيره فلن يخلص له بالدعاء..
ليست مسألة إخلاص,, أقصد أنه لا يعرف جعفر.. فلن يلح بالدعاء
إني أشعر بأن معاناة جعفر ستنتهي..
الحمد لله لك يا إلهي أني سمعت هذا الكلام الذي ذكرني بشيء غفلت عنه,,
هذه الليله مميزه ورائعه..
كانت بسمه سعيدة جداً,, وعندما صلت فرضها وطلع الصباح.. أرسلت رسالة لجعفر
جعفر
هل من الممكن ان اطلب منك خدمه
أريد أن أذهب إلى السوق
هل تستطيع أن توصلني في وقت فراغك
وسأكون ممتنة لك
لم يتوقع جعفر أن تطلب بسمه منه هذا الطلب,,فرح بذلك عندما قرأ رسالتها,,
هذا يعني أنها غير غاضبة أو كارهة له
وعندما أفاقت بسمه ظهراً من نومها, وجدت منه مكالمه ورساله,,
قرأت الرساله وفرحت لأنه وافق وسيأخذها للسوق
كانت طول يومها فرحه ومسروره وتدعو الله بأن يحقق لها ما أرادته...
وعند الساعه الثالثه والنصف تجرأت واتصلت عليه وسألته بعد السلام: في أي وقت سنذهب للسوق
الآن أم بعد صلاة العشاء,, فأجابها: متى ما أردتي..
فسألته: هل أنت متفرغ الآن؟,,, وأيضاً أخبرني هل نمت قليلاً.. أم أنك كنت نائماً وأيقضتك بإتصالي
فقال لها: لا مشكله,, الآن أم بالليل ولكن حددي ماتريدين
فقالت: أريد أن نذهب الآن,, وأيضاً: أريد ... ثم صمتت
سألها: ماذا تريدين؟,,,
قالت: أريد أن أصلي في المسجد الذي أخذتني له..
ثم قالت:
استحييت أن اطلب من أختي أن تكلم زوجها ليوصلني,, فسوف تسألني ماذا أريد من السوق
وأنا لا أريد منها أن تسألني
فوالله ما قصدت مضايقتك.. أو أن أجعلك تعتقد وتظن اني أريد شيء آخر..
فاطمأنها أنه مستعد لخدمتها وأن ذلك لا يضايقه أبداً
وبالمختصر
خرجت بسمه بالخفيه وقالت لأختها مريم لا تخبري كوثر أني سأخرج
أو قولي لها أي شيء.. سألت مريم بسمه إلى أين ستذهب,,
فقالت لها: حاجة أريد أن أقضيها وعلي ان أنهيها في أسرع وقت
ولن اتأخر,, وسأحدثكِ بكل شيء عندما أرجع,, واسألكِ أن تدعي لي
كان جعفر بانتظارها... ركبت وانطلق.. كانت مسروره جداً,, وهو كان يبدو في حال جيد
سألها إلى أي محل تريد الذهاب.. فقالت. أريد ان تأخذني لمحل بيع جوالات..
لم يسألها لما,, فهو سيعرف على كل حال إن وصلوا إلى المحل
دخل الإثنان محل الجوالات..
أخرجت بسمه هاتفها وسألت البائع بكم يساوي فهي تريد بيعه
فقال لها: بما أن موديله حديث,, وليست فيه خدوش.. فسيأخذه منها بـ 700
تغير وجه جعفر... فقد أشتراه لهااااااا بمبلغ 1200 وهاهي تبيعه,, لماذا؟؟..
أخذت بسمه ال 700 وأعطت البائع 100 وقالت له: أعطني هذا الجوال أريد شرائه
وكان الجوال الذي أشترته قديماً,, ليس فيه بلوتوث ولا كميرا..
سأل جعفر نفسه لما فعلت هذا؟... هل هي محتاجه للمال؟.. ربما
خرج جعفر وبسمه من المحل.. ركبا السياره,, قالت له: جعفر الإسوارة التي اشتريتها لي؟
سألها: ما بها,,
قالت: هل هي ما تزال ملكي أو أرجعها لك؟,,
فقال لها: ما هذا الكلام يا بسمه,, الهدية لا تؤخذ,, أكيد هي ملكك
ثم أعقبت: هل استطيع ان اتصرف فيها؟..
فقال لها: هل تفكرين في بيعها أيضاً؟؟..
فصمتت ثم قالت: نعم
فقال في داخله: باعت الجوال والآن ستبيع السوار,, هل تريد بفعلها هذا إغاضتي,,
وكأنها تقول أنظر الأشياء التي اشتريتها لا تهمني,, ربما طلبت مني الخروج معها لتثير أعصابي
أخذها جعفر لعدة محلات لبيع الذهب,, ورأى أنها لم تكتفي ببيع الإسوارة فقط,, بل باعت خاتمها
وقلادتها وقرطيها..
فقال لنفسه: يبدو انها محتاجه للمال,,
لو كانت تريد إغاضتي لباعت الإسوارة فقط,, ولم تبع قلادتها
لكن يا ترى لما هي محتاجه للمال,, هل تريد شراء شيء معين..
شعرت بسمه بالسعاده,, المجوهرات + الجوال,, صار المبلغ 5600 .. وهذا سيظمن لها السفر
حتى لو كان لمدة أسبوع واحد.. المهم أن تذهب وتحقق ما أرادته..
وبعد ان ركبت بسمه السياره,, سألها جعفر هل تحتاج لشيء آخر,, فقالت كلااااا..
ثم أخذها للمسجد..
صلت وكانت سعيييييده,,
ونذرت لله إذا كتب لها وذهبت لكربلاء أن تعود للمسجد هذا وتصلي ما استطاعت من الركعات
أرسلت بسمه رسالة جوال لجعفر بجوالها الجديييييد.. ذو الشكل والهيئة القديمه..وسألته: هل انتهيت من صلاتك؟..
فاتصل بهااا وخرجت..
سألها: هل تأتين معي للبيت وتأخذين ما يخصك؟..
قالت: نعم ولكني أخبرت أختي مريم أني لن اتأخر فلا أدري,,,,
فقال لها: الأمر متروك لكِ قرري
قالت: إذاً أذهب معك..
والتكمله تأتي لاحقاً
اللهم صل على محمد وآل محمد
 

فاطمة 25

Member
إنضم
5 يناير 2011
المشاركات
593
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
العمر
38
الإقامة
الأحساء - شرق السعودية
بسمة جعفر:
**(الجزء الثامن والأخير)**
لقد يسر الله لبسمه الذهاب لكربلاء وزيارة سيد الشهداء
بعد محاولات عديده استطاعت إقناع خالها بذلك, ولكنه وجد معارضة من قبل زوجته وابنائه, خوفاً عليه,,
لم يخبرهم أن صاحبة الفكره (فكرة السفر للعراق ) هي بسمه... فظلوا يهبطون من عزيمته ويمنعونه,, خشية أن يفقدوه ويخسر حياته,, ولكن مع إصرار بسمه
وجد أنه من اللازم بل الضروري أن يذهب معها,, ويعبر عن حبه وولائه لأبي عبد الله الحسين عليه السلام,,, فقد كان يتمنى السفر إليه من زمان, والآن حينما أتته الفرصه يخاف؟!..,,
إن الموت لو شاء الله آتيه في أي مكان,, وأي بقعة في الأرض,, حتى لو كان بالحرم المكي وأمام الكعبة المشرفه ..
والأعمار بيد الله... فلم يعد يفكر بشيء غير الزيارة والسفر...
فحزم حقائبه وحجز التذاكر وزف البشرى لبسمه,, التي كادت تطير من الفرحه
لم يكن يعرف خالها سر هذه الفرحه.... كلنا نعشق الحسين عليه السلام
لكن بسمه حالها غريب,,
لم تنسَ بسمه الوعد الذي قطعته على نفسها,,, أن لا تخرج من كربلاء إلا وقد استجاب الله لها دعاءها بإذنه تعالى ...
الدعاء مضمون,,, وحتماً سيسمع الله صوتي وسيستجيب لي.. لكن علي الإجتهاد والإخلاص..
نزلت بسمه في أرض كربلاء
والدمع يترقرق من عينيها
لاحت أمام ناظرها القبة الذهبيه
واحتارت بمن تبدأ التحية بالعباس ساقي العطاشى
أم للحسين (ع) قتيل العبرة
وظلت حائرة إلا أن اتاها النداء
عند العباس يؤخذ الأذن للدخول على الحسين (ع) فكانت البداية عند أبو فاضل
من الفندق سارت بخطوات بطيئه لحرم ذي منارة مزخرفة
ظل بصرها معلقاً بالحرم
قرأت الإذن بالدخول سوية مع خالها وبقية الزوار الكرام على ساقي العطاشى
خطوة تلتها خطوة نحو ضريح ذو منظر مهيب... القبلات تهالت على الباب والأرض والدمعات من المقل انهمرت
أستلمت بسمه كتيب الزيارة بيدها وبدأت بالقراءة والدمع ينهمر
وهي تقول: السلام عليك أيها العبد الصالح المطيع لله ورسوله ...
والقلب عند القراءة ينزف ...
فأين نحن ممن علم بمقام الامام أخيه عليه السلام ...
أمتدت يد بسمه للضريح,, وامطرته بالقبلات.. وبالدعاء توسلت عند باب الحوائج عليه السلام
ثم أنحت بسمه مودعة للضريح,, متجهة إلى من أجنها,, إلى من حبه ينبض قلب كل مؤمنه ومؤمنه,, إلى الغالي ابن الأغلى,, إلى الحسين بن علي عليه السلام
نظرت بسمه إلى الى الحرم نظرة خاطفة,, فإذا بمقلتها تجمدت, وخطت خطوة أرادت أن تتلوها بقفزة
حتى تصل إلى الحرم الحسيني بسرعة,, والدموع تكاد تقفز متجهة من العين للقبة الذهبية
تلت إذن الدخول ومشت حبواً للضريح,, وسمعت خالها ينشد أبياتاً للجواهري ترددت على لسانه
نور بهي ...
أهي جنة بالدنيا ...
أم جنة الخلد نفسها أمامي ...
ضريح لسيد الشهداء إمامي ...
قبلت باب الحرم ...
موضع وطء الأقدام ...
والدمع لم يتمالك نفسه ...
قفز ليذرف بذاته ...
والقلب مني أراد التجزء ...
جزء لعلي الأكبر فذاك مثالي ...
والباقي لمن أجن بنياني ...
تمسكت بسمه بالضريح وعانقته,, لامست عيناها القضبان الحديدية,, ويداها ألتصقت به
فتذكرت بيتاً لعبد الزهراء الكعبي
فأقبلن ربات الحجال وللأسى ... تفاصيل لا يحصي لهن مفصل
وما يتبعها ...
انهت من قراءة الزيارة وتوجهت للشهداء,,
للقاسم .. لعابس,, لجون,, لوهب,, ولمن ضحوا بذاتهم حباً في الحسين عليه السلام
ذرفت الدمع عندهم ورددت ((ياليتني كنت معكم فأفوز فوزاً عظيماً ))
ثم مشت بخطواتٍ متثاقلة نحو الحجرة الصغيرة,, موضع حيث كانت تردد القول القائل
وجـاءت لشمـر زينـب ابنة فـاطم تعـنفه عـن أمـره وتـعـذل
أيـا شمـر هـذا حجة الله في الورى أعد نظراً يا شمر إن كنت تعقل
أيـا شمـر لا تعجل علـى ابن محمد فـذو ترة في مثله لـيس يعجل
دخلت بسمه نحو المنحر الشرف متجهة,, تلتها دموع وصيحات وآهات وعويل
كلها داخل حجرة تهتف وتقول: يا حسين...
وتحت القبة الذهبية,, رددت بسمه كل ما كان يجول بخاطرها.. ودعت بما شاءت وصلت
ثم قامت وقالت.. اللهم لا تجعله آخر العهد مني للزيارة
وكانت اختهااااااااااا كوثر في تلك اللحظات تفكر في بسمه وخالها..
هل هما بخير.. هل وصلاااااا.. آآه متى نحس بمثل إحساسكِ يا بسمه ونقف بمثل موقفك
ونسلم عليك عن قرب يا سيدي يا أبا عبد الله.. ونذرف الدموع ونشكي حبنا وشوقنا وولهنا..ونخرج كل ما في قلبنا لك
وذاب قلب كوثر أكثر حينما استلمت مكالمه من خالها يخبرها أنهما عادا للتو من زيارة الحسين وأبي الفضل عليهما السلام
فاشتاقت أكثر وأكثر.... وقالت لزوجها.. والله لئن عادت اختي بالسلامه عدني أن تأخذني متى ما استطت ذلك للزياره
أما جعفر فما كان يدري عن حال بسمه شيئاً.... شعر بأنه مشتاق لها... فقد مضى شهر.. وهذا طويل
حاول الإتصال بها لكن جوالها كان مقفل
في اليوم التالي... أيقضت بسمه خالها بكل نشااط.. وقالت له قم يا خالي لعن الله ظالمي فاطمة (ع)... ماجئنا هنا لننام.. الوقت محسوبٌ علينا.. هي أيام وليالي وستمضي.. لا أريد أن تضيع علي دقيقه..
فنهض خالها وأسرع .... وخلف الحرم العباسي... ظلوا يبحثون .. حذروهم من السكك وقالوا لهم من الأفضل ألا تذهبوا
لكن المغامره هيجتهم... وإلى مقام الكف الأيمن توجهوا.. ولم يتمالكوا أنفسهم بمنع أقدامهم من المسير.. وقلوبهم من النبض
ولكنهم تساءلوا.. إذا كانت هنا الكف اليمنى؟.. أين الكف اليسرى..
بخطوات ملئها الثقه.. توجهوا إلى الجانب الآخر.. وفي الطريق تخيلت بسمه كيف جرت واقعة الطف ومصاب العباس
وفي الخاطر لطمية إيرانية تقول: أبو فاضل يا أبو فاضل
وتارةُ أخرى: طاح أبو فاضل والعلم يمه
وإذا بالمقام يعتلي أمام ناظريها
توالت الأيام
وإلى مقام الصادق عليه السلام توجهوا
حيث قدم لزيارة جده (عليهما السلام) منذ زمن
وتبع ذلك مسيرنا مقام الحجة المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف
ومن ثم إلى مقام القاسم والأكبر والرضيع... فلعن الله بني أمية
وكانت بسمه عندما تشاهد التل الزينبي بجانب الحرم الحسيني وتتخيل المنظر
تردد تكراراً ومراراً الشعر القائل
فجاءت لشمر ٍ زينب ابنة فاطمة ...
إذ كيف لهذه المرأة العظيمة التحمل وهي هنالك تعنف شمراً
ولم تنسَ بسمه جعفر من دعواتها..
ثم اتاهم النداء,, اذهبوا وودعوا الأحباء,, فتفطر لقلب قليلاً
ولكن شعور بالرهبة تعالى بالصدر,, لأنهم الآن ذاهبون لزيارة أمير المؤمنين
ذهبت بسمه ماضية للعباس,, نظرت إليه نظرة مودعة,, وسألته حاجتها.. وشكت له أمر جعفر للمرة الأخيرة
وعاهدت نفسها أن تزوره مرة أخرى إن شاء الله لها ذلك..
تمسكت بالضريح جاثية على ركبتيها.. بكت والدموع منهمرة من عينيها.. أحقاً مضى الوقت مرور الكرام
ثم مضت إلى حبيب القلوب أبي الأئمة.. والقدمات تكادان تهرولان وخالها يقول لها تمهلي لا تقعين
فهي ذاهبة لتشكي وداعها لأسير القلوب
دخلت الحرم وكادت ترتمي عليه باكية.. واسقطت عند كل مكان دموعاً
الحسين قرة العيون.. الأكبر أسير الفؤاد.. الشهداء سجناء بقلوبنا ومحفورين بذاكرتنا
ولم تنسى منطقة المنحر الشريف,, وكأنها غرفة بها فصل الخريف,, حيث تذبل القلوب لتذكرها وقع السيف
وعندما ركبوا الحافلة.. كان الجميع يبكي .. يرثون لحالهم.. لأنهم لا يدرون أيعودون إلى هنا مجدداً أم لا
ولكن قلب بسمه كان مختلفاً.. فالبعد لن يحول بينها وبين الزيارة... ستواضب على زيارة الحسين حتى لو كانت بعيدة عنه
فسلام الله عليه ما بقي الليل والنهار
تكلمت بسمه مع اخواتها... فقالت لها كوثر باكيه:
ونحن ما نملك غير الدعاء... فالنفوس مشتاقه.. وإلى هناك تواقه.. فبلغنا الله وإياكم
ونحاول بقدر الإمكان نوفر السبل والأسباب ليوفقنا الله ويكتبنا من الزوار انا وزوجي..
بكت كوثر وقالت لأختها.. هيجتي عواطفنا وجعلتينا مشتاقين ومتعلقين أكثر..
فقالت لها بسمه نحن الآن في طريقنا للنجف
والله يا اختي الزوار يلمحون ويتأملون الطريق ويقولون متى نصل
وانا اتأمل سراباً يلوح لي.. سراب قبة ذهبيةٍ تكاد أناملي تحضنها.. ثم اغلقت الخط واعطت الهاتف لخالها
وبسمه في نفسها تردد
يا صاحب القبة النوراء بالنجف ... من زار قبرك واستشفى لديك شفي.. وانا قاصدتك في حاجة .. فلا تردني فيها
ولنذهب قليلاً ونتأمل في حال جعفر.. كان يشكو من الوحده... وسأل نفسه لما بسمه لا تجيب على هاتفها.. لما هو مغلق طيلة الوقت..
أرسل لها رساله لكن لم تجيب... اتصل وما زال الهاتف مغلقاً..
ثم لم يحاول الإتصال بها مجدداً...
قال لنفسه: إلى متى سأظل وحيد.. إني بحاجة إلى أنيس.. بحاجة إلى امرأة.. الحياة لا تطاق هكذا.. ولكن من هي التي ستقبل الإرتباط بشخص عاجز.. لكن ماذا لو بحث عن امرأة مطلقه ولديها اطفال.. اساعدها واعينها على تربية اطفالها.. ولو كانوا صغاراً فسأكون انا وكأني والدهم الحقيقي.. لو اعطيتهم كل حبي واهتمامي
لكن قلبي معلق ببسمه ولا يفتأ عن ذكرها .. فماذا اصنع.. هل اخبر بسمه عن مشكلتي.. هذا شيء كتبه الله علي وانا لا حيلة لدي.. فإن قبلت بي سأكون سعيداً.. لما لا احاول
ولكن ليست لدي الجرأة للحيث معها.. هل اقول لها انا جئت لخطبتكِ ولكني عاجز... لا استطيع أن أقولها
حاول جعفر إبعاد الفكرة عنه....
اما بسمه لم ينتظروا طويلاً.. وإذا بالمنادي ينادي
أيها الزوار.. هذه النجف.. وعيني بسمه قد ملكهما الجنون.. راحا يبحثان حولهما
وكأنها تبحث عن شيء ثمين قد ضاع عليها.. وفجأة.. استقرت على لمعان
واخذت دموعها تسبقها قبل الكلام.. رغم الظلام الدامس... إلا أن نور المنارات والقبة الذهبية
كان أشع من أي نور في النجف الأشرف
شعرت بسمه بالحزن وكادت تبكي.. إذ قالوا لهم إن الحرم النجفي مغلق في مثل هذه الساعات
تأملت القبة النوراء.. وفي نفسها تقول.. لن يحرمني بالغد أن ألقاك يا مولاي يا علي
وفي قلبها تهتف.. تصرخ.. يا علي يا علي يا علي
ثم باتت في فراشها مرتاحة ومطمئنة تنتظر طول الغد بفارغ الصبر
أما جعفر لم ينم تلك الليلة من شدة إشتياقه لبسمه.. لم يعد يتحمل
ما هذه الأفكار السخيفه... لما يخاف من مصارحتهااااا... وما أدراه لعلها تقبل به..
فعزم واتخذ قراره.. غداً يتجه لخطبتها ومعه جدته وأماني.. وسيكلم الشيخ أبا عيسى ليحضر معهم..
أما في النجف أذن المؤذن لصلاة الفجر... ونسي الخال وبسمه تعبهما ونهضا من غير تكاسل
والعقل لا يعي ما يفعل.. ولا العين تعي ما ترى.. إنما بصيرة بسمه دلتها على طريقها
تجاوزوا السور الاول بعد التفتيش .. وتلاها تفتيش للصحن الحيدري.. وهيبة حلال المشاكل امتلكتها
إذا الخطوة بالثانية.. وبينهما من الزمن وكأنه دهر
أمام الباب الذهبي تجمدت بسمه.. وراحت عيناها تتفحصان الأرجاء
والعقل لا يزال لا يعي ما يحصل أمامه.. بدأت بسمه بقراءة الزيارة.. وتعجبت
لم تكن كسائر الزيارات.. فهنالك في صلاة الزيارة.. سورة ياسين في أولاها
لم تستطع بسمه إتمام السورة.. لأن رجليها قد جثتا ولم تستطيعان الوقوف..
إنما سارتا لتتم القراءة بالداخل
جعفر تكلم مع جدته.. وقال لها أريدكِ هذه المرة أن تذهبي وتخطبي بسمه لي.. انا سأعود إليها.. وأريد أن أقيم هذه المرة حفل زفاف... تعجب عيسى عندما سمع هذا الكلام
أمعقول يكون صارح بسمه وقبلت به.. والآن سيذهب لخطبتها.. كل شيء معقول
أحياناً الحب يطغى ويسيطر على كل شيء...
قالت له جدته والله العصر نذهب إليهم ونخطبها... فتهلل وجه جعفر ولكن المخاوف ما زالت موجوده.. يخاف أن ترفضه.. أن لا تقبل فيه...
اما بسمه فقبلت الباب الذهبي والعتبة الذهبية
ولكن العين خانت صاحبتها.. للأسف لا تقوى إلا بالنظر.. والرأس قد أمتلكته الهيبة فلا يرفع نفسه
خطوات بطيئة تخطو نحو الإمام وإذا بها تجاوزت الباب الأخير... وبدأت الدموع تشارك المسير
كادت رجلاها أن لا تحملاها.. وجفوني رحمت عيني فأغلقتا.. ويداي إلى أمام الضريح تجمدتا
وأخيراً تحقق حلم حياة بسمه بزيارة أمير المؤمنين
هل هذا ضريح أميري ؟ ... هل هنا يرقد حبيبي ؟ ...
هل هنا أردت الوصول ؟ ... هل هنا أردت القدوم ؟ ...
بكيت ... ولم تخني العبرة ... فتلتها عبرة وأخرى ...
بكيت ولم تخني العبرة.. فتلتها عبرة وأخرى.. كدت أسقط وانا أبكي
وصار الجميع ينظر إلي وكأني ثكلى أنوح على حبيبي.. فأنا الوحيدة من بين النساء التي كنت أبكي بقوة
بكيت كثيراً بعدها.. لكن بصمت
هيبة منعتني .. وعقلي عاد للعمل وكانه مسير لا مخير..
سارت بسمه ورجعت للخلف لتتم اعمال الزيارة.. وكانت تدعو لجعفر..
ثم تممت أعمال الزيارة .. وحان موعد العودة ليريحوا أنفسهم واجسادهم
لكن عين بسمه هتفت..بانها لم تشبع من مهابة الضريح..
إنعكاس الضوء على فردوس لنجف والعالم... جعل الجدران كأنها ألماسة واحدة
جعل أنواراً تشيء الأرجاء.. وأسفل القبة.. أسماء لحيدرة الكرار
عاتبها عقلها أنه يا عين للجسد حق.. وإنا لعائدون لاحقاً بحق من تراه..
ذرفت الدموع واقفة.. فعادت للفندق ولكن العقل خانهم.. الجسد عاد بكل ما به
ولكن العقل بقي يتحدث
وصل جعفر وجدته أمام منزل بسمه... طرقا الباب.. خرج زوج كوثر.. سلم عليه جعفر.. وسأله عن اسمه.. فأجاب زوج جعفر معرفاً عن نفسه... أنا علي... أبو حسين.. فحياه جعفر واعلمه عن سبب قدومهم..
ثم دخلوا إلى المنزل.. وتكلم جعفر مع أبا حسين... وأخبره بأنه يريد خطبة بسمه
أما الجده فقد دخلت واستقبلتها كوثر ومريم... ومباشرة سألت الجده عن بسمه.. أين هي؟.. إني لا أراها بينكم.. فأخبرتها كوثر أن بسمه مسافرة مع خالها لزيارة الحسين (ع)..
فدعت لها الجده.. ثم أفتتحت موضوع الخطبه.. وسألت عن بسمه متى تعود.. فأخبرتها كوثر بأنه لم يبقى شيء على عودتها... إلا أيام قلائل..
فقالت الجده إذا عادت اتصلي بي فإني أود رؤيتها والسلام عليها.. ولا تنسي أن تحدثيها عن ولدي أنه يريدها زوجة وبأسرع وقت.. وابني يخاف الله واسألوا عنه كل من يعرفه.. سيكرم ابنتكم ويحفظها ويصونها ويضعها في عينيه..
فأجابتها كوثر إن شاء الله خيراً...
أما جعفر عندما قال له أبا حسين أن بسمه مسافره... سأل وإلى أين.. كان يظن أنها في مكان قريب.. مثل المدينه... لكنه تفاجأ عندما قال له ذهبت لكربلاء...
شعر جعفر بالحزن.. لما لم تخبرني أنها مسافره.. ربما كانت بحاجة للمال... وباعت كل ما كان يُباع عندها لهذا السبب.. كي تسافر فقط
ودع جعفر أبا حسين ووعده أنه سيعود لخطبتها عندما ترجع سالمة من السفر
فرحب به أبو حسين..
أغرورقت عينا جعفر بالدموع شوقاً للأحبه... لسادته سلام الله عليهم
ولحبيبته التي ذهبت لهناك.. وإن شاء الله يكون اللقاء قريباً..
لو كان يستطيع اخذ إجازه لكان ذهب لهنااااااك وفي الحال...
لكن ذلك صعب... وبسمه ستعود بعد أيام كما أخبرني زوج اختها..
جعفر خرج من المنزل قبل جدته.... وظل جالساً بالسياره ينتظرها...
واثناء جلوسه.. فكر في حاله.. وفي عجزه... وشكى حاله لله..
تمنى لو كان رجلاً... ككل الرجال.. لا يعاني من أي مشكله...
آه لو كان كسائر الرجال فسيكون محظوظاً وسعيد... وتعمق في التفكير
واعجبته الفكره..... وفجأة حدث مالم يكن يتوقعه... إحساس سيطر عليه
فرأى مالم يكن يتوقع أن يراه
وكيف حدث ذلك؟.. واضح .. هذه قدرة الله.. لكن كيف كيف.. إنها المرة الأولى..
يالله..... لم يكن يصدق إحساسه او عينه.. هتف وصرخ.. وبكى...
أنا... أناا.... أنا لست بعاجز.... ومن هول فرحته لم يتمالك نفسه...
فتح باب سيارته وخرر على أرض الشارع ساجداً.. حتى أن المارين عجبوا لأمره وحاله وضنوه مجنوناً..
جدته كانت في هذه اللحظة خارجة من المنزل.. شاهدت وضعيته.. فلم تحتمل وصرخت ضانة منها انه أصيب بمكروه
صرخت فيه وحركته ولكنه ما زال في وضعية السجود
كان يناجي الله سبحانه وتعالى.. غير مصدق.. قد تحقق حلمه... ولم يعد عاجزاً..
شعر بالخوف من نفسه.. ربما هي غلطه... آه انا خائف أن اقوم واجد الأمر مجرد وهم...
لم يشعر جعفر بشيء..... كان مستغرق في مناجاته لله عز وجل وحاله غريب بالشارع
والناس واقفون يتفرجون عليه ويتهامسون... والجده توقفت عن الكلااااام... تريد تفسيراً لما يحدث أمامها
ثم نهض جعفر.. وعلى وجهه الغبار و التراب وملابسه اتسخت من السجود
ولكن رأت الجدة في عينيه نظرة فرح وسعاده لم تلمحها قبل في عينيه أبداً أبداً...
هل قال له زوج كوثر كلاماً طمأنه بأنه سيتزوج بسمه او ما السر
ومنذ هذه اللحظة صار جعفر إنسان آخر..... بل صار رجل حقيقي....
حتى انا اعجز عن التعبير ووصف إحساسه من شدة سعادته وفرحته... أي فرحه عندما يستجيب الله لدعائنا ويعطينا مطالبنا...
جعفر من شدة سعادته لم يستطع أن يذق طعم النوم
فقد أقبل على الله جل وعلا إقبالاً..... من الصلاة والذكر... كتعبير عن شكرة لربه
لا يعلم أهمية وحلاوة نعمة الله إلا من فقدها...
الآن يستطيع أن يتزوج بسمه ... وأن يسعدها... فلم يعد شيء يخيفه....
هو الآن يريد بسمه... والله قد أعطاااااااااه ما كان يتمناه.... فأمؤكد ان الله سيستجيب له وستكون بسمه من نصيبه
بسمه كانت في طريقها للعودة إلى البلد.... وخالهااااا يراها طول الطريق باكيه
سألها لما بكاؤكِ؟؟.. هل هو الفراق؟؟... هل كنتي تتمنين لو كانت الرحلة أطول.. فقالت ليس هذا سبب بكائي
وإنما ابكي لا أدري لما.. ربما لأني خائفه...
فطمأنها خالها بأنه لا شيء يخيف ما دام الله موجود... أطلعي سركِ على الله..
ولو كنتي تعانين من مشكله ... فإشكي حالكِ لله والحل موجود.. إن كنتي تخجلين من مصارحتي والكلام معي
يا علي
وماعسانا أن نقول غير مشتاقيــــــــن,, الله يبلغنا يارب
الله يبلغنا يارب بحق محمد وآله.. هكذا همست كوثر..... عندماااااا وصل خالها وبسمه.. وكانوا في الإستقبال...
بسمه كانت تريد أن تعرف شيء واحد.... تريد أن تعرف كيف حال جعفر الآن.. هل استجاب الله لدعائها...
وعندما وصلت للبيت وارتاحت.... أخبرتها أختها أن امرأة بعمر الستين جاءت لزيارتهم وخطبتها لحفيدها جعفر...
شهقت بسمه ولم تصدق هذا الكلام... وأكملت اختها كوثر...
لقد أمرت علي أن يسأل عن الرجل... ويقولون أن سمعته طيبه... والقرار يعود لكِ... والمرأه قالت لنا أن نهاتفها حينما تصلين..
دموع دموع دموع
الكثير من الدموع.... لا تعد ... الإحساس لا يوصف من شدة الفرح
خافت بسمه أن تموت قبل أن ترى جعفر.. هي غير مصدقه.... تشعر بالسعاده والحزن في الوقت ذاته....
أرادت أن تبقى وحيده ..... شكرت الله....
أرادت أن تكلم جعفر.. لكنها خافت وخشيت من هذه الفكرة.
لقد مللت من شدة الكتابه.. انا لا استطيع ان أصف شعور بسمه... أو حتى شعور بسمه
لكن الحبيبان ألتقيا بعدها... بكيا وتعانقا طويلاً.. دموع دموع.. لم يكفا عن البكاء...وكأن الأمر أعجوبه وخارق عن المعتاد...
.. وتم العقد وكتابة الكتاب....
وتكلم جعفر مع بسمه بصراحه.. وهي كذلك.. وعرف أنها السر في شفائه...
وكانت بسمه بسمة حقيقية ارتسمت على شفاه جعفر
ظلت مرافقة له على مدى الليالي والأيام.. فقد وفقه الله بزوجة مؤمنه خيره.. وبسمه وفقها الله برجل طيب مثل جعفر محب وموالي لرسول الله وآله الأطهار..
فهنيئاً للأثنين....
يالله اسألك بحق أبي عبد الله الحسين أن لا تردني خائبه وتستجيب دعائي
وتبلغني زيارة الحسين عليه السلام
ومثل ما فرحت بسمه .. إن شاء الله انا أفرح بعد
وتمت قصة بسمه جعفر...
وخلاص احس إني ببكي.. الدمووع في عيني..
وسلامي للجميع واتمنى تكون القصه اعجبتكم
ومعلومه:
ترى الوصف .. وصف الرحله لكربلاء والنجف.. ساعدتني عليه وحده راحت لهناك...
والإحساس إحساسهاااااا..
والحمد لله بعد مامضت سنه على كتابة القصه
وفقني ربي ورحت كربلاء في هذه السنة 1430هـ
وحققت حلم حيــاتي ^^
وكل عام وانتو بخير
اللهم صل على محمد وآل محمد
ولا تنسوني من دعواتكم
سبحان الله وبحمده.. سبحان الله العظيم
أتمنى أسمع رأيكم بالقصه إلي كان متابعها