رد : رواية ربعي مدهون السيدة من تل. ابيب
السيدة من تل أبيب رواية ربعي المدهون
تجاوز لنمطية الشخصية الفلسطينية
قراءة: أحمد عمر زعبار
الكتاب: السيدة من تل أبيب
المؤلف: ربعي المدهون
الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر
الطبعة: الأولي - بيروت 2009
تقرأ رواية ربعي المدهون وكأنك تستمع للراوي ذاته، أسلوب يقربك من الحدث حتي تنساق فيه وتصبح أحد أطرافه. .الأبطال حقيقيون هم أنا وانت أو أشخاص نعرفهم جيدا وليسوا مجرد شخصيات روائية سلبية يقع عليهم الحدث أو يوجههم الكاتب كما يشاء. هناك تواصل واضح بين الرواية وقارئها. ..والتشويق لم يترك للملل ولومنفذا بسيطا يتسلل منه برغم كثرة الأحداث والأشخاص واختلاف الأماكن..... أسلوب راقي وقدرة علي الوصف ولمس الواقع والفكر باليد المجردة.
بعد ثمانية وثلاثين عاما من التهجير القسري يقرر وليد دهمان العودة الي الأرض المحتلة لرؤية والدته والإقتراب حسيا من ذاكرته وزيارة شبابه الذي تركه معلقا في غزة، في الطائرة يتعرف وليد دهمان الفلسطيني المطرود من أرضه علي دانا أهوفا الإسرائيلية التي تجلس في المقعد المجاور له، ومن خلال هذين الشخصيتين تتفرع الشخصيات والأحداث والحكايا لتقدم لنا حياة معكوسة في مرايا عدة،قد تختلف بحسب الناظر أو موقعه وزاوية نظره ولكن يجمعها في النهاية وجودها علي مسرح سريالي هو الواقع الفلسطيني.... تتشعب وتتوالد الحكاية لكنها لاتنتهي. ولئن بدا شكل الرواية غريبا، فإن المدهون لم يفعل أكثر من إستنباط شكل الواقع الفلسطيني واعتماده شكلا لروايته، أليست خارطة هذه الرواية وخطوطها هي نفسها خارطة وخطوط الواقع الفلسطيني وحياة الإنسان الفلسطيني في تشعبها وتعقيداتها وتداخلاتها وخروجها عن النص المرسوم والمتوقع حيث يمتزج الأمل بالوهم والواقع بالخيال ويخرج الأبطال عن\من النص\الواقع ليصبحوا بشرا مستقلين لهم حيواتهم وحكاياهم.