رواية قرآتها واعجبتني

أجمل إنسإنة

عضوه موقوفة
إنضم
29 أبريل 2011
المشاركات
109
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
ماهو ذنب القلب إذا احتضرت اختلاجات الحب وهي في أولها ؟ ماهو ذنب الحب إذا قتلته ُ الظروف ؟

ماهو ذنبي أنا إذا كنت ُ مقيدا ً بسلاسل العادات والتقاليد؟



في ليلة ِ زواجي ذهبت ُ إليها والخذل عنواني ، لأجدها تستقبلني بأبتسامة مشرقة ، قالت لي وهي

تتحسس وجنتي :

- هل أنت َ مريض ؟

فأجبتها و أنا أنظر ُ إليها بأنكسار :

- كلا.

- إذن لماذا ألمح الأرهاق على ملامح وجهك ؟

- لم أنل كفايتي من النوم .

حاولت َ أن تتحدث لكنها أبتلعت الكلمات فهي تعلم ماسبب الأرق ، إنه التفكير بعلاقتنا التي يحاول

الجميع اجهاضها وهي في أول شهورها .

احتويت يدها الدافئة بين يدي عل وعسى أن تهدى النفس المعذبة :

- ماهي أخبارك ِ في بيت جدك ، هل يحسنون معاملتك ِ ؟

فأبتسمت محاولة اخفاء الألم الذي يشع من عينيها :

- نعم أني سعيدة لمكوثي هنا .

- ووالدك أما زال غاضب ُ ُ منك ؟

- لا عليك سوف يرضى في يوم ٍ ما .



نظرت ُ إلى الساعة فأدركت مقصدي فقالت وهي تطبع على جبيني قبلة وتفتح باب السيارة :

- نزار لاتشغل بالك فكل شيء على مايرام .

احتويتها بنظراتي فربما تكون هذه المرة الاخيرة التي اراها فيها وهمس القلب "

لو كنت ِ تعلمين أن جثمان الحب سيشيع اليوم لما قلت ِ هذا الكلام" و ابتسمت ُ لها فعيناي تبتسمان ولكن قلبي يبكي :

- أحبك ِ ياسارة .

فأبتسمت َ و أرسلت َ قبلة في الهواء.



ودعتها فأنا اليوم سوف أشيع كجثة وليس كزوج جلست ُ على المقعد بجانب أبنة عمتي ... أرى من حولي سعيد ، إنني أتعجب من بعض التقاليد المتغطرسة لمجتمعنا كيف يظنون بأنهم قادرين على جمع امرأة ورجل تحت سقف واحد بمجرد عقد زواج جبري وإكراههم على تقبل بعضهم البعض دون أن يكون هناك أي تفاهم وود يجمعهم ، هل يظنون أن طباع البشر مثل طباع الحيوانات التي يتم حبسها في قفص كي يتم التزاوج بينهم دون مشاعر؟



مهما تطورت الحياة ومهما سكنا القصور و أقتنينا أحدث الآليات والتكنولوجيا الحديثة إلا أن بعض العقول ما زالت رجعية .. فبعض العائلات وحتى اليوم ما تزال تجبر أبنائهم على الزواج من بعضهم البعض بحجة المال والأصل ، اليوم يوم زواجي و أنا أرى الكل فرح .. أنظر إلى أبنة عمتي نور وإلى عينيها المتورمتين من البكاء فربما هي الاخرى كانت تحب شخصا ً ما و تحاول تصنع الأبتسامة فقط من أجل عائلتها ، جلست ُ أراقب المنظر المروع .. روحان تتعذبان من الحب بينما آلاف الناس يحتفلون بدلا ً من مواساتهما على موت الحب واجهاضه عسرا ً و ظلم ٍ ، كرهت نفسي و كرهت عائلتي وتمنيت لو كنت إبنا ً لأحدى العائلات البسيطة ، لكنت ُ الآن تزوجت من سارة التي اختارها قلبي وليس إبنة عمتي التي أختارها جدي منذ نعومة اظافري لتكون زوجة لي وخليلة دون استشارتي أو اخذ رأيي على سبيل الرضى .



وطئت على قلبي وقررت تأدية واجبُ فرض علي كرجل حتى لا تشك نور برجولتي لانصعق بما أدركت ، جلست ُ على طرف السرير وسيطر علي الذهول لقد عاقبني الله بأبنة عمتي فأنا من انتزع برائة سارة و أنا من لوثتها بقذارتي ، هرولت نور إلى دورة المياة وسجنت نفسها هناك و بعد مرور بعض الوقت تمالكت نفسي و أتجهت إليها ، طرقت الباب لكنها لم تفتح .. فاضطررت إلى كسره لأجدها قد حاولت الانتحار خوفا ً من العار و أن أخبر والدها بأنها ليست عذراء .. اصطحبتها إلى المستشفى وانتظرتها حتى انتهت من غسيل المعدة

بكت وقالت لي : نزار .. أرجوك...

قاطعتها: بل أرجوك ِ أنت ِ .. اسمعيني جيدا ً .. لا أريد أن يعلم أي شخص بالموضوع .

نور : وإذا سألني أفراد العائلة عن سبب دخولي المستشفى ماذا أقول ؟

نزار: أخبريهم بمصارحتي لك بحبي لفتاة أخرى .. وضايقك هذا الموضوع كثرا ً فحاولت ِ الأنتحار .



بعدها انتشر خبر محاولة انتحارها و عزوفي عنها بين أفراد العائلة ، فخشت عائلتنا من الفضيحة و أن نكون محط أنظار الناس فاقترح والدي أن تسافر نور كي تكمل دراستها في إحدى الدول المجاورة وأن ألحقها أنا بعد عدة أشهر حتى تتاح لنا فرصة الأعتياد على بعضنا البعض ، اتفقت مع نور من دون علم أي ً كان أن أختار جامعة في مدينة أخرى كي أتركها تتصرف على راحتها ، فرحت نور بالأتفاق وبتفهمي .. لكنني لم ألحقها للدراسة .. كنت أريد تنظيف الفوضى التي خلفتها بسبب زواجي .. فحبيبتي كادت تموت ُ بعد رؤيتها صور زواجي في الصحف و حاولت قتل نفسها بتناولها عددا ً هائلا ً من الأقراص .. وتم إسعافها .. في اللحظات الاخيرة .









مضت الأسابيع والضمير يعتصر قلبي ويعذبني ويمر الليل و أنا اتقلب على فراشي وجفني مرهق من السهر وتزداد الآهات كلما قادتني قدمي إلى مسكن محبوبتي.



انظر إلى هذه الاسوار التي تسجنها واتمنى لو املك الجرأة على اختراقها لأختطفها كفارس شهم لكن عجزي يقتلني .



وفي النهاية قررت محادثة َ زميلتها علياء عل وعسى أن اجد لديها بصيصا ً من الأمل يقودني إلى محبوبتي ، بحثت عن رقم هاتفها وراجعت مرارا ً وتكرارا ً ماذا سأقول لها فوجدت نفسي ارفع الهاتف و أدير رقمها :

- الووو علياء .

- من يتحدث ؟

- نزار الملاحي.

فأجابت بأستياء ظاهر لم تحاول اخفائه :

- انت ، ماذا تريد؟

فهمس القلب أريد من سرقت َ الابتسامة من على شفتي ، أريد من اصابتني بسهم الحب ، أريد من مستني بجنون العشق ، ابتلعت الكلمات و أنا استمع إلى صوتها الغاضب :

- لماذا لا تجاوب ؟

- اريد الأطمأنان على سارة .

- وهل تقتل القتيل وتسير في جنازته ؟

- أنا لم اقتلها بل قتلتها العادات والتقاليد .

- بل أنت َ من قتلها بجبنك وخذلانك لها .

- أرجوك ِ يا علياء لاتزيدي من آلامي فالقلب ُ يعاني.

فأخذت نفسا ً عميقا ً وهي تقتلني بجوابها ببرود :

- أنها تستعد للزواج من أبن خالتها حسام .

كيف ، لماذا ، ومتى كل هذه الكلمات تحاول الاندفاع من ثغري لكنها تصطدم بحاجز الخوف :

- هل من الممكن أبلاغها برغبتي في محادثتها .

- ولماذا حتى تهمس لها بأكاذيبك وتسمم عقلها ؟

- كلا ... أريد أن ابارك لها فقط .

صمتت قليلا ً تحاول التفكير في كلامي ثم استطردت :

- حسنا ًسوف اخبرها ولكن لن اجبرها على محادثتك .

- اشكرك على تفهمك فأنت ِ املي الوحيد الآن للوصول إليها.

- لاتستبشر خيرا ً.

واغلقت الخط قبل أن تسمع جوابي .



وبعد عدة ليال قاسية أتتني مكالمة من رقم مجهول :

- الوووو .

ولم يقم الطرف الآخر بالرد لكنني كنت ُ أسمع صوت أنفاس حائرة على الخط الآخر

فقلت لها برجاء :

- سارة ؟

فهمست :

- نعم .

وخفق القلب بقوة لسماع صوتها ثم ران صمت ُ ُ عميق لا يبدده إلا صوت انفاسنا المعذبة فقلت لها محاولا قطع هذا التوتر :

- وصلتني أخبار خطبتك .

- لم اخطب بعد ولكن عما قريب سوف اكون عروس لابن خالتي حسام .

كنت ُ أرغب أن اقول لها وأنا ؟؟ لكن كان خوفي أكبر عيوبي فقلت لها بألم :

- مبروك .

فقالت بصوت مخنوق:

- أ هكذا تقولها ؟

- إذن ماذا تريدن مني أن اقول ؟

فأجهشت بالبكاء رغما ً عنها :

- لا تقل شيئا ً .

- سارة ارجوك ِ لاتبك ِ فدموعك تحرق الروح .

- وحبك يعتصرها .

- أمازلت تحبينني ؟

- وكيف انسى الحب الأول ؟

- والحل ؟

- أنا فتاة فلا تسألني عن الحل .

- سارة أرجوك لاتتزوجيه .

- وهل هذا الأمر بيدي ؟

- ارجوك ِ .

- نزار لماذا تريد مني أن اضحي وانت ِ لم تضحي من أجلي ولا لمرة .

- أنا مستعد للتضحية بحياتي لأجلك .

- أنك كاذب فأنت تركتني كسفينة من دون قائد تتخبطها الأمواج بلا رحمة.

- لكنني كنت مجبرا ً .

- دائما ً ينتظر الرجل من المرأة أن تضحي لأجله بينما يرفض التضحية من أجلها ويولي الأدبار ما أن تقع في مشكلة .

- سارة ارجوك افهميني .

- آسفة يانزار لم اعد قادرة على التضحية.

واغلقت الخط قبل أن تغرق في بحر الدموع .





كنت لا أستطيع تطليق نور بسبب خوفي من عائلتي .. وفي الواقع أن نور تشعرني بالشفقة تجاهها وعلى الوضع التي هي به ، ومهما حصل فشرفها من شرفي و أي كلمة تسيء لها تسيء للعائلة بأكملها ولم يكن لدي مانع أن تكون على ذمتي حتى نجد حلا ً لهذه الورطة.



و أعلنت اضرابي في المنزل على الامتناع عن تناول الطعام حتى يخضع والدي لي ويخطب سارة لكنه قال لأمي أحضري رجل دين يقرأ على ابنك فلا شك أن هذه الفتاة دست له السحر ، لماذا يتفوهون دائما ً بهذا الكلام الغير منطقي ؟ فالرجل إذا أحب فتاة وتمسك بها ليس معناه انه مسحور بالسحر الأسود ولكنه مسحورا ً بالحب وفي النهاية واجهت والدي وأخبرته بأني سأتقدم لخطبت سارة فالدين أحل بتعدد الزوجات خصوصا ً أني من قام بتدنيس شرفها ، رفض والدي وضحك وهو يقول : سافر إلى زوجتك وسوف تنسى سارة.

فتذمرت فقاطعنني عمتي قائلة :

- ماذا سيقول الناس اذا تزوجتها ولم يمض على زواجك من ابنتي ألا بعض الوقت ، انك بهذا التصرف ستسيء إلى سمعتها وسيتحدث الناس ويقولون ان بها عيبا ، ونظرت إلى والدي بغضب وأكملت بحده:

- - أن ابنك مدلل ويتصرف كطفل كبير بدلا ً من التصرف كرجل يتحمل المسؤلية ، انك من افسده بالدلال .

فغادرت المكان قبل الاستماع إلى رد والدي وانا اجر ذيول الخيبة فسمعت صراخها : اهرب ياجبان .



أنا لست ُ بجبان وسوف اثبت للجميع ذلك ، وذهبت إلى منزل سارة وترددت قليلا ُ قبل الدخول إليه وطالت فترة ترددي حتى سمعت صوتا ً اتي من خلفي :

- انت ... ماذا تفعل هنا ؟

فاستدرت لارى من يتكلم وذعرت عندما شاهدت أخ سارة الكبير مع حسام ينظرون إلي بغضب فقلت متصنعا ً القوة :

- أرغب بمقابلت والدك .

فتبادلا النظرات ثم دلفا إلى داخل المنزل ، وبعد مرور بعض الوقت خرج وهو يقول تفضل أن والدي في انتظارك .



رحب والد سارة بي بضيق لم يحاول اخفائة ثم قال لي : تفضل بالجلوس .

ترددت قليلا ثم قلت له :

- قدمت ُ اليوم لخطبت سارة.

جحظت عيناه من الدهشة ثم تمالك نفسه وقال بتهكم :

- و أين والدك الكريم ؟

- انه لايعلم بحضوري لخطبتها .

- وهل تظن أني سازوجك اياها ؟

- ولم لا ياعمي .

- ان ابنتي غاليه علي واذا لم تكن تشرف عائلتك فانت لاتشرفنا .

- لكنني انا من ساتزوجها وليس عائلتي .

- انتم الشباب تظنون الزواج امرا ً سهلا ً ، مجرد علاقه بين طرفين ، ان الزواج يجمع عائلتين باكملهما ، وعائلتك ترفض التناسب معنا ، ويكفيي ما اصابنا من شر منك .

- لكنني اتيت لاصلح غلطتي .

- أن أبن خالتها مستعدا ً لذلك .

- لكنها لاترغب به .

- وما ادراك بذلك ؟

- لأنها تحبني .

فقال بعصبية وقد نفذ صبره :

- سواء رغبت به أم لم ترغب ليس لديها خيار آخر .

فقلت له بتوسل :

- ارجوك ياعمي .

- اسمع يابني ان الفتاة ستتزوج قريبا ً فأرجوك دعها في حال سبيلها واذهب إلى زوجتك وسوف تنساها مع مرور الوقت .



فأنحنيت على ركبتي وبكيت أمامه فربما يشفق على حالي ، اقترب مني وربت على كتفي وهو يقول على مضض : دعها في حال سبيلها ان كنت تحبها .



وغادرت منزله وأبن خالتها يتبعني بنظراته والشرار يلسع ظهري .



وفي الليل تلقيت مكالمة من سارة وقالت بفرح :

- أحبك يانزار.

ابتسمت ابتسامة صغيرة وانا اقول لها :

- والحل .

- أن نهرب معا ً ونتزوج .

- ولكن كيف السبيل إلى ذلك ؟

- بعد غد سأذهب إلى الكوافير للأستعداد لحفلة الخطوبة وسننفذ خطة الهروب هناك.

- اتعديني انك ِ لن تتزوجي .

- أعدك ، يجب علي انهاء المكالمة الآن وسأهاتفك غدا ً لاخبرك بتفاصيل الخطة.



وفي اليوم التالي أجرت لي مكالمة وقالت لي أنها ستهرب من الباب الخلفي للكوفير ووصفت لي مكانه وحذرتني قائلة "لا تأتي إلى هناك اجعل أحد اصحابك ينتظرني وسأختبئ لديه وكن أنت في المنزل مع عائلتك حتى تكون لديك حجة غياب ولاتنس أن تجهز مكانا ً أمنا ً لنا ".



اتفقت مع صاحبي سمير بتخبئة سارة لديه وكنت اثق به كثيرا و أثق انه لن يمسها بسوء

ثم بدأت ابحث معه عن مكان أمن خارج المدينة ليكون عش الزوجية ، وكان البحث صعبا ً للغاية ويحتاج لعدة أيام فقرر سمير ان يخبئها لديه لعدة أيام حتى نجد مكانا مناسبا.



وحان اليوم الموعود للخطة ، وجلست مع والدي وأصحابه في غرفة الجلوس وكنت متوترا ً جدا ً وقلق من فشل الخطة و أن تزف محبوبتي إلى رجلا ً آخر .



وحانت الساعة الرابعة فهاتفني سمير ليخبرني ان شقيقها جالسا ً في سيارته عند الباب الخلفي وانه يخشى أن تخرج ويشاهدها وحاولت الاتصال بها ثم ترددت بعد أن تذكرت تحذيرها لي ، انتابني الذعر ماذا سيحدث لو لمحها اخاها خارجه من الكوفير ؟ و أجريت مكالمة لصاحبي فقال لي أنها خرجت من الصالون و أن اخاها خرج من مركبته واتجه لها وفجاة اغلق صاحبي الخط ، و اعدت اجراء المكالمة ولم يقم بالرد وانتظرت لدقائق ثم هاتفني صاحبي وعندما اجبت كانت سارة تقول وانفاسها متقطعه :

- اطمئن لقد نجحت الخطة .

فقلت برعب :

- و أخاك ؟

- اخبرته بنسياني شيئا ً مهما ً وارسلته للمنزل ليحضره .

- ألم يشك عندما رآك خارجة.

- لا فقد اخبرته أن والدتي اخبرتني بوجوده .

واطلقت أنفاسي التي سجنت في داخلي من الخوف :

- حسنا ً اعطي الهاتف لسمير.

سمير : ألووو

- لؤي هل انت َ متأكد من عدم وجود أحد يتبعك ؟

- اطمئن يانزار والأهم ان تتريث لعدة أيام حتى تذهب الشكوك عنك.

- حسنا ً عندما تصل إلى الشقة سلم سارة جهاز الهاتف الجديد وتأكد من رميها لهاتفها القديم .

- لقد اخبرتني انها تركته في الكوفير و احضرت اوراقها الرسمية وماتحتاج اليه .

- حسنا ً أنا مضطر إلى انهاء المكالمة الآن .



وعدت إلى مكان جلوسنا فقال والدي: هل كانت مكالمة مهمة لقد لمحت توترك ؟

- نعم اني متشاجر مع صاحبي وكنت انتظر اتصاله.

- وهل تصالحتما ؟

- نعم .

- الحمدالله .

وبعد ساعات حدث ماتوقعت اتى شرطي يطلب استدعائي إلى مركز الشرطة واحتج والدي لكنني طمأنته وذهبنا إلى هناك وكنت على يقين أن والدها سيتهمني بقيامي بمساعدتها على الهرب وحدث ماتوقعت فشهد والدي بوجودي في المنزل لحظة هروبها وشهد رفاقه كذلك ،

وغادرت وأنا ألمح الغضب في عيني والدها وابنائه وخطيب المستقبل المهجور فأرتسمت ابتسامة السخرية رغما عني .



وبالطبع لم استطع الالتقاء بها خوفا ً من أن اكون تحت المراقبة وبعد مرور عشرة أيام استطع الحصول على بعض المعلومات من مصادر خاصة أن القضية تم اقفالها .





وذهبت إليها حاملا باقة ورد وفاجئتها بدخولي الشقة فارتمت بين احضاني وامطرتني بالقبلات وقررنا التوجه فورا ً إلى المزرعة التي اشتريتها في احد المناطق النائية ،

وتوقفنا امامها وقلت لها هذا هو عش الزوجية ، نظرت َ إليه ثم صاحت بذعر:

- هذا الكوخ المهجور !

- انه ليس بكوخ انها مزرعة وتحيط بها حديقة شاسعه .

- أي حديقة هل تقصد هذة الشجيرات الشبه معدومة واعواد السنديان.

- سنرتبها مع الأيام وستكون أجمل منزل يضمنا.

فتحت الباب الذي اصدر صريرا ً مزعجا ً ووقفت هي خلفي ممسكه بقميصي .

وفجاة صرخت ووهي تشير باصبعها : فأر ...

- لا بأس سنحضر قطة صغيرة لتصطاده .

فقالت بتذمر وهي تضرب الارض بحذائها :

- آه انك دائما ً تنظر إلى الأمور بسهولة ، اني لا استطيع الصمود في هذا الكوخ ليوم كامل .

استدرت إليها وامسكت وجهها بيدي وانا اقول لها :

- حبيبتي سنصمد من أجل حبنا.

فضحكت بعذوبة .



باشرنا في تنظيف الكوخ المكون من ثلاث غرف ومخزن ومطبخ ودورتان للمياه وغرفة جلوس وكانت ارضيته المصنوعة من الخشب شبه متهالكة ويحتاج الكوخ إلى الكثير من أعمال التصليح ، أما المطبخ فكان مغطى بالغبار ومعظم ابواب خزاناتة واقعة ومتأكلة ، لكنني أبتعته بسبب موقعه الأمن.



وعندما حل المساء اتى سمير لزيارتنا وهو يحمل بعض الأكياس المملوئة بالحاجيات التي اوصيته باحضارها وطعام العشاء .

وجلسنا نتسامر ونلتهم الطعام بشهية حتى انهكنا التعب و رحل صاحبي وظللت مع سارة وحيدين في الكوخ كنت جالسا ً على الاريكة أدخن فقالت وهي تتجه إلى غرفة النوم :

- لقد اعددت لك الغرفة الثانية لتنام بها.

ادرت رأسي لمكان وقوفها و بدأت على ملامحي أمارات الاستغراب وانا اقول لها :

- ولماذا لاننام في غرفة واحدة ؟

فستدارت لي وهي تتلاعب بخصلات شعرها بغنج :

- عندما نتزوج سننام في نفس الغرفة.

- ولكن ما الفرق ؟

اغاضها قولي فصرخت بي قائلة وهي تعقد ذراعيها :

- يوجد فرق ، فأنا تعبت من التضحية و أريدك أن تضحي ولو لمرة لأجلي .

- لقد وعدتك أننا سنتزوج ولا يوجد داعي للدراما المفتعله وسننام في غرفة واحدة .

- كلا .

- أرجوك ياسارة.

- كلا ... فما فائدة شراء البقرة إذا كنت تحصل على الحليب مجانا ً .

لم أستطع كتم ضحكتي :

- وهل أنت ِ بقرة ؟

تجاهلتني ودخلت إلى الغرفة لتنام ، اعتدلت في جلستي وانا غارقا ً في الضحك وامضيت الليل أفكر بمصير علاقتنا حتى انهكني السهر ودخلت في سبات عميق .



نهضت في الصباح منزعجا ً بسبب أشعة الشمس الدافئة المتسللة إلى داخل الكوخ وشاهدت سارة واقفة أمام الطاولة تعد الأفطار البسيط .

فقلت لها : سارة هيا بنا .

فنظرت لي بتعجب: إلى أين ؟

- سنتزوج .

فصاحت بفرح : حقا ً .

- نعم ألم َ اعدك ِ بذلك

فمسحت يديها على جانبي فستانها وقالت : هيا بنا .

- دقائق فقط لأستعد للخروج .

ثم انطلقنا خارج الكوخ إلى سيارتي ونظرت ُ إلى العجلة المثقوبه وأدركت أن الهواء قد تسرب منها ، فقالت سارة بضيق : ماذا سنفعل الآن ؟

أدرت وجهي يمينا ً ويسارنا ً فشاهدت دراجة هوائية فأمسكت بيدها وسحبتها خلفي

وصعدت على الدراجة وقلت لها هيا اصعدي خلفي.

وانطلقنا بين السهول والهواء يداعبنا ثم توقفت لأسأل مزارع يجر عربته عن قرية الحوباء ونظرت ُ لسارة التي كانت على وجهها علامات الاستغراب :

- لقد وصلتني أخبار أن هناك شيخ يمكنه عقد قرآننا .

و أشار لي المزارع بيده عن مكان القرية وأثناء انطلاقي سمعت صوت بوق السيارة ثم صفيرا ً حادا ً فأدرت رأسي وكان سمير يضحك وهو يقول هيا اصعدوا .

ووصلنا إلى القرية واتجهنا فورا ً لمنزل الشيخ ليعقد قرآننا ففتحت الباب طفلة صغيرة تغطي شعرها بمنديل فقال لها سمير :

- هل الشيخ محسن موجود ؟

فصاحت الطفلة بابا هناك ضيوف وادخلتنا إلى غرفة المعيشة البسيطة ثم غادرت وعادة بعد لحظات وهي تحمل صنية عليها بعض اكواب العصير ، فجأة سمعنا صوت رجلا ً يسعل وأطل علينا الشيخ وتمتم قائلا ً : ياساتر يارب.

فقلت له وأنا اصافحه: اتينا لك لتعقد قرآننا .

- أنت العريس ؟

- نعم وصاحبي الشاهد .

فقال وهو يتمعن النظر في وجوهنا : هل لديك شاهد آخر ؟

- كلا .

فقال لأبنته: احضري الميكانيكي وحيد ليشهد على الزواج .

ففتحت النافذة وصاحت " عموو وحيد والدي يريدك لتكون شاهدا ً على عقد زواج " وآتى الرجل وعقدنا قرآننا وبذلك اصبحت سارة زوجتي

وقال سمير وهو يحتضنني لقد أصبحت مسؤولاً عن سارة وأنت رجلها .



تلاشت ابتسامتي واصبت بالذعر بسبب هذه الكلمة مسؤلية ، مامعنى مسؤلية أنها كلمة ترعبني ، فأنا لم أكن مسؤلا عن نفسي فكيف اكون مسؤلا عن زوجتي بل ان والدتي مازالت تعتني بي كطفلا صغير .



و أصر سمير على دعوتنا للغداء فلم أرفض وانطلقنا إلى حيث المطعم ولكن كان هنالك شيء يقلقني ، عندما تزوجت نور لم أكن أشعر تجاهها بالمسؤلية ولم تكن هذه الكلمة ترعبتني ، أما الآن فأصبحت هذه الكلمة تهز عالمي ، أنها تنتشلني من عالمي الجميل الذي اعيش به بلا رقيب وانفذ كل ما اريد أما الان فهناك شريكة لي في حياتي يجب علي الاعتناء بها .



احسست بهزه خفيفة على كتفي فنظرت إلى سمير الذي قال بصوت خافت : نزار هل أنت بخير ؟

- نعم انا على مايرام .

- أراك شاحبا .

ادرت رأسي للمقعد الخلفي فوجدت سارة نائمة

فقال سمير : يبدو أنها مرهقة .

- هل المطعم بعيد ؟

- كلا لقد شارفنا على الوصول .

تناولنا طعام الغداء ثم اوصلنا إلى المزرعة فقلت له : توقف عند ناصية الشارع ارغب بالذهاب في نزهه على الاقدام مع سارة .

كنت اسير واضعا يداي في جيبي واركل حجرا صغيرا وسارة تسير بخطوات متعثرة تحاول اللحاق بخطواتي الوسعه وهي تنظر إلي بدهشة .

- نزار ماذا بك ؟

- انا خائف .

- مم ؟

- خائف من الاستيقاظ من هذا الحلم الجميل .

وشبكت ذراعها بذراعي واسندت رأسها على كتفي: لاتخف أنا معك .

فتوقفت أمام باب المزرعه اتأمل عش الحب: ساذهب اليوم مع سمير فقد نصحني بضرورة شراء بعض المستلزمات .

- ومتى سيعود سمير .

- الساعه الرابعه .

- هناك متسعا من الوقت .

- سيكون منزلنا اجمل بيت في الكون .

-

احطتها بذراعي ورفعتها عن الارض لاقبلها فدفعتني وجرت تخترق اعواد السنديان وانا اتبعها حتى ارهقها التعب وارتمت على الاعشاب فارتميت بجانبها وقلت لها محدقا في السماء:

- سارة انا مسؤل عنك .

فضحكت نظرت إليها بلوم :

- لماذا تضحكين اتعتقدين اني امزح ؟

- كلا لم اكن اقصد ذلك ولكنك طفلا كبير .

اعتدلت في جلستي وقلت لها بعتاب : أنا رجل .

قرصت وجنتي وهي تقول :

- بل أنت طفلي الكبير واطلقت ضحكة وهي تتجه إلى داخل الكوخ .



استلغيت على العشب افكر وغلبني النعاس ولم استيقظ إلا على صوت سمير وهو يقول لي :هيا بنا .

ونهضت انفض التراب عن ملابسي وصعدت الى مركبته وانطلقنا الى السوق وامضيت ساعات طويلة انصت لنصائح سمير ومايجب علي شرائه ثم عدنا للمزرعه فوجدت سارة جالسه على عتبة الدرج تحت نور المدخل تضم ركبتيها لصدرها وعينيها متورمتنان من البكاء .

- سارة ما الذي حدث ؟

فقالت وهي تنفجر في وجهي: لماذا تركتني لوحدي وذهبت مع سمير ؟

- اخبرتك انني ساذهب إلى السوق .

- لكنك لم تخبرني انك ستتركني لوحدي .

- لم اكن اعلم انك ِ ستغضبين .

- اتتركني في هذا المكان الموحش وترحل ، ألا تعلم اني اخشى البقاء هنا .

فنظرت الى سمير الواقف خلفي وهو مازال يحمل الاكياس مستغيثا به

فقال : اعذريه ياسارة فهو لم يكن يدرك هذا الامر .

فادرات ظهرها واتجهت نحو غرفة النوم واغلقت الباب بقوة

فقال لي سمير : نزار لماذا تركتها هنا لوحدها ؟

- وماذا افعل بها ؟

- انها زوجتك .

- ألا تستطيع البقاء هنا لساعات لوحدها ؟

- لكن المكان مازال جديدا عليها .

فاطلقت نفسا عميقا فقال اذهب اليها و ساجهز العشاء ثم اقوم بتبديل الاطار معك .



ذهبت اليها فوجتها تحتضن وسادتها وتبكي بصمت

فمسحت على شعرها قائلا : سارة أنا آسف.

- نزار ألا تعلم انني اخشئ البقاء لوحدي هنا .

- لم اكن اعلم اعدك بعدم تكرارها .

- لقد راودتني افكار مخيفة .

- لا تقلقي وهيا اغسلي وجهك و لنذهب لسمير ونساعده في اعداد السفرة .







مع مرور الايام استطعت ترميم الكوخ وكانت سارة تعد لي الطعام وتعتني بي ولكنني كنت ألمح الحزن في عينيها عندما اعود من منزل والدي ، كنت مضطرا للذهاب بين الحين والاخر الى منزل والدي وكان هذا الامر يضايقها وتشتكي خوفها من النوم لوحدها في هذه المزرعه لذلك كنت اترك سمير معها و احيانا يحضر صديقته تغريد .



وبدات المشاكل تزداد ، اذكر في صباح يوم من الايام نهضت فوجدت سارة قد هاتفتني اكثر من مرة وعندما اعدت الاتصال بها وجدت هاتفها مغلقا فانطلقت إلى المزرعه وبحثت عنها بين اركان المنزل فلم اجدها فخرجت ابحث عنها في الحديقة وانا اناديها ولكنها لم تجيب .

خشيت ان يكون هناك امرا ً قد حل بها وانطلقت كالمجنون ابحث عنها فالشوارع الفرعية ثم ذهبت الى سمير لاخبره بما حدث وفتح باب شقته وهو شبه نائم :

- سارة اختفت .

- اهدء يارجل انها هنا .

- حقا وماذا تفعل هنا ؟

- بالأمس انقطعت الكهرباء وحاولت محادثتك لكنك كنت نائما على مايبدو فهاتفتني فاحضرتها الى هنا ، لقد كانت تبكي بألم عندما ذهبت اليها .

- ولماذا قطعت الكهرباء ؟

وهنا اتاني صوت سارة الواقفه خلفي وهي تقول بعصبية : لانك لم تدفع الفاتورة .

فاستدرت لها :

- وهل هناك فاتورة ؟

- اذن هل تظن ان الحياة بالمجان ؟

- اسف لم اكن اعلم .

- اسف واسف ماذا تنفعني هذه الكلمة ؟ انك رجلا غير مسؤول مهمل ، انت طفل كبير .

- لكنني لم اكن اعلم .

- هل تعلم شيء في هذه الحياة ؟

وصمت ُ للحظات انظر لسمير ليساعدني في الخروج من هذه الورطه وادرك سمير اني استغيث به فقال :

- ان المسؤلية تقع تحت نطاق شركة الكهرباء فهي لم تشعركم بضرورة دفع الفاتوره.

-

وهنا دلفت سارة الى داخل غرفة النوم ثم عادت وهي تحمل بعض اجزاء المغلفات المحترقه وعلى طرفها شعار شركة الكهرباء ورمتهم على الارض وهي تصرخ : ألم تستخدم هذه المغلفات لاشعال النار ؟

- لم اكن اعلم انها مهمه .

- لانك لم تفتحها بل اتجهت نحو صندوق البريد واخذت الرسائل ثم رميتهم فالنار كطفل عديم المسؤلية والادارك .

- اوووه مسؤلية ومسؤلية لقد ازعجتني بهذه الكلمة .

- لانك لاتدرك معناتها .

فقال سمير الذي احس بالجو المكهرب : ساخرج لاتركما تتناقشان لوحدكما .

وجلست ساره مقابله لي وهي صامته تتجاهل النظر الي واسندت ظهري على الكنبه افكر ، لا اعلم كم مضى من الوقت ونحن صامتان حتى عاد سمير وادرك ان الوضع مازال على حاله فقال : ان المتزوجين دائما يواجهون صعوبات في بادئ الامر .

فقالت سارة بتذمر : وهل كل متزوج لديه سمير ليخرجه من ورطته ؟

فابتسم سمير : لديهم طرف ثالث يساعدهم دائما .

فعقدت ذراعيها واشاحت بوجهها .

- سارة ... نزار اعتاد ان يتوافر له كل شي وان لايتعب فالحصول على مايريد ، ان والداه يوفرون له كل شي فلا تستغربيِ من اهماله لبعض الامور ، انه يحتاج لوقت وصبر حتى يعتمد على نفسه .

فقالت سارة والدموع تسيل من عينيها : وما ذنبي انا ؟ لقد ضحيت بكل شيء لاجله وهو مهمل لايكترث لي .

- ساعديه على التغير .

- ومن يساعدني على الصبر ؟

- نزار هل تعدها انك ستتغير؟

- نعم سا....

قاطعتني محاولة دحض وعودي:

- لا ارغب بسماع وعودك الكاذبه .

- سارة ساتغير من اجلك .

ومر اليوم بسلام بعد طرح المزيد من الوعود واخراجها للتنزه لكسب رضاها .



حتى حلت الكارثة كنت اعد الشاي وسارة نائمة في غرفة الجلوس وهاتفني صاحبي ودعاني للذهاب الى السينما فتركت ورقة على الطاولة اعلمها بخروجي حتى لاتغضب عندما تستيقظ ولا تجدني ولكنني لم اترك الورقه فقط بل تركت الفرن مشتعلا وكانت النافذة مفتوحه وحرك الهواء الستائر القماشيه فسقطت على النار والتي سرعان ما اشتعلت واحرقت المطبخ ولم اكن اعلم ان سارة كادت تموت الا عندما حادثني سمير وهو غاضب جدا واخبرني بتعرضها لحروق في يدها واصابها الاختناق بسبب الدخان وعدم رغبتها بمشاهدتي ورجاني سمير بتركها مع تغريد لعدة ايام حتى تهدأ .



ولكن سارة لم تسامحني وكلما حاولت محادثتها اندفعت الى الغرفة واغلقت الباب بالمفتاح ولا تخرج الا عندما ارحل ثم اخبرتني تغريد ان سارة حامل واصابني الامر بالخوف فانا خذلتها كزوج و بلا شك ساخذلها كأب .



جلست مع سمير في مركبته وانا حزين :

- -انها لاتطيق وجودي بعدما كانت تظن انها لاتستطيع العيش بدوني

- فحدق بي ثم اعاد النظر الى الشارع :

- سمير ماذا افعل ؟

- يجب عليك اخبار والدك بأمر زواجك منها .

- اخشى من غضب جدي .

- ولكن سيكون لك طفلا منها هل سوف تخفيه ان الامر ليس بالسهولة التي تتصورها

ويجب عليك ان تعيل عائلة الان .

ثم أكمل :

- لقد اتفقت مع تغريد ان تصحب سارة الى عياده خاصة حتى تقوم باجراء الفحوصات الضرورية .

- حسنا

- وانت يجب عليك ان تتغير من اجل سارة.





وبعدها بأيام ذهبت الى الكوخ مع سمير لترميمه وتنسيق الديكور الجديد لها ولكنها لم تعد فقررت السفر حتى تهدأ الاوضاع وعندما عدت لامست تطورا في علاقتي مع سارة ويبدو أن البعد جعلها تشتاق الي .



وعادت محبوبتي الي وكنت فعلا احاول التغير الى الافضل ، ولكنها عادت متشائمة ... متذمره لاتطيقني ، احيانا كنت استغرب من تصرفاتها وكيف تحولت الى امراة حساسة تبكي عند اقل كلمة .



كانت دموعها تصيبني بالتوتر واتمنى معرفه ماسبب هذا الحزن ، هل هو الخوف من المسقبل ؟ ام هي نادمة على حبها لي ؟



هل تظن اني لا استحقها ام فشلت في اسعادها ؟ رغم محاولاتي لكنني كنت اخذلها دائما حتى قررت الصمت وعدم تكرير كلامها وصراخها علي ، كانها سئمت مني وخضعت للامر الواقع اني لا اصلح كزوج .



ذات مره نسيت احضارها من موعدها من عند الطبيب ، لا اعلم كيف غلبني النعاس واستلقيت على الكنبه وماهي ثواني الا استسلمت له وتركتها لساعات طويلة في العياده تنتظر حضوري وتحاول الاتصال بي حتى يأست مني وهاتفت سمير الذي اعادها الى المزرعه ، فتحت عيني ولم تشعر هي بي كانت ساهمه في تفكيرها ، وملامحها تظهر انكسارها تتحسس بطنها المكور .



اعتدلت في جلستي فادارت وجهها فلمحت عينيها المحمرتين من البكاء والهالات السوداء التي تحيط بعينيها الحالمتين و شفتيها المتقشرتان ، احسست ان الهم جعلها تكبر عشر سنوات من يلمحنا يظن انها اختي الكبيره وليست زوجتتي ، ألهذه الدرجه كان حبي يمتص شبابك ياساره ؟



فجاة تذكرت ما اقترفته من ذنب فقلت لها و أنا امد يدي محاولا لمس كتفها : ساره انا اس...

ولم انهي الكلمه فقد نهض من جانبي وسارت بخطوات ثقيله الى خارج الكوخ .



لم تعد ترغب بسماع وعودي او حتى النظر الي ، حل الصمت على علاقتنا كغيمة سوداء تنذر بقرب العاصفه .



كانت صامته كانها ابتلعت لسانها تتصرف وكانني غير موجود وكلما حاولت الاستفسار عن سبب عزوفها تجاوبني بالصد ، تتناول طعامها بهدوء وهي تتجنب النظر الي وتنام فالغرفه الاخرى وتمضي يومها في حديقه المزرعه او تشاهد التلفاز وهي صامته وملامحها جامده .



وابتعدت انا الاخر تدريجيا ، فقد سئمت من الكابة التي احضرتها الى المنزل ، سئمت من صمتها القاتل وتجاهلها الذي لا اجد مبرارا له .



سئمت منها ومن حياتي معها وكلما ذهبت الى سمير لابحث عن حل كانت تغريد تضحك كلما سمعت شكواي وتقول انها حامل فلا بد ان تتلاعب بها الهورمونات .



كان السؤال الذي يدور في ذهني ماذا افعل في ثمرة الحب التي شارف موعد قطفها ؟ مازلت عاجزا عن مواجهة والدي بالأمر .





انجبت ساره ابننا الذي اسميته غازي تيمنا بأسم جدي ، كانت سارة فرحه بمولودها اما انا فكنت حزينا وافكر بهذا الولد الذي سيحمل أسمي ، ماذا افعل به وكلما كبر كلما ازدادت المشكله تفاقمنا .



نهضت سارة واتجهت الى سرير ابننا ثم صرخت بفزع وهي تبحث عنه في اركان الشقه وسقطت امام قدماي وهي تبكي :

- نزار اين ابننا ؟

صمت وانا افكر بما اقترفته يداي فمنذ ساعات طويلة وضعت لها المخدر ثم حملت ابني بين يدي وخبئته لدى احد رفاقي وعدت اليها .



- سارة اهدئي انه معي .

- اين ابني ؟

- في مكان امين .

- ولماذا اخذته مني ؟

- لمصلحته .

تفاجات سارة ثم صرخت: اريد ابني يانزار .

تجاهلتها وذهبت الى خارج الكوخ لانتظر سمير وتغريد وعندما لاحت مركبته قلت لسارة

ستمكثين لدى سمير لعدة ايام . وتركتها وهي تبكي بألم .



سافرت الى ابنة عمتي نور التي تفاجات بالولد فقلت لها مهددا : انت تدنين لي لقد سترت عليك فيما مضى وحان وقت سداد الدين ، ساحظر له مربيه واعتني به لكن دعيه لديك .



وعدت لوطني وجلست مع سمير الذي قال معاتبا : اتحرم اما من ابنها.

- ساعيده لها ولكن انتظر هدوء بعض الامور .

- نزار انها ام .

- وماذا افعل ؟

- لماذا لم تقل هذا الكلام من قبل ؟ كنت فرحا عندما تزوجتما ، ألم اقل لك ان الزواج مسؤلية والان تتهرب من المسؤلية لقد اثبت كلام ساره انك طفل كبير .

- أرجوك سمير دعنيي وشأني

( هذه مقتطفات من الروايه )

لم َ ولن تكوني كعابر السبيل على قلبي حتى انساك بسهوله
كان حبك كالشجرة التي تغرس جذورها في قلبي وتتشبث في روحي فلا استطيع انتزاعها الا بانتزاع الروح
كنت ظمأى و أجري خلف السراب وأظن ُ أنني أقترب منه وما إن أصل إليه حتى أجده قد تلاشى وأرفع عيني فأجده مرة أخرى لاتفصلني عنه إلا بعض المسافات فأجري وأجري خلف السراب ، في ذلك الوقت فقط أدركت أنني لو جريت خلفه طوال حياتي لن أدركه أبدا ولن يرتوي قلبي بحبه


***


إن حبك هو أبجديتي التي اخاطب بها من حولي فكلما حاولت ان اتحدث نطق حبي لك


***
اتعلمون كيف يتسلل النوم الى جفوننا واعيننا ويتركنا نائمين
دون ان نعرف متى نمنا او كيف نمنا
.هكذا تسلل حبها الى قلبي البكر
فلا اعلم متى او كيف وقعت فيه


***




ربما استطعت ان أخبئ حبها في قلبي لكنه كان يشرق كالشمس من عيني
فلا يبقى مكان الا ويخترقه ليعلن عن حبي لها




***


لقد غزا الهم قلبي ، وأصبحت ابتساماتي كالأوراق البيضاء التي مر عليها الزمن فتحولت لأوراق صفراء ، هشة ، تتحول لفتات عند أقل لمسه أو نسمة


***




في ذكراك سيدتي همس القلب قائلاً

قبلات مرت على شفتي فأعتبرتهما كنزاً ، وفرحت بهما فرحة المبصر بعدما كان اعمى ولم اكن اعلم حتى اليوم
ان شفتيك كماء السبيل كل من يهب ويدب قد استسقى منهما


***


على كثر خطاياك مازالت عيني تودك
لين صارت هفواتك وزلاتك شيء عادي


***


كم يلزمها ياترى من قسوة لتواصل بعدها عني ؟؟
أن قلبي هو عش الغرام فتعالي ياعصفورتي الجميلة لتسكني بين ثنايا القلب
لأحميك بين ذراعي ، تعالي يامن شغفني حبها عن العالم ، يامن رحلت وبحقيبتها حواسي وسعادتي
...
يا من سرقت الروح ، أرجوك عودي إلي ... أسقني حبك ، أعصفي بقلبي بنوبات جنونك لكن لاتتركيني


***



في ذكراك سيدتي مازال القلب يتساءل

ربما كنت مجرد نزيل في قلبك الشبيه بالفندق ، فيا ترى من انا فيهم وأي نزيلاً كنت ؟
هل أطلت المكوث فيه ، وتركت بصمه دامغة في هذا القلب ؟ ام تم تسجيل خروجي منه خلال ايام


***


تعالي يا من بعثرتي خيوط حياتي بأناملك ، تعالي اليوم وانسجي بهذه الخيوط أجمل قصة حب واتركيها لي ، فربما تكون هي مجرد ذكريات لاتهمك ومرت بين عينيك مرور الكرام لكنني سأستمد بقايا حياتي منها لسنوات ...
او تعالي وخذي بقايا الروح والعبي بها بيديك ثم اصنعي منها قناع النسيان لأرتديه كل مساء قبل ان أنام


***


قالت له بعد سنوات وهي تداعبه برياح الرحيل .....
اعذرني فانا لم احببك يوما ...... ولكنني أحببت الحب بنفسه
وقد خنتك مرارا وتكرار معه عندما بادلته الشعور
ولم أتشوق إلى معرفتك لكنني تشوقت لان أخوض التجربة وأتذوقها


***

بقلم الكاتبه : ليلى المطوع
 

Tom ♥ Jerry

*مساعدة مشرفات قسم المشاكل الاجتماعية*
إنضم
24 مايو 2010
المشاركات
19,810
مستوى التفاعل
11
النقاط
0
العمر
33
الإقامة
Faiilcha
الموقع الالكتروني
WWW.Q8YAT.COM
>3


واااو ماشالله عليج ليلى و تقولين بعد متردده آنشر الروايه :eh_s(14)::eh_s(22): !

وآيد حلووو اسلوبج .، و القصه حلوة وآيد ؛*
بس حسافه مو كآمله مآدري شصار بعدين :p:eh_s(22): ..

الله يوفقج و كـ بدآيه فوق الخيال و الله ؛*
توكلي على الله و نشري ،
لا يروح تعبج على خالي بلاش .، :eh_s(22):
 

أجمل إنسإنة

عضوه موقوفة
إنضم
29 أبريل 2011
المشاركات
109
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
آضم صوتي لـ صوت Tom & Jerre فعلاً أسلوبهآ روعه والله يوفقهآ يآرب


شآكره مرورج حبيبتي


:eh_s(17):​
 

ليلو جبريت

New member
إنضم
16 أكتوبر 2010
المشاركات
15,884
مستوى التفاعل
155
النقاط
0
الإقامة
بين أوراقي
شكرا احبه حب على التشجيع ومبروووك النك لجديد

تومو باحرقها هدوني باحرقها << خخخ اتغشمر
ان شاء الله في اقل من شهر بأذن الله الرواية عندج
 
إنضم
29 يونيو 2006
المشاركات
809
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
وااااااااااااااااااااااااو
ماشاء الله وربي خياااااااال مرة شدني اسلوبك
 

أجمل إنسإنة

عضوه موقوفة
إنضم
29 أبريل 2011
المشاركات
109
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
بنات ترى انا الي منزله الموضوع وجهوا الكلام لي ...................... !!!!!!!!!!!!!!!!!!!! = "(
 

3oosh <3 MJ

New member
إنضم
9 فبراير 2011
المشاركات
838
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
Qtr
حلووة مع ان احداثها مرت بسرعه
وبالتوفيق حق المبدعة ليلى انشالله
اجمل انسانه يعطيج العافية حبيبتي
 

وهج الحب

New member
إنضم
25 يوليو 2008
المشاركات
2,256
مستوى التفاعل
4
النقاط
0
السلام:
صج وااااو ..
اولا مشكورة يا صحبة الموضوع عشان ما تزعلين ..
انا قريت الى التص ونزلت ادور اسم الكتاب والكاتب ..
بانتظار كتابج يا ليلى ..
عاد شفتي الحظ انا كل سنه شهر مايو احتفل بعيد ميلادي بالبحرين بفندق الريتز وما اظن هالشهر اقدر اجي ..
بس باخلي مرت اخوي اذا راحت البحرين تجيبه لي ..لان اظن انه قبل ينعرض بالبحرين بعدين ينباع برع اذا دار محليه اللي طابعته ..صح كلامي ؟؟؟
 
إنضم
7 مارس 2006
المشاركات
823
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
وااااااااااااااااو الروااااااااااايه واااااااااااااااااااااو تسلم ايدج لووولووو

فعلا تستحق القراءه

من اروع ما قرأته

سلمت يداااااااك
 
إنضم
7 مارس 2006
المشاركات
823
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
وااااااااااااااااو الروااااااااااايه واااااااااااااااااااااو تسلم ايدج لووولووو

فعلا تستحق القراءه

من اروع ما قرأته

سلمت يداااااااك
 
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
565
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
.. قـصــه رآئـعه وإبــدآع فـي آلــطرح والإســلووب ..
.. لــيلـى آلــمطـووع ننـتـظــر نـزوول كــتابـج وإلــى الآمـــااام دآئـــمــآآآ ..