روايــة حــبــيــبــة ,, لـلـكـاتـبـة عـلـيـاء الـكـاظـمـي

إنضم
15 نوفمبر 2010
المشاركات
23
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
شلونكم بناات ,,
هذا اول موضوع احطه و اهو عبارة عن رواية للكاتبة العظيمة علياء الكاظمي ..
صراحة وااايد عجبتني و حبييت اكتبها لكم من بعد استأذاني من الكاتبة علياء الكاظمي و موافقتها على اني اعرضها لكم ..
راح احط بارت اول و اذا شفت تفاعل راح اكمل ..و مشكووورييين و اتمنى انكم تابعوني :eh_s(7):
 
إنضم
15 نوفمبر 2010
المشاركات
23
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
البارت الاول
الماضي
جلست السيدة رحاب أمام المرآة تتزين ... بدت مهيبة بطلتها المميزة و ملامحها الجميلة و بهدوء و دون مبالغة بدأت بوضع المساحيق الخفيفة على وجهها ...
يجب ان تبدو بأفضل حالاتها , كيف لا و اليوم ستذهب لتخطب لولدها الاصغير سليمان , انه الاصغرو الأحب الى قلبها , ليس لأنها تفرق بين اولادها فعي لا تملك سوى ولدين اثنين فقط و كلاهما عزيز على قلبها , لكن سليمان لم غضبها او يتعبها يوما , بعكس ولدها البكر محمد الذي اذاقها المر منذ كان طفلا . انه عنيد و صعب المراس حاد الطباع على عكس اخيه و على عكسها هي ... و على عكس والده المرحوم ايضا ... و تنهدت و هي تتذكر زوجها الراحل ... ياه كم تفتقده ... مرت خمسة اعوام على رحيله ولا تزال تفتقده بجنون ...

و سرحت بأفكارها بعيدا ... الى الماضي ... الى بيتها في طفولتها .. لقد كانت وحيدة واليدها و رغم ذلك لم تكن مدللة كما يفترض بها ان تكون , على العكس ... كانت أمها تخاف عليها من الدلال , و تخشى أن تفسدها فعاملتها بصرامة و مغالاة دون أن تقصد , أما والدها فكان اسوأ , أنه حاد الطباع , لا تذكر أنها رأته يبتسم ...ألاعندما يزوره صديقه عبد الوهاب ... كان عبد الوهاب رجل أعمال ناجح و مشهور و يماثل والدها في السن , لكنه بشوش الوجه , حلو الحديث , مرح , تشع السعادة و البشر من وجهه , و اعتادت أن تتحدث معه و تناديه بعمي عبد الوهاب , ختى والدتها كانت تفرح بزياراته و تسعد بالجو المرح الذي يثيره بينهم , و كبرت رحاب , اصبحت في الثامنة من عمرها , و احبت ... اجل احبت عبد الوهاب! أحبته رغم أنه قي سن ابيها و رغم أنه يكبرها باثنين و ثلاثين عاما بالتمام و الكمال ! فهو في الخمسين من عمره , ربما دفعها الى حبه أحساسها بالوحدة و بالجفاء ... ربما وجدت فيه ما يعوضها عن حنان والدها القاسي , لكنه احبته بصدق ...لم يكن حب مراهقة , كان حبا ثابتا راسخا ... لقد ارادته بكل ادراكها , و أحس عبد الوهاب بهذا الحب و فجأة لم تعد تناديه بعمي !! و بدت أكثر جدية و هدوءا كلما أتى لزيارتهم , و في تلك السنة توفيت أمها فجأة , و ازداد أحساسها بالوحدة و بعد اربعة شهور من وفاة أمها , تقدم عبد الوهاب لخطبتها ,و تردد والدها ... لكنها وافقت ...ثم وافق أبوها ... ربما وجد أن زواجها حل يريحه من مسؤوليتها .. و تزوجت عبد الوهاب ... و لم تندم ... أجل من تندم أبدا ... لقد عاشت معه أسعد ايام حياتها كان حنونا , متفهما,و كريما , و أحبها بجنون دون ان يحاصرها بغيرته أو قيوده , و عندما كانا يخرجان معا و يتطفل أحد بالسؤال أن كانت رحاب ابنته , كان يضحك و هو يضمها أليه : أجل ابنتي و روحي و اغلى ما أملك في الدنيا .
و في العام التالي من زواجهما أنجبت محمد و خلال عامين آخرين أنجبت سليمان ثم اتخذ عبد الوهاب قرارا بأن يتوقفا عن الأنجاب , و حزنت رحاب , تمنت أن تنجب بنتا أيضا , لكنه قال لها بجدية : لا أريد أن يكون العبء كبيرا عليك ... ففي وقت ما سأرحل ... و ستضطرين لتربيتهم وحدك ...
و جزعت ... أنها لا تتخيل حياتها بدونه و بكت يومها طويلا ... لكنه هدأ من روعها , كان رجلا علميا ... وكان قراره حكيما ...
لقد عاشت مع عبد الوهاب سبعة و عشرين عاما من الحب و السعادة و الأخلاص و التفاهم , و احبته حتى في شيخوخته و مرضه , أحبته كما تعودت أن تحبه منذ دق قلبها و تغنى بالحب .
و في ليلة لن تنساها و عبد الوهاب راقد بجوارها ... أحست بشيء غريب ... احست أن حبيبها قد رحل , لقد توفي أثناء نومه , و جلست تنظر اليه طويلا ...لساعات...ألى أن دخل ولدها الأكبر ليكتشف أن والده قد توفي خلال الليل و أن والدته من هول الصدمة لم تتحرك من مكانها , كانت تريد أن تحفظ شكله , أن تملأ عينيها منه , ان تودعه , ان تبقى معه اقصى ما يمكنها أن تبقى ...
و كان عمره وقتها سبعة و سبعين عاما في حين كانت هي في الخامسة و الأربعين , و رغم أنها اليوم في الخمسين من عمرها ألا أنها لا تزال تبدو شابة و لا تزال جميلة جدا و رشيقة ايضا ...
و انزلقت دمعة من عينها فمسحتها يطرف كمها و شدت نفسا عميقا ...
لقد تزوج محمد منذ عامين من فتاة رائعة اختارتها له بنفسها و زوجته نجلا حامل الآن , و ها هو سليمان ينوي الزواج بزميلته في العمل ... فالحياة تستمر رغم الفراق و رغم الحزن و الاشتياق ...
و انتبهت الأم الى طرقات على بابها , أنها نجلا زوجة ابنها ...و ابتسمت الأم في وجهها و هي تراها تتهادى في مشيتها و بطنها الكبيرة منفوخة امامها ...
فقالت : تأخرتي يا خالتي ... المفروض اننا خرجنا منذ نصف ساعة على الأقل .
و قامت الأم واقفة و هي تقول : أنا جاهزة هيا يا ابنتي ...و على مهلك , اخشى ان يأتيك المخاض و نحن عند الناس ...
و ضحكت نجلا و هي تلبس عباءتها و تلفها بأحكام حول جسدها حسب تعليمات محمد الذي يكاد يخنقها بغيرته .
و خرجت المرأتان معا ...ووصلتا ألى العنوان و استقبلتهما أم العروس بفرحة و ترحيب , ان العروس بنت وحدية بين ثلاثة ذكور , و ما ان رأتها السيدة رحاب حتى خفق قلبها اعجابا بها , بدت رقيقة جدا ... و هادئة , كالملاك ... وجهها بيضاوي رقيق و بشرتها صافية ناعمة و شعرها البني الرائع ينسدل على ظهرها , كان الخجل يلفها ... تلك كانت مهجة عروس انبها سليمان التي اختارها بنفسه و قد احسن الاختيار ...