شرح الشرط الرابع- الطمأنينة - لإتقان الاستخارة
(2 )عـــــلامات الطمأنينة
1) الشعور بالأمن من خلال عدم الشعور بالقلق أو الخوف أو الاضطراب أو زوال ذلك إذا كان موجودا قبل الاستخارة ، ويكون واضحاً في الأمور المهمة أو المقلقة أو المحيرة ، أو في شيء كان يتخوف حدوثه قبل الاستخارة ؛ والطمأنينة لا تفارق صاحبها "10" أي في الشيء المستخار فيه - لأنها من ثمار التوكل . وقد تم الحديث عن التوكل في السابق . 2) وتبدأ من بعد الاستخارة إلى يوم تلقى ربك- أي الطمأنينة الخاصة في الشيء المستخار عليه - ،
لأن الطمأنينة تدل على حسن التوكل، والتوكل يتضمن الطمأنينة ، قال شيخ الإسلام : ((فالتوكل عليه يتضمن الطمأنينة إليه والاكتفاء به عما سواه"11").
(( وَمِنْهُ: اشْتِبَاهُ الطُّمَأْنِينَةِ إِلَى اللَّهِ وَالسُّكُونِ إِلَيْهِ، بِالطُّمَأْنِينَةِ إِلَى الْمَعْلُومِ، وَسُكُونِ الْقَلْبِ إِلَيْهِ. وَلَا يُمَيِّزُ بَيْنَهُمَا إِلَّا صَاحِبُ الْبَصِيرَةِ. كَمَا يُذْكَرُ عَنْ أَبِي سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيِّ: أَنَّهُ رَأَى رَجُلًا بِمَكَّةَ لَا يَتَنَاوَلُ شَيْئًا إِلَّا شَرْبَةً مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ. فَمَضَى عَلَيْهِ أَيَّامٌ. فَقَالَ لَهُ أَبُو سُلَيْمَانَ يَوْمًا: أَرَأَيْتَ لَوْ غَارَتْ زَمْزَمُ، أَيُّ شَيْءٍ كُنْتَ تَشْرَبُ؟ فَقَامَ وَقَبَّلَ رَأْسَهُ، وَقَالَ: جَزَاكَ اللَّهُ خَيْرًا، حَيْثُ أَرْشَدْتَنِي. فَإِنِّي كُنْتُ أَعْبُدَ زَمْزَمَ مُنْذُ أَيَّامٍ. ثُمَّ تَرَكَهُ وَمَضَى)) .
منقول بتصرف وشكر الله جهد الجميع
= = = الهوامش = = =
10) وهذه من جملة الفروق بين الطمأنينة والسكينة ، ينظر (( منازل السائرين / 1/85) (( عبدالله محمد الهروي )) ، (( مدارج السالكين )) ابن القيم .
11 ) ((النبوات : 1/83)).
10) وهذه من جملة الفروق بين الطمأنينة والسكينة ، ينظر (( منازل السائرين / 1/85) (( عبدالله محمد الهروي )) ، (( مدارج السالكين )) ابن القيم .
11 ) ((النبوات : 1/83)).