:33_1185028183:
بطلات من بلادي
بقلوبنا دوووووم مو يوم
بهالذكرى الاليمه خل نترحهم عليهم وسنتذكر بطولاتهم
انصح الجميع بقتناء كتاب السيره الذانيه الخاصه فيها وبكل شهيده وهو من تاليف نوريه السداني
أسرار القبندي
اقتحمت الشهيدة أسرار محمد مبارك القبندي ميدان الصمود والتحدي ضد العدوان العراقي· كانت - رحمها الله - مثالا مشرفا للمرأة الكويتية المكافحة ذات الشخصية القوية الشجاعة، حيث كانت تقوم بأكثر من نشاط وعمل في وقت واحد، وتتعاون مع أكثر من شخص وأكثر من مجموعة من مجموعات المقاومة الكويتية·
قامت منذ اليوم الأول للاحتلال بمتابعة أحوال الأجانب الموجودين في الكويت وتقديم المساعدات اللازمة لهم، وتوفير أماكن آمنة لهم فقد قامت برعاية مئة شخص أجنبي، من الألمان والإنجليز والأمريكان، وتنقلهم من منطقة مشرف إلى الأحمدي لتجنبهم نقاط التفتيش· فقد نقل هؤلاء بعد خروجهم من الكويت صورة حية وواقعية عن معاناة الشعب الكويتي في الداخل وترجموا ما لاقوه من شهامة وشجاعة من أفراد المقاومة الكويت، مما كان له الأثر الفاعل في خدمة قضايا الكويت·
انضمت أسرار القبندي للمقاومة الكويتية الباسلة، حيث قامت بربط الكويت الصامدة بالقيادة الشرعية في مدينة الطائف ومدينة الخفجي من خلال اتصالاتها الهاتفية، أو عن طريق الفاكس وكانت مهمة شاقة وفي غاية الخطورة، فقد كانت ترسل التقارير بواسطة جهاز الفاكس واللاسلكي منذ الأسبوع الأول من أغسطس 1990، مثلا تقارير كتبها بعض أفراد المقاومة ومن بعض القطاعات مثل المطافىء والمستشفيات، وتقارير عن الممارسات الوحشية العراقية اليومية في الكويت مثل عمليات الإعدام والنهب والتدمير وبالإضافة إلى طمأنتها الكثير من الأسر الكويتية في الخارج خاصة أسر المسؤولين في الطائف وغيرهم، نبهت الشهيدة خطوة نتائج المقابلات التلفزيونية التي تبث من الخارج للكويتيين والذين يتحدثون عن نشاط المقاومة الكويتية، كما كانت الشهيدة تقوم بإعداد تقارير عسكرية وترسلها إلى القيادة في الخفجي بالتعاون مع العسكريين الكويتيين الصامدين من أفراد المقاومة، وقامت الشهيدة بإعداد الكثير من التقارير المهمة وإرسالها للقيادة الشرعية في الخارج وكانت كلها معلومات مهمة كان يترتب عليها اتخاذ القيادة الكويتية الشرعية الكثير من الإجراءات والتحركات في الخارج وارسال التعليمات إلى الداخل، والتقارير والرسائل الأخرى والكثيرة التي كانت تقوم بها الشهيدة بمبادرات فردية كانت حلقة الوصل والأمل الذي يتطلعه الصامدون في الداخل وتعبيرا عن المعاناة اليومية التي يلاقيها أهل الداخل لذلك فالدور المهم الذي قامت به الشهيدة في ربط القيادة الكويتية الشرعية في المملكة العربية السعودية بالكويت وأهلها من أخطر الأنشطة في تلك الفترة العصيبة ليس هذا فحسب بل امتد نشاط الشهيدة في توصيل معاناة أهل الكويت عن طريق الاتصال المباشر بوسائل الإعلام الخارجي من داخل الكويت بالتعاون مع بعض أفراد المقاومة أشبه بالمعجزة·
واندفعت الشهيدة رحمها الله يدفعها حب الوطن والمساهمة في توفير الحياة الكريمة للأهالي في ظل الظروف المعيشية الصعبة، فقد كانت تجوب مناطق الكويت وهي تحتضن كميات كبيرة من الأموال للأسر المحتاجة ولأسر العسكريين والشهداء والأسرى والنازحين من جزيرة فيلكا، وامتد نشاط الشهيدة فشمل العمل على توفير أماكن آمنة لرجال المقاومة الكويتية لإجراء العلاج اللازم لهم، وقامت بتعطيل عمل بعض المرافق لكي تحول دون استغلال سلطات الاحتلال لها، فقد عطلّت أجهزة المراقبة الهاتفية في مقسمي النزهة ومشرف حيث دخلت المبنى كعاملة نظافة، كما قامت باستخراج دسكات مركز المعلومات المدنية في منطقة الجابرية وكذلك البنك المركزي، ووزارة الخارجية ووزارة الداخلية·
وفي مجال النشاط المسلح قامت بأكثر من عملية نقل سلاح سواء قنابل أو مسدسات وتخزين بعض الأسلحة، وإعداد سيارات لرجال المقاومة لاستخدامها في التفخيخ، وكما ذكرنا آنفا أن هناك علاقة تواصل بين الشهيدة والقيادة الكويتية في الطائف، فلم تتردد عن القيام بزيارة المسؤولين الكويتيين في مدينة الخفجي والعودة إلى الكويت فقد خرجت مرتين رغم ما تمثله هذه المحاولات من خطر على حياتها، وفي وقت قررت فيه الشهيدة وهي في الخفجي أن تغادر إلى الرياض لاستخراج جواز السفر إلا أنها سرعان ما أخذها الحنين للعودة إلى الوطن، وبالفعل عادت لتكمل مشوارها حيث قامت بأربع زيارات إلى البصرة برفقة زميلها لاستكشاف أماكن تجمع القوات العراقية والسيارات الكويتية المسروقة كي تنقل المعلومات إلى أفراد المقاومة الذين يقومون بعمليات التفجير في البصرة· اعتقلت الشهيدة عصر يوم 4/11/1990 من قبل إحدى نقاط التفتيش وتم التحقيق معها وأخذوها إلى المعتقل، وعذبوها بالصدمات الكهربائية للضغط عليها كي تدلي بمعلومات، إلا أنهم فشلوا في محاولاتهم فتم ربطها بإحدى الطاولات وغيرها من وسائل التعذيب، ويروي الأسرى الذين كانوا معها في المعتقل أنها تميزت بالشجاعة والتحدي والصمود والإرادة القوية، ومع نهاية يوم 1/13، أعدمت سلطات الاحتلال أسرار القبندي حيث أطلقوا عدة طلقات على جسدها الطاهر، وتم إلقاء الجثة بالقرب من منزلها· ويقول تقرير وصف الجثمان أن الشهيدة - رحمها الله - تعرضت لأربع رصاصات على الصدر وأسفل الصدر، وتم قطع الجمجمة بآلة حادة "منشار كهربائي" وترك الرأس ولا وجود للجزء العلوي من الجمجمة وتمت إزالة المخ وتم إطلاق النار على الفك كما تم نزع الأظافر لقد تعرضت الشهيدة للتعذيب الوحشي·
سناء الفودري
الشهيدة سناء عبد الرحمن الفودري استشهدت أثناء مشاركتها في مظاهرات منطقة الجابرية عندما كانت الشهيدة وجمهرة من المواطنين والمواطنات في الأيام الأولى يتقدمن المظاهرات والمسيرات الاحتجاجية، التي خرجت رافضة للاحتلال العراقي تعبيرا عفويا صادقا عن هذا الرفض والاحتجاج حتى أصابت رصاصات العدو الشهيدة التي كانت تنهمر على المتظاهرين والمتظاهرات، وصعدت روحها الطاهرة للبارىء عز وجل ، وغدت الشهيدة سناء الفودري رحمها الله مثالا للتضحية ورفض الخضوع والاستسلام للعدو المحتل·
وفاء العامر
الشهيدة وفاء أحمد العامر - رحمها الله - قدّمت أسمى بطولة في الدفاع عن الوطن ومقاومة الاحتلال العراقي، حيث انضمت للمقاومة الكويتية وعُرفت بنشاطها وحيويتها، حيث رفضت المغادرة وتحولت إلى عضو فعال في مجموعات المقاومة، فلقد لجأت الشهيدة إلى الاكثار من صيام التطوع والدعاء إلى الله سبحانه وتعالى· ففي الأيام الأولى للاحتلال قامت بالاتصال بمخافر الشرطة ومحاورة الضباط العراقيين ومجادلتهم في أسباب الاحتلال، وكانت تعتبر هذه وسيلة من وسائل الحرب النفسية تعبيرا عن رفضها وغضبها، ودأبت على حث الأهالي على المرابطة والصمود مهما كان الثمن، ونشطت الشهيدة في مجال الخدمات المدنية العامة، فقد كانت تقوم بتوزيع المواد الغذائية على الأسر المحتاجة وقامت بالتعاون معا ابنة عمتها بمشروع لمساعدة النساء الحوامل وبخاصة زوجات الأسرى، وتوزيع الأموال التي وفرتها الشرعية الكويتية وهذه الأعمال تعد مخاطرة كبيرة وعقوبتها الإعدام ولكن الشهيدة لم تأبه لذلك وأقدمت على إخفاء الأموال ونقلها·
اضطلعت الشهيدة وفاء - رحمها الله - بالمقاومة المسلحة، ففي البداية انضمت إلى خلية مفيد مبارك ومجموعة 25 فبراير وأصبحت وفاء عنصرا نسائيا نشطا ضمن إحدى خلايا هذه المجموعة، وكان دورها تزويد المجموعة بعجائن التفجير لاستخدامها في عمليات التفجيرات وبسبب شجاعتها وقوة شخصيتها وحماستها فقد برز دور الشهيدة في الخلية، ولعبت دورا مهما في عملية تفجير صهريج مياه في شارع الرياض، وكانت تقوم بتمويل المجموعة بالأموال وكل ما يتصل بالمقاومة المدنية والعسكرية، وساعات التوقيت التي كانت وفاء تمدها لهم لاستخدامها في التفجيرات هي عبارة عن ساعات الغسالات الأتوماتيكية التي كانت تستخرجها من غسالات الملابس الخاصة·
قامت الشهيدة بدور رئيس في عمليات جريئة مثل عملية منطقة الحساوي، كما قامت بوضع السم في بعض أنواع الكيك وكانت تقدمه إلى جنود الاحتلال عند نقاط التفتيش، ومن العمليات المهمة أيضا والتي أثارت ذعر وغضب سلطات الاحتلال عملية التفجير التي تمت في فندق انترناشيونال· إلى أن جاء يوم الاعتقال حيث اعتقلها الغزاة وهي في منزل ابنة عمتها· وهكذا توقف نشاط الشهيدة الذي بدأته منذ الساعات الأولى للاحتلال وتم نقلها إلى سجن الأحداث في منطقة الفردوس، حيث تعرضت لأشد أساليب التعذيب من ضرب مبرح وإلى الصعق بالسلك الكهربائي ووخز بالإبر وبخاصة عند مفصل القدمين وعلى ساعدها الأيسر، فلقد تحملت الشهيدة الشابة الضعيفة البنية قسوة المعتقل ووحشية العدو العراقي، ورغم ذلك لم تعترف بأسماء المجموعة أو تدلي بأية معلومات يفيد منها العدو، والدليل على ذلك أن هناك أماكن أسلحة كانت تعرف عناوينها ومع ذلك لم تتم مداهمتها من قبل السلطات العراقية المحتلة، ويؤكد قائد مجموعة 25 فبراير أن عدم اعتراف الشهيدة حفظ أفراد المجموعة·
لقد لبت الشهيدة وفاء العامر - رحمها الله - نداء الوطن وبذلت كل ما تملك من أجل الدفاع عنه، وفي صباح الثلاثاء الموافق 6/2/1991 أعدمت قوات الاحتلال وفاء بشنقها، وألقت جثمانها الطاهر بعد أن لف بعباءتها التي خرجت بها من المنزل حين اعتقالها·
سعاد الحسن
الشهيدة سعاد علي حسين الحسن انتابها القلق على مصير زوجها العسكري الذي أسرته القوات العراقية وهو يهمّ بالخروج في الصباح الباكر متوجها إلى مقر عمله للدفاع عن الوطن، اهتمت بمجال الخدمات المدنية من خلال تعاونها مع مجموعة للمقاومة "مجموعة الفيحاء" في شهر ديسمبر، وهي مجموعة يقودها صديق زوجها الأسير فقد انضمت إليها بناء على نصيحة زوجها في أثناء زيارتها له في سجن الموصل، وتعاونت سعاد مع المجموعة بتوزيع الأموال والأغذية·
انضمت إلى خلية وفاء العامر فقد كانت متحمسة للعمل مع أي مجموعة تقاوم العدوان، قامت بنقل السلاح دون خوف، حيث نقلت بالتعاون مع الشهيدة وفاء العامر ثلاثة عشر مسدسا بالرغم من مرورها في ذلك اليوم على أربع نقاط تفتيش كما نقلت بالتعاون مع قائد مجموعة الفيحاء مادة T.N.T الشديدة الانفجار لمجموعة 25 فبراير كما وفرت بالتعاون مع الشهيدة وفاء العامر ذخائر وعجائن لعمليات التفجير التي تقوم بها المجموعة· ومن أخطر عمليات نقل الأسلحة التي قامت بها، نقل سلاح من منطقة الصباحية حيث ذهبت الساعة السادسة مساء أي قبل بداية حظر التجوال الذي كانت تفرضه سلطات الاحتلال، والذي يبدأ الساعة السابعة مساء، ثم عادت بالأسلحة إلى أفراد المجموعة، وكما نقلت بالتعاون مع الشهيدة وفاء العامر المتفجرات التي وضعت في علب الحلوى إلى داخل فندق سفير إنترناشيونال·
إلى أن جاء يوم 1/10فاتصلت إحدى النساء المدسوسات وكانت تحدث اللهجة العراقية وأخبرت والدة الشهيدة عن وصول رسالة من زوجها الأسير وكانت المفاجأة، فالرسالة لم تكن من زوج الشهيدة لكنها مدسوسة تحتوي على كلمات ضد طاغية العراق وفيها المديح للشرعية الكويتية أريد بها الايقاع بالشهيدة سعاد، ومنذ لحظة اعتقال السلطات العراقية لسعاد بدأت حلة العذاب واستمرار التحقيق والاهانات من أجل استخراج المعلومات من الشهيدة سعاد، عمدت سلطات الاحتلال إلى دس مادة مخدرة في طعامها، واصطحبتها سلطات الاحتلال إلى منزلها لمراقبة المكالمات الهاتفية وعندما طلب منها الضابط أن تتصل بالشهيدة وفاء تطلب منها الحضور·· رفضت سعاد القيام بذلك، وأخذوها مرة أخرى إلى سجن الأحداث حيث بدأت مرحلة التعذيب· وقد طلبت الشهيدة من والدتها أن تحضر لها دواء التنفس لأنها في وضع قاس، ورغم توسل والدتها إلى الضابط المسؤول عن السجن بأن يسمح لها برؤية ابنتها إلا أنه رفض وبشدة·
وبعد تعذيب جسدي ونفسي تعرضت له هذه الشابة الوطنية وفي يوم 1991/2/6 قامت سلطات الاحتلال بشنقها، وألقت بجثمانها الطاهر بالقرب من منزل أهلها· أما عن حالة الجثمان فقد كانت هناك علامات شنق بسلسلة أو حبل في رقبة الشهيدة والأرجح أنها سلسلة، كما احتقن الدم في الجزء الأسفل من جسمها·
بطلات من بلادي
بقلوبنا دوووووم مو يوم
بهالذكرى الاليمه خل نترحهم عليهم وسنتذكر بطولاتهم
انصح الجميع بقتناء كتاب السيره الذانيه الخاصه فيها وبكل شهيده وهو من تاليف نوريه السداني

أسرار القبندي
اقتحمت الشهيدة أسرار محمد مبارك القبندي ميدان الصمود والتحدي ضد العدوان العراقي· كانت - رحمها الله - مثالا مشرفا للمرأة الكويتية المكافحة ذات الشخصية القوية الشجاعة، حيث كانت تقوم بأكثر من نشاط وعمل في وقت واحد، وتتعاون مع أكثر من شخص وأكثر من مجموعة من مجموعات المقاومة الكويتية·
قامت منذ اليوم الأول للاحتلال بمتابعة أحوال الأجانب الموجودين في الكويت وتقديم المساعدات اللازمة لهم، وتوفير أماكن آمنة لهم فقد قامت برعاية مئة شخص أجنبي، من الألمان والإنجليز والأمريكان، وتنقلهم من منطقة مشرف إلى الأحمدي لتجنبهم نقاط التفتيش· فقد نقل هؤلاء بعد خروجهم من الكويت صورة حية وواقعية عن معاناة الشعب الكويتي في الداخل وترجموا ما لاقوه من شهامة وشجاعة من أفراد المقاومة الكويت، مما كان له الأثر الفاعل في خدمة قضايا الكويت·
انضمت أسرار القبندي للمقاومة الكويتية الباسلة، حيث قامت بربط الكويت الصامدة بالقيادة الشرعية في مدينة الطائف ومدينة الخفجي من خلال اتصالاتها الهاتفية، أو عن طريق الفاكس وكانت مهمة شاقة وفي غاية الخطورة، فقد كانت ترسل التقارير بواسطة جهاز الفاكس واللاسلكي منذ الأسبوع الأول من أغسطس 1990، مثلا تقارير كتبها بعض أفراد المقاومة ومن بعض القطاعات مثل المطافىء والمستشفيات، وتقارير عن الممارسات الوحشية العراقية اليومية في الكويت مثل عمليات الإعدام والنهب والتدمير وبالإضافة إلى طمأنتها الكثير من الأسر الكويتية في الخارج خاصة أسر المسؤولين في الطائف وغيرهم، نبهت الشهيدة خطوة نتائج المقابلات التلفزيونية التي تبث من الخارج للكويتيين والذين يتحدثون عن نشاط المقاومة الكويتية، كما كانت الشهيدة تقوم بإعداد تقارير عسكرية وترسلها إلى القيادة في الخفجي بالتعاون مع العسكريين الكويتيين الصامدين من أفراد المقاومة، وقامت الشهيدة بإعداد الكثير من التقارير المهمة وإرسالها للقيادة الشرعية في الخارج وكانت كلها معلومات مهمة كان يترتب عليها اتخاذ القيادة الكويتية الشرعية الكثير من الإجراءات والتحركات في الخارج وارسال التعليمات إلى الداخل، والتقارير والرسائل الأخرى والكثيرة التي كانت تقوم بها الشهيدة بمبادرات فردية كانت حلقة الوصل والأمل الذي يتطلعه الصامدون في الداخل وتعبيرا عن المعاناة اليومية التي يلاقيها أهل الداخل لذلك فالدور المهم الذي قامت به الشهيدة في ربط القيادة الكويتية الشرعية في المملكة العربية السعودية بالكويت وأهلها من أخطر الأنشطة في تلك الفترة العصيبة ليس هذا فحسب بل امتد نشاط الشهيدة في توصيل معاناة أهل الكويت عن طريق الاتصال المباشر بوسائل الإعلام الخارجي من داخل الكويت بالتعاون مع بعض أفراد المقاومة أشبه بالمعجزة·
واندفعت الشهيدة رحمها الله يدفعها حب الوطن والمساهمة في توفير الحياة الكريمة للأهالي في ظل الظروف المعيشية الصعبة، فقد كانت تجوب مناطق الكويت وهي تحتضن كميات كبيرة من الأموال للأسر المحتاجة ولأسر العسكريين والشهداء والأسرى والنازحين من جزيرة فيلكا، وامتد نشاط الشهيدة فشمل العمل على توفير أماكن آمنة لرجال المقاومة الكويتية لإجراء العلاج اللازم لهم، وقامت بتعطيل عمل بعض المرافق لكي تحول دون استغلال سلطات الاحتلال لها، فقد عطلّت أجهزة المراقبة الهاتفية في مقسمي النزهة ومشرف حيث دخلت المبنى كعاملة نظافة، كما قامت باستخراج دسكات مركز المعلومات المدنية في منطقة الجابرية وكذلك البنك المركزي، ووزارة الخارجية ووزارة الداخلية·
وفي مجال النشاط المسلح قامت بأكثر من عملية نقل سلاح سواء قنابل أو مسدسات وتخزين بعض الأسلحة، وإعداد سيارات لرجال المقاومة لاستخدامها في التفخيخ، وكما ذكرنا آنفا أن هناك علاقة تواصل بين الشهيدة والقيادة الكويتية في الطائف، فلم تتردد عن القيام بزيارة المسؤولين الكويتيين في مدينة الخفجي والعودة إلى الكويت فقد خرجت مرتين رغم ما تمثله هذه المحاولات من خطر على حياتها، وفي وقت قررت فيه الشهيدة وهي في الخفجي أن تغادر إلى الرياض لاستخراج جواز السفر إلا أنها سرعان ما أخذها الحنين للعودة إلى الوطن، وبالفعل عادت لتكمل مشوارها حيث قامت بأربع زيارات إلى البصرة برفقة زميلها لاستكشاف أماكن تجمع القوات العراقية والسيارات الكويتية المسروقة كي تنقل المعلومات إلى أفراد المقاومة الذين يقومون بعمليات التفجير في البصرة· اعتقلت الشهيدة عصر يوم 4/11/1990 من قبل إحدى نقاط التفتيش وتم التحقيق معها وأخذوها إلى المعتقل، وعذبوها بالصدمات الكهربائية للضغط عليها كي تدلي بمعلومات، إلا أنهم فشلوا في محاولاتهم فتم ربطها بإحدى الطاولات وغيرها من وسائل التعذيب، ويروي الأسرى الذين كانوا معها في المعتقل أنها تميزت بالشجاعة والتحدي والصمود والإرادة القوية، ومع نهاية يوم 1/13، أعدمت سلطات الاحتلال أسرار القبندي حيث أطلقوا عدة طلقات على جسدها الطاهر، وتم إلقاء الجثة بالقرب من منزلها· ويقول تقرير وصف الجثمان أن الشهيدة - رحمها الله - تعرضت لأربع رصاصات على الصدر وأسفل الصدر، وتم قطع الجمجمة بآلة حادة "منشار كهربائي" وترك الرأس ولا وجود للجزء العلوي من الجمجمة وتمت إزالة المخ وتم إطلاق النار على الفك كما تم نزع الأظافر لقد تعرضت الشهيدة للتعذيب الوحشي·
سناء الفودري
الشهيدة سناء عبد الرحمن الفودري استشهدت أثناء مشاركتها في مظاهرات منطقة الجابرية عندما كانت الشهيدة وجمهرة من المواطنين والمواطنات في الأيام الأولى يتقدمن المظاهرات والمسيرات الاحتجاجية، التي خرجت رافضة للاحتلال العراقي تعبيرا عفويا صادقا عن هذا الرفض والاحتجاج حتى أصابت رصاصات العدو الشهيدة التي كانت تنهمر على المتظاهرين والمتظاهرات، وصعدت روحها الطاهرة للبارىء عز وجل ، وغدت الشهيدة سناء الفودري رحمها الله مثالا للتضحية ورفض الخضوع والاستسلام للعدو المحتل·
وفاء العامر
الشهيدة وفاء أحمد العامر - رحمها الله - قدّمت أسمى بطولة في الدفاع عن الوطن ومقاومة الاحتلال العراقي، حيث انضمت للمقاومة الكويتية وعُرفت بنشاطها وحيويتها، حيث رفضت المغادرة وتحولت إلى عضو فعال في مجموعات المقاومة، فلقد لجأت الشهيدة إلى الاكثار من صيام التطوع والدعاء إلى الله سبحانه وتعالى· ففي الأيام الأولى للاحتلال قامت بالاتصال بمخافر الشرطة ومحاورة الضباط العراقيين ومجادلتهم في أسباب الاحتلال، وكانت تعتبر هذه وسيلة من وسائل الحرب النفسية تعبيرا عن رفضها وغضبها، ودأبت على حث الأهالي على المرابطة والصمود مهما كان الثمن، ونشطت الشهيدة في مجال الخدمات المدنية العامة، فقد كانت تقوم بتوزيع المواد الغذائية على الأسر المحتاجة وقامت بالتعاون معا ابنة عمتها بمشروع لمساعدة النساء الحوامل وبخاصة زوجات الأسرى، وتوزيع الأموال التي وفرتها الشرعية الكويتية وهذه الأعمال تعد مخاطرة كبيرة وعقوبتها الإعدام ولكن الشهيدة لم تأبه لذلك وأقدمت على إخفاء الأموال ونقلها·
اضطلعت الشهيدة وفاء - رحمها الله - بالمقاومة المسلحة، ففي البداية انضمت إلى خلية مفيد مبارك ومجموعة 25 فبراير وأصبحت وفاء عنصرا نسائيا نشطا ضمن إحدى خلايا هذه المجموعة، وكان دورها تزويد المجموعة بعجائن التفجير لاستخدامها في عمليات التفجيرات وبسبب شجاعتها وقوة شخصيتها وحماستها فقد برز دور الشهيدة في الخلية، ولعبت دورا مهما في عملية تفجير صهريج مياه في شارع الرياض، وكانت تقوم بتمويل المجموعة بالأموال وكل ما يتصل بالمقاومة المدنية والعسكرية، وساعات التوقيت التي كانت وفاء تمدها لهم لاستخدامها في التفجيرات هي عبارة عن ساعات الغسالات الأتوماتيكية التي كانت تستخرجها من غسالات الملابس الخاصة·
قامت الشهيدة بدور رئيس في عمليات جريئة مثل عملية منطقة الحساوي، كما قامت بوضع السم في بعض أنواع الكيك وكانت تقدمه إلى جنود الاحتلال عند نقاط التفتيش، ومن العمليات المهمة أيضا والتي أثارت ذعر وغضب سلطات الاحتلال عملية التفجير التي تمت في فندق انترناشيونال· إلى أن جاء يوم الاعتقال حيث اعتقلها الغزاة وهي في منزل ابنة عمتها· وهكذا توقف نشاط الشهيدة الذي بدأته منذ الساعات الأولى للاحتلال وتم نقلها إلى سجن الأحداث في منطقة الفردوس، حيث تعرضت لأشد أساليب التعذيب من ضرب مبرح وإلى الصعق بالسلك الكهربائي ووخز بالإبر وبخاصة عند مفصل القدمين وعلى ساعدها الأيسر، فلقد تحملت الشهيدة الشابة الضعيفة البنية قسوة المعتقل ووحشية العدو العراقي، ورغم ذلك لم تعترف بأسماء المجموعة أو تدلي بأية معلومات يفيد منها العدو، والدليل على ذلك أن هناك أماكن أسلحة كانت تعرف عناوينها ومع ذلك لم تتم مداهمتها من قبل السلطات العراقية المحتلة، ويؤكد قائد مجموعة 25 فبراير أن عدم اعتراف الشهيدة حفظ أفراد المجموعة·
لقد لبت الشهيدة وفاء العامر - رحمها الله - نداء الوطن وبذلت كل ما تملك من أجل الدفاع عنه، وفي صباح الثلاثاء الموافق 6/2/1991 أعدمت قوات الاحتلال وفاء بشنقها، وألقت جثمانها الطاهر بعد أن لف بعباءتها التي خرجت بها من المنزل حين اعتقالها·
سعاد الحسن
الشهيدة سعاد علي حسين الحسن انتابها القلق على مصير زوجها العسكري الذي أسرته القوات العراقية وهو يهمّ بالخروج في الصباح الباكر متوجها إلى مقر عمله للدفاع عن الوطن، اهتمت بمجال الخدمات المدنية من خلال تعاونها مع مجموعة للمقاومة "مجموعة الفيحاء" في شهر ديسمبر، وهي مجموعة يقودها صديق زوجها الأسير فقد انضمت إليها بناء على نصيحة زوجها في أثناء زيارتها له في سجن الموصل، وتعاونت سعاد مع المجموعة بتوزيع الأموال والأغذية·
انضمت إلى خلية وفاء العامر فقد كانت متحمسة للعمل مع أي مجموعة تقاوم العدوان، قامت بنقل السلاح دون خوف، حيث نقلت بالتعاون مع الشهيدة وفاء العامر ثلاثة عشر مسدسا بالرغم من مرورها في ذلك اليوم على أربع نقاط تفتيش كما نقلت بالتعاون مع قائد مجموعة الفيحاء مادة T.N.T الشديدة الانفجار لمجموعة 25 فبراير كما وفرت بالتعاون مع الشهيدة وفاء العامر ذخائر وعجائن لعمليات التفجير التي تقوم بها المجموعة· ومن أخطر عمليات نقل الأسلحة التي قامت بها، نقل سلاح من منطقة الصباحية حيث ذهبت الساعة السادسة مساء أي قبل بداية حظر التجوال الذي كانت تفرضه سلطات الاحتلال، والذي يبدأ الساعة السابعة مساء، ثم عادت بالأسلحة إلى أفراد المجموعة، وكما نقلت بالتعاون مع الشهيدة وفاء العامر المتفجرات التي وضعت في علب الحلوى إلى داخل فندق سفير إنترناشيونال·
إلى أن جاء يوم 1/10فاتصلت إحدى النساء المدسوسات وكانت تحدث اللهجة العراقية وأخبرت والدة الشهيدة عن وصول رسالة من زوجها الأسير وكانت المفاجأة، فالرسالة لم تكن من زوج الشهيدة لكنها مدسوسة تحتوي على كلمات ضد طاغية العراق وفيها المديح للشرعية الكويتية أريد بها الايقاع بالشهيدة سعاد، ومنذ لحظة اعتقال السلطات العراقية لسعاد بدأت حلة العذاب واستمرار التحقيق والاهانات من أجل استخراج المعلومات من الشهيدة سعاد، عمدت سلطات الاحتلال إلى دس مادة مخدرة في طعامها، واصطحبتها سلطات الاحتلال إلى منزلها لمراقبة المكالمات الهاتفية وعندما طلب منها الضابط أن تتصل بالشهيدة وفاء تطلب منها الحضور·· رفضت سعاد القيام بذلك، وأخذوها مرة أخرى إلى سجن الأحداث حيث بدأت مرحلة التعذيب· وقد طلبت الشهيدة من والدتها أن تحضر لها دواء التنفس لأنها في وضع قاس، ورغم توسل والدتها إلى الضابط المسؤول عن السجن بأن يسمح لها برؤية ابنتها إلا أنه رفض وبشدة·
وبعد تعذيب جسدي ونفسي تعرضت له هذه الشابة الوطنية وفي يوم 1991/2/6 قامت سلطات الاحتلال بشنقها، وألقت بجثمانها الطاهر بالقرب من منزل أهلها· أما عن حالة الجثمان فقد كانت هناك علامات شنق بسلسلة أو حبل في رقبة الشهيدة والأرجح أنها سلسلة، كما احتقن الدم في الجزء الأسفل من جسمها·