- إنضم
- 16 يوليو 2010
- المشاركات
- 4,416
- مستوى التفاعل
- 3
- النقاط
- 0
رواية ((طبيبة في بيت البرزنجي))
بغداد العشرينات وبداية الثلاثينات في ذاكرة امرأة تشيكية
بغداد العشرينات وبداية الثلاثينات في ذاكرة امرأة تشيكية
-11.jpg)
هي رواية ثقافية من الأدب التشيكي للأديبة التشيكية (إيلونا بورسكا).
تتحدث عن طبيبة تشيكية اسمها (فلاستا كالوفا) جاءت إلى بغداد وعمرها عشرون سنة فتاة نحيلة ضئيلة الجسم ذات شعر أسود مولودة في الأراضي التشيكية تركت بلادها مهاجرة إلى الشرق بدافع إنساني عظيم وبوحدتها المضنية تكبدت أعباء رحلة مرهقة تستحثها غاية نبيلة وهي دراسة أمراض هذا البلد ((بغداد)) لتكون له سنداً في محنته بعيداً عن أي نوازع أنانية أو بحث عن سراب أو مجد أو حتى رغبة في الاستكشاف الجغرافي كما يفعل الغربيون عادة، وهناك أقامت لها مستوصف تشيكوسلوفاكي في بغداد وهو (بيت البرزنجي) المكان الذي استأجرته في حي الميدان قرب ((الباب المعظم)) ومنه أتت تسمية الرواية، وهناك خالطت المجتمع وتفاعلت مع الناس بروح طيبة ونفس منفتحة وقدمت لهم المساعدات الطيبة، وحدثت بينها وبين البغداديين ألفة عجيبة فلم تراودها مشاعر اغتراب أو وحدة وتعرفت هناك على نخبة من المثقفين العراقيين وصفوة من مجتمع الأجانب الصغير المغلق وتزوجت من رجل إيطالي محب للموسيقى والفنون.
تتحدث عن طبيبة تشيكية اسمها (فلاستا كالوفا) جاءت إلى بغداد وعمرها عشرون سنة فتاة نحيلة ضئيلة الجسم ذات شعر أسود مولودة في الأراضي التشيكية تركت بلادها مهاجرة إلى الشرق بدافع إنساني عظيم وبوحدتها المضنية تكبدت أعباء رحلة مرهقة تستحثها غاية نبيلة وهي دراسة أمراض هذا البلد ((بغداد)) لتكون له سنداً في محنته بعيداً عن أي نوازع أنانية أو بحث عن سراب أو مجد أو حتى رغبة في الاستكشاف الجغرافي كما يفعل الغربيون عادة، وهناك أقامت لها مستوصف تشيكوسلوفاكي في بغداد وهو (بيت البرزنجي) المكان الذي استأجرته في حي الميدان قرب ((الباب المعظم)) ومنه أتت تسمية الرواية، وهناك خالطت المجتمع وتفاعلت مع الناس بروح طيبة ونفس منفتحة وقدمت لهم المساعدات الطيبة، وحدثت بينها وبين البغداديين ألفة عجيبة فلم تراودها مشاعر اغتراب أو وحدة وتعرفت هناك على نخبة من المثقفين العراقيين وصفوة من مجتمع الأجانب الصغير المغلق وتزوجت من رجل إيطالي محب للموسيقى والفنون.
في مذكراتها الخاصة تحدثت الطبيبة عن أصدقائها العرب وتجربتها وعادات وتقاليد المجتمع البغدادي والظروف التي واجهتها بدقة وإحساس من عاشها باللون والطعم والنكهة وصورت المشاعر بذائقة أدبية مرهفة حتى مشاهد المواكب الحسينية في الكاظمية أيام عاشوراء حظيت بوصفها الدقيق الشامل.
والرسالة التي وجهتها الطبيبة في مذكراتها هي أن الإنسان يبقى ينتمي إلى ذاكرة الإنسانية بروابط محبة وموجة بعيداً عن الفروق الخارجية وتباين الموروث الثقافي، ولون البشرة، هناك روح مشعة بالإيمان والمحبة تبقى في تفاعل مع الآخر رغم كل هذه الفوارق ولهذا يجتاحها حنين فياض إلى ذكرياتها في الشرق بعد سنين البعاد، وتوقها إلى وطن شبابها عندما حل بها المقام إلى وطنها الأم، فهي تعيب على الغرب نظرته المتعالية والتقوقع داخل شرنقة معزولة عن المجتمع العربي كما فعل الإنجليز أثناء احتلالهم للعراق، فلو تنزهرت الماقصد والنوايا عن الطمع والهيمنة والاستعلاء وكانت روح المحبة والطيبة والود هي الباعث لنبتت حقول من المشاعر الإنسانية الرفيعة تنمو وتتبرعم بين الشعوب مهما كانت انتماءاتها.
أما الطمع بثروات الشعوب بكل أصنافها والاستحواذ والاستضعاف لن يخلق سوى سدود منيعة وحواجز كبيرة من الرفض والاستنكار والسخط، فها هي الطبيبة (فلاستا كالوفا) تقول للدكتور (ياروسلاف سليبكا) في سنة 1962 حينما قرر السفر في خريف هذه السنة إلى بغداد للعمل في رئاسة معهد التشريح المجهري ((إننا كبشر نتشابه رغم الفروق الخارجية واختلاف التراث الثقافي ولون البشرة)).
نلاحظ أن هذه الرواية تجمع بين أسلوب المؤلفة (إيلونا بورسكا) وأسلوب الطبيبة (فلاستا كالوفا) عبر رسائلها ومذكراتها حيث يتضح أن الطبيبة كانت أديبة هاوية ذات ثقافة واسعة تعرف أربع عشر لغة وقد كتبت أعمالاً أدبية لم يقدّر لها أن ترى النور، وعزت الكاتبة ذلك إلى أسلوب (فلاستا كالاوفا) في الكتابة، ذلك الأسلوب المقلد للأساليب الأدبية فقالت ربما كان من الممكن أن تحقق الأعمال نصيباً أفضل من النجاح لو أنها كتبتها باللغة الحية وذات الألوان، تلك اللغة التي كتبت بها رسائلها.
والروائية (إيلونا بورسكا) إذ تهيب في روايتها بشخصية المرأة التشيكية من خلال نموذج البطلة الحي ومواقفها الفريدة وعزيمتها الصلبة وشجاعتها النادرة حيث رحيلها وحيدة إلى الشرق في ظروف شائكة ومعقدة وتفانيها إلى حد ذوبانها في دفء هذا المجتمع المسالم.
والرسالة التي وجهتها الطبيبة في مذكراتها هي أن الإنسان يبقى ينتمي إلى ذاكرة الإنسانية بروابط محبة وموجة بعيداً عن الفروق الخارجية وتباين الموروث الثقافي، ولون البشرة، هناك روح مشعة بالإيمان والمحبة تبقى في تفاعل مع الآخر رغم كل هذه الفوارق ولهذا يجتاحها حنين فياض إلى ذكرياتها في الشرق بعد سنين البعاد، وتوقها إلى وطن شبابها عندما حل بها المقام إلى وطنها الأم، فهي تعيب على الغرب نظرته المتعالية والتقوقع داخل شرنقة معزولة عن المجتمع العربي كما فعل الإنجليز أثناء احتلالهم للعراق، فلو تنزهرت الماقصد والنوايا عن الطمع والهيمنة والاستعلاء وكانت روح المحبة والطيبة والود هي الباعث لنبتت حقول من المشاعر الإنسانية الرفيعة تنمو وتتبرعم بين الشعوب مهما كانت انتماءاتها.
أما الطمع بثروات الشعوب بكل أصنافها والاستحواذ والاستضعاف لن يخلق سوى سدود منيعة وحواجز كبيرة من الرفض والاستنكار والسخط، فها هي الطبيبة (فلاستا كالوفا) تقول للدكتور (ياروسلاف سليبكا) في سنة 1962 حينما قرر السفر في خريف هذه السنة إلى بغداد للعمل في رئاسة معهد التشريح المجهري ((إننا كبشر نتشابه رغم الفروق الخارجية واختلاف التراث الثقافي ولون البشرة)).
نلاحظ أن هذه الرواية تجمع بين أسلوب المؤلفة (إيلونا بورسكا) وأسلوب الطبيبة (فلاستا كالوفا) عبر رسائلها ومذكراتها حيث يتضح أن الطبيبة كانت أديبة هاوية ذات ثقافة واسعة تعرف أربع عشر لغة وقد كتبت أعمالاً أدبية لم يقدّر لها أن ترى النور، وعزت الكاتبة ذلك إلى أسلوب (فلاستا كالاوفا) في الكتابة، ذلك الأسلوب المقلد للأساليب الأدبية فقالت ربما كان من الممكن أن تحقق الأعمال نصيباً أفضل من النجاح لو أنها كتبتها باللغة الحية وذات الألوان، تلك اللغة التي كتبت بها رسائلها.
والروائية (إيلونا بورسكا) إذ تهيب في روايتها بشخصية المرأة التشيكية من خلال نموذج البطلة الحي ومواقفها الفريدة وعزيمتها الصلبة وشجاعتها النادرة حيث رحيلها وحيدة إلى الشرق في ظروف شائكة ومعقدة وتفانيها إلى حد ذوبانها في دفء هذا المجتمع المسالم.
طبعت من هذه الرواية 120 ألف نسخة ترجمها إلى اللغة العربية (حسين العامل) وراجعها وحررها الدكتور ((مجيد الراضي)) وإذ يقول المترجم في مفارقة لطيفة أعجبتني (( إنها الأقدار حيث غادرت فتاة تشيكية هذه الأراضي الطيبة ويقصد تشيكوسلوفاكيا لتتخذ من بغداد وطناً لها، أما أنا فقد لعبت الأقدار دورها في أن تكون (براغ) وطناً لي بعد أن فقدت وطني بغداد)).
.
الرواية تصدر عن دار المدى للثقافة والنشر/ سوريا.
وهذه الطبعة السادسة لها، حيث كانت الطبعة الأولى سنة 2002 م بعد أن جمعت المؤلفة مخطوطات ومذكرات ورسائل الطبيبة (فلاستا كالاوفا) ونقحتها وصاغتها صياغة أدبية رائعة.
الرواية تصدر عن دار المدى للثقافة والنشر/ سوريا.
وهذه الطبعة السادسة لها، حيث كانت الطبعة الأولى سنة 2002 م بعد أن جمعت المؤلفة مخطوطات ومذكرات ورسائل الطبيبة (فلاستا كالاوفا) ونقحتها وصاغتها صياغة أدبية رائعة.
دمتم بود ،،،،،
التعديل الأخير: